جاليات إسلامية
مسلمو أراكان ... مأساة انسانية مستمرة
[/url][/img]
الاسلام دخل أراكان في القرن السابع الميلادي وتناوب على حكمها أكثر من 48 ملكا مسلماً
مأساة مسلمي الروهنجيا تمتد لأكثر من 50 عاماً.. أهلها مشردون ومنظمات مشبوهة تستغل أوضاعهم الانسانية
التطهير العرقي والديني والابادة الجماعية للمسلمين لم تنقطع في ظل عزلة هذا الاقليم عن العالم
[/url][/img]
رضا عبد الودود
في الرابع من يناير الماضي احتفلت بورما بالذكرى الـ57 للاستقلال والتي توافقت مع اطلاق سراح 5588 سجينا بمناسبة هذه الذكرى، إلى ذلك والأمر يبدو مقبولا إلا أن ما خفي كان أشنع من اصرار نظام الحكم الشيوعي المستبد على تجاهل السجناء والمعتقلين المسلمين منذ استقلال البلاد مؤكدا أن مسلمي بورما لا يتمتعون بحق المواطنة من أصله وعليهم أن يلحقوا بأقاربهم في باكستان وبنجلاديش .. ولعل النظرة الثاقبة الى أحوال مسلمي بورما تضع جميع المسلمين أمام مسؤولياتهم التاريخية ازاء اخوانهم الذين يمارس ضدهم أشنع انواع الاضطهاد والتعذيب وسط تجاهل اعلامي دولي لايهتم الا بالكوارث التي تلمع صورة الغرب ووجه الكالح ازاء المسلمين ..
ومن ثم فإن جراح المسلمين النازفة كثيرة في ظل الهجمة الحالية عليهم إلا انها تصبح أشد نزفاً عندما لا يعلم بها إخوانهم المسلمون وإذا علموا لم يتفاعلوا، في الوقت الذي تحاول فيه جهات ومنظمات مشبوهة استغلال أوضاعهم المأساوية لتحقيق أهدافها الخبيثة.
ومسلمو الروهنجيا (أراكان) ينطبق عليهم هذا الوضع، فمنذ أكثر من 50 عاماً وهم يعانون أشد المعاناة من ممارسات الاحتلال البورمي لهم وتشرد مليوني مسلم، ولم يتفاعل أحد معهم إلا النذر القليل. وتعد منظمة تضامن الروهنجيا، التي تعد حاملة لواء قضية مسلمي أراكان .
ويبلغ عدد مسلمي بورما إجمالاً 10ملايين مسلم تقريباً يمثلون 20% من سكان بورما البالغ عددهم 50 مليون نسمة. أما منطقة أراكان فيسكنها 5.5 مليون نسمة، بينهم 4 ملايين مسلم يمثلون 70% من سكان الإقليم.
ودخل الإسلام أراكان في القرن السابع الميلادي مع قدوم التجار العرب المسلمين إليها، ثم تتابعت الوفود الإسلامية إليها من أنحاء المعمورة. فأقبل عدد كبير من الأهالي على اعتناق الإسلام، وكوَّن شعب الروهنجيا مملكة دام حكمها 350 عاماً من 1430 إلى عام 1784م، فقد شكلت أول دولة إسلامية في عام 1430م بقيادة الملك سليمان شاه، وحكم بعده (48) ملكاً مسلماً على التوالي ثم احتلتها بورما حتى عام 1824 ثم الاحتلال البريطاني حتى عام 1848 عندما عادت بورما واحتلتها مرة أخرى عام 1948م حتى الآن.
وطبقاً لقرار الأمم المتحدة الخاص بشبه القارة الهندية والقاضي بانضمام الأقاليم ذات الأغلبية الإسلامية لباكستان والهندوسية للهند، كان يجب أن تنضم أراكان لباكستان مثل بنجلاديش المجاورة لها قبل أن تستقل عن باكستان ولكن ما حدث أن بورما ضمت الإقليم إليها بالقوة عام 1948.
