إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
المعجزة الكبرى للرسول ودوام ذكره ( ورفعنا لك ذكرك )

وأيد الله تعالى رسوله الكريم كمن سبقه من الأنبياء بالمعجزة التي جعلها سبباً لهداية البشر لأنَّها خرقٌ لقوانين الكون.. فالنار مثلاً من خصائصها الإحراق جعلها الله معجزة لإبراهيم عليه السلام عندما كسر أصنام قومه فألقوة في نار عظيمة صنعوها له فقال الله تعالى (قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) (الأنبياء/69) فكانت كذلك، وأيَّد الله موسى عليه السلام بالعصا فكانت تتقلب بيده كما يريد بإذن الله فمرة يراها الناس أفعى عظيمة، ومرة يتفجر الحجر بفعل ضربها عيون ماء، ومرة يضرب بها البحر فيتشقق طرقاً يعبر فيها قومه.

وأيَّد الله عيسى عليه السلام بشفاء المرضى وإحياء الموتى بإذنه وغيرها من المعجزات المذكورة في القرآن وأعطى الله سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وسلم معجزات مادية منها تفجّرُ الماء من بين أصابعه الشريفة ومنها انقياد الشجر له ومنها تكليم الحجر له وسلامه عليه ومما لا يحصيه إلا الله تعالى .. وكل هذه المعجزات له ولغيره من الرسل والأنبياء انتهت في زمانها لكن الله تعالى ترك له معجزة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (كتاب الله) الذي حارت بفهم علومه العقول في كل زمان ومكان إذ جعل الله فيه من العلوم ما يتعلق اليوم بعلم الدين والدنيا (العلوم الشرعية والكونية) ومن هذه المعجزات قوله تعالى لنبيه (ورفعنا لك ذكرك) ، فلا يؤذن المؤذن إلا ويقول (أشهد أن لا إله إلاّ الله) (مرتين) (أشهد أن محمداً رسول الله) (مرتين).

ذكر الرسول في كل مكان ووقت

وبمعنى آخر أن الله تعالى لا يذكر إلا ويذكر معه رسوله فالآذان إلى اليوم يطوف بالأرض ويدور مع دوران الفلك من غير انقطاع وفق خطوط الطول والعرض فلو أذن مؤذن للعصر في بغداد فإنه سيؤذن بعد دقائق للعصر في الفلوجة ثم في الرمادي وبعد نصف ساعة يؤذن للعصر في عمان ودمشق وبيروت ثم بعد ساعة في القاهرة ثم بعد 3 ساعات في لندن، وقد يؤذن للمغرب في بغداد في الوقت الذي يؤذن فيه للعصر في لندن، وفي الوقت نفسه يؤذن للعشاء والظهر والفجر في أماكن أخرى من العالم وهكذا يشع ذكر الله وذكر رسوله على فجاج الأرض شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وفق خطوط الطول والعرض يذكره فيها 400 مليون مسلم على الأقل من أصل مليار ومائتي مليون مسلم يؤدون الصلاة في (1440 دقيقة) التي تساوي (24 ساعة) اللاتي تحتضن الليل والنهار في اليوم الواحد .. وبلغة واحدة هي لغة القرآن العظيم وبإيقاع صوتي متناسق وبديع.

وهذا المنهج الرباني أخذ بالازدياد إلى أبعد الحدود ما اهتدى الناس إلى ربّهم وأطاعوا رسولهم فهل هناك من اتباع أعظم من هذا يدخل الله به عباده الجنة قال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) (آل عمران/31) . هذا في الأذان، وأما ذكره صلى الله عليه وسلم في الصلاة فلا يصلي مسلم إلا ويقرأ الصلاة الإبراهيمية (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد) اتباعاً لأمر الله واقتداءً به وبملائكته كما قال تعالى : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيُّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (الأحزاب/56) فالمسلمون يصلون عليه في صلواتهم وعند ذكره وفي سائر الأوقات.

السراج المنير

ومن نعم الله على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن جعله سراجاً منيراً للناس بهديه كما تنير الشمس ضياءً للناس ، ويشع القمر نوراً فقال تعالى بحقه يا أيُّها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً) (الأحزاب/25).وقال تعالى بحق الشمس والقمر (هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً) (يونس/5) ، وقال تعالى (وجعلنا سراجاً وهاجاً) (النبأ/13) ، وقال تعالى (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً، وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً) (نوح/16). فثبت من الناحية العلمية أنَّ الضياء يصدر من الشمس أو النجم المتوقد ، وثبت أنَّ النور انعكاس لذلك الضوء على الكوكب غير المتوقد كالقمر أو الأرض. فالشمس السراج الوهاج كما سماها الله تعالى، يتفاعل الوقود النووي داخلها لإنارة السماء واحتواء الظلام حالها كحال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فإن الدعوة إلى الله تفاعلت في نفسه كتفاعل الوقود النووي داخل الشمس فأطلقت الهدي الرباني الإيماني ضياءً لإنارة ظلام النفوس البشرية وأما كونه (منيراً).

فالضوء المنعكس من المصدر الوهاج (الشمس) ينير الأجرام المظلمة في السماء كما هو نور المصطفى المستمد من نور الله تعالى، وانعكاساته بواسطة الوحي قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله مَن اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (المائدة/15-16) .في كل هذا نرى أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم جمع في شخصيته بين (الضياء والنور) فهو (ضياء) في ذاته كالشمس وصفها الله بالسراج المنبعث ضياء ووصفه الله (بالسراج المنير) إذ جعله (نوراً) كالقمر في ذاته المنعكس، فهو صلى الله عليه وسلم يستقبل نوره من نور الله تعالى ويعكسه على عباد الله ويتفاعل داخل نفسه (كالشمس ضياءً) ، وينشر دعوته للناس خارجها (كالقمر نورا).
والله مـا ذرأ الإله ومــــا برا بشراً ولا ملكاً كأحمد في الورى
فعليـه صلى الله مـا قـلمٌ جـرى وجـلا الدياجـي نورهُ المتبسـم
فبحقـه صلـوا عليـه وسلمـوا

(وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً)(النساء/113)
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0


جزاك الله خيراً

الله يعطيك العافية [fot1]الهاشمي [/fot1]على الطرح الرائع

تحياتي جواد البحر
cVu18939.gif

 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
[frame="7 80"]اللهم صلّ وسلّم وبارك ع نبينا محمد

وجُزيت خيرا يالهاشمي
ع الطرح الرائع والقيّم والمفيد
[/frame]
 
أعلى