ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
تابعوا صحيفة عكاظ
غدا السبت 5 - 5 / 5 / 1432هـ والأحد والأثنين
حلقات عن البرماويين بمكة المكرمة
18243alsh3er.jpg

 

ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
عكاظ حلقة 1 : البرماويون هربوا بدينهم من البطش إلى أمان الحرم

logo-trim.png

السبت 05/05/1432 هـ 09 أبريل 2011 مالعدد : 3583

إعادة ترتيب أوراق الجاليات ذات الإقامة الدائمة في مكة
البرماويون هربوا بدينهم من البطش إلى أمان الحرم


جولة: ماجد المفضلي ــ مكة المكرمة
فتحت مشاريع إزالة العشوائيات وتطوير المنطقة المركزية في مكة المكرمة ملف الجاليات دائمة الإقامة جوار الحرم الشريف، والتي تمثل الجالية البرماوية أكبر نسبة منها تليها الإفريقية ثم جاليات الشنقيطيين والبلوشيين والبخاريين، وجميع هذه الجاليات يمكن التعامل معها من حيث تحديد مواطنها الأصلية وترحيلها إليها، إلا الجالية البرماوية يصعب التعامل معها كون أفرادها هاربين بدينهم من البطش البوذي إلى الأراضي المقدسة. فقد احتضنت مكة أبناء الجالية البرماوية منذ السبعينات، وحتى ترعرع جيل جديد من أبنائها لا يعرف إلا مكة المكرمة موطنا له، يعيشون في أحياء متفرقة يكاد لا يخالطهم فيها أحد، بل يذهب فكر من يرى هذه الأحياء أنه في إحدى البلدان الآسيوية بتلك الطقوس والعادات التي تسيطر عليها. «عكاظ» رصدت نبض الأحياء التي تقطنها الجالية البرماوية.

أبو الشمع بن عبد المجيد شيخ طائفة البرماوية في مكة المكرمة والذي يبلغ من العمر قرابة ثمانية وخمسين عاما ويعمل باحثا في رابطة العالم الإسلامي، وسبق له العمل رئيس للجنة تسوية أوضاع البرماويين لأربع فترات ليروي لنا قصة هذه الجالية وكيف استوطنت مكة المكرمة قال أبو الشمع «البرماويون هاجروا إلى بلاد الحرمين الشريفين منذ السبعينيات الهجرية وهم السكان الأصليون لمملكة «أركان» التي احتلتها بورما البوذية وصيرتها إقليما من أقاليمها، وتقع في جنوب شرق آسيا تحدها من الشمال الصين ومن الجنوب خليج البنغال وتايلند ومن الشرق لاوس ومن الغرب بنجلاديش، وقد وصل الإسلام إليها في القرن الثاني الهجري عام 172هـ، عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة أركان في عهد الخليفة هارون الرشيد، وقد نشأت في أركان سلطنات إسلامية كثيرة لقرابة ثلاثة قرون ونصف وتتابع على حكمها ثمانية وأربعون ملكا مسلما على التوالي آخرهم الملك سليم شاه، وكان يصك على عملاتها كلمة التوحيد لا إله إلا الله وأسماء الخلفاء الأربعة باللغة العربية، وفي عام 1784م احتل الملك البوذي (بودا باية) إقليم «أركان» وضمها إلى بورما خوفا من انتشار الإسلام في المنطقة، حيث يبلغ عدد سكان أركان ستة ملايين نسمة 70في المائة منهم مسلمون، يشكلون 20 في المائة من سكان بورما عموما والبالغ عددهم خمسة وخمسين مليون نسمة.
وأضاف أبو الشمع، بدأت معاناة سكان أركان منذ احتلال بورما لهم حيث طمست الهوية والآثار الإسلامية، ودمرت المساجد والمدارس وبنيت المعابد البوذية في مكانها، كما قتل العلماء والدعاة وبدأت الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للمسلمين حيث شهدت بعض المجازر قتل مائة ألف مسلم، كما شرد نصف مليون مسلم في إحدى الهجرات الجماعية وصودرت ممتلكاتهم من منازل ومزارع ومواش وأموال وغيرها، فضلا عن إلغاء حق المواطنة للمسلمين باستبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض ذلك فمصيره التعذيب والموت في المعتقلات أو التهجير إلى خارج البلاد وهو المطلوب أصلا في سياسة دولة بورما المحتلة لإقليم أركان، بالإضافة إلى حرمان المسلمين من العمل في الوظائف الحكومية ومواصلة التعليم العالي، في محاولة مستميتة لبرمنة الثقافة الإسلامية وتذويبها في المجتمع البوذي من خلال العمل القسري لدي الجيش أثناء التنقلات أو بناء الثكنات العسكرية وشق الطرق دون مقابل يذكر، والمنع من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنجلاديش ولمدة يسيرة، حيث يعتبر السفر إلى عاصمة الدولة جريمة يعاقب عليها وكذا مدينة أكياب عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيها بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح، ومنع المسلمين من استضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق وأما المبيت فيمنع منعا باتا ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب عليها بهدم منزل المستضيف أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته، وكل ذلك لم يعف المسلمين من العقوبات الاقتصادية التي تشمل ضرائب باهضة وغرامات مالية ومنع بيع المحاصيل إلا للحكومة العسكرية أومن يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء أو لإجبارهم على ترك الديار.
وأشار إلى أن الحكومة البوذية تعمل على تقليل أعداد المسلمين بأساليب شتى منها إعطاء حقن مانعة للحمل للنساء، ورفع سن الزواج للفتيات إلى 22سنة، واشتراط إجراء عقود الأنكحة في مخفر الشرطة البوذية بحضور العروسين والكشف أمامهم بحجة معرفة الزوجين، منع التعدد منعا باتا، ومنع الزواج مرة أخرى للمطلقة أو الأرملة إلا بعد سنة، وأي مخالفة في ذلك تعتبر جريمة يعاقب عليها المخالف بالسجن والغرامة الباهضة أو الطرد من البلاد والهدف في كل ذلك هو القضاء على المسلمين والتقليل منهم.

قصة الهجرة
وعن قصة هجرة الجالية البرماوية إلى مكة يقول أبو الشمع: «بعد حملات الإجلاء الإجبارية لم يكن أمام المسلمين سوى الفرار بدينهم وعقيدتهم فنزحوا إلى الخارج مهاجرين إلى الله يطرقون أبواب الدول الإسلامية المجاورة كباكستان الشرقية سابقا (بنجلاديش الآن) وباكستان الغربية وتايلند والهند وماليزيا وبعض دول الخليج، وكلما زاد بطش البوذيين بالمسلمين خرج ثلة منهم وهاجروا إلى بلدان شتى، ومن هنا بدأت قصة هجرة البرماويين إلى بلاد الحرمين منذ الستينات الهجرية بعد قصة معاناة طويلة وقد منحتهم الحكومة السعودية في حينها إقامات بمهنة «مجاور للعبادة»، وقد كان وصولهم إلى بلاد الحرمين على مراحل عدة الأولى كانت مابين عام 1368هـ وعام 1370هـ في عهد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وحصلوا خلالها على إقامات بمهنة مجاور للبيت، وكانت المرحة الثانية مابين عام 1370هـ وعام 1380هـ وهؤلاء دخلوا المملكة مشيا على الأقدام خلال مسيرة عام كامل في المشي وحصل بعض منهم على الجنسية السعودية وهؤلاء غالبيتهم دخلوا عن طريق اليمن والأردن.. والمرحلة الثالثة كانت ما بين عام 1383هـ وعام 1392هـ وهؤلاء أكثرهم دخلوا بجوازات سفر للعمرة والحج عن طريق بنجلاديش أو باكستان وبعض أبنائهم استلموا الجنسية السعودية بسبب ولادتهم في المملكة، فيما كانت المرحلة الرابعة وهي التي تعرف بالهجرة الجماعية بعد عملية (ناجامين) التي أبيدت فيها قرى بكاملها بحجة المواطنة غير الشرعية وكانت بين عام 1387هـ وعام 1391هـ ومن عام 1391هـ إلى عام 1426هـ توقفت الهجرة البورمية الجماعية وبقيت الهجرة الفردية.
يقول أبو الشمع عبد المجيد: «أول من وصل إلى مكة من البرماويين كان ألفي أسرة يطلق عليهم الروانجيين ولغتهم تختلف عن اللغة البورمية حيث تسمى لغتهم اللغة بالروانجية، وقد وصلت أنا ووالدي إلى المملكة وعمري ستة أعوام وعشت هنا وتعلمت حتى حصلت على الماجستير في العلوم الشرعية.. والبورميون الذين يعيشون الآن في المملكة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام منهم من اضطر للبحث عن جواز سفر من إحدى الدول الآسيوية لعدم وجود جوازات سفر معهم ولكي يحصلوا على إقامة نظامية وكان اتجاههم إلى سفارات بنجلاديش وباكستان وأنا منهم حيث إنني حصلت على جواز بنغالي والكثير من البروماويين يرغبون في العودة لجنسيتهم الأصلية وأتوقع أن من يحمل جوازات بنغالية يصل عددهم إلى مائة ألف نسمة، وقسم منهم يحمل البطاقات البيضاء وهي التي منحتها لهم اللجنة التي قامت بتصحيح أوضاع البورماويين وانتهت هذه البطاقات إلا أنه لم يتم تجديدها الآن ويصل عددهم إلى حوالى ثمانين ألف نسمة، وقسم آخر لا يحملون أية هوية يصل عددهم إلى سبعين ألف نسمة على الأقل.

الوطن والأمان
لافتا إلى أن البورميين يقطنون في الأحياء العشوائية في مكة المكرمة ويتوزعون على مناطق المسفلة، النكاسة، دحلة الرشد، الكعكية، دحلة الولايا، حارة يمن، وحي الزهور، العتيبية وشارع الحج والعمرة. وهؤلاء البورميون يعيشون في أمن وأمان في ظل هذه البلاد والحكومة الرشيدة، وأبناء وبنات هؤلاء البورميين كلهم من مواليد المملكة وهم لا يسافرون ولا يخرجون من المملكة، والمولودون في المملكة تتراوح أعمارهم من أربعين عاما فمادون حيث إن بعضهم تزوج وأنجب هنا الجيل الثاني وقد واجهتهم بعض المصاعب في كيفية الزواج حيث إن من يحمل منهم إقامة نظامية سواء على جواز سفر بنغالي أو باكستاني فهو يعقد قران ابنته أو ابنه لدى قضاة المحاكم، أما من يحمل البطاقة البيضاء فقد انتهت ولا يقبلها أحد وكذلك الذين لا يحملون جوازات سفر أو إقامات نظامية فهؤلاء يعقدون قران بناتهم وأبنائهم في منازلهم حيث يكتفون بالأشهاد على ذلك وبحضور الزوج والزوجة والولي لعدم قدرتهم على تثبيت هذه العقود ولو لم يفعلوا ذلك لبقيت بناتهم عوانس، وأتوقع أن عدد الذين يعقدون بدون تثبيت عقود الزواج يزيد على مائة ألف شخص.

