الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

raaj

:: عضو جديد ::
إنضم
23 يناير 2008
المشاركات
99
مستوى التفاعل
0
العمر
37
الإقامة
كرة القدم
الموقع الالكتروني
www.mayub.com
[frame="10 10"]دكتور......محمد عبده يماني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله قدوة هذه الامة واسوتها، وهذه حلقة اواصل فيها الحديث عن قضية الاشقاء في بورما والمعاناة التي يعيشون فيها، والظلم الذي حل بهم، وكيف ان مجموعة من الرجال المخلصين تعاونوا لمساعدتهم، ولكن الامر يتطلب -كما ذكرت سابقاً- وعياً بابعاد هذه المشكلة، وخطة دقيقة لتصحيح اوضاعهم، وجهوداً لانصافهم واعادتهم لاوطانهم، وعلينا ان نتذكر ان هؤلاء الاخوة قد قدموا الى المملكة تحت ظروف قاسية وظالمة وقد رأيت بنفسي الواناً من هذا الظلم وهذا التطهير العرقي عندما زرت بلادهم، ورأيت كيف تزاول الحكومة البوذية في بورما سياسة التطهير العرقي تجاه المسلمين في (اراكان) وتسعى لاعادة تشكيل التركيبة السكانية في الولاية بالقضاء -بشتى السبل- على الاغلبية المسلمة هناك وذلك من خلال:

* المذابح المتكررة.. في تصفية المسلمين (الروهنجيا) جسدياً، وقد بدأت هذه المذابح منذ عام 1942م، حيث قامت طائفة (الماج) البوذية بمعاونة ما كان يعرف بـ(جيش تحرير بورما) باجتياح قرى المسلمين، وذبحوا وقتلوا وحرقوا ما يزيد عن 100 الف نسمة.

واستمرت المذابح البوذية الهمجية الى ان قننتها الحكومة البورمية على نحو رسمي منظم.

* التهجير الاجباري.. تحت وطأة القتل والتعذيب واحراق القرى المسلمة والانتهاكات اليومية المستمرة التي يتعرض لها المسلمون. وعلى الحدود البورمية البنجلاديشية يسقط عشرات من النازحين المسلمين برصاص القوات البورمية احياناً، واحياناً اخرى برصاص حرس حدود بنجلاديش وفي معسكرات اللاجئين في بنجلاديش يعيش مسلمو (الروهنجيا) ظروفاً مأساوية، اذ يتعرضون لمضايقات السكان المحليين، ويقوم عملاء هندوس باثارة الفوضى والاضطراب بينهم، وتم منع جميع الهيئات الخيرية الاسلامية والعالمية من ممارسة اي نشاط بين اولئك اللاجئين. واصبحوا يواجهون الموت جوعاً، ويسقط منهم مئات الاطفال صرعى الامراض المعدية المنتشرة بينهم في ظل انعدام الرعاية الطبية.

وعلى الرغم من ان الظروف التي اجبرت المسلمين على ترك موطنهم في بورما ما تزال قائمة فان الذين تجري اعادتهم الى بورما رغماً عنهم تمارس ضدهم نفس الوان التعذيب والقهر.

ونقلاً عن شهود عيان، فان المئات منهم لقوا حتفهم بسبب شدة الاجهاد والاعياء، بينما قتل اخرون برصاص الجنود او تعرضوا على ايديهم للضرب حتى الموت، عندما بلغ بهم الضعف حد العجز عن حمل الاثقال، كما قتل البعض بسبب عدم امتثالهم للاوامر او محاولتهم الهرب. وقام الجنود باغتصاب بعض السيدات اللائي يعملن بمعسكرات العمل الاجباري.

هذا من ناحية اما الناحية الاخرى فان هناك تمييزاً عنصرياً واضحاً وانتهاكاً للاعراض وحبساً للمصالح وظلماً وتمثيلاً بالعلماء ومن يتابع الاوضاع عن قرب هناك يجد ان المسلمين في (اراكان) ممن نجوا من التصفية الجسدية ولم يفروا من الموت الى بنجلاديش، يتعرضون لاهوال شديدة بصورة يومية ومتكررة، تسلبهم ابسط حقوقهم الانسانية سعياً وراء محو هويتهم وتصفيتهم عقدياً وثقافياً.. من امثلة ذلك.

* تطبيق قانون التمييز العنصري الصادر عام 1982م بحق المسلمين، باعتبارهم غرباء ومهاجرين من بنجلاديش ومنحدرين من جماعات اسلامية غير معروفة.

* مصادرة الاراضي والعقارات الخاصة بالاوقاف، ومصادرة املاك المسلمين من اراض ومعامل ملح ومحلات تجارية وقوارب صيد.

* اعتقال الاف المسلمين تعسفاً وحبسهم دون ان توجه اليهم اتهامات او تجرى محاكمتهم.

* اجبار (الروهنجيا) على الردة عن الاسلام، وتم بالفعل ارتداد نحو 50 الف شخص تقريباً.

* هدم المساجد والمدارس الاسلامية وكتاتيب القرآن الكريم.

* هدم المكتبات وحرق الكتب الدينية والمصاحف الشريفة.

* طرد المسلمين من الوظائف الحكومية.

* حرمان المسلمين من حقهم في الانتخاب ومنعهم اصلاً من التسجيل في قوائم التصويت للانتخابات.

