إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة
كيف نعلم أطفالنـــا حـــب الله [قال الله تعالى : " قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ،ويَغفر لكم ذنوبَكم،واللهُ غفورٌ رحيم"
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو :
اللهم اجعل حُبك أحب إلىَّ مِن
نفسي وأهلي ومالي وولدي
ومن الماء الباردعلى الظمأ
الطفل نبتة صغيرة تنمووتترعرع
فتصير شجرة مثمرة وارفة الظلال
أو قد تصير شجرة شائكةسامَّةوالعياذ بالله
لذا علينا أن نعتني بهم بلأستعانة
بحب الله تعالى والتوكل عليه
كيف نزرع حب الله عز وجل في قلوب أطفالنا
تحتاج هذه المهمة في البداية إلى أن يستعين الوالدان بالله القوي العليم الرشيد ، فيطلبا عونه، ويسألاه الأجر على حسن تربية أولادهما ابتغاء مرضاته، ويرددان دائماً: رب اشرَح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلُل عقدةً من لساني يفقهوا قولي ثم بعد ذلك تأتي العناية، والاهتمام ، واليقظة والحرص من الوالدين لذا يجب مراعاة متطلبات المرحلة العمرية للطفل وسماته الشخصية وظروفه وكلما بدأنا مبكرين كان ذلك أفضل ، كما أننا إذا اهتممنا بالطفل الأول كان ذلك أيسر، وأكثر عوناً على مساعدة إخوته الأصغر على حب الله تعالى لأن الأخ الأكبر هو قدوتهم كما أنه أكثر تأثيراً فيهم من الوالدين و يجب أيضاً اختيار الوقت والطريقة المناسبة للحديث في هذا الموضوع
1-مرحلة الأجنة :
على كل أم مسلمة أن تبدأ منذ علمها أن هناك طفلاً في أحشائها بالتقرب إلى الله شكراً له على نعمته واستعداداً لاستقبال هذه النعمة فتنبعث السكينة في قلبها ،والراحة في نفسها مما يؤثر بالإيجاب في الراحة النفسية للجنين كما يجب أن تُكثر من الاستماع إلى القرآن الكريم الذي يصل أيضاً إلى الجنين ويعتاد سماعه فيظل مرتبطاً به في حياته المستقبلة إن شاء الله .
ولقد أثبتت التجارب أن أفضل الطعام عند الطفل هو ما كانت تُكثر الأم من تناوله أثناء حملها كما أن الجنين يكون أكثر حركة إذا كان حول الأم صخباً أو موسيقى ذات صوت مرتفع وهذا يعني تأثر الجنين بما هو حول الأم من مؤثرات فالجنين يتأثر بإدمان الأم على التدخين فإذا كان التدخين يؤثر تأثيراً بليغاً على صحة الجنين البدنية ، فما مدى تأثره الأخلاقي والروحي بسماع الأم للغيبة أو أكلها للحم الخنزير، أو خوضها في المحرمات وهي تحمله في أحشائها؟! فقد أثبت العلم الحديث أن للجنين نفسية
لا تنفصل عن نفسية أمه فيفرح أحياناً ويحزن أحياناً،وينزعج أحياناً لما ترتكبه أمه من مخالفات كما أثبت العلم أيضاً أن مشاعر
الأم تنتقل لجنينها،فيتحرك بحركات امتنان حين يشعر أن أمه
ترغب فيه ومستعدة للقاءه، بينما يضطرب وينكمش ويركل بقدميه معلناً عن احتجاجه حين يشعر بعدم رغبة أمه فيه .
