بن ولي
مراقب قسم منبرالحرمين الشريفين
يسرني أن أنقل لكم
خطبة الجمعة 22 / 3 / 1432هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد آل طالب " حفظه الله "
للاستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.alharamain.gov.sa/index.c...udfiletype=mp3
خطبة الجمعة 22 / 3 / 1432هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد آل طالب " حفظه الله "
للاستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.alharamain.gov.sa/index.c...udfiletype=mp3
مكة المكرمة 22 ربيع الأول 1432 هـ الموافق 25 فبراير 2011 م واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي الحصن الحصين والحرز المكين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام " في زمن الفتن والاضطراب وكثرة المخالفات والمعاصي وتسلط الفساق قد يتسلل اليأس والقنوط إلى بعض النفوس فتضعف وتستكين وتتخاذل وتلين ناسية أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان وأن طريق الدعوة والإصلاح طريق طويل شاق مملؤ بالأذى والابتلاء حافل بالعوائق والمحبطات والصوارف والعقبات ناح لأجله نوح ورمي في النار الخليل وأضجع للذبح إسماعيل وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ونشر بالمنشار زكريا وذبح السيد الحصور يحي وقاس الضر أيوب ولاقى محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم من ألوان الأذى ما لاقاه أذى وكذب وطورد وقوتل ومات من يناصره ويؤازره حتى سمي ذلك العام عام الحزن بل رمي صلى الله عليه وسلم في عرضه لم تصفو له الحياة من الكدر والتعب ومع ذلك يتجدد نشاطه في نشر رسالة ربه والتبشير بها وهو صابر محتسب وبقي في كل الأحوال النبي الناصح والرسول المبلغ والمعلم الرحيم .
وأضاف فضيلته قائلا " والعلماء هم ورثة الأنبياء فلابد أن يأخذوا نصيبهم من هذا الميراث ولابد أن يصبهم ما أصاب مورثيهم من ألوان الأذى هذا هو الأمر المطرد في كل دعوة ومع أتباع الأنبياء في كل شرعة ، ولقد ضرب الله المثل بالربانيين من أتباع الأنبياء قبلنا ليربطنا نحن المؤمنين بموكب الإيمان ويقرر قرابة المؤمنين للمؤمنين ويقر في اخلادهم أن أمر العقيدة كله واحد ويعلمنا أدب الربانيين مع الله وهم يعانون في سبيله ما يعانون .ما ضعفت نفوسهم لما أصابهم من البلاء والكرب والشدة والجراح وما ضعفت قواهم عن الاستمرار في الكفاح وما استسلموا للجزع ولا للأعداء هذا هو شان المؤمنين المنافحين عن العقيدة والدين والله يحب الصابرين .هنيئا للصابرين في ميادين الدعوة والإصلاح الذين لا تضعف نفوسهم ولا تتضعضع قواهم ولا تلين عزائمهم ولا يستكينون أو يستسلمون ولا يتهربون من الميدان ولا يتخلون عن المهمة.
ومضى فضيلته يقول " هؤلاء هم الربانيون وهذه أخلاقهم أمام الابتلاء لذلك أضافهم الله إلى نفسه ونسبهم إلى ربوبيته فأكرم بها من نسبه وأعظم بها من إضافة " ، ولقد دعاكم ربكم إلى أن تهتدوا بهدي من سبقكم من الربانيين وأن تسيروا على خطاهم ، فقال عز من قائل (( ولكن كونوا ربانيين )) .كل مؤمن على وجه الأرض مأمور بان يكون ربانيا بان يطيع ربه في كل أمر ويحمده على كل حال ويذكره في كل حين وأن يكون لسان حاله ومقاله (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) المؤمن رباني مع ربه جل جلاله في كل أمر يأمره به أو قضاء يقدره عليه أو نعمة يمنحه إياها . إن أمره الله بأمر امتثل أمر ربه بإخلاص وإتباع وإذا نهاه عن شيء اجتنب ما نهي عنه بخضوع ومحبة وتسليم وإذا أصابته مصيبة فهو الصابر الشاكر لربه الراضي عن مولاه يعلم أن اختيار ربه له خير من اختياره لنفسه وأن رحمته به أعظم من رحمة أمه فيرضى ويسلم .وإذا فعل فاحشة أو ظلم نفسه بادر إلى الله تائبا منيبا ووقف في مقام الاعتذار والانكسار عالما بأنه لا يغفر الذنوب إلا الله ولا يقيه من السيئات احد سواه .يعوذ برضاه من سخطه وبعفوه من عقوبته .وإذا أنعم ربه عليه فهو الحامد الشاكر ينسب نعمة الله إلى الله ويثني بها عليه ويستعملها فيما يقرب إليه ولا تزيده النعم إلا محبة للمنعم . وكلما جدد له نعمة احدث له عبودية ومحبة وخضوعا وذلا وكلما وقع ذنب احدث لذلك توبة وانكسارا واعتذارا . وإذا منعه ربه شيئا قابل ذلك بالرضا عنه سبحانه والثقة بحكمته ورحمته فهذا هو المؤمن الرباني وهذه حياته.
وزاد فضيلته يقول " لقد وصف الله الربانيين بالثبات في الجهاد والصبر على البلاء قال تعالى (( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين )) ووصفوا بتحكيم الشريعة "، ووصفوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووصفوا بتعليم الكتاب والسنة ودلالة الخلق على ما دلهم عليه الأنبياء كونوا ربانيين أي حكماء فقهاء ، ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ، قال ابن مسعود رضي الله عنه حكماء علماء وقال ابن الجبير حكماء أتقياء . إن هذا الخطاب يتجه للمؤمنين عامة وللعلماء والصالحين خاصة والذين يتبوؤن مراكز التوجيه ويتصدرون ساحات الجهاد في الحياة لابد أن يأخذوا أنفسهم بالعزيمة ليحسنوا أداء ذوي الرسل فالرسل أولوا عزم وهو نداء لدعاة الخير والإصلاح أن خذوا الكتاب بقوة استمسكوا بالذي أوحي إليكم فانتم على صراط مستقيم .تحملوا العبء وانهضوا بالأمانة في قوة وعزم بلا ضعف وتهاون ولا تراجع عن تكاليف الدعوة ولا انهزام أمام مشاق الطريق حتى تكونوا ربانيين .ومن دعاء عباد الرحمن.واجعلنا للمتقين إمام .أي قدوة في الخير والصلاح والاستقامة والتقوى أئمة في التقوى نأتم بمن قبلنا ويأتم بنا من بعدنا وقد أمر الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء قبله فقال سبحانه (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )) ، وإن لم يكن المؤمنون على المستوى من الأسوة حرموا الاستخلاف في الأرض . وان الذي يسابغ في الملذات لن يرقى في سلم الطاعات فلم نخلق للخلود في الدنيا ولا للإخلاد إلى الأرض وان خلقنا لأمر عظيم فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا تلهينكم عن الآخرة فأتباع الأنبياء لا يزاحمون على طلب المتاع والتعلق بالدنيا ولا تيأسوا من كثرة الهالكين أو تسلط الفاسقين عليكم أنفسكم لا يضركم من ظل أذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا .إن المسلمين منذ فجر الرسالة لم يصبوا لهم الجو ولا خلا لهم الطريق والابتلاء سنة ماضية وكل استرخاء أو تخاذل سيستغله شياطين الجن والإنس للنيل من الحق والانحراف بالخلق .إن الصلاح هو تزكية النفس والإصلاح هو تزكية المجتمع والمسلم الحقيقي هو الذي يتعهد نفسه بالتقوى ويقبل في الوقت نفسه على المجتمع ليؤازر الحق ويعوق الباطل. والجهاد الهائل الذي قام به خاتم الأنبياء هو صنع امة راجحة الكفة في كل ميدان من ميادين الحياة .إن الله انزل عليه الوحي وشرفه بهذا القران ثم كلفه أن يفتح بهذا القران وان ينير به آفاقا وعن طريق المسجد ، ربط الناس بالله ورصص صفوفهم لتتماسك.
وزادت فضيلته يقول " وفي عصرنا هذا توجد ألف طريقة لخدمة الإسلام وإنعاش أمته المغمى عليها وتثبيت أقدامها على الطريق الذي مرت به مواكب السلف ولا تصح هذه الطرق إلا بعد رفع امتنا إلى مستوى الوحي وتصحيح إنسانيتها ".