ولا شك ان الاشقاء في بورما قد تعرضوا الى ظلم واضح عندما انتزعوا من اراضيهم وزرعوا في مناطق داخلية اخرى ظلماً وعدواناً وبدون وجه حق ووضعوا على الحدود مع بنجلاديش وفقدوا كل شيء وضاعت حقوقهم وممتلكاتهم واصبحوا في سجن كبير وحرموا من ابسط الحقوق والحريات وحتى انهم حرموا من حرية التنقل من قرية الى قرية الا بتصريحات مشددة وقست عليهم الحكومة حتى منعتهم من السفر الى العاصمة (رانجون) او اي مدينة بورمية اخرى وهكذا بقيت اراكان مغلقة تماماً عن العالم الخارجي، فقد نفذ الجيش البورمي حملات بشعة من التقتيل والتعذيب خاصة ضد الشباب، ويجري كل ذلك دون محاكمة، وقد جرى قتل اكثر من 1000 شخص خلال سنة واحدة في اجزاء مختلفة من اراكان بالاضافة الى الاف اقتيدوا الى السجن ليذوقوا العذاب الذي لا يتحمله البشر، ويجري استخدامهم كدروع بشرية يجبرون على القيام بنقاط مراقبة للمدفعية ضد الهجمات المحتملة للثوار.

وقد اقيمت كثير من المستوطنات البوذية على الاراضي التي اجلي عنها المسلمون، ويتم تشجيعهم على القيام بمضايقة المسلمين وفي الثاني من شهر نوفمبر 1994م دمرت اربعة مساجد وعدة منازل ومحال تجارية في (اكياب) عاصمة اراكان في عمليات شغب قادها رهبان بوذيون وتلاميذ مدارس.

واعمال السخرة اللا انسانية لا تزال تفرض على المسلمين بل انها في ازدياد، والمسلمون يعاملون اسوأ من معاملة العبيد ويتعرضون للضرب والقتل العشوائي خلال اعمال السخرة، واما النساء المسلمات فيتعرضن للاغتصاب، والاساءة والمس بكرامتهن على يد قوات الامن، ولا يسمح لهن بارتداء الحجاب، ويجبرن على تعاطي حبوب منع الحمل، وكثير منهن اجبرن على الزواج من افراد قوات الامن البوذيين، وتجبر النساء المسلمات على العيش في مخيمات اقيمت بواسطة قوات الامن تحت زعم التدريب، وهنالك يتعرضن للاغتصاب والاهانة، ويتم مضايقة علماء الدين وتعذيبهم، وكثيراً ما يحلقون لحاهم، ويجبرون على اصدار فتاوى مخالفة للدين.

وعلق كريستوفر جونز (مراسل من هيئة الاذاعة البريطانية الـبي.بي.سي): ان ظروف الحياة في مخيمات المهاجرين في بنجلاديش تبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، فاكثر من 150 الف مهاجر يعيشون في مصيدة احد طرفيها فقر بنجلاديش التي تريدهم خارج اراضيها، والطرف الثاني سياسة التطهير العرقي التي تمارسها الطغمة الحاكمة في بورما، وتعترف الامم المتحدة ان عشرات المراقبين من موظفيها على الارض البورمية لا يستطيعون القيام بالمهمة الموكلة اليهم على احسن وجه.

وعبرت سيلينا فوا عن وجهة نظرها حول اللاجئين فقالت: في الحقيقة، فان المهاجرين البورميين لا يعاملون معاملة حسنة من اي طرف.. انهم يتعرضون للاذى.

وواصل كريستوفر جونز تعليقه قائلاً: (يستمر التطهير العرقي في الجانب البورمي قبل ظهور هذا التقرير، ولا يسمح للمسلمين ان يعيشوا في الارض الخصبة التي غادروها، فالجيش يعطيها للمستوطنين البوذيين الجدد، وبينما يتم تركيز انظار العالم في اعياد الميلاد على الشيشان والبوسنة والهرسك فستبقى الازمة في بورما منسية).

والمشكلة الان تكمن في الرفض المستمر وعدم القبول بالمسلمين في اراكان كمواطنين في البلاد، وحتى المهاجرين الاجانب الذين وفدوا الى بورما خلال الانتداب البريطاني منحوا بطاقات مواطنة، ولازال مسلمو اراكان محرومين من الحصول على اية وثيقة، ومنذ 1970م يحرمون من حقوقهم في الحياة، والسبب الوحيد هو ان النظام البورمي يريد ان يعيد اراكان الى بلد بوذي خالص يحل محل المسلمين.

وهكذا نحس ان القضية تستحق منا العناية والعمل الجاد للوقوف بجانب هؤلاء الاشقاء من ناحية تحسين اوضاعهم وتعليمهم والعناية باطفالهم والاستفادة منهم بدلاً من كثير من العمالة الاجنبية التي نستقدمها لانهم على اي حال متواجدون في بلادنا، ويقيمون بين ظهرانينا منذ زمن طويل ويتكاثرون، لابد من نظرة للاستعانة بهم في مجالات العمالة المختلفة الى ان يوفق الله لعودتهم الى وطنهم ويرفع عنهم هذا البلاء والظلم الذي وقع عليهم وما ذلك على الله بعزيز، وفي الوقت نفسه نستفيد من هذا الدرس ونتوجه الى الله بالحمد والشكر الذي امننا في اوطاننا ونتعلم كيف ان الصحة في الابدان والامن في الاوطان نعمتان عظيمتان، فاللهم وفقنا لشكر النعم حتى تدوم، فبالشكر تدوم النعم.

والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل
عن صحيفة المدينة السعودية
4/11/2007[/frame]
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى