إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
الاستغفار هو طلب المغفرة من العزيز الغفار وطلب الإقالة من العثرات من غافر الذنب وقابل التوب

قال ابن الأثير : في أسماء الله تعالى الغَفّار والغَفور ، وهما من أبنية المبالغة ، ومعناهما الساتر لذنوب عباده وعُيوبهم المُتجاوِز عن خطاياهم وذنوبهم . وأصل الغَـفْـر التغطية . يقال : غفر الله لك غفراً وغفراناً ومغفرة . والمغفرة إلباس الله تعالى العفو للمُذنبين .

قال ذو النون المصري : الاستغفار جامع لِمَعانٍ :

أولهما : الندم على ما مضى

الثاني : العزم على الترك

والثالث : أداء ما ضيعت من فرض الله

الرابع : رد المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها

الخامس : إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام

السادس : إذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية .

وبالاستغفار تُختتم العبادات ليُقر العبد بتقصيره فيُغفر له ذنبه قال سبحانه في الحج : ( ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

وفي الأسحار عند الفراغ من قيام الليل : ( كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )

وأثنى الله على المستغفرين بأوقات السحر فقال: ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ )

ويكون الاستغفار عند جموح النفس لمواقعة الذّنب ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )

وقال سبحانه وتعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )

والاستغفار جاء على ألسنة أنبياء الله ورسله

فعلى لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه ُ)

وقال على لسان نبيّه هود عليه الصلاة والسلام : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ )

وجاء على لسان صالح عليه الصلاة والسلام : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ )

وعلى لسان شعيب عليه الصلاة والسلام ( وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ )

وبه تُفتّح مغاليق الأمور

قال سبحانه وتعالى على لسان نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ )

وبالاستغفار تُستمد الأرزاق ، ويُستكثر من المال والولد ، وتُستمطر الرّحمات .

قال جل جلاله على لسان نوح عليه الصلاة والسلام : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا

* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )

وبالاستغفار يُودّع الميت .

ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت ؛ فإنه الآن يسأل . رواه أبو داود .

وبالاستغفار تتحاتّ الخطايا والذنوب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا غُفرت ذنوبه وإن كان فارّاً من الزحف . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه .

قال ابن عيينة : غضب الله داء لا دواء له .

وعقّب عليه الإمام الذهبي بقوله : دواؤه كثرة الاستغفار بالأسحار والتوبة النصوح .

وقد كان الذي غُفِر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر عليه الصلاة والسلام يقول : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة . رواه البخاري .

وقال عليه الصلاة والسلام : إنه ليُغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : والمراد هنا ما يتغشى القلب . قال القاضى : قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه فإذا فَتَرَ عنه أو غفل عدّ ذلك ذنبا واستغفر منه .

وروى مكحول عن أبي هريرة قال : ما رأيت أكثر استغفاراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال مكحول : ما رأيت أكثر استغفارا من أبي هريرة . وكان مكحول كثير الاستغفار .

فَحَريٌّ بنا ونحن نودّع عاماً ونستقبل آخر جديد أن نودّع هذا بالاستغفار ونستقبل ذاك بالاستغفار نستقبله باستغفار الصادقين

قال القرطبي : قال علماؤنا : الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان لا التلفظ باللسان ، فأما من قال بلسانه : استغفر الله ، وقلبه مُصِرٌّ على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار ، وصغيرته لاحقةٌ بالكبائر . وروي عن الحسن البصري أنه قال : استغفارنا يحتاج إلى استغفار .

قال بكر عبد الله المزني : أنتم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار ، فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين كل سطرين استغفار سرّه مكان ذلك .

قال سفيان الثوري لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين : لا أقوم حتى تحدثني . قال له جعفر : أنا أحدثك ، وما كثرة الحديث لك بخير .يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها ، فإن الله عز وجل قال في كتابه : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ، فإن الله تعالى قال في كتابه : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) يا سفيان إذا حَزَبَك أمرٌ من سلطان أو غيره فأكثر من : لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ فإنها مفتاح الفرج ، وكنز من كنوز الجنة .فعقد سفيان بيده وقال ثلاث ونصف ثلاث . قال جعفر : عقلها والله أبو عبد الله ، ولينفعنه الله بها .