مآسي مسلمي أراكان
وبعد الاحتلال البورمي لأراكان تم تهجير أكثر من مليوني مسلم من إقليم أراكان منذ الاحتلال بسبب الممارسات القمعية التي قامت بها السلطات البورمية، حيث يوجد معظم لاجئي أراكان الآن في بنجلاديش وباكستان وكذا المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي. إضافة إلى مجموعات قليلة في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا.
وتمت عمليات التهجير الجماعي عبر 4 مراحل:
الأولى عام 1938 إبان الاحتلال البريطانى.
والثانية عام 1948 مع بداية الاحتلال البورمى.
الثالثة عام 1978.
والأخيرة عام 1991 .
أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرة ولم تنقطع، في ظل عزلة الاقليم عن العالم بالاضافة إلى أن جميع حكام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين.
ويكفي للتدليل على ذلك أنه بعد وصول الحكم العسكري عام 1962، وفي عام 1978م شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّبان ذلك، وفي عام 19991م شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى.
ومن تبقى من المسلمين يتبع ضدهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين، فالمسلمة ممنوع أن تتزوج قبل سن ال25 أما الرجل فلا يسمح له بالزواج قبل سن ال 30 من عمره. وإذ حملت الزوجة فلابد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية "ناساكا" لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكّد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة. ولكنّ لسان الواقع يُلوِّح بأنّ الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنّه ليس لهم أيّ حقّ للعيش في أراكان بأمن وسلام بالاضافة إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب. كما يتم إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال وتم نقل مئات المسلمين من وظائفهم ويمنع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات.
ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى ب"القرى النموذجية" في شمال أراكان، حتى يتسنى تشجيع أسر "الريكهاين" البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق.
كما أصدرت السلطات قراراً بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر سنوات منصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من 72 مسجدًا، و4 مراكز دينية واعتقلت 210 من علماء الدين وطلبة العلم خلال الأشهر الماضية وقتلت 220 مسلماً.
منظمة تضامن الروهنجا والدفاع عن المسلمين
ونشأت منظمة تضامن الروهنجيا عام 1982 وهي المنظمة الرئيسة التي تدافع عن حقوق أبناء أراكان، وقبلها كانت توجد منظمة أربيف (جبهة الشعب الروهنجي ) وضعفت وتضاءل دورها .
[/url][/img]
وتأسست منظمة تضامن على يد مجموعة من العلماء والدعاة أبناء أراكان، مثل د.محمود يونس أول رئيس للمنظمة وشيخ الدين محمد نائبه وقتها ورئيس المنظمة حالياً ومولانا سيف الله خالد والبروفيسور محمد زكريا. ونالت تضامن عضوية الندوة العالمية للشباب الإسلامي وتعترف بها المنظمات الإسلامية الدولية الأخرى.
ويتركز أنشطة تضامن في أوساط لاجئي الروهنجيا المسلمين في البلاد الموجودين فيها خاصة بنجلاديش وباكستان، ولها أنشطتها داخل أراكان وإن كان بطريقة غير علنية. حيث يمنع النظام الشيوعي العسكري الحاكم أي عمل خيري أو ثقافي أو تعليمي إسلامي، بل إنه يضع المسلمين في سجن كبير يضطرهم للهجرة إلى خارج بورما حيث يحظر النظام على أي مسلم الانتقال من قرية إلى أخرى فأصبحت كل قرية سجناً بالنسبة لسكانها المسلمين .
وفي ظل عدم وجود دولة إسلامية مجاورة قوية تتبنى قضية مسلمي اراكان يستغل النظام البورمي الفرصة بين الحين والآخر لتشريد المسلمين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم في أراكان مما يضطرهم للهجرة.
نحو خريطة طريق لمسلمي أراكان
وازاء هذه الاوضاع المأساوية التي تتم في غفلة من العالم الاسلامي الذي اكتفى حتى الان ببعض المساعدات المادية (كمشاريع افطار الصائم ولحوم الاضاحي الذي ينفذها عدد من الجمعيات الخيرية الاسلامية) لم ييأس مسلمو أركان ونجحوا في صياغة موقف دولي داعم لهم
في اطار رفض المجتمع الدولي لسياسات النظام العسكري المستبد في بورما
ويطالبها بالانتقال إلى الحكم المدني، فمجلس الشيوخ الأمريكي مثلاً أصدر بعض القرارات طالب فيها الرئيس الأمريكي باتخاذ الخطوات المناسبة لإعادة الديمقراطية إلى بورما ودعم أحزاب المعارضة وحقوق الأقليات فيها.
وللمرة الأولى منذ 45 عاما شارك مسلمو أراكان في مؤتمر لاحزاب المعارضة وممثلي 22 جمعية ومنظمة في أغسطس عام 2002 في تايلاند تمثل الأقليات في بورما ، أغلب تلك المنظمات بوذية تحت إشراف أوروبي، وبعد مناقشات ومداولات طويلة خرج المؤتمر بعدد من المقررات التزم بها جميع المشاركون ؛منها العمل على تغيير الحكم العسكري الحالي إلى حكم مدني بالطرق السلمية وإقامة حكومة ديمقراطية فيدرالية وإعطاء كل الأقليات حقها على قدم المساواة.
ويسعى مسلمو اراكان من خلال تلك الفعاليات الإيجابية كمرحلة أولى، أن يتنفس الشعب المسلم بحصوله على حقوقه الأساسية التي تكفل له الحد الأدنى من متطلبات الحياة في بلده .
مما دعا الأمم المتحدة لوضع جدولاً زمنياً للحكومة العسكرية الحالية لتطبيق هذه المقررات وأطلقوا عليها "خريطة الطريق" يتم تطبيقها حتى عام 2006 وهددت الحكومة الحالية بأن عدم التزامها بالموعد المحدد يعرضها لعقوبات أشد من المنظمة الدولية.
ويظل إقامة نظام ديمقراطي فيدرالي يمنح الأقليات حقوقها ويمنح الجميع المساواة الكاملة أمل مسلمي أراكان في سبيل الحصول على استقلالهم وحريتهم المفقودة منذ 1948..
مسلمو أراكان ... مأساة انسانية مستمرة
الاسلام دخل أراكان في القرن السابع الميلادي وتناوب على حكمها أكثر من 48 ملكا مسلماً
مأساة مسلمي الروهنجيا تمتد لأكثر من 50 عاماً.. أهلها مشردون ومنظمات مشبوهة تستغل أوضاعهم الانسانية
التطهير العرقي والديني والابادة الجماعية للمسلمين لم تنقطع في ظل عزلة هذا الاقليم عن العالم
رضا عبد الودود
في الرابع من يناير الماضي احتفلت بورما بالذكرى الـ57 للاستقلال والتي توافقت مع اطلاق سراح 5588 سجينا بمناسبة هذه الذكرى، إلى ذلك والأمر يبدو مقبولا إلا أن ما خفي كان أشنع من اصرار نظام الحكم الشيوعي المستبد على تجاهل السجناء والمعتقلين المسلمين منذ استقلال البلاد مؤكدا أن مسلمي بورما لا يتمتعون بحق المواطنة من أصله وعليهم أن يلحقوا بأقاربهم في باكستان وبنجلاديش .. ولعل النظرة الثاقبة الى أحوال مسلمي بورما تضع جميع المسلمين أمام مسؤولياتهم التاريخية ازاء اخوانهم الذين يمارس ضدهم أشنع انواع الاضطهاد والتعذيب وسط تجاهل اعلامي دولي لايهتم الا بالكوارث التي تلمع صورة الغرب ووجه الكالح ازاء المسلمين ..
ومن ثم فإن جراح المسلمين النازفة كثيرة في ظل الهجمة الحالية عليهم إلا انها تصبح أشد نزفاً عندما لا يعلم بها إخوانهم المسلمون وإذا علموا لم يتفاعلوا، في الوقت الذي تحاول فيه جهات ومنظمات مشبوهة استغلال أوضاعهم المأساوية لتحقيق أهدافها الخبيثة.
ومسلمو الروهنجيا (أراكان) ينطبق عليهم هذا الوضع، فمنذ أكثر من 50 عاماً وهم يعانون أشد المعاناة من ممارسات الاحتلال البورمي لهم وتشرد مليوني مسلم، ولم يتفاعل أحد معهم إلا النذر القليل. وتعد منظمة تضامن الروهنجيا، التي تعد حاملة لواء قضية مسلمي أراكان .
ويبلغ عدد مسلمي بورما إجمالاً 10ملايين مسلم تقريباً يمثلون 20% من سكان بورما البالغ عددهم 50 مليون نسمة. أما منطقة أراكان فيسكنها 5.5 مليون نسمة، بينهم 4 ملايين مسلم يمثلون 70% من سكان الإقليم.
ودخل الإسلام أراكان في القرن السابع الميلادي مع قدوم التجار العرب المسلمين إليها، ثم تتابعت الوفود الإسلامية إليها من أنحاء المعمورة. فأقبل عدد كبير من الأهالي على اعتناق الإسلام، وكوَّن شعب الروهنجيا مملكة دام حكمها 350 عاماً من 1430 إلى عام 1784م، فقد شكلت أول دولة إسلامية في عام 1430م بقيادة الملك سليمان شاه، وحكم بعده (48) ملكاً مسلماً على التوالي ثم احتلتها بورما حتى عام 1824 ثم الاحتلال البريطاني حتى عام 1848 عندما عادت بورما واحتلتها مرة أخرى عام 1948م حتى الآن.
وطبقاً لقرار الأمم المتحدة الخاص بشبه القارة الهندية والقاضي بانضمام الأقاليم ذات الأغلبية الإسلامية لباكستان والهندوسية للهند، كان يجب أن تنضم أراكان لباكستان مثل بنجلاديش المجاورة لها قبل أن تستقل عن باكستان ولكن ما حدث أن بورما ضمت الإقليم إليها بالقوة عام 1948.
مآسي مسلمي أراكان
وبعد الاحتلال البورمي لأراكان تم تهجير أكثر من مليوني مسلم من إقليم أراكان منذ الاحتلال بسبب الممارسات القمعية التي قامت بها السلطات البورمية، حيث يوجد معظم لاجئي أراكان الآن في بنجلاديش وباكستان وكذا المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي. إضافة إلى مجموعات قليلة في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا.
وتمت عمليات التهجير الجماعي عبر 4 مراحل:
الأولى عام 1938 إبان الاحتلال البريطانى.
والثانية عام 1948 مع بداية الاحتلال البورمى.
الثالثة عام 1978.
والأخيرة عام 1991 .
أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرة ولم تنقطع، في ظل عزلة الاقليم عن العالم بالاضافة إلى أن جميع حكام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين.
ويكفي للتدليل على ذلك أنه بعد وصول الحكم العسكري عام 1962، وفي عام 1978م شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّبان ذلك، وفي عام 19991م شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى.
ومن تبقى من المسلمين يتبع ضدهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين، فالمسلمة ممنوع أن تتزوج قبل سن ال25 أما الرجل فلا يسمح له بالزواج قبل سن ال 30 من عمره. وإذ حملت الزوجة فلابد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية "ناساكا" لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكّد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة. ولكنّ لسان الواقع يُلوِّح بأنّ الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنّه ليس لهم أيّ حقّ للعيش في أراكان بأمن وسلام بالاضافة إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب. كما يتم إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال وتم نقل مئات المسلمين من وظائفهم ويمنع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات.
ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى ب"القرى النموذجية" في شمال أراكان، حتى يتسنى تشجيع أسر "الريكهاين" البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق.
كما أصدرت السلطات قراراً بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر سنوات منصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من 72 مسجدًا، و4 مراكز دينية واعتقلت 210 من علماء الدين وطلبة العلم خلال الأشهر الماضية وقتلت 220 مسلماً.