تفعيل لجان العشوائيات
وطالب الدكتور إبراهيم بن أحمد زمزمي محامٍ ومستشار قانوني ومحكم معتمد ومدير تنفيذي للجنة المحامين في غرفة مكة المكرمة، بزيادة تفعيل دور لجان العشوائيات حيث نصت المادة 23 من النظام على أن يدرس مجلس المنطقة كل ما من شأنه رفع مستوى الخدمات في المنطقة من تحديد الاحتياجات والمشاريع وتسوية الاقتراحات بما يعود للنفع العام وبما أن الوضع الاجتماعي وثباته لا يستقيم إلا من خلال التنظيم لكل أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وجب على المجلس دراسة السلبيات التي تظهر من خلال الجاليات الموجودة والرفع بالاقتراحات التي تنظمها.
وأضاف «يجب إعادة النظر في التوزيع الجغرافي لاختصاص المراكز الأمنية بما يحقق الكفاءة مع المعدل العددي للسكان وحجم المشكلات وإحصائياتها من حي لآخر، والحاجة تقتضي إلى إحداث مراكز أمنية جديدة أو فرعية داخل المناطق العشوائية خاصة التي تكون بها جاليات وتحتوى كثافة سكانية كبيرة وبها مشكلات كثيرة ومتعددة.. وأعتبر أن من أسباب انتشار الجريمة البطالة وعدم وجود عمل وافتقار الهوية الشخصية وعدم دراسة السلوكيات الاجتماعية ومؤثراتها داخل تلك المجتمعات وإيجاد التوجيه التوافقي بين أفرادها. لافتا إلى أن الجمعيات الخيرية تتولى الصرف على عمليات الولادة والمستشفيات على فقراء هذه الجاليات، أما توكيل المحامين في قضاياهم فالبعض يستطيع التوكيل لمن كان لديه إقامة نظامية أما الأغلبية لا يعلمون بمثل هذه الأمور، مؤكدا أن المحاكم العامة تنظر القضايا التي بها جرم، أما المحاكم الجزائية فإنها تنظر القضايا التي تندرج تحت عقوبة التعزير مع إحالة ما يخص تقرير الشجاج إلى المحكمة العامة ونرى أن الجرائم الأكثر انتشارا هي السرقة تليها الجرائم الأخلاقية وجرائم المخدرات من حيازة وترويج وما يتعلق بهما.

 

ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
عكاظ حلقة 2 : 300ألف برماوي يسألون عن وجهتهم بعد إزالة العشوائيات

logo-trim.png

الأحد 06/05/1432 هـ 10 أبريل 2011 م العدد : 3584
الجـالـيـات «2 »
أمين العاصمة المقدسة: أكدنا على الشركات المطورة بتوفير السكن المناسب
300 ألف برماوي يسألون عن وجهتهم بعد إزالة العشوائيات

جولة: ماجد المفضلي ــ مكة المكرمة
طمأن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، سكان الأحياء التي ستخضع للتطوير والإزالة والواقعة ضمن خريطة العشوائيات، ستشهد ثورة تطويرية تشمل البنية التحتية، الطريق الدائري، شبكة المترو والطرق الإشعاعية، وتهدف جميع هذه المشاريع إلى الوصول بمكة المكرمة إلى العالمية، من خلال توفير جميع وسائل الراحة، السكن والتنقل، إضافة إلى طمس ملامح العشوائيات التي ظلت ردحا من الزمن جاثمة على هوية مكة المكرمة ومكانتها الحضارية.
وأكد البار، أن «التأكيد على الشركات المطورة للأحياء أن تحرص على توفير السكن المناسب للسكان».
وشدد أمين العاصمة المقدسة على منع نشوء أحياء عشوائية جديدة، من خلال وضع التنظيم المناسب لتوفير بدائل السكن لقاطني الأحياء التي يجري تطويرها سواء مواطنين أو مقيمين، وتأتي تأكيدات البار لمعرفته التامة بأن معظم سكان الأحياء العشوائية من ذوي الدخل المحدود من المواطنين والمقيمين، الذين يمثلون النسبة الأكبر بين السكان، ولا يحق لهم تملك العقارات بالطرق التي يجيزها لهم النظام، ما سيدفعهم إلى بناء مساكن عشوائية في مناطق مختلفة من مكة المكرمة.

