ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا !!!

ابوعزيرالاحمدي

مراقب قسم القصة والرواية
0098.gif


مع اشتداد البرد في مثل هذا الوقت وفي اخر الليل والهدوء والسكون يعم ارجاء المكان يسمع صوت المؤذن الذي يكسر هذا الهدوء بقوله ... حي على الصلاة ..حي على الصلاة
وأخونا الكريم ........ خ خ خ خ ..... في سابع نومه
ويختلط صوت المؤذن مع صوت المنبه .... ترن ترن ترن .... وصوت الجوال ... حان الان موعد الصلاة .. حان الان موعد الصلاة .... وصوت الوالدة الكريمة التي جاءت لإيقاظ ابنها الى الصلاة ......................................... وهو ما زال نائما
ومع استمرار هذه الاصوات يستيقظ اخيرا بعد جهد جهيد وعناء شديد

يحاول النهوض من فراشه الدافئ لكنه مع الاسف لا يستطيع فالجو باردا جدا ..ويقول في نفسه (سأتابع نومي الأن وأقوم بعد قليل) لكنه يتذكر قول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم (اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر...) فينهض من فراشه ويتجه الى الحمام ليتوضأ لكنه يتفاجئ بشدة برودة المياه وكأنها ثلج وليست مياه .. (سأذهب وأعود بعد قليل لأتوضأ لعل الماء يسخن قليلا) فيتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا أدلكم على ما يكفر الله به الذنوب والخطايا؟ إسباغ الوضوء على المكاره...) فيتوضأ في الماء البارد ويجهز نفسه للخروج من المنزل للصلاة ولكن للأسف وعند فتح باب المنزل يجد الجو ابرد بكثير مما يتوقع مما يجعله يغير رأيه ..(يا اخي اصلي في المنزل افضل بكثير من خروجي في هذا الوقت البارد وأمرض بسببه ) ولكن (...ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا...)فيغلق الباب خلفه ويتجه الى الصلاة

هذا هو السيناريو يتكرر يوميا مع اخونا المجاهد لنفسه والذي لا يهزه وساوس الشيطان مهما كانت الظروف ولذا تراه حريص على صلاة الفجر في الجماعة بتذكير نفسه بفضلها واجرها وعظم تركها وتجاهلها واتخاذ الاساليب المنوعة لأستيقاظه

على عكس الاخر الذي لا يهتم بصلاته فتبدو قصته اقصر بكثير من الذي قبله فيؤذن المؤذن ويرن المنبه والجوال والوالدة تكسر باب غرفة ابنها ولا يستيقظ ... ولا يستيقظ

فقد نسي قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (ان اثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)
هنا بين رسولنا الكريم عظم صلاة الفجر في الحديث بتنويع الاساليب في الحث عليها
فاعتبر التخلف عن صلاة الفجر في الجماعة من صفات المنافقين
وحث المسلمين على حضورها مع الجماعة ولو منع مانع من المشي اليها
وهم الرسول بتحريق بيوت المتخلفين عنها بالنار

فمن يتبع وساوس الشيطان بعدم الذهاب لصلاة الفجر يكون قد اتصف بصفة من صفات المنافقين لقوة الداعي الى تركها من ترك لملذة النوم والتوجه الى الصلاة

ولقد ذكر رسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم عن كيفية منع الشيطان للقيام الى الصلاة والطرق المؤدية للتخلص منه فقال(يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا اصبح خبيث النفس كسلان)
وهكذا فالحريص على اداء صلاة الفجر مع الجماعة يتبع هذه الطرق لا اكثر ولا اقل حتى يكون نشيطا طيب النفس

اما خبيث النفس الكسلان هو من يتحجج بعدم قدرته على القيام لأداء الصلاة من قوله.. (نومي ثقيل ولو فجرتوا قنبله فوق راسي ما اقوم).. او قوله.. (ما عندي من يصحيني).. او(والله ما احس على المنبه)

فأرد عليه قديمة العب غيرها .... فالذي يقول نومي ثقيل ولا استيقظ اقول له <اذا كيف تقوم الى عملك او مدرستك مثل الطائر>.... والذي يقول ليس لديه من يوقظه فهو مبالغ <فالعائلة الكريمة كلها تستطيع ايقاظك وان لم تكن عائلتك فواحد او اكثر من اصحابك >... والذي يقول لا يستيقظ على المنبه فأقول له <ضع العدد الذي تريده من المنبهات اثنان ..خمسه .. عشرة اذا اردت وبالتأكيد ستشعر به وتستيقظ >

وقبل هذا كله من كانت نيته ان يقوم للصلاة قبل ان ينام فسيستيقظ وحده على صوت المؤذن من دون أي شيء اخر * عن تجربه شخصيه* اما من نيته بقوله( ان استيقظت الحمد لله وان لم استيقظ لن اخسر شيئا ) فهذا لو قامت الحرب وقت الفجر لن يستيقظ



أسأل الله الهداية والتوفيق للجميع



 
عودة
أعلى