وفي وصية علي بن الحسن المسلمي : وأكثر ذكر الموت ، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك ، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك .

طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً . كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
 
إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
أن يراعي الهمّ والخواطر والإرادات والعزائم التي في نفسه ، فالنفس لها إرادة وعزيمة وهم، تهم بالشيء، فمن أصدق الأسماء الحارث وهمّام ، لأن النفس تهمّ وتحرث، فلها همّ وعمل، فإذاً يبدأ بالمحاسبة على ما همّ به وما أراده وما خطر بباله، فالمحاسبة تبدأ من مرحلة الخواطر والإرادات والعزائم ، وهذه محاسبة قبل العمل، فيفكّر في إرادة العمل هذا هل هي في مصلحته ؟ فإن كان نعم أقدم عليه، وإن كان ليس في مصلحته تركه..

ولذلك يقول الحسن رحمه الله : [ رحم الله عبداً وقف عند همّه يحاسب فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ولم يعمل

هذا النوع من المحاسبة مهم جداً في إيقاع الأعمال على الإخلاص، بدون المحاسبة هذه تقع الأعمال بغير الإخلاص فيهلك الإنسان وهو يعمل (( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3) تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً (4))) سورة الغاشية : 3-4 ، فما استفاد من العمل شيء مع أن ظاهره أعمال صالحة لكن لأنها ليست لله.

وكذلك ينظر ثانياً إذا تحركت نفسه لعمل من الأعمال وقف، هل هذا العمل مقدور عليه أو غير مقدور، فإن كان غير مقدور تركه حتى لا يضيع الوقت، وإن كان مقدوراً عليه وقف وقفة أخرى ونظر هل فعله خير من تركه أو تركه خير من فعله، فإن كان فعله خير من تركه عمله وإن كان تركه خيراً من فعله ..،وإذا كان فعله فيه مصلحة. هل سيفعله الآن والباعث عليه الله وإرادة وجهه أو الباعث عليه أمر آخر (جاه المخلوق وثنائهم ومالهم).

وهذه المحاسبة مهمة جداً في وقاية النفس من الشرك الخفي، الأول يقيها من الشرك الأكبر والأصغر ويقيها أيضاً من الشرك الخفي، ولئلا تعتاد النفس الشرك وتقع في مهاوي الرياء، لذلك فإن هناك أربع مقامات يحتاج إليها العبد في محاسبة نفسه قبل العمل

هل هو مقدور عليه.

هل فعله خير من تركه.

هل هو يفعله لله.

ماهو العون له عليه.

والاستعانة طبعاً بالله (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) سورة الفاتحة

محاسبة النفس بعد العمل

وهو على ثلاثة أنواع

أولاً: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله، مثل تفويت خشوع في الصلاة وخرق الصيام ببعض المعاصي أو فسوق وجدال في الحج، كيف أوقع العبادة؟هل على الوجه الذي ينبغي؟هل وافق السنة؟هل نقص منها؟

حق الله في الطاعة ستة أمور

· الإخلاص في العمل

· النصيحة لله فيه

· متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم

· أن يحسن فيه ويتقن فيه

· أن يشهد منّة الله عليه فيه أنه جاء توفيق من الله وتيسير للعمل الصالح وإعانة منه

· أن يشهد تقصيره بعد العمل الصالح ، وأنك مهما عملت لله فأنت مقصر

ثانياً: محاسبة على عمل كان تركه خير من فعله، وهذا يمكن أن يكون للمعاصي، أو اشتغال بمفضول ففاته الفاضل، مثل أن يشتغل بقيام الليل فتفوته صلاة الفجر، أو يشتغل بأذكار وغيرها أفضل منها، كما قال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين: [ لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وُزِنَت بما قلتِ لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه،سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته].

