أبوباسم
مراقب سابق
هاني اللحياني - مكة المكرمة
الدخول إلى مسلخ أمانة العاصمة المقدسة في حي الكعكية ما بين الساعة السابعة إلى الحادية عشرة صباحاً هذه الأيام يعني الدخول إلى عالم آخر من الفوضى التي تسيء إلينا وتخدش الصورة الرائعة التي تعمل الجهات الرسمية على رسمها في عيون الحجاج من خلال الرقي بالخدمات. ويشهد موقع لا تتجاوز مساحته 2000 متر مربع العديد من التجاوزات من بيع عشوائي وافتراش للمدخل الرئيسي للمسلخ وبيع للممنوع من القورو (الكيف الأفريقي) المعروف إلى بيع اللحوم التي هي أصلا تقدم كصدقات مما يطرح العديد من التساؤلات حول ظاهرة بيع لحوم الصدقات والفدية من قبل الجزارين ؟ وكيف يمكن ضمان وصول هذه اللحوم التي خصصت في الشرع لفقراء الحرم ؟ أسئلة مهمة تناثرت مفرداتها أمامنا ونحن ندلف إلى المسلخ حيث يخيم صوت ت**ير عظام لحوم الماشية المعلقة فيما تتعالى أصوات الجزارين الأفارقة الذين يتفاوضون مع الزبائن على بيع اللحوم الموضوعة داخل أكياس هي في الأصل لحوم تبرع بها متبرعون من قاصدي بيت الله الحرام لفقراء الحرم وفي موقع كمسلخ الأمانة لا يترك شيئا من أجزاء الذبيحة فلكل قطعة سعر حتى أننا وجدنا عمالة تتفاوض مع جزار أفريقي على بيع أحشاء الذبيحة بـ 30 ريالاً فيما تقف أعداد أخرى من الجزارين على قارعة المسلخ مجهزين لحوما مقطعة جاهزة للبيع .
سعيد ولي من سكان مكة في حي قريب من الموقع لم يندهش من هذه الممارسات، وقال: إن عمرها بعمر المسلخ أي العمالة الأفريقية مشيراً إلى أن هذه الصورة السلبية تتضح بجلاء في هذه الأيام من موسم الحج حيث ترتفع أعداد الذبائح التي يتبرع بها قاصدو بيت الله الحرام لفقراء الحرم مما يحولها إلى سوق رائجة للمتاجرة فيما تحول أعداد كبيرة منها إلى ثلاجات الجزارين حد التخمة.
و لا حل في نظر حسين الفهمي " من المترددين على المسلخ " إلا بوضع قوة أمنية لتنظيم الدخول ومحاربة الباعة الجائلين، والإشراف على وصول لحوم الذبائح إلى ثلاجات الجهات الخيرية و بصياغة دور جديد لإيصال هذه اللحوم للمستحقين من الفقراء والمحتاجين الذين لا يسألون الناس إلحافاً، ويمنعهم ماء الوجه من الوقوف على أبواب المسالخ، وذلك بإشراف مباشر من أمانة العاصمة المقدسة من خلال وضع لوحات على مدخل المسلخ توضح فيها هواتف الجمعيات الخيرية المتخصصة في الإطعام الخيري.
تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن حجم ما يذبح من الذبائح من قبل الحجاج كصدقات يزيد عن 10 آلاف ذبيحة يومياً هذه الأيام يشرف عليها أكثر من ألف جزار وطبيب بيطري فيما تباع الجمال المذبوحة بسعر يتراوح ما بين 1500 إلى 2500 والأبقار من 1800 إلى 2000 والماعز ما بين 250 إلى 350 ريالا.
المصدر