وقال " إن الأمة اليوم بحاجة إلى إن تسير حياتها على الأيمان بالله وحده وهو ما تواصت به جميع الرسالات السماوية . وثانيا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإخلاص في ذلك وهو ما شرعه الله لكل الأمم على اختلاف الأزمنة .ومما لاشك فيه أن الصلاة شعيرة عظيمة لتصفية النفس الإنسانية ووصلها بالسماء وان الزكاة فريضة لدعم التكافل الاجتماعي وإقرار الأخوة .وثالثا حراسة الفضيلة وإشاعتها وكره الرذيلة ومحو جراثيمها وهذه هي حقيقة الأمر بالمعروف والنهي المنكر التي شاعت في كل دين وكلف بها جمهور المؤمنين وقد لعن الله أقواما قبلنا بقوله (( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) ثم معاملة البشر كافة بضمير رحيم وخلق فاضل وإشاعة العدالة والرحمة والسلام في الأرض وهذه تعاليم شاعت في الكتب السماوية كلها تلقفتها القلوب الحية من البشر وتروت بها النفوس النبيلة من كبراء الناس وأمرائهم لذا فقد كان الحكم والسلطان في منطق البشر واحة للناس في بيدائهم ومنهلا رقاقا يطفئ في الهجير ظمأهم فالحكم والسلطان مرحمة للناس وعافية لهم وويل للناس ثم ويل لهم إن جاءهم من تلك العافية وانفجر عليهم العذاب من تلك المرحمة . وان من واجب العلماء الربانيين دلالة الأمة على الحق في زمن الفتن وطمأنتها حالة الخوف وتسكينها عند الاضطراب وتصبيرها عند البلاء.
وحمد فضيلته في ختام خطبته الله على ما نعم به من شفاء خادم الحرمين الشريفين وعودته لوطنه وأهله ومحبيه ، داعيا المولى أن بارك في عمره وعمله وان يسدد رأيه وان يبارك خطوه وان يتم عليه الصحة والشفاء وأن يسبغ عليه لباس العافية وأن يوفقه لهداه وأن يجعل عمله في رضاه وأن يهيئ له البطانة الصالحة وأن يرفع به لواء الدين وأن يوحد بكلمة المسلمين وأن يوفق ولي عهده والنائب الثاني لما فيه الخير للعباد والبلاد.
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي الحصن الحصين والحرز المكين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام " في زمن الفتن والاضطراب وكثرة المخالفات والمعاصي وتسلط الفساق قد يتسلل اليأس والقنوط إلى بعض النفوس فتضعف وتستكين وتتخاذل وتلين ناسية أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان وأن طريق الدعوة والإصلاح طريق طويل شاق مملؤ بالأذى والابتلاء حافل بالعوائق والمحبطات والصوارف والعقبات ناح لأجله نوح ورمي في النار الخليل وأضجع للذبح إسماعيل وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ونشر بالمنشار زكريا وذبح السيد الحصور يحي وقاس الضر أيوب ولاقى محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم من ألوان الأذى ما لاقاه أذى وكذب وطورد وقوتل ومات من يناصره ويؤازره حتى سمي ذلك العام عام الحزن بل رمي صلى الله عليه وسلم في عرضه لم تصفو له الحياة من الكدر والتعب ومع ذلك يتجدد نشاطه في نشر رسالة ربه والتبشير بها وهو صابر محتسب وبقي في كل الأحوال النبي الناصح والرسول المبلغ والمعلم الرحيم .
وأضاف فضيلته قائلا " والعلماء هم ورثة الأنبياء فلابد أن يأخذوا نصيبهم من هذا الميراث ولابد أن يصبهم ما أصاب مورثيهم من ألوان الأذى هذا هو الأمر المطرد في كل دعوة ومع أتباع الأنبياء في كل شرعة ، ولقد ضرب الله المثل بالربانيين من أتباع الأنبياء قبلنا ليربطنا نحن المؤمنين بموكب الإيمان ويقرر قرابة المؤمنين للمؤمنين ويقر في اخلادهم أن أمر العقيدة كله واحد ويعلمنا أدب الربانيين مع الله وهم يعانون في سبيله ما يعانون .ما ضعفت نفوسهم لما أصابهم من البلاء والكرب والشدة والجراح وما ضعفت قواهم عن الاستمرار في الكفاح وما استسلموا للجزع ولا للأعداء هذا هو شان المؤمنين المنافحين عن العقيدة والدين والله يحب الصابرين .هنيئا للصابرين في ميادين الدعوة والإصلاح الذين لا تضعف نفوسهم ولا تتضعضع قواهم ولا تلين عزائمهم ولا يستكينون أو يستسلمون ولا يتهربون من الميدان ولا يتخلون عن المهمة.
