إنضم
10 سبتمبر 2008
المشاركات
316
مستوى التفاعل
0
الإقامة
تصاميم
المراهقة حقيقة أم وهم
إگـــرام الزيـــد أ عبدالعزيز المقبل: ابن مسعود قال: الشباب شعبة من الجنون د رياض النملة: * لا تهملوا البيئة المحيطة بالناشئة * مشگلتنا أننا نتعامل مع أولادنا بنمط واحد (لا تشددوا عليه إنه مراهق) جملة نسمعها كثيرا هل هي حقيقة؟ وهل هناك مراهقة فعلا مرتبطة بالعمر المتأجج يمر بها جميع الناس على مختلف العصور والبيئات؟ أم أنها حالة فيسيولوجية لا ترتبط بعمر معين ولا بزمان ولا مكان؟! وماذا عن مراهقة السلف والأجيال السابقة؟ أليس منهم من حفظ القرآن ووعي العلم وهو دون العشرين؟ أليس منهم من فتح البلدان وقاد الجيوش وهو في سن من لا يعتمد عليه أهله الآن في التحضير لوليمة مختصرة؟ أليس منهم من وقذه الورع والزهد والعبادة حتى ينخلع قلبه من ذكر الله وخوفه وأسنانه من معاصرينا تذوب نفوسهم على مدرج ملعب أو خشبة مسرح أو أمام شاشة فاتنة غنوج؟ فأين الخلل إذن؟ هل بيئتنا ومناهجنا وأعرافنا تساعد المراهق ليكون رجلا أم لا؟ وكيف يعالج الخلل؟ وعلى من تقع مسؤولية العلاج؟ وماذا عن البعد الديني والرسمي في المسألة؟ ومن أخطأ في حق الآخر: المراهقون من جهة أم المناهج والأسرة والبيئة من جهة أخرى؟ ولم كان هذا البون الشاسع والفرق الواسع؟ يجيبنا على هذه الأسئلة ضيوفنا الكرام في هذا التحقيق، الذي نستضيف فيه د رياض النملة استشاري الطب النفسي في مجمع الأمل للصحة النفسية، والمربي الفاضل أ عبدالعزيز المقبل - كلية العلوم العربية والاجتماعية في جامعة القصيم والمستشار التربوي في موقع لها أون لاين، والمعالجة النفسية أخصائية العلاج الأسري أسبيكة الوهيب، ليلقوا الضوء على أسئلتنا، كاشفين عن تساؤلاتنا من خلال المحاورة التالية: * لماذا اختلف الخلف عن السلف؟ بداية ماذا كانت مراهقة الجيل الفريد والأنموذج الباذخ فخرا وعطاء جيل السلف رضوان الله عليهم؟ أليس من مراهقيهم حفظة الكتاب ونقلة العلم وعباد الليل فرسان النهار، بهم فتحت القلوب والبلاد، وارتفع علم الجهاد وقامت سوقه، وانتشر العلم وسار الناس على سنن الشريعة لا يزيغون عنها في المجمل؟ ســؤالنا توجهــنا به فـي البداية إلـى أ عبدالعزيز المقبل الذي اختلف معنا بقوله: يتراءى لي أن هذا الكلام ضرب من المثالية لا شك أن خير القرون - في الجملة - قرن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم وأن مظاهر المراهقة، قديما وحديثا، تتأثر بجو البيئة العام لكننا نجد في تلك القرون نماذج واضحة للمراهقة، ولعل أدنى مثال على ذلك هو عمر بن أبي ربيعة، ويبدو أن أشعاره المشهورة كانت في مرحلة مراهقته، إذ روي أنه مات في الطريق إلى الغزو، وأنه أقسم لأخيه أنه ما حل لباسه على حرام!! وثمة كلمات مأثورة تؤكد على أن مرحلة المراهقة مظنة الوقوع في الخطأ الحسي والمعنوي فقد قال ابن مسعود - رضي الله عنه - (الشباب شعبة من الجنون) ومن الواضح أن ابن مسعود - رضي الله عنه - لم يكن يشير بكلامه ذلك للشباب الآتي بعد مئات السنين فحسب! وفي واقعنا المعيش نجد من هو في مرحلة المراهقة، وقد حفظ القرآن وطرفا من السنة، وهو يبذل وسعه في طلب العلم لكنه يظل قليلا، إن لم يكن نادرا * البيئة هل تصنع المراهقين والمراهقات؟ توجهنا بالسؤال إلى د رياض النملة متسائلين عن دور البيئة والنظم التربوية في صنع المراهقين، وهل بيئاتنا ومناهجنا وأعرافنا تساعد المراهق ليكون رجلا أم لا؟ فأجاب قائلا: قبل نقاش هذا المحور لا بد أن ندرك أن التغيرات التي تعتري الفتى أو الفتاة في مرحلة المراهقة ما هي إلا نتيجة للتفاعل بين المتغيرات البيولوجية من جهة وعناصر البيئة التي يعيش فيها والتي تشمل النواحي الثقافية والاجتماعية من جهة أخرى، بالتالي فإن المحيط الذي ينشأ فيه المراهق له أثر لا يجوز إهماله، ولقد أثبتت عدة دراسات ميدانية أن ما يعرف (بأزمة المراهقة) والتي تظهر في هذه المرحلة بشكل تغيرات ومشكلات نفسية، عاطفية، انفعالية، سلوكية، قد لا توجد في بعض المجتمعات وإن وجدت فيها فتكون بدرجة بسيطة، وقد عزا الباحثون ذلك إلى أن الصبي في هذه المجتمعات عند دخوله هذه المرحلة يسمح له بخلع ملابس الأطفال، وارتداء ملابس الرجال، وتسند له بعض المهام ويحتل مكانة معينة تختلف عن فترة الطفولة، مما يولد لديه الشعور بالاستقلال والملاحظ في بيوتنا أن أسلوب تعامل الوالدين والمجتمع بشكل عام مع الولد والبنت يستمر على وتيرة واحدة إلى مرحلة الزواج ولا تجد ذلك الإعداد الذي يتناسب مع خطورة وأهمية هذه المرحلة والتي قد تؤثر على بقية حياتهما، بل إن الولد هو الذي يذكر أباه أحيانا بقوله: (أبي أنا لم أعد طفلا) وإذا علمنا أن فترة المراهقة تقع عادة في الفترة من سن الثانية عشرة إلى سن الثامنة عشرة، أي أنها تنتهي - عادة - بانتهاء المرحلة الدراسية الثانوية، لكن - الواقع- أن الطالب من بداية المرحلة الابتدائية إلى الثانوية يعيش في نفس (الجو) اللهم إلا التغير في طبيعة المادة العلمية الدراسية بما يتناسب مع القدرات العقلية، أما مراعاة الجوانب النفسية وغيرها في مرحلة المراهقة فلا يتم التركيز عليها، وهذا جلي في عدم الاهتمام مثلا بالأنشطة اللا صفية تحت إشراف المدرسين المربين والتي تعنى بهذه الجوانب وتوجيهها الوجهة السليمة لذا أرى أن الخلل ينبع من عدم تقديرنا لأهمية هذه المرحلة وما يترتب عليها، وهذا الأمر قد ينتج من عدم فهمنا وإدراكنا - آباء أو معلمين - للتغيرات والمؤثرات في هذه المرحلة، وإن وجد الإدراك فقد لا يكون الإعداد بالشكل المطلوب أما أ سبيكة الوهيب، فتقول: إن الثقافة الإسلامية ترسم الخطوات الرئيسة والعلاقات الاجتماعية لصلة المراهق بأهله وذويه، كما يقول الله تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم (59)} [النور: 59] وتضيف: هناك أمثلة رائعة ينبغي أن تتسم بها سلوكيات المراهق، فأصحاب الكهف كانوا فتية، وإبراهيم الخليل قد **ر الأصنام وكان فتى {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (60)} [الأنبياء: 60]، وقد صدق علي بن أبي طالب النبي صلى الله عليه وسلم وسانده وكان غلاما، أما في زمن آبائنا وأجدادنا فقد كان الفتي يعد منذ الرابعة عشرة لكي يصبح قادرا على طلب رزقه حينما يصل إلى السابعة عشرة، والفتاة كانت تتزوج في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وتؤسس حياة أسرية ناجحة، إذن بيئتنا وأعرافنا توفر المناخ الملائم لكي يتحول المراهق إلى رجل صالح، والمراهقة إلى امرأة صالحة، ولكن (اللوثة الحضارية) التي توغلت في مجتمعنا في الوقت الحاضر، شتت تفكير المراهق وجعلته يقف على مفترق طرق، فهناك أقرانه مما اصطبغ تفكيرهم بإفرازات الفضائيات والشتات يدعونه إلى الانضمام إليهم، وتتهمه بالنقص وعدم النضوج إن تمسك بتعاليم دينه وأعراف أسرته * وماذا عن الفتيات؟ - تجيب أ سبيكة الوهيب: فتياتنا - هداهن الله - انشغلت أذهانهن باقتناء الماركات وتقليد فتيات الفضائيات، أكثر من انشغالهن بهموم الأمة وما يواجهها من التحديات * وماذا عن مستقبلهم؟ هل لسلوك المراهق علاقة بمستقبله وحتمية الفشل أو النجاح؟ هل يعتبر سلوك الصائب أو الخاطئ مؤشرا على توجهه المستقبلي في مسيرة الحياة؟ أم أن الأخطاء السيئة يمكن أن تنسى في حال تحقيقه مستقبلا مشرقا؟ يرى د رياض النملة أن السلوك الذي يكون في مرحلة المراهقة وتأثيره يعتمد على وجود المعززات والمثبطات لهذا السلوك، فإذا وجد السلوك الحسن البيئة المشجعة لاستمراره فيستمر والع** بالع** وقس على ذلك السلوك السيئ، نعم لكل إنسان صفات وسمات تحدد معالم شخصيته، لكن يبقى السلوك صفة مكتسبة يمكن تطويرها أو تغييرها للأفضل، فبناء على ذلك لا يحكم على المرء بأنه فاشل على مجرد سلوكيات خاطئة في فترة المراهقة، لكن تبقى الحكمة القائلة بأن (من شب على شيء شاب عليه) قائمة، مما يحتم الاستفادة من هذه المرحلة في توجيه الفتى أو الفتاة التوجيه السليم أما أ سبيـكة الوهيب فترى أن فترة المراهقة مرحلة انتقالية، لذلك لا ينبغي أن نتوقع ثبوت شخصية المراهق، إذ كثيرا ما شاهدنا في مرحلة المتوسطة والثانوية نماذج لمراهقات يسلكن سلوكيات غير منطقية، ولكنهن تغيرن تماما بعد أن كبرن وأصبحن نساء صالحات، يتبوأن مراكز وظيفية مهمة، وهذا المثل ينطبق على المراهق وتعلق: إذن، ينبغي على الآباء تجنب أبنائهم بسلوكيات بدرت منهم في مرحلة المراهقة، بل عليهم أن ينسوا تلك الفترة ويعتبروا أن إفرازات مرحلة المراهقة كإفرازات مرحلة الطفولة * الأربعينيون العشرينيون؟ هل هناك مراهقة أربعينية فعلا أو حتى خمسينية وجدت على أرض الواقع؟ أم أنها أحد التعبيرات الشائعة الخاطئة؟ وماذا تفسر التصرفات الصبيانية لبعض الكبار إذا وصل بعضهم عمر الأربعين أو جاوزه؟ - يجيب أ عبدالعزيز المقبل قائلا: نعم، وربما كانت المراهقة خمسينية وستينية، ثم إن مثل هذه الحالة سلوك إنساني ممتد، أي ليس هو (موضة) جديدة، فقد قال ابن المعتز قديما: أنت في الأربعين مثلك في العشرين قل لي: متى يكون الفلاح؟ وذلك السلوك في جملته سببه الحمق ونقص العقل، ومن ثم عدم إدراك ما يليق وما لا يليق، وما يجمل وما لا يجمل، لكني أحسب أن له سببا آخر، وخاصة في الواقع المعاش، وهو أن بعض الناس في طفولته يرغم على أن يعيش بعقلية وسلوك (الكبار)، فتبقى في نفسه نوازع إلى أمور وسلوكيات، قد تخرج تلك التطلعات (المقبورة) في وقت متأخر وغير مناسب، على ما نطلق عليه مراهقة متأخرة، سواء أكان الامتناع عن تلك التطلعات في وقتها لقسر الطفل في سلوكيات، ومنعه من أخرى، وربما كانت الممنوعة محرمة، لكن من منعه لم يعط فرصة للحوار والإقناع، وقد يكون امتناعا أدبيا خوف النقد في وسط معين، وحين تزول تلك الظروف يمارس ما كان ممتنعا منه وغالبا أن من يكون بالصورة السابقة قد يمعن في (المراهقة)، ولا يلتفت للنظرات ولا للكلمات، لأنه يحس بالحرمان، ويسعى للإشباع، وإن كان لا يدرك ذلك!! * أسر تعج بالمراهقين فما الدواء الشافي ومن الطبيب؟ مجتمعنا كثير الشبان والفتيات، ويحدث كثيرا أن نجد من حولنا أسرة لديها عدة أبناء يمرون بمرحلة حرجة، وربما كان لكل منهم طريقته في الانفعالات والسلوكيات، مما جعل هذا الأمر مصدر شكوى دائمة من الآباء والأمهات، فما هي الطريقة لمتابعتهم والتعامل معهم؟ وهل هناك خطوات عملية يمكن اتباعها؟ المراهق واحترامه، يجعله يشعر بالخجل من أعماله السيئة وينصرف عنها، كما ينبغي أن نغفل هفواتهم، ونركز على إيجابياتهم، فأي شخص مهما صدر منه من أخطاء، لا بد أن يتحلى بنقاط إيجابية، استحساننا لها يزيدها د رياض النملة يقول: أظن أن الإجابة على هذا السؤال قد اتضحت من خلال مناقشة المحاور السابقة، فيبقى الأمر مسؤولية المراهق نفسه ومن حوله (البيت، المجتمع، المدرسة، المسجد)، وعلى كل لا بد من فهم ماهية المراهقة، والعوامل المؤثرة فيها، من النواحي البيولوجية والنفسية، وكيفية التعامل مع المراهق أما أ عبدالعزيز المقبل فقد فصل قائلا: المراهقة مرحلة من مراحل النمو، ولذا فللتعامل السابق عليها أثر (كبير) في مظاهرها، والتنبه لهذا الأمر غاية في الأهمية، إذ إن أكثر (ثورة) المراهقين - التي تتم غالبا في السادسة عشرة - يكون سببها (مشاعر) سلبية مكبوتة تجاه تعامل الوالدين أو أحدهما، لم يكن الابن قادرا وقتها أن يفعل إزاءها شيئا * كيف يمكن أن ينجح الوالدان مع أبنائهما إذن؟ - من أسباب النجاح مع المراهق - بعد توفيق الله - معرفة (كتالوج) التعامل الخاص بتلك المرحلة، وأن يتدثر الأبوان بالصبر أمام (استفزاز) المراهق، فما أسوأ أن يتحول الأبوان إلى (مراهقين) يبديان استعدادهما (لمنازلة) ابنهما المراهق، ويرميانه بالتحدي!! ويفترض أن يضعا أمامهما دائما قوله صلى الله عليه وسلم : (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه) أما أ سبيكة الوهيب فترى بأن المحبة من أكبر العوامل التي تساهم في هداية المراهق وتوجيهه، وتضيف: إن عدم الاهتمام باحتياجات المراهقين في تلك الفترة الحرجة، هو عدم اهتمام بالثروة الوطنية، وإن زرع الثقة في الجميع والختام أخيرا، بعد استعراض آراء المختصين، لا بد أن نقول إن المراهق طفل وجد نفسه وهو يتحول لشخص ناضج، وجد طاقة وأفكارا وجسدا يكبر بسرعة طفل وجد بأن الطاقة الفكرية والجسدية بدأت تظهر، ولا بد أن يخبر الناس من حوله أنه لم يعد طفلا وأن بدأ يدخل مرحلة الكبار وهو لأجل هذا الهدف عنده، سيحاول أن يتخذ شتى الوسائل للفت الأنظار، إما إيجابا كالانتظام الدراسي الجاد جدا، أو الأعمال التطوعية، أو البروز في مهارات وهوايات، وإما أن يحاول لفت الأنظار بطريقة سلبية، كالتدخين والتفحيط وهنا تكمن خطورة المرحلة الانتقالية، التي يفترض أن يعبرها المراهق بسلام بحيث تتجه كل قدراته الجديدة المكتسبة التي يحتاج تجريبها إلى شيء مفيد، ففي المراهقة يندر أن تكون هناك طاقة كامنة، ومخبوءة بل لا بد أن تتفجر ويبقى دور كبير في تحويلها إلى طاقة فعالة في الخير، بدلا من أن تترك هملا لتخرج لنا جيلا هشا رخوا، بطاقات مهدرة مضيعة تفرز خواء فكريا وثقافيا إنها مسؤولية يتقاسمها الأسرة، المسجد، المدرسة، البيئة فهل تتضافر الجهود لارتقاء النشء؟ نتمنى ذلك
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0
[align=center]
492-AlSalam.gif

hkd83023.gif

جواد البحر
F_017.gif

[/align]
 

أسير العشاق

:: عضو مميز ::
إنضم
30 يناير 2008
المشاركات
1,719
مستوى التفاعل
0
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية
 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
[frame="7 80"]المراهقة حقيقة
فيجب ع الآباء والمعلمين والمجتمع عموما
تقديم رعاية خاصة لمن يعيش هذه المرحلة من حياته

وبارك الله فيك ع الطرح الرائع
[/frame]
 
أعلى