الحديث في مجالس سكان هذه الأحياء التي طالها التطوير، يدور حول كيفية وجود البديل للسكن الذي يؤوي هؤلاء الناس بعد إزالة مساكنهم، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الأراضي والإيجارات، ما جعل بعضهم يبحث عن مساكن لهم في أطراف مكة ليشكل ذلك ظهور بؤر عشوائية جديدة، وهو ما يحذر منه المختصون والذين أكدوا بأن المجتمع لم يعد يرغب في نشوء عشوائيات جديدة تسببت في تشويه المظهر الحضاري لمكة المكرمة لسنوات طويلة، وكانت سببا في تأخر عجلة التنمية في المنطقة، وأعاقت تنفيذ المشاريع، وصرفت لأصحابها مبالغ طائلة من التعويضات، كان من الواجب الاستفادة منها في مشاريع تنموية كبيرة، وأشادوا بالرؤية التي طرحتها منطقة مكة المكرمة لتطوير العشوائيات، والمتمثلة في ربط إزالتها بتأمين السكن البديل، وبدأت شركة البلد الأمين الذراع التنفيذي لأمانة العاصمة المقدسة في تنفيذ أول باكورة تضم أربعة آلاف وحدة سكنية ضمن برنامج الإسكان الميسر، وبادرت شركة أم القرى المطورة لمشروع الطريق الموازي الذي يخترق ستة أحياء بتأمين السكن البديل لقاطني المساكن المنزوعة لصالح المشروع من خلال استئجار شقق سكنية.
ما تشهده مكة المكرمة من مشاريع يحفز الجاليات على المشاركة فيها بالأيدي العاملة، لكنهم في ذات الوقت يخشون من بدء مرحلة البحث عن مسكن بديل قد يدفعهم إلى اللجوء لعشوائيات جديدة في أطراف مكة، كونها الحل الأنسب لهم خصوصا أنها لا تحتاج إلى إثباتات ملكية وأسعارها في متناول اليد، فيما يسكن البرماويون ــ كونهم أكبر الجاليات في مكة ــ في مخططات عشوائية ينتظر أن تزال في مرحلة التطوير التي بدأت في مكة المكرمة، ويسكن أبناء هذه الجالية في المسفلة والنكاسة أكثر الأحياء عشوائية وقربا من المسجد الحرام، لكنهم في ذات الوقت قدموا مبادرات متميزة في الالتزام بالأنظمة والتعليمات، وساهموا بشكل فاعل في مشروع مكة المكرمة بلا جريمة.

ولاؤنا لهذا الوطن
وقال عطا الله نور، تجاوز عمره 30 سنة، وهو برماوي من مواليد المملكة، «نحن لا نشعر بالانتماء لأي بلد غير هذا البلد، والسعوديون يعاملوننا كأننا أبناؤهم وأخوانهم، ويعطفون علينا، وتزاوجنا مع بعضنا البعض وأصبحنا أصهارا وأسرة واحدة، وبيننا ترابط، لذلك نحن لا نرى أنفسنا في بلد غير هذا البلد الذي أحببناه، وولدنا وترعرعنا ونشأنا فيه، فكلنا أمل ألا نخرج منه، بل نظل فيه لتربية أبنائنا».
وأضاف:، كل شباب بورما الذين ولدوا هنا عاشوا سويا مع السعوديين، وتربوا وتعلموا سويا وأتقنوا اللغة العربية، وغالبيتهم من حفظة القرآن الكريم، حيث إن 70 في المائة من طلاب جمعية تحفيظ القرآن الكريم في مكة من البرماويين، و 60 في المائة من المعلمين في الجمعية، كما أن 90 في المائة من أئمة التراويح في رمضان في مساجد مكة المكرمة هم من البورماويين، ما يؤكد أنهم مهتمون بحفظ القرآن الكريم، ونادرا ما تجد منزلا لا يوجد فيه حافظة أو حافظ للقرآن الكريم، ورغم وجود قلة مسيئة للبرماويين من خلال سلوكهم إلا أنهم لا يمثلون الجالية في أخلاقهم وعملهم، ويكفي أنهم محافظون على دينهم.

44 مدرسة
وعن الجانب التعليمي للجالية البورمية، قال محمد طيب ودود خان المشرف على المدارس الخيرية البورمية، «كانت هناك مدارس للجالية البورمية بجهود ذاتية، أشرفت عليها الحكومة منذ عام 1414هـ، وهي تضم المراحل الثلاث الابتدائية، المتوسطة والثانوية للبنات والبنين، وأمنت الدولة الكتب الدراسية والمعلمين لها، ويصل عددها حاليا إلى 39 مدرسة للبنين و 15 مدرسة للبنات موزعة على الأحياء البورمية ويبلغ عدد الطلاب والطالبات حوالى 22 ألف طالبة وطالب.

طموحات وتخوفات
من جانبه، قال الباحث في شؤون الجالية البرماوية والداعية البرماوي عبد الله معروف «لقد وصلنا أخيرا بالجالية البرماوية إلى نتائج وأمور مبشرة في ما يخص أوضاعها من الناحية النظامية والاجتماعية، وأبلغنا أنها قيد التنفيذ قريبا، وقد فتحت جميع الأجهزة الحكومية أبوابها للتعاون معنا، وحققت الحملات التوعوية الأمنية السابقة التي نفذت في أوساط الجالية، نجاحا كبيرا، وما زلنا نعمل متواصلين مع الجهات المعنية لتوعية أبنائنا».
وأضاف، اختار البرماويون السكن في الجبال، مع أنهم كانوا في بلادهم يسكنون في مروج خضراء، ويرجع ذلك للفقر الذي يعيشون فيه، وكان همهم البحث عن مأوى لهم وأولادهم، وعمر الأحياء التي يسكنون فيها يتراوح بين 40 و 50 سنة، وليس هناك بيت لبرماوي عن طريق وضع اليد أو التعدي على أراضي الحكومة، حيث إن جميع الأراضي التي شيدوا عليها منازلهم اشتروها بأسماء مواطنين من مواطنين، وفي يدهم وثائق تثبت ذلك، يضاف إلى ذلك أن كثيرا من هذه البيوت هي لمواطنين منحوها لهؤلاء المساكين للسكن فيها إما مجانا أو بمبالغ رمزية جدا، ولا تزيد قيمة الإيجار للشقة في هذه الأحياء الجبلية عن خمسة آلاف إلا نادرا، كما أن الكثير من هذه البيوت بصكوك شرعية لمواطنين، لافتا إلى أن أحياء الجالية البرماوية معروفة بتكاتفها وترابطها الاجتماعي، حيث يجتمع وجهاء الحي من كبار السن، والكل يتعاون مع الجهات الأمنية ويمارسون أعمال الصلح بين المتخاصمين.