حيث نجد أن للبيئة تأثيرعلى النطفة كما أنها تتأثر بقوة التوجه إلى الله أيضا فروح الاطمئنان والتوجه إلى الله تعالى تخفف من التوترات والتفاعلات النفسية المضطربة ومثال ذلك أماً حرصت منذ بداية الحمل على تلاوة القرآن والاستماع له في كل أحوالها قائمة، وقاعدة ومضطجعة،فكانت النتيجة أن وضعت طفلاً تمكن بفضل الله تعالى من ختم القرآن الكريم حفظاً،وتجويداً،وهو في الخامسة من عمره!!! فتبارك الله أحسن الخالقين.
مما تقدم نستنتج أن تربية الطفل تبدأ من مرحلة الأجنة فإذا نشأ الجنين في بطن أمه في جو من الهدوء والسكينة وخير ما يمنحهما هو القرب من الله سبحانه وتعالى فإنه يستجيب بإذن ربه، ويعترف بفضل أمه عليه،ويتمتع بشخصية سوية ونفسية هادءة.
2 - مرحلة مابعد الوضع حتى السنة الثانية:
بعد أن يولد الطفل ويبدأ بالرضاعة والنمو يكون مثل الصفحة البيضاء الجاهزة لاستقبال خطوط الكتابة لذا يجب أن نرقيه بالرقية ونسمع معه التلاوات القرآنية لشيوخ ذوي أصوات ندية،كما نُكثر من الاستغفار والتسبيح والحمد والتهليل ونحن نحمله، حتى تحُفُّه الملائكة ويتعود سماع مثل هذه الكلمات النورانية ومع زيادة نمو الوعي عند الطفل يجب أن نحرص على أن نَذكُر الله عز وجل أمامه دائماً
فنقول:يا الله ونسعى دائماً إلى أن يكون لفظ الجلالة ملامساً لسمعه حتى يحفظه وإذا أراد أن يحبو وصار قادراً على النطق فيجب أن نأخذ بيده ونقول: يا رب ..يا مُعين وإذا أصبح أكثر قدرة على الكلام علمناه الشهادتين.
3- مرحلة من سنتين إلى ثلاث سنوات:
في هذاالعمر يكون الطفل متفتح الذهن ، مما يدعونا إلى تحفيظه بعض قصار السور كالفاتحة، والعصر،والكوثر...إلخ وكذلك تحفيظه بعض الأناشيد مثل اللهُ ربي، محمدٌ نبيي، والإسلامُ ديني، والكعبةُ قبلتي،والقرآن كتابي،والنبي قدوتي،والصيام حصني،والصَدَقة شفائي،والوضوء طَهوري،والصلاة قرة عيني،والإخلاص نِيَّتي،والصِدق خُلُقي،والجَنَّةُ أملي،ورضا الله غايتي )وكلما زاد وعيه وإدراكه ردَّدنا أمامه أن الله هو الذي رزقنا الطعام، وهو الذي جعل لنا الماء عذباً ليروي عطشنا، وهوالذي أعطاه أبيه وأمه لرعايته، وهو الذي أعطانا المال والمنزل، والسيارة واللعب...إلخ،ولذلك فهو جدير بالشكر،وأول شكر له هو أن نحبه ولا نغضبه،وذلك بان نعبده ولا نعبد سواه.
4- مرحلة من الثالثة حتى السادسة :
يكون استقبال الطفل للمعلومات،واستفادته منها، واقتداءه بأهله في هذه المرحلة في أحسن حالاته،كما يكون شغوفاً بالاستماع للقصص ،لذا يجب الاستفادة من هذا في تأليف ورواية القصص التي توجهه للتصرف بالسلوك القويم الذي نتمناه له وإذا كانت الأم لا تستطيع تأليف القصص فيمكنها الاستعانة بالقصص المنشورة وينبغي حين نتحدث عن الله معهم في هذا العمر أن نكون صادقين ونبتعد عن المبالغات،فالله موجود في ا لسماء ونحن نرفع أيدينا عندما ندعوه،وهو يستحي أن نمدها إليه ويردها فارغة وهوأكبر من كل شيء،وأقوى من كل شيء وهو يرانا في كل مكان ويسمعنا ولو كنا وحدنا،وهو يحبنا كثيراً،وعلينا أن نحبه لأنه خلقنا وخلق لنا كل ما نحتاجه وهو الذي يُدخل المسلمين الذين يحبونه الجنة وهي مكان فيه كل ما يحبه ويشتهيه الإنسان مثل اللعب والحلوى والمتنزهات وحمامات السباحة...إلى آخر ما يحبه الطفل هذه الجنةلا يدخلها ويتمتع بنعيمها إلا المسلم الذي يحب الله تعالى و يصلي ويصوم ويتصدق ويصدُق مع الناس، ويطيع والديه،ويحترم الكبار،ويجتهد في دراسته،ولا يؤذي إخوته أو أصحابه، والله تعالى يحب الأطفال،وسوف يعطيهم ما يريدون إذا ابتعدوا عن كل ما لا يرضيه.