ثالثاً: محاسبة على أمر معتاد مباح لمَ فعله؟ هل أراد به الله أم الدار الآخرة؟أم فاته الربح وعمله عادة؟، فتحاسب نفسك على الأمور المباحة والعادات، هل كان لك فيها نية صالحة أو ذهبت عليك؟

فالمحاسبة تولد عنده أرباح مهمة يحتاجها يوم الحساب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: [ أن الذي ينفق نفقة على أهله يحتسبها تكون له صدقة]، وأراد لفت النظر إلى أن ما ينفقه الناس على أهلهم بالعادة إذا كان فيه نية حسنة فليس خارجاً عن الصدقة بل داخل فيها وأجرها، حتى يتشجع الناس للإنفاق على أهليهم ولا يبخلوا على أولادهم ، بل يحتسبون الأجر بدون إسراف ولا تقتير.

من أين نبدأ في محاسبة النفس؟

قال ابن القيم رحمه الله مختصر كلامه- : أن يبدأ بالفرائض فإذا رأى فيها نقص تداركه ثم المناهي "المحرمات" فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ثم يحاسب نفسه على الغفلة عما خُلِق له، فإن رأى أنه غفل عما خُلِق له فليتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله ويحاسب نفسه على كلمات الجوارح من كلام اللسان ومشي الرجلين وبطش اليدين ونظر العينين وسماع الأذنين ماذا أردتُ بهذا ولمن فعلته وعلى أي وجه فعلته؟

السُبُل العملية.. التفكير في المجالات أين يتجه الإنسان عند المحاسبة..

الفرائض ، ويجب أن نعرف أن جنس الواجبات في الشريعة أعلى من ترك المحرمات، كلاهما لابد من، لكن للفائدة فجنس فعل الواجب أعلى في الشريعة وأكثر أجراً من جنس ترك المحرم، لأن الواجبات هي المقصود الأصلي وهذه المحرمات ممنوعة، ولكن ماهو الأصل؟ أن تقوم بالواجبات، فأول ما يبدأ بالفرائض فإن رأى منها نقصاً تداركه ( الوضوء-الصلاة-الصيام بدون نية- كفارة اليمين)..، فاستدراك الخطأ في الواجبات نتيجة للمحاسبة، وهناك تقصير يمكن استدراكه وهناك آخر لا.

المحرمات والمناهي..، فهناك أمور تحتاج التوقف الفوري(كسب حرام عمل حرام)، وأشياء تدارُكها(التخلص من الأموال الحرام بعد التوبة-أكل حقوق العباد فيعيد المال إلى أصحابه)، وبعضها يحتاج إلى التحلل منها وطلب السماح ، وهناك أشياء لا يمكن تداركها إلا بالتوبة والندم وعقد العزم على عدم العودة والإكثار من الحسنات الماحية لأن الله تعالى قال: ((وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ )) سورة هود : 114 .

ثم يحاسب نفسه على الغفلة عما خُلِق له(الانغماس في الملاهي والألعاب مع أنها ليست حرام)، فيتدارك ذلك بأن يأتي بفترات طويلة تفوقها في الذكر والعبادة والأعمال الصالحة لتعويض الغفلة التي حدثت..

وهناك طريقة أخرى للمحاسبة وهي محاسبة الأعضاء، ماذا فعلت برجلي؟بيدي؟بسمعي؟ ببصري؟ بلساني؟، المحاسبة على الأعضاء تعطي نتيجة فيكون الاستدراك بإشغال الأعضاء في طاعة الله، ثم المحاسبة على النوايا (ماذا أردت بعملي هذا؟ وما نيتي فيه؟.

والقلب من الأعضاء ولابد له من محاسبة خاصة لصعوبة المحاسبة في النوايا لأنها كثيراً ما تتقلب فسمّي القلب قلباً من تقلّبه..

وينبغي للعبد كما أن له في أول نهاره توصية لنفسه بالحق أن يكون له في آخر نهاره ساعة يطالب نفسه فيها ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء.

فالمحاسبة لما ضرب لها العلماء مثل محاسبة الشريك الشحيح لشريكه فهذا فيه تدقيق، وهي صفة مهمة للمحاسبة؛ أن الإنسان يدقق مع نفسه ويفتّش الأمور تفتيشاً بالغاً، فقد يتناسى أشياء وهي خطيرة، ومع النفس لا تصلح المسامحة [ رحم الله امرءاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى]، نعم يفوّت للناس ولكن مع نفسه لا يفوّت..! فينبغي أن يكون هناك تدقيق زائد للنفس.

