الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

عطا نور

عضوشرف
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
الإقامة
السياحة والسفر
نشرت صحيفة عكاظ في عددها الصادر اليوم السبت 25 / 10 / 1429هـ تقريراً عن البرماويين الذين يقيمون في قرية القوزين والتي تبعد عن محافظة جدة بـ 70 كم .. وفيما يلي نص التقرير :
اتخذوا من فاكهة البحر مصدرا للرزق
برماويو «صروم» يربطون مصيرهم بشباك الصيد
عيد الحارثي جدة
صروم مرفأ على الكورنيش الجنوبي يبعد عن جدة حوالى 70 كيلا.. تترامى على شواطئه الرملية قوارب الصيادين الذين يعيدون طلاء بعضها وإصلاح الأخرى فيما يتحلق آخرون حول مجموعة وصلت للتو من رحلة بحرية محملة بحصيلة يوم كامل من الأسماك الطازجة حيث يدور لغط باللغة البرماوية بين القادمين والمستقبلين والتي لا ندري من قاموسها كلمة واحدة تسعفنا لفهم ما يدور بينهم لكن بفعل الكلمات العربية المتطايرة من رطانتهم فهمنا من خلالها أنهم يهنئوهم بهذا الصيد الثمين. ويبدو أن البرماوية والذين كونوا قرية صغيرة قبل أكثر من عقدين في منطقة القوزين وصنعوا قوارب للصيد ¡ ربطوا مصيرهم بالبحر الذي يجود عليهم بالكثير.. لكن ما تردد على أسماعنا لدى اعتزامنا التوجه لتلك القرية أثار هواجس مخيفة ولهذا آثرنا الحذر والبعد عن إثارة هؤلاء والذين تبين لنا بوضوح أن معظمهم مسلح بالمسدس وغيره من الأسلحة البيضاء. انطلقنا إلى الكورنيش الجنوبي مرورا بمنطقة الخمرة وسلكنا الطريق الرئيسي. حتى وصلنا إلى مركز سلاح الحدود في صروم¡ والذي يقع بجواره المرفأ الخاص بالصيادينº وفور وصولنا قمنا بإيقاف السيارة على جانب الطريق¡ ونزلنا إلى المرفأ بشكل عفوي لنرصد الوضع للمتواجدين¡ إلا أننا وبعد نزولنا واقترابنا من القوارب¡ تفاجأنا بسيارة سلاح الحدود تنطلق نحونا مسرعة¡ لينزل منها أحد الجنود طالبا إثباتاتنا الشخصية ومرافقته إلى المركز¡ ونحن في الطريق أخبرنا أن الموقع ممنوع التصوير فيه ¡ ويجب أن نأخذ إذنا بالتصوير وعقب دخولنا القسم استقبلنا المسؤول وسألنا عن سبب تواجدنا وبعد إجابته بالهدف من تواجدنا إعتذر وقال : إن المنطقة نائية وعملنا يقتضي أن نتابع الوضع داخل المرفأ للتأكد من المتواجدين وكذلك الداخلين للمرفأ وطلب من أحد الجنود مرافقتنا لإيصالنا للمرفأ ونحن في الطريق توقفنا عند أشخاص يقومون بصيانة أحد القوارب إقتربت منهم وبدأت أسألهم عما إذا كان هناك قوارب للبيع وكان أحدهم يقوم بطلاء أحد القوارب بمادة سوداء واقترب مني قائلا : لا توجد قوارب للبيع وسألته عن اسمه وأجابني قائلا انه يدعى (رحيم الله) عرفت منه انه يعمل في هذا المرفأ منذ 25سنة في الصيد وصيانة القوارب التي يقومون بصيانتها كل ثلاثة أشهر وعن يوم العمل في المرفأ قال : إن الصيادين هنا ينطلقون بقواربهم في الخامسة فجرا بحثا عن الرزق وما يجود به الله من خيرات البحر حيث يدخلون إلى مواقع تبعد عن المرفأ مابين 15-20كيلو تقريبا وبعد وصولهم إلى الموقع المحدد يرمون شباكهم في المياه ومنهم من يستخدم طريقة «الجلب» وهي عبارة عن خيط طويل معلق في طرفه رأس السنارة المثبت به الطعم لصيد الأسماك.
هناك من يتمكن في ساعتين إلى ثلاث ساعات من الحصول على كمية من الأسماك كافية وهناك من يضطر إلى البقاء حتى العصر ليعود للمرفأ فيما يقومون بعد وصولهم بإنزال ما تمكنوا من صيده من الأسماك لانتظار سماسرة السوق المركزي للسمك البنقلة وغالبا يكون متفق مع هؤلاء السماسرة مسبقا لأخذ الأسماك والباقي منها يرسلونه إلى قريتهم في القوزين لتسويقه أو توزيعه على أقاربهم باغته بسؤال عن القرية وموقعها.
وعما إذا كنت أستطيع شراء بعض السمك منها ودلني على الطريق إليها وبعد عشرين دقيقة تقريبا وصلنا إلى القرية ودخلنا في أحد شوارعها الداخلية والتي تصطف على جوانبها محلات مليئة بـ (الترامس) المليئة بأنواع السمك من حريد وطرباني وناجل وسيجان هذه المحلات يقف فيها عدد كبير من البرماوية إلى جوارهم يلهو أعداد من أطفالهم الذين يظهر أنهم ولدوا وترعرعوا في هذه القرية يتقنون اللهجة المحلية ويلجأون في حال شعورهم بالخطر أو محاولتهم التحذير من شيء معين أو تحديد الأسعار للراغبين في شراء السمك إلى اللغة البرماوية لغتهم الأم . تصنعت أنني سأتحدث بالجوال بينما قمت بإرسال رسالة إلى جوال زميلي ملفي لكي يحتاط أثناء التصوير من الأطفال الذين يلهون إلى جوار السيارة التي يستقلها كي لا يروا الكاميرا. تجولت في السوق