شراء الأراضي
وعن طموحات هذه الجالية، يقول معروف «نتطلع للسماح للبرماويين لشراء أراض في أماكن خارج حدود الحرم، لأنهم لا يملكون قيمة الأراضي التي في المخططات، أو أن تطبق توصيات دراسة معهد الحرمين الشريفين السابقة بدلا من إزالة الأحياء كليا، وإن كان لا يوجد حل غير الإزالة، نأمل أن تنفذ التصريحات السابقة من قبل أمين عام العاصمة المقدسة من التعويضات وإيجاد البدائل الحقيقية لهم، مع ضرورة تحديد هوية البرماوي (راكان ــ ميانمار)، وذلك في ظل وجود مجموعة ليست بالقليلة من البرماويين ممن لا يحملون أية هوية ثبوتية، وجود مجموعة كبيرة من البرماويين ممن يحملون إقامات نظامية بجواز أو بلا جواز سفر، وزوجاتهم وأبنائهم لا يحملون شيئا، وغير مضافين في هوية آبائهم، إضافة لوجود مجموعة من البرماويين ممن انتهت مدة هوياتهم من سنوات بسبب عدم إحضار جوازات السفر، وإن سلم من هذا فتبقى الغرامات التراكمية عائقة دون التجديد، ونأمل تكوين لجنة نزيهة لتصحيح أوضاع البرماويين، بآلية إدارية منظمة، تصحيح أوضاع الجالية تعليميا، صحيا، اجتماعيا وبيئيا، والاستفادة من حرف أبناء الجالية البرماوية في خدمة الوطن، والسماح لمن يرغب في التخلي عن الجواز الذي يحمله ليعود لجنسيته البرماوية، اعتماد شهادات البنين مثل شهادات مدارس البنات الخيرية، مع العلم أن مدارس البنات يشرف عليها تعليم (البنات) وليس فيها معلمات وطنيات كمدارس الأولاد، وشهاداتها معتمدة، خلاف مدارس البنين التي تحظى بمدرسين وطنيين، وشهاداتها غير معتمدة، مع فتح مدارس خيرية للمرحلة المتوسطة والثانوية لعدم وجود كفاية في عدد المدارس الموجودة تستوعب الطلاب المتخرجين من الابتدائية.
وأكد لـ «عكاظ» مصدر مسؤول في الجوازات، أنه صدر قرار من وزارة الداخلية باقتصار عمل الجوازات على المخالفين لأنظمة العمل والإقامة من المتأخرين عن المغادرة من الحجاج والمعتمرين ومن الذين انتهت تأشيراتهم من المتخلفين السابقين، وقال إن «مكتب العمل مسؤول عن المخالفين لأنظمة العمل، وتشارك الجوازات في اللجان التي تتشكل من الجهات ذات العلاقة لملاحقة المخالفين والمخالفات»، مضيفا «نفذنا جولات على المشاغل النسائية ومحال التجميل في مكة المكرمة، وضبطنا نسبة كبيرة من المخالفات، كما شاركنا في لجان لملاحقة المخالفين لأنظمة العمل والإقامة من العاملين في الفنادق في المنطقة المركزية».
وزاد، «تنفذ فرق الدوريات في الجوازات حملات دهم ميدانية مفاجئة للأحياء العشوائية التي تحتضن العديد من المخالفين لأنظمة العمل والإقامة، وتشمل هذه الحملات الباعة الجائلين وغسالي السيارات، ولدينا إحصائيات يومية بعدد المقبوض عليهم وأماكن تواجدهم، وعدد الدوريات التي تباشر تنفيذ مهماتها ميدانيا».

البطاقة البيضاء
وبين أن «البطاقة البيضاء المؤقتة الممنوحة لعدد كبير من أبناء الجالية البرماوية قبل فترة طويلة لا يعتد بها إطلاقا»، مؤكدا أن «هناك لجنة في الجوازات لتصحيح أوضاع البرماويين، حيث على جميع الجالية البرماوية مراجعة الجوازات مكتب تصحيح أوضاع الجالية، وبعد إنهاء إجراءات المتقدم يحال لمحافظة جدة لاستكمال ما تبقى من معلومات ومراجعة ملفه الأساس، ومن ثم يدفع الرسوم المتأخرة عليه، وتؤخذ بصمته ثم تجرى الكشوفات الطبية، وتقديم شهادات ميلاد لأبنائه، وإذا كان هناك من تأخير في تصحيح أوضاع أبناء الجالية فهم من يتحملون المسؤولية، كونهم لم يراجعوا اللجنة التي خصصت لتصحيح أوضاعهم»، مشيرا إلى أن هناك أعدادا كبيرة من البرماويين أنهوا تصحيح أوضاعهم ومنحوا الإثباتات التي تخولهم بالإقامة النظامية، معتبرا أن «هذا التنظيم فقط يقتصر على الجالية البرماوية ولا يشمل الجاليات الأخرى كون الجالية البرماوية من دولة اسمها منيمار حفاظا على دينهم، حيث هربوا بدينهم وأبحروا في المحيط بسفن شراعية في الفترة ما بين العام 1350هـ إلى 1360هـ، ووصلوا إلى بحر العرب وخليج عدن وتفرقوا على دول المنطقة، إلا أن غالبيتهم قصدوا العيش في الأراضي المقدسة كونها مهبطا لأفئدة المسلمين، حيث شهدت مكة طوال 50 عاما الماضية توافدا لجنسيات مختلفة وأصبحوا من سكانها الدائمين، من أبرزها التركستانيون والبلوشيون وبعض الجنسيات الأفريقية، والبعض منهم حصل على الجنسية بينما البعض الآخر يقيم إقامة نظامية».
واختتمت المصادر قائلة «يجب على أبناء الجاليات المخالفة أن يسعوا إلى تصحيح وضع إقامتهم وفق الأنظمة والتعليمات، حيث إنه لا يمكن استبعاد المقيم إقامة نظامية إلا في حال ارتكابه جناية أو مخالفة تستوجب الإبعاد»

 

ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
18414alsh3er.png

الإثنين 07/05/1432 هـ 11 أبريل 2011 م العدد : 3585

الجـاليات «3 »

14% يحنون إلى الوطن و21 % يتمسكون بمجاورة أطهر البقاع
لجنة عُليا لتصحيح أوضاع البرماويين وجهاز كشف الكذب لضبط المندسين
ماجد المفضلي ــ مكة المكرمة
دعت دراسة حديثة لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، إلى تشكيل لجنة إشرافية عليا برئاسة أمير المنطقة وعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة؛ لتصحيح أوضاع الجالية البرماوية في مكة المكرمة.
وينبثق عن اللجنة الإشرافية أخرى تنفيذية؛ لتوفير الميزانية، وفتح 20 مركزا لتسجيل الجالية، وتعيين 250 معرفا من الجالية البرماوية، والإعلان عن المشروع بحيث يغطي أحياء محددة تدريجيا كل فترة، وإطلاق برنامج بناء الثقة وشرح الأهداف والفوائد والدور المطلوب من خلال مراكز الاتصال.
وأوصت الدراسة إلى استخدام جهاز الكشف عن الكذب للتأكد من هويات البرماويين الأصليين، ورصد المتلاعبين الراغبين في الحصول على بطاقات تعريف من الجاليات الأخرى.
كشفت بيانات استبيان الدراسة أن نحو 14 في المائة من أبناء الجالية البرماوية وافقوا على الرجوع إلى موطنهم الأصلى؛ شريطة توفر الحرية لممارسة شعائرهم الدينية، واستتباب الأمن والعدالة، منحهم حقوق المواطنة، استعادة الممتلكات، تأمين تكاليف السفر والمساواة، لا سيما أن أبرز الأسباب التي تمنعهم من العودة إلى بورما الظلم والاضطهاد والحرمان من الحقوق.
وفيما يفضل 21 في المائة البقاء في مكة المكرمة متمسكين بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «والله إنك لأحب البقاع إلى الله ولولا أخرجوني منك لما خرجت»، رفض 70 في المائة من أبناء الجالية البرماوية الانتقال من مكة إلى أية مدينة أخرى، وأبدى 29 في المائة موافقتهم على الانتقال عند توفر إقامة نظامية وسكن عائلي وعمل، ومن ضمن رافضي الانتقال ما يقارب 76 في المائة مستعدون للانتقال من مواقعهم الحالية إلى سكن متكامل الخدمات في مكة المكرمة، مشترطين توفر راتب مناسب ورعاية صحية، وألا تزيد أجرة السكن على 500 ريال شهريا.

أولويات معيشية
وترتكز أولويات الجالية البرماوية لتصحيح أوضاعهم المعيشية على محاور عدة؛ تتضمن معالجة الوضع النظامي، تأمين الرعاية الصحية، توفير فرص العمل، وإتاحة مواصلة التعليم. ولخص معهد أبحاث الحج حلول تصحيح الوضع الراهن للجالية في مكة من خلال التعامل مع الوضع الراهن للمشكلة من خلال أبعادها النظامية، الأمنية، الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية، التعليمية، ومعالجة المشكلة من منابعها الأساسية عبر منع القدوم والإقامة غير الشرعية، وتوفير الفرص المناسبة لأبناء الجالية للعودة والعمل في وطنهم.
ووضعت الدراسة خارطة لتصحيح المسار بمشاريع لتنفيذ الحلول، من خلال تنفيذ مشاريع لتحديد الهوية وتسجيل أفراد الجالية، وتأهيل وتدريب العمالة البرماوية للمهن المناسبة، وتحسين البيئة العمرانية والظروف المعيشية، وتحسين الظروف المناسبة للراغبين في العودة إلى بلادهم.

حلول علمية
البعد الاجتماعي لأوضاع الجالية البرماوية دفع الجهات الرقابية والبحثية إلى تقديم حلول علمية وعملية للمشكلات التي تواجهها الجالية من أجل تصحيح أوضاعهم، للاستفادة منهم خلال فترة إقامتهم في مكة المكرمة، وشملت الدراسة المنهج المسحي والوصفي، حيث تمت تعبئة استمارات لـ 31.904 أفراد منهم 5260 رب أسرة و26624 تابعا، وتضمنت استمارة البيانات توثيق تاريخ الجالية، والاضطهاد الديني والتهجير، ومراحل قدومها إلى مكة المكرمة وإقامتها، ومساهمة أبنائها في سوق العمل، والتوزيع الجغرافي والتركزات السكانية في مكة، والخصائص العامة للقطاعات السكانية، والوضعين الاقتصادي والأمني.
عبد الله معروف، الباحث في شأن الجالية البرماوية، ذكر أن الدراسة بينت أن الجالية البرماوية تتوزع في 38 حيا، وتقطن في 18.298 مسكنا؛ 57 في المائة منها غير صحية كونها في نطاق الأحياء العشوائية، ومتوسط عدد أفراد الأسرة من خمسة إلى عشرة أشخاص يقيمون في أقل من ثلاث غرف.
وأضاف تفتقر أحياء الجالية إلى الخدمات الصحية والسلامة الأمنية والمدنية والبنية التحتية بشكل عام، كما يغلب على أبناء الجالية الالتزام بالتعاليم الإسلامية، لذا فإن 56 في المائة من منازلهم تجاور المساجد، مشيرا إلى أن المواليد الذين نشأوا في المملكة يشكلون 73 في المائة من أبناء الجالية، وهو مؤشر لارتباطهم القوي بالمملكة، فيما يشكل أرباب الأسر 20 في المائة، وتجاوزت نسبة الذين دخلوا المملكة في الفترة قبل 1380ــ 1415هـ ما يقارب 31 في المائة؛ ما يعني أن عددا كبيرا منهم قضى نحو 50 عاما في المملكة، في حين أن 49 في المائة منهم دخلوا منذ 13 عاما، حيث بدأوا في الحضور إلى المملكة من عام 1415هـ حتى 1428هـ.
واعتبر معروف أن 57 في المائة من أبناء الجالية البرماوية يحملون إقامات نظامية ولكن بجوازات من غير بلدهم الأصلي، حيث أصدر 29 المائة جوازات سفر من باكستان، و20 في المائة من بنجلاديش، فيما لم تحدد هويات 51 في المائة، وبلغت نسبة الذين منحوا بطاقة تعريف البرماويين 35 في المائة، و67 في المائة يحملون وثيقة ميلاد تثبت تاريخ ومكان الميلاد في المملكة.
وقال إن 20 في المائة من أبناء الجالية يتعالجون في الصيدليات أو بالوصفات الشعبية أو عند أطباء من نفس الجالية ولا يتعالجون في المستشفيات الحكومية والخاصة.

الحد من الاستقدام
من جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي «أن حجم قوى العمل والمقومات الإيجابية للجالية البرماوية من شأنها أن تعزز الحد من استقدام العمالة الموسمية من خارج المملكة، لاسيما أن 46 في المائة من أبناء البرماويين تترواح أعمارهم من 20 إلى 60 عاما، كما أن 69 في المائة متعلمون وحاصلون على مؤهلات الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي، وأكثر من ثلث الأسر لديهم حفاظ لكتاب الله الكريم.
وأضاف: بينت الدراسة التي أعدها معهد أبحاث الحج أن نسبة العاملين من أبناء الجالية البرماوية تبلغ 19 في المائة، 33 في المائة على مقاعد الدراسة، و20 في المائة يعملون في أنشطة تتعلق بالحج وأهمها الطوافة والإسكان والنظافة والنقل والتجارة، مشيرا إلى أن 69 من أبناء الجالية مستعدون للعمل في الشركات السعودية بمتوسط راتب 1200 ريال شهريا، حيث إن متوسط الإنفاق الشهري أقل من 1000 ريال لكل أسرة لانخفاض الدخل.
معتبرا أن الجالية البرماوية تساهم بشكل كبير في الأعمال الموسمية في مواسم العمرة ورمضان والحج وغالبيتهم يعملون كعمال في حين يتخصص البعض منهم في حرف الموبيليا والمفروشات والديكورات والبناء والزراعة، ويجب دمجهم ليتمكنوا من المشاركة في التنمية الوطنية والعمل في خدمة الحجاج، حيث إن الدراسة أكدت على أهمية تنفيذ مشروع لتأهيل وتدريب العمالة البرماوية للمهن المناسبة، مع ضرورة التعرف إلى حجم قوة العمل والمهارات التي يجيدونها، وحصر وتحديد أعداد ونوعية العمالة التي تحتاج المملكة استقدامها خلال السنوات المقبلة، إنشاء معهد للتدريب المهني رجالي ونسائي، وإنشاء صناديق استثمارية يتم تحويلها من جانب رجال الأعمال والدولة لتصنيع منتجات استهلاكية.
وبين القرشي «أن تشجيع مشاركة الجالية البرماوية في التنمية الوطنية من خلال العمل في الحج، أمر مهم من خلال إنشاء مؤسسات وشركات وطنية توفر عمالة برماوية موسمية، وإنشاء مؤسسات خدمات خاصة ــ دائمة وموسمية ــ، ووضع تنظيم للمؤسسات والشركات الموسمية».

تحديد الهوية
تأمل الجهات التنظيمية والرقابية تنفيذ مشروع تحديد الهوية، لتنظيم الأحياء ومعرفة الحاجة إلى الإسكان البديل خلال تطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرمة، لتأمين السكن المناسب والتعليم والعلاج وغيرها من الخدمات المهمة.
ومن دون تحديد هوية الأشخاص لن تكون هناك إحصائيات دقيقة لمواكبة المتطلبات الحياتية، وحدد الهدف التفصيلي لتحديد الهوية بضرورة إصدار بطاقات تعريف للمنتمين للجالية البرماوية، على أن يتم إصدارها على مرحلتين؛ الأولى: بطاقات مؤقتة مع أخذ بصمة اليد والقزحية، والثانية: بطاقات دائمة لخمسة أعوام تتميز بسمات أمنية غير قابلة للتزوير، للاحتراز من دخول الجاليات الأخرى في الجالية البرماوية التي تتميز بخصوصية الإقامة الدائمة مراعاة لظروف الظلم والقهر التي دفعهتم إلى الهرب بدينهم من لظى الحروب.

مراكز تسجيل
وتضمنت الدراسة التي أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أن تقوم مراكز التسجيل الموزعة في أحياء الجالية البرماوية باستقبال المتقدمين وإصدار بطاقات التعريف المؤقتة لهم، بعد أخذ بصمة الأصبع وقزحية العين، وتسجيل المعلومات وإدخالها مع مراعاة وجود مترجم من الجالية لتجنب الخطأ، وستتم دعوة جميع البرماويين (إقامات، أو بطاقات تعريف) لاستخراج بطاقات مؤقتة لهذه المرحلة، وستكون المرحلة الثالثة هي المرحلة النهائية لاستبدال البطاقات المؤقتة ببطاقات دائمة بعد فترة وجيزة من إصدار الأولى، ولا يشترط في إصدار الثانية انتهاء التسجيل أو مدة البطاقات المؤقتة.

مكافآت مالية
لا بد من إخضاع آلية المقابلة مع أبناء الجالية البرماوية للرقابة والتدقيق، حيث يجب أن تتم المقابلة من خلال فريق من المعرفين يغير أفراده في كل مقابلة، ولا تتم المقابلة إلا بوجود موظفين رسميين، وفي حال اتفاق جميع المعرفين يؤخذ برأيهم إثباتا أو رفضا، وعند الاختلاف تقام مقابلة أخرى للمتقدم مع فريق آخر من المعرفين يتم تحديدهم بطريقة عشوائية، على أن يتم الأخذ بقرار الأغلبية (4 6) إثباتا أو رفضا، وعند التساوي في الرأي أو ثبوت أقل من النصف (ثلاثة) أعضاء لا تمنح له البطاقة الدائمة وتسجل في بياناته أنه لم يثبت أنه برماوي، على أن تمنح البطاقة الدائمة عند اجتياز المقابلة بنجاح، وتربط بمركز المعلومات الوطني، آليات التحقق من صحة ودقة المعلومات وتقليص احتمال الفساد، تسجيل عدد كبير من المعرفين، يتيح استبدالهم باستمرار وتغيير أفراد الفريق الواحد دائما مع شريطة عدم معرفة المتقدم للصالة التي تجرى بها مقابلته، وإجراء المقابلة عبر زجاج عاكس أو دائرة مغلقة، ووضع كل معرف في حجرة منفصلة ولا يعرف قرار المعرف الآخر، ويتم ربط التسجيل المرئي بجميع المقابلات الشخصية ومقارنة نتائج المعرفين، استخدام جهاز الكشف عن الكذب لزيادة التأكد، ووضع سمات أمنية في البطاقة المؤقتة والدائمة (شريحة تعريف راديوية، باركود، ختم هولوغرافي) ووضع آلية ومكافآت للإبلاغ عن السماسرة والأعضاء الفاسدين.

البيئة العمرانية
المحامي والمستشار القانوني إبراهيم زمزمي قال «لا بد من تحسين البيئة العمرانية والبنية التحتية لأحياء الجالية البرماوية، وتشجيع أبنائها على الانتقال إلى مناطق صناعية، ووضع برنامج زمني لخلخلة الأحياء العشوائية، وتحسين الظروف الأمنية والعمرانية، وتطويرالأحياء، ودمج الجالية في المجتمع المكي، تنفيذ برنامج المشاركة في البناء مقابل حق الانتفاع بالسكن».
وبين زمزمي أن «الباحثين شددوا على أهمية تحسين المنظر العام للحي بصورة عاجلة بأقل التكاليف، من خلال إذكاء العمل التطوعي والتفاعلي بين سكان الحي، وعمل مخطط جديد للأحياء مع تنفيذها تدريجيا يراعى عدد سكان المساكن وتخصيص ميزانية مستقلة وعوائد استثمار وبيع الأراضي والتبرعات النقدية والعينية، والإعلان لأهل الأحياء عن التصميم الجديد للحي ومراحل تنفيذه، وتخصيص مواقع في مكة لبناء عمائر سكنية بديلة للمساكن التي ستزال حسب الخطة، يكون السكن بها مجانا لمدة محدودة ثم تحول إلى عقود انتفاع أو ايجار وهذه التي بالوثائق، وتخصيص وحدات سكنية ضمن مشاريع ضواحي الإسكان».

العودة الى الوطن
وطالب الباحثون بتفعيل مشروع تحسين الظروف المناسبة لمن يرغب من الجالية العودة إلى بلادهم، من خلال الاستفادة من تطور العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين (فتح السفارات)، وحصول البرماويين على جواز سفر من قبل سفارة ميانمار في الرياض، وتفعيل التبادل الثقافي والعلمي والتجاري بين البلدين، وتهيئة وتشجيع الجالية البرماوية للعودة إلى بلادهم ونشر ثقافة العودة، وتوفير الحياة الآمنة، والحصول على كامل الحقوق، وتوفير الخدمات الأساسية، وإنشاء مشاريع صناعية وتجارية دولية في بورما لتشغيل العائدين، وتفعيل دور القضية لدى المنظمات الدولية لحفظ حق المواطنة للأركانيين الروهنجيين من خلال منظمة الدول الإسلامية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، ورابطة العالم الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو).

 
أعلى