5- مرحلة مابين السابعة والعاشرة :
وهي مرحلة غاية في الأهمية،لذا لا يصح التهاون بها على الإطلاق،ففيها تبدأ مَلكاته العقلية والفكرية في التفتح بشكل جيد ، لذا فإنه يحتاج في هذه المرحلة إلى أن نصاحبه ونعامله كصديق،ومن خلال ذلك نغرس في نفسه فكرة العبودية لله تعالى بشكل عميق ومن الضروري بناء قاعدة تعليمية اختيارية لدى الطفل من خلال تشجيعه على القراءة،ومكافأته بقصة أو كتاب نافع أومجلة جذابة مفيدة بدلاً من الحلوى ،ولكن قبل أن نشتري له ما يقرؤه يجب أن نتصفحه جيدا ولا بأس من أن نقص على الطفل في هذه المرحلة قصة النبي "يحي" عليه السلام ليكون قدوة له، أما الفتيات فنحكي لهن
قصة السيدة "مريم" وكيف كانت ناسكة عابدة لله تعالى وكيف نجحت في الاختبار بالغ الصعوبة،وكيف أنقذها الله جل وعلا بقدرته .
6- مرحلة العاشرة ومابعدها :
في هذه المرحلة يظهر بوضوح على الطفل مظاهر الاستقلال، والاعتداد بالنفس والتشبث بالرأي،والتمرد على نصائح الوالدين وتعليماتهما لأنهما يمثلان السلطة والقيود بالنسبة له فيميل أكثر إلى أصدقاءه،ويفتح لهم صدره،ويتقبل منهم ما لا يتقبله من والديه، لذا يمكننا أن نوضح له أن الله سبحانه هو خير صديق كما ينبغي أن نوضح لأطفالنا أن الله أحياناً يبتلي الإنسان بمكروه أو مصيبة ليطهِّره ويرفع درجاته ويقربه منه أكثر ويمكننا أن نعرِّفهم بأسماء الله الحسنى ونشرح لهم معانيها ومما يجدي أيضاً مع أطفالنا في هذه المرحلة : الحوار الهادىء الهادف،وليس الحوار السلطوي ولاالحوار السطحي الذي يتجاهل الأمورالجوهرية ،أو حوار الطريق المسدودومن خلال الحوار الهادىء معهم يمكن أن نوضح أن التائب حبيب الرحمن،وأن الكائنات تستأذن الله تعالى كل يوم لتُهلك ابن آدم الذي يأكل من خير الله تعالى،ثم لا يشكره، بل ويعبد غيره!!ولكنه سبحانه يظل يقول لهم: ذروهم إنهم عبادي،لو خلقتموهم لرحمتموهم.
إن موضوع : أطفالنا وحب الله عز وجل .
لا تسعه المجلدات ولا الكتب ولا المقالاتوماهذه العُجالة إلا محاولة على الطريق عسى الله أن يمن علينا وإياكم بتوفيقه لنعين أطفالنا على الشعور بحبه تعالى فيترتب على ذلك فلاحهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
منقول للاستفادة انشاء الله
 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
طرح قيم ومفيد

وفي قمة الروعة

بارك الله فيك أخي الهاشمي ونفع بك


وتقبل مروري المتواضع
 

أبوأسرار

:: عضو متفاعل ::
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
211
مستوى التفاعل
0
جزاك الله خير على الموضوع الرائع للأخ الهاشمي وتقبل مروري وتحياتي
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0
eHW15809.gif
 
أعلى