الخواربيل

:: عضو جديد ::
إنضم
8 أغسطس 2008
المشاركات
68
مستوى التفاعل
0
إن الحديث عن المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى ببيت المقدس هو حديث عن أقدس مكانين لدى الأمة الإسلامية، وهو بطبيعته حديث شيق ونديّ تشيع فيه النفحات الإيمانية، وتفوح من جنباته عبق الحضارة والتاريخ وتبرز من خلاله سيرة الفضلاء من الرجال والصناديد من القادة العظام، فالروابط بين هذين المسجدين وشيجة وقوية ومتينة وبالتالي فإن الروابط قوية بين مكة المكرمة وبيت المقدس. فحينما نتحدث عن المسجد الحرام فإننا نكون في الحقيقة نتحدث عن مكة المكرمة، والعكس صحيح فلا مجال للانفصام بينهما، فالمسجد الحرام جزء لا يتجزأ من مكة المكرمة بل هو قلبها النابض. كذا الأمر بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك فحينما نتحدث عنه فإننا نكون في الحقيقة نتحدث عن مدينة القدس والعكس صحيح فلا مجال للانفصام بينهما، فالمسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من مدينة القدس بل هو قلبها النابض أيضاً، وأشير بإيجاز إلى أبرز الروابط بين هذين المسجدين في المحاور التالية:
لقد ورد ذكر المسجدين على لسان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي واحد، فـعن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام، قال: ثم أي؟ قال المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال أربعون عاماً. ثم الأرض لك مسجداً فحيثما أدركتك الصلاة فصل. رواه البخاري رقم 3366، ومسلم رقم 1161، وأحمد ، وابن ماجه رقم 753. ويتضح من هذا الحديث النبوي الشريف بأن أول مسجد وضع في الأرض هو المسجد الحرام، وهذا أمر قطعي لا جدال ولا نقاش ولا اجتهاد ولا تأويل فيه وذلك تأكيداً للآية الكريمة ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين. وإن الرأي الراجح الذي نأخذ به ونتبناه هو أن الكعبة قد بنتها الملائكة التي راحت تطوف حول الكعبة حتى هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، والدليل على ذلك فيما يأتي:
يقول الله عز وجل (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات، وهو بكل شيء عليم. وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال: إني أعلم مالا تعلمون. سورة البقرة الآيتان 29و30. فإن علماء التفسير يشيرون من خلال تفاسيرهم لهاتين الآيتين الكريمتين إلى أن الملائكة كانت تتعبد وتطوف حول الكعبة في الأرض، ثم أخذت تطوف حول البيت المعمور في السماوات العلا... وذلك حين أنزل الله آدم عليه السلام إلى الأرض ليكون خليفة الله فيها. فالملائكة تطوف حول البيت المعمور، والناس يطوفون حول الكعبة.
قال رب العالمين: ان أولَ بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين سورة آل عمران الآية 96، فإن الفعل (وَضَعَ) هو فعل ماضي مبني للمجهول للدلالة على أن الناس ليسوا هم الذين قاموا ببناء المسجد الحرام، وإنما بنته الملائكة بأمر من الله وذلك قبل خلق آدم عليه السلام، (وبكة) من أسماء مكة المكرمة، ومن أسمائها أيضاً: أم القرى، أم رحم، البلد الأمين، النساسة، الناسة، الباسة. (من كتاب تاريخ العرب في عصر الجاهلية للدكتور السيد عبد العزيز سالم ص246).
فالمسجد الحرام هو أول بيت وضعته الملائكة للناس في الأرض بأمر من الله سبحانه وتعالى. وبما أن المدة بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك هي أربعون سنة كما ورد في الحديث النبوي الشريف، وبما أن المسجد الحرام قد بنته الملائكة فإن المسجد الأقصى قد بنته أيضاً. فالله عز وجل قد قرر في الأزل بأن يكون في الأرض أماكن لعبادته وتوحيده. لذا نقول عن المسجد الأقصى: (ثاني المسجدين).
 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
[frame="7 80"]جُزيت خيرا ع ماطرحت من مفيد ورائع
يالخواربيل
[/frame]
 

طاب الخاطر

:: عضو نشيط ::
إنضم
11 مارس 2008
المشاركات
980
مستوى التفاعل
0
[align=center]جهد قيم ومعلومات هامة تفيدنا جميعا
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على ما كتبت وسطرت
[/align]
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0
eHW15809.gif
 
أعلى