وبدأت أسأل عن أنواع السمك وأسعارها وأخذت شيئا فشيئا أدخل في تفاصيل بسيطة عن طريقة صيد السمك وأفضل أنواع الأسماك وأشهر الصيادين في القرية وأصغرهم سنا وتمكنت من اكتساب ثقة أحد الشباب يدعى (احمد) وكان أكثر المتواجدين لينا ولباقة يقول احمد إن عمره 21سنة وأنه ولد في هذه القرية وعاش مع بقية أشقائه وأسرته على ما يصطاده من خيرات البحر حيث يقوم والده ببيع جزء لأشخاص يسوقون الأسماك في البنقلة فيما يتم تسويق الباقي داخل القرية للزبائن الذين يأتون خصيصا إلى سوقهم لشراء السمك والباقي يأخذونه إلى منازلهم لاستهلاكه .. قاطعته مستفسرا عن أسعار الأسماك فقال : إنها تتفاوت من يوم لآخر ولكن في غالب الأيام تقل أسعار الأسماك التي يبيعونها في القرية عن أسعارها في البنقلة بأكثر من النصف وأشار إلى أن الذين يقومون بشراء الأسماك من مرفأ صروم لتسويقه في البنقلة هم من الجالية البنغالية ومعظمهم يتم الاتفاق معهم بشكل مسبق ولديهم سيارات نقل مبردة يحملون فيها الأسماك ما لا يتم بيعه كما ترى نقوم بجلبه إلى القرية وتنظيفه وعرضه للبيع وله زبائنه الذين يأتون من جدة ومكة كذلك لشرائه مستفيدين من رخص الاسعار.
احمد حدثني خلال السير داخل القرية أنه رغم نظرات الأطفال المستغربة والكبار المرتابة والتي ظلت تلاحقنا تعبر عن بساطتهم وتكاتفهم فيما بينهم وعن عشقهم للبحر بطريقة جنونية وكان أكثر المتواجدين انضباطا في هندامه ولم تكن شفاهه حمراء كالبقية الذين بدت على شفاههم حمرة مادة التنمبول سواء من الكبار أو حتى الاطفال وهو كما قال لايستخدم التنبول لعدم إستساغته لطعمه أكملنا جولتنا وعدنا للسوق لنجد تغيرا بسيطا طرأ عليه بسبب وصول عدد من الراغبين في شراء السمك من جدة ومن أحد المواقع المجاورة حيث يقول حسين عزي انه يعمل في منطقة الصناعية جنوب جدة ويتردد مع زملائه على سوق البرماوية في القوزين كل يومين لشراء السمك مستفيدين من رخص الأسعار ويرى أن الاسماك الموجودة هنا نظيفة وأسعارها مقارنة بالموجود في البنقلة لاتقارن وبعد شراء السمك يقوم بالذهاب به لمحل القلي الواقع في السوق لقليه وشراء الأرز والانطلاق إلى زملائه في المصنع وعلى الرغم من سوء مستوى النظافة وكميات الذباب التي تتواجد على الحافظات المليئة بالأسماك إلا أن ذلك لم يمنع الزبائن من التوافد على سوق البرماوية لشراء الاسماك لأنها من البحر إلى السوق ولكن هناك شيئا يخيفه ويجعله يشتري حاجته من السمك وهو في سيارته مؤكدا ان البرماوية سريعي الغضب وشرسين وقبل مدة كما يقول كاد أن يضربه أحدهم بسبب 5 ريالات حسمها من السعر الذي دفعه وأثار ذلك السوق بأكمله حيث تحلق حوله بقية المتواجدين دعما لابن جلدتهم بعد استدعائه لهم بلغتهم وقال السبب الرئيس في شراستهم بعد المنطقة عن جدة وعدم وجود مركز للشرطة أو الرقابة البلدية. غادرنا السوق وواقع الحال في القرية يؤكد أنها أشبه ما تكون بمدينة بعيدة عن رقابة جميع الأجهزة الامنية عدا مراكز سلاح الحدود التي انتشرت على طول الساحل البحري التي تقوم بواجبها في حماية الحدود البحرية للوطن وأعين سكانها من أطفال وكبار ترقبني بينما تتهامس شفاههم الحمراء متسائلة عن قدومي للسوق وخروجي بعد تجوالي داخله وداخل القرية بدون سمك. احمد الغامدي مدير المركز الاعلامي بأمانة جدة قال : إن مراقبي الصحة العامة يتابعون بشكل يومي وعلى مدار الساعة الوضع في سوق الاسماك (البنقلة) ويتم بشكل مباشر إتلاف الأسماك غير الصالحة للاستهلاك وتطبيق أنظمة الامانة من غرامات وإقرارات خطية على المخالفين وبالنسبة للسوق الخاص بالبرماوية في قرية القوزين سيتم توجيه البلدية المعنية بمتابعة الوضع ميدانيا ورصد جميع المخالفات لتطبيق الأنظمة في حق المخالفين.
المصدر : جريدة عكاظ السبت 25 / 10 / 1429هـ
رابط الخبر : http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20081025/Con20081025235975.htm
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0


الله يعطيك العافية يا أخوي عطا نور على نقل الخبر

جواد البحر
cVu18939.gif

 

عطا نور

عضوشرف
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
الإقامة
السياحة والسفر
إخواني الكرام الأعزام :
أشكر كل من شكرني لنقلي هذا الخبر ...
وأتمنى أن تعلقوا على موضوع الخبر إما بالنقد الهادف أو باقتراح مناسب أو بإضافة جديدة
ولكم ولهذا المنتدى الشكر الجزيل ...
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى