بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:"ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين"
ومعنى الحديث أن خبر هذا الدين وشيوعه ينتشر انتشاراً كثيراً وأن ذكره سيصل كل بيت وهذا متحقق بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فإن خبر الإسلام يدخل في كل بيت حتى في مجاهل أفريقيا وأمريكا سواءً كان وصول الخبر من طريق أهل الإسلام للدعوة إليه أو من طريق أعدائه للتحذير منه، وهذا محسوس وملموس ولم يرد في الحديث أن كل فرد من أهل البيت يدخل في الدين، وإنما الذي دل عليه الحديث دخول الدين في البيت وهذا يعني دخول الخبر، ودخول الدين غير الدخول فيه وإنما تضمن الحديث البشارة بأن هذا الدين سينتشر انتشاراً كثيراً كما جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم-:"إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها" مسلم (2889) .
[frame="6 50"]الخلفية التاريخية [/frame]
كانت أركان دولة إسلامية منذ عام 1430م احتلتها بورما في 28 ديسمبر عام 1784م،(1) وتعد الآن ضمن ولايات بورما الاتحادية . والمسلمون يشكلون فيها أغلبية. علاقة العرب بأركان عريقة جدا من الأيام الجاهلية؛ ومنذ القرن الثالث الميلادي جاء العرب إلى أركان للتجارة واستوطنوا فيها.(2) وأن سواحل أركان وضفاف خليج البنغال قد شوهدت فيها المساجد والمراكز الإسلامية خلال خمسين عاما من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.(3) علاقة الإسلام بأركان وطيدة جداً من القرون حيث يثبت من كتب المؤرخين أن مملكة أركان لها علاقة جيدة مع الخلفاء المسلمين أيام الخلافة الأموية والعباسية، وكانت المراسلة وتبادل التحف والهدايا مستمرة بينهم، وكذلك يوفد كلا الطرفين البعثات الدبلوماسية والتجارية والسياحية بين حين وآخر. وبطلب من ملك أركان فقد أوفد إليه خلفاء المسلمين بوفد يضم عددا من الدعاة والمصلحين، وبفضل دعوتهم انتشر الإسلام في ربوع أركان واعتنق معظم سكان أركان الإسلام طواعية.(4) وكذلك استوطن في أركان عدد من الدعاة والتجار والسياح المسلمين خاصة من الحضارمة(5) والسادة العلويين وأهل العراق(6)من العرب.
وأركان اسم عربي إسلامي(7) حيث يثبت من كتاب المؤرخ الأركاني الشهير محمد خليل الرحمن الأركاني بأن المسلمين قاموا في هذه المنطقة بالدعوة إلى الإسلام وإتباع أركانه الخمسة التي بني عليها الإسلام، فأعتنق ملك رخـام(8) "غولنغي" الإسلام بيد الداعي المسلم الأمير حمزة، وتلقن الدرس منه عن أركان الإسلام الخمسة. فسمي مملكته بأركان يراد به أرض أركان الإسلام أي موطن المسلمين ومركزهم في هذه المنطقة.(9)
وكذلك ذكر المؤرخون عن محمد ابن الحنفية أو محمد حنيفة وعلاقته بأركان واعتناق الإسلام ملكة أركان "كايافري" بيده(10) وحكومة الشيخ عبد الله في أركان.(11) كما ذكر كثير من المؤرخين بأن العرب أنشأوا في أركان مملكة عربية إسلامية مستقلة بين القرن السابع والقرن الثاني عشر الميلادي.(12)
ومسلموا أركان يسمون رُهنجيا منسوباً إلى رُهنج وهذا تصحيف من الرهمي أو الرهمة/ الرهيمة.(13) والرهيمة ضيعة قرب الكوفة.(14) وذكرها المتنبي فقال :
فيالك ليلا على أعـكـش أحم البلاد خفي الصـوى
وردن الرهـيمة في جوزه و باقـيه أكثر مما مضى(15)
وحضارة الإسلام والمسلمين في أركان عريقة جداً حيث حكم عليها المسلمون طوال ثلاثة قرون ونصف، وأشهر ملوكهم سلطان مبارز شاه ولي خان(24) الذي أدخل اللغة الفارسية في أركان. واستمرت الفارسية كلغة رسمية من 1430م حتى عام 1845م أي حتى بعد احتلال الإنجليز بها 22عاما. ومن أشهر ملوكهم سلمـان شاه، الذي اتخذ من "مرغ كوه"(25) رُهنج ( فاتري قلعه ) عاصمة له. وكان أحد الشروط الأساسية لتولي الملوك السلطة والجلوس على العرش هو تخصصهم في علوم الشريعة والدراسات الإسلامية،(26) كما نقش على العملات والأوسمة والشعارات الملكية كلمة التوحيد {لا إله إلا الله محمد رسول الله} وأسماء الملوك بالحروف العربية وكذلك الآية القرآنية {أن أقيموا الدين}(27)، كما يعين القضاة المسلمون للمحاكم حسب نمط الحكومة الإسلامية على أن يصدروا الحكم حسب الشريعة الإسلامية الغراء مستمدين أحكامهم من القرآن والسنة والفقه الإسلامي.(28)
ولغة مسلمي أركان تسمى اللغة الرهنجية مؤلفة من كلمات وتعبيرات عربية أكثر من خمسين في المائة، و تكتب هذه اللغة بالحروف العربية وبخطها ورسمها.(29) و عدد المسلمين في أركان يزيد على مليونين ونصف، و يشكل أغلبية على كافة شعب أركان بما فيه قبيلة " المغ " الذين جاءوا إلى أركان من موطنهم الأصلي " مغـده " ولاية بيهار في الهند. أما البورميون الأصليون خاصة(30) الذين يسكنون المنطقة حول "مندلاي" فـقـد جاءوا من التبت (الصين) قبل قرن 9 واتحدوا في القرن 11، بفضل " أناوراثا " الذي اتخذ عاصمته في "باجان" و هو الذي أدخل البوذية وهي اليوم الدين الرئيسي وبعد أن دحر قبلاي خان خلفاء " أناوراثا " (1287) ، انقسمت بورما إلى دويلات صغيرة يحكمها زعماء من قبائل الشان حتى القرن 16 حينما سادت البلاد أسرة " توانجو" البورمية . و في قرن 18 قضى البورميون بزعامة "ألونجبايا" على ثورة قبائل المون ، واستطاع " ألونجبايا " بعد ذلك أن يغزوا الهند ويوسع حدود مملكته.(31)
يتبع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:"ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين"
ومعنى الحديث أن خبر هذا الدين وشيوعه ينتشر انتشاراً كثيراً وأن ذكره سيصل كل بيت وهذا متحقق بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فإن خبر الإسلام يدخل في كل بيت حتى في مجاهل أفريقيا وأمريكا سواءً كان وصول الخبر من طريق أهل الإسلام للدعوة إليه أو من طريق أعدائه للتحذير منه، وهذا محسوس وملموس ولم يرد في الحديث أن كل فرد من أهل البيت يدخل في الدين، وإنما الذي دل عليه الحديث دخول الدين في البيت وهذا يعني دخول الخبر، ودخول الدين غير الدخول فيه وإنما تضمن الحديث البشارة بأن هذا الدين سينتشر انتشاراً كثيراً كما جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم-:"إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها" مسلم (2889) .
[frame="6 50"]الخلفية التاريخية [/frame]
كانت أركان دولة إسلامية منذ عام 1430م احتلتها بورما في 28 ديسمبر عام 1784م،(1) وتعد الآن ضمن ولايات بورما الاتحادية . والمسلمون يشكلون فيها أغلبية. علاقة العرب بأركان عريقة جدا من الأيام الجاهلية؛ ومنذ القرن الثالث الميلادي جاء العرب إلى أركان للتجارة واستوطنوا فيها.(2) وأن سواحل أركان وضفاف خليج البنغال قد شوهدت فيها المساجد والمراكز الإسلامية خلال خمسين عاما من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.(3) علاقة الإسلام بأركان وطيدة جداً من القرون حيث يثبت من كتب المؤرخين أن مملكة أركان لها علاقة جيدة مع الخلفاء المسلمين أيام الخلافة الأموية والعباسية، وكانت المراسلة وتبادل التحف والهدايا مستمرة بينهم، وكذلك يوفد كلا الطرفين البعثات الدبلوماسية والتجارية والسياحية بين حين وآخر. وبطلب من ملك أركان فقد أوفد إليه خلفاء المسلمين بوفد يضم عددا من الدعاة والمصلحين، وبفضل دعوتهم انتشر الإسلام في ربوع أركان واعتنق معظم سكان أركان الإسلام طواعية.(4) وكذلك استوطن في أركان عدد من الدعاة والتجار والسياح المسلمين خاصة من الحضارمة(5) والسادة العلويين وأهل العراق(6)من العرب.
