[frame="7 80"]مضار تأخير الزواج
لقد شرع الله- سبحانه وتعالى- الزواج لحكم سامية، وغايات نبيلة، وفوائد جليلة، وأمر بتيسير أسبابه، لأنه هو الطريق السليم للتناسل، وعمران الأرض بالذرية الصالحة، فقال- تعالى-: {وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم} (سورة النور، الآية:32).
وقال عليه الصلاة والسلام: "أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا وزوجة لا تبغين حوبا في نفسها وماله ".
وقال ابن مسعود: لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها يوما ولي طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة.
مما سبق يتضح أن الدين الإسلامي الحنيف قد حث على الزواج والإسراع به، لما في ذلك من تكثير للنسل، وسكن للنفس، ومتاع للحياة، وطمأنينة للقلب، وإحصان للجوارح، كما أن الزواج نعمة وراحة وستر وصيانة وسبب لحصول الذرية الصالحة التي تنفع الإنسان في الحياة وبعد الممات، كما أن الله- سبحانه وتعالى- وعد المتزوج بالغنى والمعونة والرزق إذا اتقى الله- تعالى- وأطاعه، واعتمد عليه في كل أموره.
وكما أن الزواج امتثال لأمر الله ورسوله، وإتباع سنن المرسلين الذين أمرنا الله بإتباعهم والإقتداء بهم، فهو تحصين للفرج، وحماية للعرض، وغض للبصر، وبعد عن الفتنة، وفيه تكثير للأمة الإسلامية، وبالكثرة تقوى الأمة وتتحقق المباهاة للنبي عليه الصلاة والسلام بأمته يوم القيامة، وبالزواج تقوى أواصر المحبة بين العائلات، وتقوى الصلات الاجتماعية وللزواج فوائد كثيرة دينية ودنيوية واجتماعية وصحية، كما أنه تلبية للرغبة الطبيعية المستقرة في الرجل والمرأة كما أنه بالزواج يكسب الفرد الأجر العظيم، والثواب الجسيم كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك" متفق عليه. وبالزواج تحفظ الأنساب والحقوق في المواريث، وفيه سلامة للفرد والمجتمع من الانحلال الخلقي ومن الأمراض النفسية والبدنية.
وللعزوف عن الزواج أضرار كثيرة وخطيرة على الفرد والمجتمع، فالنظر المحرم هو سهم مسموم من سهام إبليس، وهو بريد الزنى، وما ينتج عنه من أمراض خطيرة، ونشر للرذيلة حتى يصبح المجتمع بوتقة للفساد والرذائل، كما أن هناك العديد والعديد من الأمراض العضوية والنفسية بسبب التأيم.
إن عزوف الشباب عن الزواج وهروبهم من المسئولية فيهما خطر عظيم عليهم وعلى مجتمعهم، وفي ذلك مخالفة للفطرة وحرمان من زينة الحياة الدنيا ولذاتها ومتاعها المتجدد بالحصانة والصيانة وإنجاب الذرية.
إن تأخير الزواج له ضرر وخطر على الجنسين بما في ذلك من تجهم الحياة، وطول التفكير مع الأرق الطويل وفساد التصور، وضياع زهرة الشباب، ويمثل ذلك للفتيات أعضل مشكلة، لما جبلن عليه من الخوف والحياء، فهن محفوفات بالمخاوف على أنفسهن من ذئاب الإنس، وأغلى ما تتمناه الفتاة في الحياة الدنيا زوج أمين كريم يحنو عليها ويحصنها وتحصنه، يرفع مقامها عن العزوبة والعزلة، وعن الوحدة والتأيم والخمول وعن الذلة والقلة والضياع، فعمر الفتاة كعمر الزهرة الوردية فإذا حرمت الزواج المبكر "ذبلت" وبذلك تكون قد حرمت من حقها في الحياة الزوجية ومن عضويتها في المجتمع الصالح كزوجة صالحة وأم مربية حنون، وسرعان ما يتراءى لها اليأس لفوات الحظ في وقت لا ينفع فيه الندم.
لقد أصبحت العنوسة ظاهرة اجتماعية مؤرقة أفرزتها الحياة المعاصرة وإن لم يتعود عليها مجتمعنا الإسلامي بحكم العادات والتقاليد من قبل ولكنها تجلت الآن وبصورة واضحة، بل هي تكبر وتتسع وتفرض نفسها علينا كأمر واقع فتدق أبواب البيوت بقوة بفضل مسيرتها وخطواتها السرطانية السريعة، في ظل عدم توافر دراسات وبحوث اجتماعية رصينة، ولا توجد أي أرقام أو إحصائيات تدل على هذه الظاهرة الخطيرة العواقب ومازلنا نحتفظ بقوالب تقليدية للتفكير السائد والمعشعش في عقول الكثير منا، ولا نحاول بلورة شخصياتنا، وتعديل سلوكياتنا، وتغيير مواقفنا بما ينسجم ومتطلبات الظروف الاجتماعية الجديدة التي أفرزتها الحياة المعاصرة والمعقدة جدا كما يقول د. عبد الله الفوزان. و العنوسة لا تقتصر على بلد دون آخر، ولا يكاد يخلو منها مجتمع، وإن تفاوتت البلاد في حدة هذه الظاهرة أو خفوتها إلا أنها تهدد الجميع ولعل ارتفاع معدل! العوانس من بناتنا اللاتي تغص بهن البيوت يضعنا أمام مسئولية كبرى لتلافي تنامي هذه الظاهرة كما يقول د. عبد الله الفوزان بإحدى الصحف المحلية، فإذا كان المجتمع يحرم الفتاة أو يعيب عليها حقها في البحث عن زوج يخرجها من ورطة الانتظار البغيض ويصونها ويحفظ كرامتها فمن الواجب والمسؤولية على الآباء والإخوان التحرك في الاتجاه الذي يحقق رغبتها الفطرية في الزواج، ومادمنا نرى أن ذلك من حق الوصي على الفتاة أكثر من كونه حقا من حقوقها، فليس أقل من أن يقدر هذا الوصي أيا كان مشاعر وأحاسيس وأماني ورغبات الفتاة التي تنضوي تحت لواء مسئوليته، وألا يقف مكتوف الأيدي وكأن الأمر لا يعنيه بانتظار من قد تأتي به الأقدار ليطرق الباب ولو بعد حين. إن التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية الحديثة أحدثت واقعا جديدا يجدر بنا أن نتعامل مع معطياته بصورة أكثر عقلانية كما يقول د. وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بزواج الفتاة، ولعل بقاء الفتاة في بيت والدها إلى أن يبتسم لها الحظ فيقدم لها خاطبا يعد مجديا في عصر قل أن يبتسم فيه الحظ، وأصبحت التكشيرة القبيحة من أهم معالمه وملامحه.
فعلينا تبني أساليب وأنماط جديدة في تزويج الفتاة ترقى إلى مستوى معطيات العصر الحاضر، ومن أهم تلك الأساليب أن يبدأ الأخ والأب رحلة البحث عن زوج مؤهل للبنت أو الأخت دون أي تحفظ أو خوف مما قد يتفوه به الناس بحقهما، فستر وصيانة البنت أولى وأسمى من أي قول، وإذا تخاذلنا عن ذلك وتقاعسنا خوفا من العيب الاجتماعي والقيل والقال فعلينا أن نتحمل عواقب ذلك التخاذل والتقاعس والتي ربما تكون مؤلمة وموجعة جدا، وحينها لن ينفع الندم و لا عض الأصابع.[/frame]
لقد شرع الله- سبحانه وتعالى- الزواج لحكم سامية، وغايات نبيلة، وفوائد جليلة، وأمر بتيسير أسبابه، لأنه هو الطريق السليم للتناسل، وعمران الأرض بالذرية الصالحة، فقال- تعالى-: {وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم} (سورة النور، الآية:32).
وقال عليه الصلاة والسلام: "أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا وزوجة لا تبغين حوبا في نفسها وماله ".
وقال ابن مسعود: لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها يوما ولي طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة.
مما سبق يتضح أن الدين الإسلامي الحنيف قد حث على الزواج والإسراع به، لما في ذلك من تكثير للنسل، وسكن للنفس، ومتاع للحياة، وطمأنينة للقلب، وإحصان للجوارح، كما أن الزواج نعمة وراحة وستر وصيانة وسبب لحصول الذرية الصالحة التي تنفع الإنسان في الحياة وبعد الممات، كما أن الله- سبحانه وتعالى- وعد المتزوج بالغنى والمعونة والرزق إذا اتقى الله- تعالى- وأطاعه، واعتمد عليه في كل أموره.
وكما أن الزواج امتثال لأمر الله ورسوله، وإتباع سنن المرسلين الذين أمرنا الله بإتباعهم والإقتداء بهم، فهو تحصين للفرج، وحماية للعرض، وغض للبصر، وبعد عن الفتنة، وفيه تكثير للأمة الإسلامية، وبالكثرة تقوى الأمة وتتحقق المباهاة للنبي عليه الصلاة والسلام بأمته يوم القيامة، وبالزواج تقوى أواصر المحبة بين العائلات، وتقوى الصلات الاجتماعية وللزواج فوائد كثيرة دينية ودنيوية واجتماعية وصحية، كما أنه تلبية للرغبة الطبيعية المستقرة في الرجل والمرأة كما أنه بالزواج يكسب الفرد الأجر العظيم، والثواب الجسيم كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك" متفق عليه. وبالزواج تحفظ الأنساب والحقوق في المواريث، وفيه سلامة للفرد والمجتمع من الانحلال الخلقي ومن الأمراض النفسية والبدنية.
وللعزوف عن الزواج أضرار كثيرة وخطيرة على الفرد والمجتمع، فالنظر المحرم هو سهم مسموم من سهام إبليس، وهو بريد الزنى، وما ينتج عنه من أمراض خطيرة، ونشر للرذيلة حتى يصبح المجتمع بوتقة للفساد والرذائل، كما أن هناك العديد والعديد من الأمراض العضوية والنفسية بسبب التأيم.
إن عزوف الشباب عن الزواج وهروبهم من المسئولية فيهما خطر عظيم عليهم وعلى مجتمعهم، وفي ذلك مخالفة للفطرة وحرمان من زينة الحياة الدنيا ولذاتها ومتاعها المتجدد بالحصانة والصيانة وإنجاب الذرية.
إن تأخير الزواج له ضرر وخطر على الجنسين بما في ذلك من تجهم الحياة، وطول التفكير مع الأرق الطويل وفساد التصور، وضياع زهرة الشباب، ويمثل ذلك للفتيات أعضل مشكلة، لما جبلن عليه من الخوف والحياء، فهن محفوفات بالمخاوف على أنفسهن من ذئاب الإنس، وأغلى ما تتمناه الفتاة في الحياة الدنيا زوج أمين كريم يحنو عليها ويحصنها وتحصنه، يرفع مقامها عن العزوبة والعزلة، وعن الوحدة والتأيم والخمول وعن الذلة والقلة والضياع، فعمر الفتاة كعمر الزهرة الوردية فإذا حرمت الزواج المبكر "ذبلت" وبذلك تكون قد حرمت من حقها في الحياة الزوجية ومن عضويتها في المجتمع الصالح كزوجة صالحة وأم مربية حنون، وسرعان ما يتراءى لها اليأس لفوات الحظ في وقت لا ينفع فيه الندم.
لقد أصبحت العنوسة ظاهرة اجتماعية مؤرقة أفرزتها الحياة المعاصرة وإن لم يتعود عليها مجتمعنا الإسلامي بحكم العادات والتقاليد من قبل ولكنها تجلت الآن وبصورة واضحة، بل هي تكبر وتتسع وتفرض نفسها علينا كأمر واقع فتدق أبواب البيوت بقوة بفضل مسيرتها وخطواتها السرطانية السريعة، في ظل عدم توافر دراسات وبحوث اجتماعية رصينة، ولا توجد أي أرقام أو إحصائيات تدل على هذه الظاهرة الخطيرة العواقب ومازلنا نحتفظ بقوالب تقليدية للتفكير السائد والمعشعش في عقول الكثير منا، ولا نحاول بلورة شخصياتنا، وتعديل سلوكياتنا، وتغيير مواقفنا بما ينسجم ومتطلبات الظروف الاجتماعية الجديدة التي أفرزتها الحياة المعاصرة والمعقدة جدا كما يقول د. عبد الله الفوزان. و العنوسة لا تقتصر على بلد دون آخر، ولا يكاد يخلو منها مجتمع، وإن تفاوتت البلاد في حدة هذه الظاهرة أو خفوتها إلا أنها تهدد الجميع ولعل ارتفاع معدل! العوانس من بناتنا اللاتي تغص بهن البيوت يضعنا أمام مسئولية كبرى لتلافي تنامي هذه الظاهرة كما يقول د. عبد الله الفوزان بإحدى الصحف المحلية، فإذا كان المجتمع يحرم الفتاة أو يعيب عليها حقها في البحث عن زوج يخرجها من ورطة الانتظار البغيض ويصونها ويحفظ كرامتها فمن الواجب والمسؤولية على الآباء والإخوان التحرك في الاتجاه الذي يحقق رغبتها الفطرية في الزواج، ومادمنا نرى أن ذلك من حق الوصي على الفتاة أكثر من كونه حقا من حقوقها، فليس أقل من أن يقدر هذا الوصي أيا كان مشاعر وأحاسيس وأماني ورغبات الفتاة التي تنضوي تحت لواء مسئوليته، وألا يقف مكتوف الأيدي وكأن الأمر لا يعنيه بانتظار من قد تأتي به الأقدار ليطرق الباب ولو بعد حين. إن التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية الحديثة أحدثت واقعا جديدا يجدر بنا أن نتعامل مع معطياته بصورة أكثر عقلانية كما يقول د. وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بزواج الفتاة، ولعل بقاء الفتاة في بيت والدها إلى أن يبتسم لها الحظ فيقدم لها خاطبا يعد مجديا في عصر قل أن يبتسم فيه الحظ، وأصبحت التكشيرة القبيحة من أهم معالمه وملامحه.
فعلينا تبني أساليب وأنماط جديدة في تزويج الفتاة ترقى إلى مستوى معطيات العصر الحاضر، ومن أهم تلك الأساليب أن يبدأ الأخ والأب رحلة البحث عن زوج مؤهل للبنت أو الأخت دون أي تحفظ أو خوف مما قد يتفوه به الناس بحقهما، فستر وصيانة البنت أولى وأسمى من أي قول، وإذا تخاذلنا عن ذلك وتقاعسنا خوفا من العيب الاجتماعي والقيل والقال فعلينا أن نتحمل عواقب ذلك التخاذل والتقاعس والتي ربما تكون مؤلمة وموجعة جدا، وحينها لن ينفع الندم و لا عض الأصابع.[/frame]