أبو عامر الأركاني

:: عضو جديد ::
إنضم
17 يوليو 2008
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
الإقامة
العمل بالقرآن الكريم والسنة الشريفة باعتدال .. يحب
رسـ2ـالة إلى الأمة المسلمة في العالم

حمداً لله الذي أنزل القرآن عربيا وكفى ، وصلاة وسلاما على النبي العربي محمد الذي اصطفى ، وعلى آله وصحبه وعلى من أثره اقتفى ...
أما بعد :
فيا أمة الرسالة ، نعم تكتب مقالة عمر بن الخطاب ( رضي الله ) بماء الذهب :
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) .
إخوتي الأحباء ، يقول رستم قائد فارس ، وتحت يديه مائتان وثمانون ألفًا من الجنود الكفرة ، يقول لسعد بن أبي وقاص القائد المسلم ، أرسل إليَّ من جنودك رسولاً أكلمه ، فأرسل له سعدٌ رضي الله عنه رِبعيَّ بنَ عامر وعمره ثلاثون سنة ، من فقراء الصحابة ، قال سعد : اذهب ولا تغير من مظهرك شيئًا ، لأننا قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، فخرج ربعيٌّ بفرسه الهزيل ، وثيابه الرثة ورمحه البسيط ، فلما سمع رستمُ أن وافد المسلمين سوف يدخل عليه ، جمع حوله الأسرة الحاكمة ، والوزراء ، والجنود ، واستعدوا لأن يرهبوا هذا الوافد ، علّه يتلعثم ، فلا يستطيع الكلام ، فلما جلس رستم قال : أدخلوه عليّ ، فدخل يقود فرسه ، واعتمد برمحه على بُسُطهم فخرّقها وأفسدها ؛ ليظهر لهم أن الدنيا حقيرة ، وأنها رخيصة ، وأنها لا تساوي عند الله شيئًا ، ومن علامات رخصها وحقارتها ؛ أن أعطاها هذا الكافر ، وجعل سعد بن أبي وقاص ينام على الثرى .
فلما وقف أمامه قالوا : اجلس ، قال ربعيٌّ : ما أتيتك ضيفًا ، وإنما أتيتك وافدًا ، فقال رستم : - والترجمان بينهما - مالكم أيها العرب ، ما علمنا - وأقسم بآلهته - قوماً أذل ولا أقل منكم ؛ للرومان حضارة ، ولفارس حضارة ، ولليونان حضارة ، وللهنود حضارة ، أما أنتم ، فأهل جعلان ، تطاردون الأغنام والإبل في الصحراء ، فماذا أتى بكم ؟ قال ربعيٌّ : نعم ، أيها الملك كنا كما قلت وزيادة ، كنا أهل جهالة ، نعبد الأصنام ، يقتل القريب قريبه على مورد الشاة ، لا نعرف نظامًا ومبدأ ، ولا حضارة - أو كما قال - ثم انتفض , ورفع صوته كأنه الصاعقة في مجلسه قائلاً : ولكن الله ابتعثنا لنخرج العباد ؛ من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا ، إلى سَعَة الآخرة ، ومن جور الأديان ، إلى عدل الإسلام ، فغضب رستم وقال :
( والله لا تخرج ، حتى تحمل ترابًا من بساطي ، فحمَّله على رأسه ، فقال ربعيٌّ : هذه الغنيمة إن شاء الله ؛ تسليم أرضك وديارك . ( انظر القصة في حياة الصحابة ( 4/515 ) وعزاها لابن جرير الطبري في تاريخه ( 3/33 ) .
﴿ فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾ [الأنعام:45] .
فلما أشرف على سعد ، قال : ماذا على رأسك يا ربعيٌّ ؟ فقال : تراب من تراب أرض رستم وكسرى ، فكبر المسلمون حتى اهتز مخيّمهم وقالوا : هو النصر ، تسليم أرضهم بإذن الله .
وفي الصباح الباكر ، يوم أشرقت الشمس بأشعة النصر على الدنيا ، كان سعد ( رضي الله عنه وأرضاه ) في أول الصفوف ، والتقى الجمعان ، وبرزت الفئتان ، وتبدى الرحمن لحزبه ( سبحانه وتعالى ) وفي ثلاثة أيام ، تسحق كتائب الضلالة والعمالة ، وتداس الجماجم التي ما عرفت ( لا إله إلا الله ) ، وتضرب الرؤوس التي ما دخل فيها نور لا إله إلا الله .
ويدخل سعد في اليوم الرابع إيوان كسرى ، الذي حكم الدنيا ألف سنة ، فيراه مموَّهًا بالذهب ، ويرى الياقوت والزبرجد والمرجان ، فيبكي سعد ويقول : ﴿ كم تركوا من جنات وعيون﴿﴾ وزروع ومقام كريم ﴿﴾ ونَعمةٍ كانوا فيها فاكهين ، كذلك وأورثناها قومًا آخرين ﴿﴾ فما بكت عليهم السماءُ والأرضُ وما كانوا منظرين ﴿﴾ [الدخان:25-29].
وهكذا كانت قوة الإسلام عندما كان فيهم الإخلاص مع العمل الصائب ، نعم عندما كانوا متمسكين بما شرع الله لهم ... ﴿ والذين جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ المحسنين ﴾ .
تفسير هذه الآية كما جاء في تفسير السعدي :
وهم الذين هاجروا في سبيل الهي ، وجاهدوا أعداءهم ، وبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته :
﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ أي : الطرق الموصلة إلينا ، وذلك لأنهم محسنون .
﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ بالعون والنصر والهداية . دل هذا ، على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد ، وعلى أن من أحسن فيما أمر به أعانه اللّه ويسر له أسباب الهداية ، وعلى أن من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي ، فإنه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه أمور إلهية ، خارجة عن مدرك اجتهاده ، وتيسر له أمر العلم ، فإن طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل اللّه ، بل هو أحد نَوْعَي الجهاد ، الذي لا يقوم به إلا خواص الخلق ، وهو الجهاد بالقول واللسان ، للكفار والمنافقين ، والجهاد على تعليم أمور الدين ، وعلى رد نزاع المخالفين للحق ، ولو كانوا من المسلمين .
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق المسلمين لما فيه رضاه ...
نعم أيها المسلمون ، أنتم الأعلون ، أنتم القوة ما اتبعتم شرع الله ، ونهج نبيكم ...
إنه سبحانه وتعالى أسأل الهدية والرشاد لي ولجميع المسلمين إنه هو الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم ...
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ...

محب أمةالإسلام في الله :

أبو عامر آل عبد العلي الأركاني .
 
إنضم
19 يناير 2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
الإقامة
المطالعة والنقاش الجاد
شكرا لكم على هذه الكلمات المؤثرة وعلى بذل جهودكم لإيصال هذه المعلومات إلينا والله اسأل ان يجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون . محبكم / خالد اسلم الأركاني
 
إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
باارك الله فيك وجزاك خيرا
www.3rbe.com_190.gif
 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
[frame="7 80"]جزاك الله خيراأخي أبوعامر
وجعله في ميزان حسناتك
[/frame]
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0


جزاك الله خيراً عما تنقله عن هذه الأمة

الله يعطيك العافية [fot1]أبو عامر الأركاني [/fot1]على الطرح الرائع

تحياتي جواد البحر
cVu18939.gif

 
أعلى