ومضى فضيلته يقول " هؤلاء هم الربانيون وهذه أخلاقهم أمام الابتلاء لذلك أضافهم الله إلى نفسه ونسبهم إلى ربوبيته فأكرم بها من نسبه وأعظم بها من إضافة " ، ولقد دعاكم ربكم إلى أن تهتدوا بهدي من سبقكم من الربانيين وأن تسيروا على خطاهم ، فقال عز من قائل (( ولكن كونوا ربانيين )) .كل مؤمن على وجه الأرض مأمور بان يكون ربانيا بان يطيع ربه في كل أمر ويحمده على كل حال ويذكره في كل حين وأن يكون لسان حاله ومقاله (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) المؤمن رباني مع ربه جل جلاله في كل أمر يأمره به أو قضاء يقدره عليه أو نعمة يمنحه إياها . إن أمره الله بأمر امتثل أمر ربه بإخلاص وإتباع وإذا نهاه عن شيء اجتنب ما نهي عنه بخضوع ومحبة وتسليم وإذا أصابته مصيبة فهو الصابر الشاكر لربه الراضي عن مولاه يعلم أن اختيار ربه له خير من اختياره لنفسه وأن رحمته به أعظم من رحمة أمه فيرضى ويسلم .وإذا فعل فاحشة أو ظلم نفسه بادر إلى الله تائبا منيبا ووقف في مقام الاعتذار والانكسار عالما بأنه لا يغفر الذنوب إلا الله ولا يقيه من السيئات احد سواه .يعوذ برضاه من سخطه وبعفوه من عقوبته .وإذا أنعم ربه عليه فهو الحامد الشاكر ينسب نعمة الله إلى الله ويثني بها عليه ويستعملها فيما يقرب إليه ولا تزيده النعم إلا محبة للمنعم . وكلما جدد له نعمة احدث له عبودية ومحبة وخضوعا وذلا وكلما وقع ذنب احدث لذلك توبة وانكسارا واعتذارا . وإذا منعه ربه شيئا قابل ذلك بالرضا عنه سبحانه والثقة بحكمته ورحمته فهذا هو المؤمن الرباني وهذه حياته.
وزاد فضيلته يقول " لقد وصف الله الربانيين بالثبات في الجهاد والصبر على البلاء قال تعالى (( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين )) ووصفوا بتحكيم الشريعة "، ووصفوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووصفوا بتعليم الكتاب والسنة ودلالة الخلق على ما دلهم عليه الأنبياء كونوا ربانيين أي حكماء فقهاء ، ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ، قال ابن مسعود رضي الله عنه حكماء علماء وقال ابن الجبير حكماء أتقياء . إن هذا الخطاب يتجه للمؤمنين عامة وللعلماء والصالحين خاصة والذين يتبوؤن مراكز التوجيه ويتصدرون ساحات الجهاد في الحياة لابد أن يأخذوا أنفسهم بالعزيمة ليحسنوا أداء ذوي الرسل فالرسل أولوا عزم وهو نداء لدعاة الخير والإصلاح أن خذوا الكتاب بقوة استمسكوا بالذي أوحي إليكم فانتم على صراط مستقيم .تحملوا العبء وانهضوا بالأمانة في قوة وعزم بلا ضعف وتهاون ولا تراجع عن تكاليف الدعوة ولا انهزام أمام مشاق الطريق حتى تكونوا ربانيين .ومن دعاء عباد الرحمن.واجعلنا للمتقين إمام .أي قدوة في الخير والصلاح والاستقامة والتقوى أئمة في التقوى نأتم بمن قبلنا ويأتم بنا من بعدنا وقد أمر الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء قبله فقال سبحانه (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )) ، وإن لم يكن المؤمنون على المستوى من الأسوة حرموا الاستخلاف في الأرض . وان الذي يسابغ في الملذات لن يرقى في سلم الطاعات فلم نخلق للخلود في الدنيا ولا للإخلاد إلى الأرض وان خلقنا لأمر عظيم فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا تلهينكم عن الآخرة فأتباع الأنبياء لا يزاحمون على طلب المتاع والتعلق بالدنيا ولا تيأسوا من كثرة الهالكين أو تسلط الفاسقين عليكم أنفسكم لا يضركم من ظل أذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا .إن المسلمين منذ فجر الرسالة لم يصبوا لهم الجو ولا خلا لهم الطريق والابتلاء سنة ماضية وكل استرخاء أو تخاذل سيستغله شياطين الجن والإنس للنيل من الحق والانحراف بالخلق .إن الصلاح هو تزكية النفس والإصلاح هو تزكية المجتمع والمسلم الحقيقي هو الذي يتعهد نفسه بالتقوى ويقبل في الوقت نفسه على المجتمع ليؤازر الحق ويعوق الباطل. والجهاد الهائل الذي قام به خاتم الأنبياء هو صنع امة راجحة الكفة في كل ميدان من ميادين الحياة .إن الله انزل عليه الوحي وشرفه بهذا القران ثم كلفه أن يفتح بهذا القران وان ينير به آفاقا وعن طريق المسجد ، ربط الناس بالله ورصص صفوفهم لتتماسك.
وزادت فضيلته يقول " وفي عصرنا هذا توجد ألف طريقة لخدمة الإسلام وإنعاش أمته المغمى عليها وتثبيت أقدامها على الطريق الذي مرت به مواكب السلف ولا تصح هذه الطرق إلا بعد رفع امتنا إلى مستوى الوحي وتصحيح إنسانيتها ".
وقال " إن الأمة اليوم بحاجة إلى إن تسير حياتها على الأيمان بالله وحده وهو ما تواصت به جميع الرسالات السماوية . وثانيا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإخلاص في ذلك وهو ما شرعه الله لكل الأمم على اختلاف الأزمنة .ومما لاشك فيه أن الصلاة شعيرة عظيمة لتصفية النفس الإنسانية ووصلها بالسماء وان الزكاة فريضة لدعم التكافل الاجتماعي وإقرار الأخوة .وثالثا حراسة الفضيلة وإشاعتها وكره الرذيلة ومحو جراثيمها وهذه هي حقيقة الأمر بالمعروف والنهي المنكر التي شاعت في كل دين وكلف بها جمهور المؤمنين وقد لعن الله أقواما قبلنا بقوله (( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) ثم معاملة البشر كافة بضمير رحيم وخلق فاضل وإشاعة العدالة والرحمة والسلام في الأرض وهذه تعاليم شاعت في الكتب السماوية كلها تلقفتها القلوب الحية من البشر وتروت بها النفوس النبيلة من كبراء الناس وأمرائهم لذا فقد كان الحكم والسلطان في منطق البشر واحة للناس في بيدائهم ومنهلا رقاقا يطفئ في الهجير ظمأهم فالحكم والسلطان مرحمة للناس وعافية لهم وويل للناس ثم ويل لهم إن جاءهم من تلك العافية وانفجر عليهم العذاب من تلك المرحمة . وان من واجب العلماء الربانيين دلالة الأمة على الحق في زمن الفتن وطمأنتها حالة الخوف وتسكينها عند الاضطراب وتصبيرها عند البلاء.
وحمد فضيلته في ختام خطبته الله على ما نعم به من شفاء خادم الحرمين الشريفين وعودته لوطنه وأهله ومحبيه ، داعيا المولى أن بارك في عمره وعمله وان يسدد رأيه وان يبارك خطوه وان يتم عليه الصحة والشفاء وأن يسبغ عليه لباس العافية وأن يوفقه لهداه وأن يجعل عمله في رضاه وأن يهيئ له البطانة الصالحة وأن يرفع به لواء الدين وأن يوحد بكلمة المسلمين وأن يوفق ولي عهده والنائب الثاني لما فيه الخير للعباد والبلاد.
اسم الموضوع : خطبة الجمعة 22 / 3 / 1432هـ من الحرمين الشريفين
|
المصدر : منبر الحرمين الشريفين