إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
السلام عليكم

ما حكم الشرع في المواقع التي تساعد على إيجاد الزوج المناسب ويكون كل شيء حلالا، يعني في البداية نتعرف على بعض وإذا حصل تفاهم بيننا يأتي ويخطبني ويتزوجني في الحلال أمام كل الناس

وشكرا.
الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأما سؤالك عن الحكم في هذه المواقع التي قد تساعد على إيجاد الزوج المناسب بحيث تهيئ وتقدم المساعدة لتمكين الراغبين في الزواج، فهذا أمر فيه تفصيل، فإن هناك من المواقع من لا يلتزم أحكام الشرع ويكون الأمر فيه مفتوحاً، فهذا لا يخفى على نظرك الكريم أنه لا يجوز لما يحتويه من الأمور المحرمة كأن يمكِّن الرجل من الكلام مع الفتاة وأن يرى وجهها ويراها عبر شبكة المعلومات وغير ذلك من التصرفات التي لا يجوز، وهذا فيه من الضرر المحقق ما هو معلوم، فإن كثيراً من الناس يدخل مثل هذه المواقع بقصد اللعب والتلاعب والتسلية بأعراض الناس وليس بقصد الزواج وهذا منتشر.

ومثل هذا النوع من التعامل هو محرم لا يجوز لما فيه من المفاسد المحققة ولما فيه من التعرض للعلاقات المحرمة، فإن كثيرا من أصحاب السوء ينشرون شباكهم ويلقون بمصايدهم لإيقاع الفتيات المؤمنات في حبائلهم، فالحذر الحذر، وينبغي طاعة الله في كل شيء، فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب).

وأما المواقع التي تتبع أسلوبا مشروعا، فهذه المواقع لا بد أن يرى في الضوابط التي تقوم بها، وقد أشرنا إلى هذه الضوابط وإلى حكم التعامل معها في جواب مستقل، فإليك الجواب وهو برقم: (24725 - 15524).

وأما عن سؤالك الكريم الذي أشرت فيه إلى السؤال عن حكم تعلم الآداب التي ينبغي أن تكون لدى الزوج والزوجة من المعاشرة الجنسية وغير ذلك، فهذا أمر واسع ومنتشر، وليس هو مقصورا على تعلم أمور الفراش والتعامل بين الزوجين في ذلك، بل هو شامل لجميع الحياة الزوجية، ابتداء من الخطبة وانتهاءً باللقاء بين الزوجين في ليلة الزفاف ثم بعد ذلك المعاملة التي لا بد أن تكون عليها الزوجة والزوج في حياتهما الزوجية وفي معاملتهما مع بعضهما البعض.

إذن فلا بد أن يكون الاطلاع شاملاً وواسعاً لتكون الفتاة المؤمنة على بينة في كيفية التعامل المشروع مع زوجها ولتعلم كيف تستطيع أن ترضي زوجها وكيف تتعامل معه بما يسعده سواء كان ذلك في أمور الفراش أو كان ذلك في التعامل العادي والتعامل الاجتماعي، وهذا أمر ليس جائزاً فحسب بل هو مرغوب ومطلوب، فإنه من العلم النافع الذي حثَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) أخرجه مسلم في صحيحه. وقال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق عليه، فهذا من الفقه في الدين، فإن تعلم أحكام الشرع وتعلم ما ينبغي للزوجة أن تفعله مع زوجها وما ينبغي للزوج أن يكون عليه مع زوجته هو من صلب الدين وهو من الأمور المشروعة التي حث عليها ربنا جل وعلا، ولكن هاهنا تنبيهٌ لا بد من الالتفات إليه وهو أن تكون الفتاة طالبة للتفقه في دينها والتفقه في كيفية معاشرة زوجها من جميع النواحي ولكن بالطريق المشروع، فيغلط كثير من الناس من الرجال والنساء فيظنُّ أن هذا الأمر يطلب فيه الاطلاع على الأفلام الرذيلة والأفلام الفاحشة أو المشاهد الساقطة أو قراءة الكتب التي لا تراعي شرع الله ولا تراعي حدوده والتي تطرح أموراً ما يسمى بالثقافة الجنسية طرحاً بعيداً عن الإسلام وبعيداً عن ضوابط الشرع، بل ربما أرفقت كثيراً من الصور وكثيراً من القصص التي لا يكون لها أي فائدة في تحقيق العلم وتحقيق المعرفة في هذا الجانب.

إذن الجواب على سؤالك هو أن تعلم هذه الآداب وهذه الأمور من صميم الدين وهو من العلم النافع، ولكن مع مراعاة شرع الله جل وعلا ومع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك دون أن يكون هنالك تناول للمحرمات بالعرض المشاهد أو بالكتابة التي تثير الحرام وتثير الشهوات وربما عرضت هذه المواضيع عرضًا غير مشروع يؤدي إلى فهم مغلوط ويؤدي إلى التنفير، وقد وقع أن سائلة سئلت عن قرب زواجها فقامت والدتها فجاءتها بمجلة هابطة خليعة فيها عرض الفواحش، فنظرت هذه الفتاة في هذه الصور وهذه المشاهد والعياذ بالله تعالى ثم أصابتها بعد ذلك صدمة عنيفة وكرهت المعاشرة وأصبحت خائفة منها وأصبحت لا ترغب في الزواج، وهذا السؤال قد تمت الإجابة عليه وهو من الوقائع التي ترى والمشاهدة في أحوال الناس، فالصواب هو اتباع شرع الله جل وعلا، فإن هذا الدين دينٌ كامل قد كمَّله الله جل وعلا وجعل فيه كل ما فيه سعادة الإنسان سواء كان ذلك من الناحية النفسية كعلاج الأمراض النفسية أو من الناحية الاجتماعية كأمور تسيير الزواج وتسيير العلاقة بين الزوجين، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضع أحدكم صدقة) يعني الجماع. فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك؟ فقال: (أرأيت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر) أخرجه مسلم في صحيحه.

وإن احتجت إلى أي سؤال مباشرٍ في هذا المعنى يعينك على فهم حقيقة التعامل مع الزوج سواء كان ذلك من الناحية الاجتماعية أو من ناحية الفراش أو غير ذلك فكل ذلك متوفر وبإمكانك أن تكتبي إلى الشبكة الإسلامية ليتولى الإخوة المختصون الإجابة على هذا السؤال.

نسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباده الصالحين، ونسأله أيضاً أن يمنَّ عليك بالزوج الصالح الذي يقر عينك وأن يجعلك ممن قال تعالى فيهم:{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}.

وبالله التوفيق.
المجيب :

منقول للاستفادة
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0


جزاك الله خيراً

الله يعطيك العافية [fot1]الهاشمي [/fot1]على نقل الاستشارة

تحياتي جواد البحر
cVu18939.gif

 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
[frame="7 80"]معلومات قيمة ومفيدة
جزاك الله خيرا
يالهاشمي
ع النقل الموفق والطرح الرائع
[/frame]
 
أعلى