ومعاقبة النفس على التقصير مهمة بإلزامها بالفرائض والواجبات والمستحبات بدلاً من المحرمات التي ارتكبتها،والعجب أن الإنسان يمكن أن يعاقب عبده وأمته وأهله وخادمته وسائقه والموظف عنده على سوء الخلق والتقصير ولكن لا يعاقب نفسه على ما صدر عن نفسه من سوء العمل.

ماهي العقوبات؟

اسم العقوبات فيها تسامح وتجوّز، العقوبات المقصود منها أنك تلزم نفسك بطاعات، ولنضرب لذلك أمثلة من السلف كيف كانوا يعاقبون أنفسهم:

- عاقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه حين فاتته صلاة العصر في جماعة بأن

- تصدّق بأرض قيمتها مائتي ألف درهم

- - ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة

- فاتت ابن أبي ربيعة ركعتا سنة الفجر فأعتق رقبة

والتقصير عند السلف من أصحاب النفوس العالية ليس ترك واجب أو فعل محرم ، لكن تقصير في واجب و مستحب، أي فوات طاعة مثلاً أو أذكار وأوراد، والمعاقبة أن يضاعف الأذكار والأوراد.

والنفس لا تستقيم إلا أن تُجَاهد وتُحَاسَب و تُعَاقَب..، ومما يعين على معاقبة النفس أو إرغام النفس على استدراك النقص؛ التأمُّل في أخبار المجتهدين.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كُتِب من القانتين، ومن قام بألف آية كُتِب من المقنطرين)).

ومن تأمل في حال السلف وماذا كانوا يفعلون مع ندرة النماذج هذه في هذا الزمان لعله يقود إلى معاقبة النفس بإلزامها بمزيد من العبادات والمستحبات إذا قصّرت..

قالت امرأة مسروق : ما كان يوجد مسروق إلا وساقاه منتفختان من طول الصلاة، والله إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له.

قال أبو الدرداء: لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً ، الظمأ لله بالهواجر ، والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة قوم ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.

أم الربيع كانت تشفق على ولدها من كثرة بكائه وسهره في العبادة فنادته(يابني لعلك قتلت قتيلاً) قال : (نعم يا أماه) قالت : (فمن هو حتى نطلب أهله فيعفو عنك، فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك) قال( يا أماه..هي نفسي!!).

قال القاسم بن محمد : غدوت يوماً وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة رضي الله عنها أسلم عليها، فغدوت يوماً إليها فإذا هي تصلّي الضحى وهي تقرأ ( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)) سورة الطور : 27 ,وتبكي وتدعو وتردد الآية وقمت حتى مللت وهي كما هي فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فلما فرغت من حاجتي رجعت إليها فوجدتها كما هي ففرغت ورجعت وهي تردد الآية وتبكي وتدعو!

هذه القلوب، سريعة الذنوب، لابد من قرعها ومطالعة ما فيها، ومن قواعد المحاسبة توبيخ النفس، لأنها مادامت أمارة بالسوء فتحتاج إلى شدة وتوبيخ والله أمر بتزكيتها وتقويمها ، فهي تحتاج إلى سلاسل ولا تنقاد إلا بسلاسل القهر إلى العبادة ولا تمتنع عن الشهوات إلا بهذه السلاسل ولا تنفطم عن اللذات إلا بهذا الحزم معها، فإن أهملت نفسك جمحت وشردت وإن لازمتها بالتوبيخ والمعاتبة والملامة كانت هي النفس اللوامة ويُرجى أن ترتقي بعد ذلك إلى النفس المطمئنة.

كيف يحاسب الإنسان نفسه ؟بماذا يذكر نفسه؟ بنقصها..بخستها ودناءتها وما تدعو إليه من الحرام وترك الواجب والتفريط في حق الله..

فوائد المحاسبة ومصالحها

أن المرء يطّلع على عيوب نفسه ويكتشف أشياء تدهشك ولا يفقه الرجل حتى يمقت نفسه ويحتقرها في جنب الله، وكان بعض السلف يقول في دعائه في عرفة ( اللهم لا ترد الناس لأجلي)! ، وكان محمد بن واسع يقول: (لو كان للذنوب ريح ماقدر أحد أن يجلس إليّ)!، مع أنه من كبار العباد في هذه الأمة، وقال يونس بن عُبيد: ( إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة)!