وأركان اسم عربي إسلامي(7) حيث يثبت من كتاب المؤرخ الأركاني الشهير محمد خليل الرحمن الأركاني بأن المسلمين قاموا في هذه المنطقة بالدعوة إلى الإسلام وإتباع أركانه الخمسة التي بني عليها الإسلام، فأعتنق ملك رخـام(8) "غولنغي" الإسلام بيد الداعي المسلم الأمير حمزة، وتلقن الدرس منه عن أركان الإسلام الخمسة. فسمي مملكته بأركان يراد به أرض أركان الإسلام أي موطن المسلمين ومركزهم في هذه المنطقة.(9)
وكذلك ذكر المؤرخون عن محمد ابن الحنفية أو محمد حنيفة وعلاقته بأركان واعتناق الإسلام ملكة أركان "كايافري" بيده(10) وحكومة الشيخ عبد الله في أركان.(11) كما ذكر كثير من المؤرخين بأن العرب أنشأوا في أركان مملكة عربية إسلامية مستقلة بين القرن السابع والقرن الثاني عشر الميلادي.(12)
ومسلموا أركان يسمون رُهنجيا منسوباً إلى رُهنج وهذا تصحيف من الرهمي أو الرهمة/ الرهيمة.(13) والرهيمة ضيعة قرب الكوفة.(14) وذكرها المتنبي فقال :
فيالك ليلا على أعـكـش أحم البلاد خفي الصـوى
وردن الرهـيمة في جوزه و باقـيه أكثر مما مضى(15)
وحضارة الإسلام والمسلمين في أركان عريقة جداً حيث حكم عليها المسلمون طوال ثلاثة قرون ونصف، وأشهر ملوكهم سلطان مبارز شاه ولي خان(24) الذي أدخل اللغة الفارسية في أركان. واستمرت الفارسية كلغة رسمية من 1430م حتى عام 1845م أي حتى بعد احتلال الإنجليز بها 22عاما. ومن أشهر ملوكهم سلمـان شاه، الذي اتخذ من "مرغ كوه"(25) رُهنج ( فاتري قلعه ) عاصمة له. وكان أحد الشروط الأساسية لتولي الملوك السلطة والجلوس على العرش هو تخصصهم في علوم الشريعة والدراسات الإسلامية،(26) كما نقش على العملات والأوسمة والشعارات الملكية كلمة التوحيد {لا إله إلا الله محمد رسول الله} وأسماء الملوك بالحروف العربية وكذلك الآية القرآنية {أن أقيموا الدين}(27)، كما يعين القضاة المسلمون للمحاكم حسب نمط الحكومة الإسلامية على أن يصدروا الحكم حسب الشريعة الإسلامية الغراء مستمدين أحكامهم من القرآن والسنة والفقه الإسلامي.(28)
ولغة مسلمي أركان تسمى اللغة الرهنجية مؤلفة من كلمات وتعبيرات عربية أكثر من خمسين في المائة، و تكتب هذه اللغة بالحروف العربية وبخطها ورسمها.(29) و عدد المسلمين في أركان يزيد على مليونين ونصف، و يشكل أغلبية على كافة شعب أركان بما فيه قبيلة " المغ " الذين جاءوا إلى أركان من موطنهم الأصلي " مغـده " ولاية بيهار في الهند. أما البورميون الأصليون خاصة(30) الذين يسكنون المنطقة حول "مندلاي" فـقـد جاءوا من التبت (الصين) قبل قرن 9 واتحدوا في القرن 11، بفضل " أناوراثا " الذي اتخذ عاصمته في "باجان" و هو الذي أدخل البوذية وهي اليوم الدين الرئيسي وبعد أن دحر قبلاي خان خلفاء " أناوراثا " (1287) ، انقسمت بورما إلى دويلات صغيرة يحكمها زعماء من قبائل الشان حتى القرن 16 حينما سادت البلاد أسرة " توانجو" البورمية . و في قرن 18 قضى البورميون بزعامة "ألونجبايا" على ثورة قبائل المون ، واستطاع " ألونجبايا " بعد ذلك أن يغزوا الهند ويوسع حدود مملكته.(31)
يتبع