فيا ويح نفسي إن كنت أرجوك بالتمني

ابوعزيرالاحمدي

مراقب قسم القصة والرواية


0043.gif



أيا نفسُ ما تطلبين ؟ أيا نفسُ ما تُمْنين ؟
أيا نفسُ الامَ تسعين الامَ تمضين وفيما تخوضين ؟!
وعلامَ تجزعين وبمن تَغوين وخلف من تضَلّين ؟!وممن تتهرّبين ؟! وإلى من تلوذين وتلتجئين ؟!
أما كفاكِ تَيهاً وتِيها ؟
أما كفاكِ عبثاً وعبوسا ؟
أما كفاكِ لوعةَ وبؤسا ؟


أيا نفسُ ما كنتِ عندما خُلِقتِ الم تكوني نطفةً من مني يُمنى !
ثمّ خلِقتِ فكنتِ لحما وجسدا يسوى , ثمَّ وهبَ لكِ الرحمن روحاً
بها نهضتِ وترعرعتِ والعظم قد ارتوى !

فــإذا بكِ على الدنيا ترمقينها في وَهنْ , ضعيفةٌ ليس بكِ
طاقة ولا حيل ؟ فأمر الله بك فجعل لك قلبين رحيمين
يرعيانك , تخلدين بأمان في دفء حنانهما ؟

ثم مضت سنين من عُمركِ عنك القلم مرفوعُ فلم تأثمي

ثم إذا بكِ يا نفسي قد بلغتِ من العمر ما بلغتِ
وأخذت بكِ الدنيا من المفارق ما أخذت

وشتت بكِ من التيه ما شتت .. فإلى أين تريدين الى أين !


0107.gif



الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالكِ يومِ الدين
الهادي بنوره الى الطريق القويم فحاد عنه من حاد ولاذ به
والتجى من تدبّر الخير فـإذا به الى طريق الفلاح قد ارتاد

الحمد لله الذي جعلنا خيرَ أمة أخرجت للناس
وأرسل لنا رسولاً رحيما وعلى نهجه سارت بالهداية أنفاس تقودها النفوس

الحمد لله الذي وهبَ لنا العقل والفؤاد
فبالعقل نتأمل ونتدبر وبالقلب نرى ونتبصر ,,

أحبَّتي في الله ..

قد خُلِق الإنسان وما خُلِق من عبث !
فقد خُلِق وله غاية وهدف ,
خُلِق ليعبُدَ الخالِق , فما الخطب ما الذي انقلب ؟

أصبح الواحد منا يعيش في هذه الدنيا
هو يأكل ويشرب يغدو ويجيء لكن هل هذه هي الحياة حقاً هل هذه هي
السعادة , هل هذا هو المطلب الوحيد !

ام ان الطعام والشراب ولبس الزينة من الثياب هي
الأدوات المعينة لتأدية المطلب الوحيد !

نحن نعيش ثم نعيش أياما وسنينا طوالا كانت أم قصاراً
وفي هذه الفترات لا نفعل سوى اننا نردد هدفنا الجنة
مطلبنا عبادة الله هدفنا ...إلخ

وعندما نأتي لنحصي العمل فلا نكاد نجد شيئا مما تفوهنا !
أهو قول عبث أم أننا نخدعُ أنفسنا ؟!

ولا أعمم وأشمل فهذا حال الأغلب ولا حول ولا قوة الا بالله ,

حسننا أنت تريد الجنة وتردد أريد الجنة ..
الجنة = إيمان بالله [ قول + عمل ]

ولو نظرنا الى غالب الحال اليوم
لوجدنا اننا نتخذ هذه المعادلة في سيرنا

الجنة = إيمان بالله قولا

أين ذهب العمل ؟؟
وهل هذه المعادلة صحيحة ؟
لا, فالمعادلة خاطئة , إذا المسار ايضا خاطئ .

ولا بد لمن كانت هذه معادلته أن يصحح المعادلة ليصح المسار -->
وإلا فقد يجرفه السيل بعيدا ..


0107.gif



إن الحياة حبلها قصير أكثر مما نراه
فأنت ان تشبثت به فسرعان ما سيهترىء ويُقضى نَحبه ,

فلما التَّشبث بشيء معلومٌ فنائه مستحيل بقاءه كـ [ الحياة ]
ثم لا يتبع هذا التّشبت الا الضياع المحتوم !
لما لا نتشبث بحبل متين قوي لا يهترىء ولا يفنى ما مضت دهور ؟
اليس ذلك أمضى أمانا واستقرارا وأرسى قواعدا وأعلى قمما ؟

كما ان الحياة الدنيا في الحقيقة لا تُذم بذاتها بل ان الذم والمدح
فيها يتوجه الى فعل العبد فيها فعلام نُحَقّر الدنيا وننسى فعالانا ؟

قال تعالى : [ بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ]

لقد وهبنا العقل لنعقل ونتعقل الأمور فننظر اليها بمنظار سليم
فلا عذر لأحد عندما يضع منظاره جانبا ويمشي على الطريق كالضرير يتخبط
أينما ساقته قدماه ..