وهذا حمّاد بن سلمة دخل على سفيان الثوري وهو يحتضر فقال: ( يا أبا عبد الله أليس قد أمنت مما كنت تخافه وتقدم على من ترجوه وهو أرحم الراحمين؟!) قال: (يا أباسلمة أتطمع لمثلي أن ينجو من النار) قال: (إي والله إني لأرجو لك ذلك).

وقال جعفر بن زيد: ( خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت: لأرمقنّ عمله، فالتمس غفلة الناس فانسلّ وثبا فدخل غيظة (مجموعة أشجار ملتفة) قريب منا، فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي فجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت إليه أو عدّه جرو! فلما سجد قلت الآن يفترسه فجلس ثم سلّم ثم قال: ( أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر)، فولّى وإن له زئيراً، فمازال كذلك يصلي حتى كان الصبح فجلس يحمد الله وقال: (اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يستحي أن يسألك الجنة)! ثم رجع وأصبح وكأنه بات على حشاياً ، أما أنا فأصبح بي ما الله به عليم من هول ما رأيت!

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (اللهم اغفر لي ظلمي وكفري)، فقال قائل: ( يا أمير المؤمنين هذا الظلم فما الكفر؟) قال: (إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) سورة ابراهيم : 34 ، فإذا تمعّن الإنسان حال السلف عرف حاله والبعد الشديد مابينه وبينهم.

إذاً ففي المحاسبة

· مقارنة حال بحال فينكشف التقصير العظيم.

· ومن التفكر في العيوب أن الإنسان ينظر في عمله ما دخل عليه فيه من العُجب والغرور فيرى نفس كاد أن يهلك ومهما عمل فهو مقصِّر.

· أن يخاف الله عزوجل.

· ومما يعين على المحاسبة استشعار رقابة الله على العبد وإطلاعه على خفاياه وأنه لا تخفى عليه خافية (( وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) )) سورة ق : 16 . وقال تعالى: (( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)) سورة البقرة : 235 .

· من الأشياء المهمة في المحاسبة التفكر في الأسئلة يوم القيامة وأن تعلم أنك مسئول يوم القيامة ، ليس سؤال المذنبين فقط، فالله تعالى قال: ((لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ)) سورة الأحزاب : 8 ، وإذا كان الصادقين سيسألهم الله عن صدقهم فما بالك بغيرهم؟! (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) )) سورة الأعراف : 6 وحتى الرسل يُسألون..!!!

للشيخ محمد بن صالح المنجد
 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه


موضوع في غاية الأهمية وفي قمة الروعة

جزاك الله خيرا أخي

الهاشمي
 

أبوأسرار

:: عضو متفاعل ::
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
211
مستوى التفاعل
0
[fot1]شكر خاص للأخ الهاشمي علىالشرح وفوائد الاستغفارويتفبل الله منا ومنكم صالح الاعمال[/fot1]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
احب الاعمال الى الله

أحب الأعمال إلى الله


في البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال الوليد ابن عيزار أخبرني: قال سمعت أبي عمرو الشيباني يقول:" أخبرنا صاحب هذه الدار ( وأومأ بيده إلى دار عبد الله) قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال:" الصلاة على وقتها", قال: ثم أي ؟ قال:" ثم بر الوالدين"، قال ثم أي ؟ قال:" الجهاد في سبيل الله", قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني".
ا الحديث على خصال ثلاث هي أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى: أولاهما: الصلاة في وقتها, وقد دلت النصوص الكثيرة على عظم فضل من أوقعها في الوقت كما تضافرت الأدلة الشرعية على عظم جرم من أخرجها عن وقتها ويكفينا في التدليل على ذلك ما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الذي تفوته صلاة العصركأنما وتر أهله وماله": أي كأنما أصيب بأهله وماله.
وهذا التفسير للحديث يندرج على رواية النصب لكلمتي: أهله وماله، وروى بالرفع لهما وفسره مالك بقوله كأنما انتزع منه أهله وماله وكلمة (على) هاته: التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الصلاة على وقتها هي دالة على الاستعلاء حسب أفضل التفاسير، والاستعلاء هاهنا يراد به التمكن من أدائها في جزء من أجزاء الوقت, ويؤخذ منه: التنصيص على أن هاته الأفضلية تخص بأدائها في جميع أجزاء الوقت.
وقال ابن بطال: "المراد البدار إلى أداء الصلاة في أول الوقت لأن ذلك هو الأحب إلى الله فيؤخذ من هذا أن اداء الصلاة في أول الوقت هو الأحب إلى الله". قال ابن دقيق العيد: ليس في هذا اللفظ ما يقتضي أولاً ولا آخراً وإنما المراد به الاحتراز عما إذا وقعت قضاء". وتعقبه بعضهم بأن لفظ أحب أفعل تفضيل يقتضي المشاركة والزيادة وعليه فيقتضي ذلك أن المحترز عنه محبوب وليس أداء الصلاة بعد وقتها بمحبوب لله تعالى بل هو محرم، فلا ينبغي أن يكون محترزا عنه وهذا يقتضي أن المحترز عنه إنما هو أداؤها في آخر الوقت.
والخلاصة أن أحب الأعمال إلى الله هو أداء الصلاة في أول وقتها.
وثانيها: بر الوالدين والمراد به الإحسان إليهما وامتثال أوامرهما في غير ما يؤدي إلى معصية الله تعالى ورعايتهما رعاية تامة مثل ما رعياه من قبل، مع ترك الإساءة إليهما ولو بما لا يسئ عرفا إذ كانا سبباً في وجوده ورعياه صغيراً جاهلاً محتاجاً فآثراه على أنفسهما، وسهرا ليلهما وأناماه، وجاعا وأطعماه وعريا و**واه.
لذا لا يملك لهما الجزاء ولو ولي منهما ما ولياه منه، لما لهما من فضيلة التقدم بالنعمة على المكافي عليها وهذا المعنى قد أشار له الله تعالى في كتابه العزيز فأرشدنا إلى أن المرء لا يطمع بمجازاة والديه عما قدماه إليه، وحسبه أن يتوجه بالدعاء لهما عسى أن يتفضل الله عليهما بأحسن الجزاء وأجز له فهو الكفيل بإعطائهما جزاء ذلك العمل. قال جل من قائل: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.
قال ابن العربي في تفسيره:" معناه ادع لهما في حياتهما وبعد مماتهما بأن يرحمهما الباري كما رحماك ويرفق بهما كما رفقا بك، فإنه تعالى هو الكفيل بجزاء الوالد عن الولد، إذ لا يستطيع الولد مكافأة والديه أبدا, وفي الحديث: "لن يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه" فيخلصه من أسر الرق كما خلصه من أسر الصغر.
وكما يطلب البر بالوالدين شرعا في حالة الحياة كذلك بعد الممات. ففي الحديث الصحيح: "أنه جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله: هل بقي من بر والدي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال له صلى الله عليه وسلم:" نعم, الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما بعدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم الذي لا رحم لك إلا من قبلهما فهذا الذي بقي عليك".
ومما يروى من الأحاديث الدالة على بلوغ بعض الموفقين درجة عليا في الإحسان إلى الوالدين ما روي من أن البرامكة لما حبسوا كان منهم جنب في حاجة الاغتسال فقام ابنه بإناء ماء ليلة كاملة على السراج حتى دفئ فاغتسل به والده، فهذا لعمري منتهى البر بالأبوة.. فليعتبر شبابنا اليوم بأعمال أسلافهم ليفوزوا برضى الله وبره.