منظمة تضامن الروهنجا والدفاع عن المسلمين
ونشأت منظمة تضامن الروهنجيا عام 1982 وهي المنظمة الرئيسة التي تدافع عن حقوق أبناء أراكان، وقبلها كانت توجد منظمة أربيف (جبهة الشعب الروهنجي ) وضعفت وتضاءل دورها .
وتأسست منظمة تضامن على يد مجموعة من العلماء والدعاة أبناء أراكان، مثل د.محمود يونس أول رئيس للمنظمة وشيخ الدين محمد نائبه وقتها ورئيس المنظمة حالياً ومولانا سيف الله خالد والبروفيسور محمد زكريا. ونالت تضامن عضوية الندوة العالمية للشباب الإسلامي وتعترف بها المنظمات الإسلامية الدولية الأخرى.
ويتركز أنشطة تضامن في أوساط لاجئي الروهنجيا المسلمين في البلاد الموجودين فيها خاصة بنجلاديش وباكستان، ولها أنشطتها داخل أراكان وإن كان بطريقة غير علنية. حيث يمنع النظام الشيوعي العسكري الحاكم أي عمل خيري أو ثقافي أو تعليمي إسلامي، بل إنه يضع المسلمين في سجن كبير يضطرهم للهجرة إلى خارج بورما حيث يحظر النظام على أي مسلم الانتقال من قرية إلى أخرى فأصبحت كل قرية سجناً بالنسبة لسكانها المسلمين .
وفي ظل عدم وجود دولة إسلامية مجاورة قوية تتبنى قضية مسلمي اراكان يستغل النظام البورمي الفرصة بين الحين والآخر لتشريد المسلمين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم في أراكان مما يضطرهم للهجرة.
نحو خريطة طريق لمسلمي أراكان
وازاء هذه الاوضاع المأساوية التي تتم في غفلة من العالم الاسلامي الذي اكتفى حتى الان ببعض المساعدات المادية (كمشاريع افطار الصائم ولحوم الاضاحي الذي ينفذها عدد من الجمعيات الخيرية الاسلامية) لم ييأس مسلمو أركان ونجحوا في صياغة موقف دولي داعم لهم
في اطار رفض المجتمع الدولي لسياسات النظام العسكري المستبد في بورما
ويطالبها بالانتقال إلى الحكم المدني، فمجلس الشيوخ الأمريكي مثلاً أصدر بعض القرارات طالب فيها الرئيس الأمريكي باتخاذ الخطوات المناسبة لإعادة الديمقراطية إلى بورما ودعم أحزاب المعارضة وحقوق الأقليات فيها.
وللمرة الأولى منذ 45 عاما شارك مسلمو أراكان في مؤتمر لاحزاب المعارضة وممثلي 22 جمعية ومنظمة في أغسطس عام 2002 في تايلاند تمثل الأقليات في بورما ، أغلب تلك المنظمات بوذية تحت إشراف أوروبي، وبعد مناقشات ومداولات طويلة خرج المؤتمر بعدد من المقررات التزم بها جميع المشاركون ؛منها العمل على تغيير الحكم العسكري الحالي إلى حكم مدني بالطرق السلمية وإقامة حكومة ديمقراطية فيدرالية وإعطاء كل الأقليات حقها على قدم المساواة.
ويسعى مسلمو اراكان من خلال تلك الفعاليات الإيجابية كمرحلة أولى، أن يتنفس الشعب المسلم بحصوله على حقوقه الأساسية التي تكفل له الحد الأدنى من متطلبات الحياة في بلده .
مما دعا الأمم المتحدة لوضع جدولاً زمنياً للحكومة العسكرية الحالية لتطبيق هذه المقررات وأطلقوا عليها "خريطة الطريق" يتم تطبيقها حتى عام 2006 وهددت الحكومة الحالية بأن عدم التزامها بالموعد المحدد يعرضها لعقوبات أشد من المنظمة الدولية.
ويظل إقامة نظام ديمقراطي فيدرالي يمنح الأقليات حقوقها ويمنح الجميع المساواة الكاملة أمل مسلمي أراكان في سبيل الحصول على استقلالهم وحريتهم المفقودة منذ 1948..