فلقد وهب العقل فَعطله وسار بدونه فأقام الحجة على نفسه إذا لا عذر له !

ومن ناحية أخرى :
لو قلنا انك الان ستدخل مسابقة ما
والهدف واحد معلوم لا يتغير , ولبلوغه تم إعطائك بعض المعطيات لتستعين بها
للوصل الى هدفك , الن تتمسك قدر المستطاع بتلك المعطيات مع محاولة استخدامها
بالشكل السليم لتصل سريعا وتبلغ هدفك ؟

ام انك ستترك هذه المعطيات وستلفق لك غيرها على حسب ما تهوى نفسك
ثم إذا أتى وقت إعلان النتائج ستجد انك عكست المسار المقصود فـإذا بك لم تبلغ هدفك

فالحياة هنا هي المُعطى الوحيد للوصول أيضا الى هدفٍ وحيد
نعم الحياة بما فيها من زينة ونعم وجاه وسلطان تلك كلها معطيات
وهبها الله عز وجل لكل انسان بحسب ما قدره له
لينظر الى فعلنا بهذه المعطيات أنستعين بها على عبادته وطاعته
أم نستعين بها على عصيانه واستغلالها في فرض الجبروت والظلم والفساد على أرضه .,

وبعد ذلك لكلٍ منهما حساب يوم الفصل ولا مفر يا عبيد الله ,
فمن استعان بها على طاعة الله فقد فاز وفلح وهنيئا له الجنة دار السلام والاستقرار
أما من استعان بها على ظلمه لنفسه بعصيان خالقه فقد خسر وخاب وهنيئا له جهنم بئس القرار ,

فـإلى متى سنبقى متغافلين عن الحقيقة الدانية ؟
الى متى نلفق الأعذار لأنفسنا وهي واهية ؟
الى متى سنواصل السير ونحن نعلم ان الطريق لن يقودنا الا الى الضياع ؟

وهل بهذا الفعل أي عقلانية ؟
فكر فلعلَّك تجد جوابا


0107.gif



ومضت الحياة ونفذ العمر ..

هاقد انتهت مهلتك في هذ الدنيا
فلا عمل ولا عودة ترجى فما انت فاعل ؟

وهاهي الروح قد تحشرجت و الساق بالساق قد التفت وقد حان الفراق
[ فلولا إذا بلغت الحلقوم ]
وحولك قد جثى القريب والحبيب يبكيك فهل سينفعك بكاهم شيا ؟
[ وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون ]

هو قضاء مقدر ومكتوب وأجل ومحتوم فهل انت معيد الزمان
للوراء حتى تلتمس توبة أو تستزيد فعلاً خيرا يرجح بكفة ميزانك

كلا ما انت بمستطيع وكل له أجل مسمى فـإذا اتى لا يقدم ولا يأخر
[ فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين ]

فلماذا ننتظر حتى يحبسنا العمر فلا نجد العذر
اليس الان هو المتسع الوحيد لتنقذ نفسك
اليست اللحظة الان التي تتنفس فيها هي التي تملكها
فلا الماضية تسترجع ولا المقبلة انت لها ضامن

فيا عبيد الله إن الدنيا ايام معدودات بل سويعات مقضيات
فلا تكفي الأماني لبلوغ الدرجات العلى بل إن التمني
بلا عمل يرديها ويفسد عليك أمنيتك وغايتك المنشودة

أيا عباد الله اعملوا ثم اعملوا ثم اعملوا واستزيدوا
فكلنا ولا محال مردودون الى رب الورى وكلٌ محاسب على ما اقترف وافترى ..


(وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون
واتبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون
أن تقول نفس يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين
أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرّة
فأكون من المحسنين)


حسبي الله لا إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
غفر الله لي ولكم ,



 
بارك الله فيك على التذكير..
أسأل الله أن لايحرمك من الأجر..
ودمت بهذه العطاء والتميّز..
 
كل الشكر والتقدير لك اخي الكريم
على الطرح الرائع

ولاحرمك الله من الاجروالمثوبة

أرق التحايا
 
عودة
أعلى