وثالثها: الجهاد في سبيل الله لحماية بيضة الإسلام وإعلاء كلمته و**ر شوكة الكفر وإذلاله.
وإذا كان هذا من بعض فضائل الجهاد فأحرى به أن يتبوأ المقام المحمود من بين الأعمال الصالحة، ويحسن بنا أن نذكر كلمة قررها عمنا المرحوم الشيخ محمد النيفر في تأليفه: حسن البيان في حكمة مشروعية الجهاد. وبها تقطع ألسنة بعض المتخرصين من الملاحدة الذين ضلهم الله على علم وفيها موعظة وذكرى لقوم يفقهون.
قال رحمه الله: "إن شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تأسست على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودرء المفسدة قبل جلب المصلحة حتى أنه إذا توقع ضرر أن يرتكب أخفهما".
ولذلك كانت دعوى الكافر أولا إلى الإسلام؛ لأن الكفر أعظم مفسدة ينبغي أن يدرأ عنهم وعن العالم أجمع لما فيه من كفران النعمة للخالق المستحق للعبادة لذاته قبل جلب مصلحة جزية يدفعونها كل سنة مع بقائهم على الكفر، ولذلك إذا لم يقبلوا الإسلام ودار الأمر بين ضرر القتل العظيم ودفع الجزية الخفيف يرتكب أخفهما فتطلب منهم الجزية ثاني مرة فإذا لم يكن ارتكاب أخفهما يصار إلى أثقلهما وهو القتل، والقتل أيضا بالنظر إلى استصلاح من بقي و**ر شوكة الكفر فيه ارتكاب أخف الضررين أيضا.
هذا وفي الحديث المذكور أن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله هي الخصال الثلاث وهي مرتبة على حسب فضلها لكن ربما يعارض هذا ظواهر كثيرة من أحاديث أخر دلت على أمور أخرى، هي أفضل الأعمال منها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: "إن إطعام الطعام خير أعمال البر"، ومن ذلك ما روي عنه أيضا من قوله عليه الصلاة والسلام: "أحب العمل إلى الله أدومه".
وجاء في حديث آخر: "إن الجهاد أفضل الأعمال". وثبت في حديث أبي هريرة: "إن أفضل الأعمال: إيمان بالله تعالى".
ولابن دقيق العيد كلام يحصل به التوفيق, قال رحمه الله: "إن الأحاديث الأول محمولة على الأعمال البدنية والحديث الأخير من عمل القلوب لأن الإيمان منه.. وأما وجه التوفيق بين الأحاديث المتقدمة عليه. فللعلماء في ذلك أجوبة كثيرة منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم، أجاب كل سائل بما يوافق غرضه الذي علمه منه، أو بما هو محتاج إليه، فاختلفت الأجوبة باختلاف حالة المخاطبين أو باختلاف الأوقات فإن العمل قد يكون أفضل في وقت غير وقته الأول.
فالجهاد مثلا هو أفضل الأعمال في ابتداء الإسلام والصدقة أفضل من الصلاة في وقت مواساة المضطر مع تضافر النصوص على أن الصلاة أفضل منها.
والظاهر أن الحديث الأول لا يدل على أن الخصال الثلاث هي أفضل الأعمال على الإطلاق في جميع الأزمان والأحوال وإنما الأمر الذي يؤخذ منه أن الخصال الثلاث هي من أفضل الأعمال إلى الله تعالى ومما يكون الجزاء عنها بالعطاء الوفير وإنما وقع الاختصار عليها لأن من حفظها يكون لغيرها أحفظ ومن ضيعها فهو لغيرها أضيع. فالصلاة مثلا التي هي عماد الدين من ضيعها فهو لغيرها أضيع وكذا بر الوالدين فهو من الحقوق التي من أضاعها فهو لحق الله أضيع.
وخلاصة القول أن المسلم عليه أن يحافظ على أداء الصلاة في وقتها وطاعة والديه والإحسان إليهما وإن كانا كافرين ما لم يأمراه بما لا يرضي الله، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا}. وكما قال: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} وأن يكون في نصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله مجاهدا في سبيله بماله وبدنه وعلمه وتفكيره وأن يأخذ بيد المتعثر فيطعم الطعام ويواسي الضعيف ويأخذ بيد المحتاج مستديما لذلك ما دامت له الحياة.
 
إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
انصرنا على من عادانا

اللهم اعز الإسلام والمسلمين وانصرنا على من عادانا يا أرحم الراحمين
اللهم اعز الإسلام والمسلمين وانصرنا على من عادانا يا أرحم الراحمين
اللهم اعز الإسلام والمسلمين وانصرنا على من عادانا يا أرحم الراحمي
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0
sBl96515.gif
 
أعلى