بن ولي
مراقب قسم منبرالحرمين الشريفين
يسرني أن أنقل لكم
خطبة الجمعة 20 / 4 / 1432هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد آل طالب " حفظه الله "
بعنوان: "نعمة الأمن في ظل توحيد الله"
للاستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.alharamain.gov.sa/index.c...udfiletype=mp3
خطبة الجمعة 20 / 4 / 1432هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد آل طالب " حفظه الله "
بعنوان: "نعمة الأمن في ظل توحيد الله"
للاستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.alharamain.gov.sa/index.c...udfiletype=mp3
مكة المكرمة 20 ربيع الآخر 1432 هـ الموافق 25 مارس 2011 م واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي الحرز المكين والحبل المتين .
وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام//ونحن في منزلخ الثلث الأول من القرن الخامس عشر من الهجرة وفي وسط جزيرة العرب وقصبة بلاد المسلمين على هذه الأرض حيث انزلقت من ها هنا أزمنة وقرون مرت ثم لحقت بالماضي البعيد طوت تلك الأزمنة والقرون أمما ودولا وأحداثا وحروبا وغنى وفقرا وأمنا وخوفا ثم انتهت تلك الأزمنة وانطوت تلك القرون لتولد هنا على هذه الأرض بلاد شعارها التوحيد ونظامها الشريعة وتحمل اسم المملكة العربية السعودية .
وأوضح أن هذه البلاد قامت في زمن غربة الدين وتقهقر شأن المسلمين في زمن كانت أكثر دول الإسلام تحت نيل الاستعمار وسيطرة فكر المستعمر , قامت باسم الله والتزمت بشرع الله وحملت على عاتقها هم الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولم تنس نصيبها من الدنيا , ورماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون وفي مراحلها الثلاث فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصرارا على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها وخلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها لمقومات البقاء وما مقومات البقاء مقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة وحقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا .
وأضاف أن الله جل وعلا شاء في هذه الأيام أن تهب العواصف على بلاد العرب وتميل بمن تميل ولما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد إذا هي نسيم رقراق رخي وإذا أهل هذه البلاد أشد لحمة وأقوى تماسكا ويفخر حاكمها بشعبه ويغتبط الشعب بحاكمه وفي صحيح مسلم//خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم // ويخطب الملك ويبتدئ بعد شكر الله بشكر العلماء وطلبة العلم , العلماء وطلبة العلم تلك الحلقة التي وصلت دوام الدولة بابتدائها وثباتها بنشأتها , حيث قامت هذه الدولة أول ما قامت بقيام عالم وثبتت بثبات علماء والحكام فيما بين ذلك يقومون بدورهم على بصيرة من الله وعلى هدى من كتابه .
وتابع بقوله // بعد ثلاثة قرون من قيام الدولة السعودية هلم نتساءل لماذا بقيت هذه البلاد آمنة في زمن فيه الخوف ولماذا اغتنت وهي في صحراء قفر وأرض فقر ولماذا اجتمع الناس فيها والتفوا في زمن التفرق والخلاف , إن لذلك أسبابا شرعية تردفها أخرى دنيوية , // الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون // الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور // .
وأفاد فضيلته أن الله وفق هذه البلاد ومنذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين , مما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء وستبقى هذه البلاد قائمة ما أقامت التوحيد منصورة ما نصرت السنة عالية ما أعلنت العدل ولن نخاف عليها من نقص إلا إذا نقصت من عرى الدين ولن نخشى إلا ذنوبنا وتقصيرنا مع ربنا , إن الإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو الإسلام الذي قبلته أجيال الأمة على مر القرون يسلمه سلفهم إلى خلفهم وعلماؤهم إلى متعلمهم نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مرمى سهام المتربصين وأفك الكاذبين , لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير كما نال حكامها صنوف من اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات في محاولة للحد من تأثيرها الإيجابي في العالم ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة , وهو الأمر الذي هو قدرها ويمليه عليها مكانها ومكانتها وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم أملا في لملمة شمل وتطلع لمداواة جرح ورغبة في سد حاجة , ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا على التفريق ورأب الصدع لا شق الصفوف وإن أي زحزحة لها عن هذا النهج هو إضافة إلى أنه خلل ديني فهو خيانة وطنية وتفكيك للعقدة التي ربطت الراعي بالرعية وهو توهية للحبل الممدود إلى السماء والى الله في عليائه حيث نستلهم منه الصبر والنصر والحفظ والعون في زمن كثرت عواصفه وحساده وأعاديه .فهل يعي ذلك من يريد تحريك مركب الوطن ليجافي شاطئ الاهتداء .حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه .
وبين أن دور العلماء وطلبة العلم يتأكد في استمرارهم في حراسة الدين والدولة ذلك أن أكثر ما بزغ من فتن داخلية على مدى القرن الماضي كان سببه انحراف في المعتقد تبعه ارتباط مشبوه بالخارج ثم يجد العدو في بعض ضعاف نفوس اولئك من يمتطيه ويستخدمه في زعزعة الأمن والاستنجاد بقوى أجنبية ويزين له الاستمداد من مرجعيات طامعة ببلاد العرب كارهة للعروبة , فعلى العلماء وطلبة العلم أن يقوموا بدورهم على الوجه الصحيح ليس في مناظرة اولئك والرد عليهم فحسب بل بدعوتهم وتألفهم وتبصيرهم بالهدى وكسبهم مواطنين صالحين , والصبر على ذلك وأن يتخصص علماء شرعيون في محاورتهم ودعوتهم , إن دعوة اولئك وهدايتهم للحق لولم يكن الإسلام يجبه ويقتضيه لكانت السياسة تطلبه وتستدعيه.
وأشار إلى أنه يزين للمغفلين تمزيق المجتمع إلى أشياع وأحزاب وفرق ومزع , ونحن في بلاد الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية لسنا في معزل عن العالم ولا بعد عن الحساد والأعادي وليست الأحوال واحدة ولا المواطن متماثلة وإن كانت العامة من قد يجهل أو يستغل فإن هذه الظروف تستدعي الحزم والعزم والتصريح دون التلميح أن جناب الأمن والدولة والدين والوطن والاجتماع ووحدة الصف ليست مجالا للمساومة ولا عرضة للمناقشة إنها ليست مجرد خطوط حمراء بل هي خنادق من تعرض لها فيجب أن يحترق , فما دون الحناجر إلا الأيادي ولنا فيمن حولنا عبرة والعاقل من اتعظ بغيره , بلادنا بحمد الله أسست على تقوى من الله وشريعة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهما دستورنا المسطور ومنهاجنا المأثور وفي كل مناسبة يؤكد ولاة أمرنا على التمسك بهما والالتزام بمنهاجهما , ولاشك أن الخطأ وارد والتقصير حاصل لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ والمنكر لا يزال بما هو أشد منه نكرا , وقد من علينا برغد العيش والأمن في الأوطان والسلامة في الأديان وفجر كنوز الأرض وأسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة بما لا يكاد يشبهه شيء على وجه الأرض .
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام // وتأسيسا على ما سبق فقد جاءت أوامر المليك الأخيرة تأكيدا لما صار عليه حكام هذا البلد من نشدان رغد للناس وحفظ أديانهم وحراستها على وجه لا يعرف له اليوم مثيل مما يستدعي تكرار الحمد والشكر لله المنعم ثم الشكر والدعاء لولاة أمر هذه البلاد وكيف وقد طلب خادم الحرمين الشريفين منكم الدعاء له فاللهم إرفع درجته وأعلي بالحق كلمته وأطل في طاعتك عمره وسدد رأيه وعمله وأتم عليه نعمتك وأسبغ عليه عافيتك.
وأفاد أنه لايخفى ما يمر به العالم اليوم وبلادنا الإسلامية خاصة من حركات سياسية واضطرابات شعبية وفتن متلاطمة تتشابه صورها وتختلف أسبابها وأهدافها , تتدافع الحوادث وتتساوق حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا , والله وحده يعلم مآلات الأمور ومصائر الأمم وخبايا الدهور , ظروف وأحوال تتسارع أحداثها وتتسابق أخبارها وتدع الحليم حيرانا , والمعافى من عافاه الله , فتن لا يدري القاتل فيها لما قتل ولا المقتول فيما قتل هرج ومرج وخوف وقلق يستدعي من العقلاء حزما ومن العامة فطنة وفهما وكم من خائض بلا علم ومتكلم بلا فهم قد يذكي نار الفتنة وهو لا يشعر , الفتن تقبل أول ما تقبل ثائرة الغبار كثيرة الضجيج مشتبهة الحقائق مختلطة الوقائع لا يتبين فيها الطريق إلا من نور الله بصيرته وأصلح سريرته والتزم منهاج النبوة في التعاطي مع الأحداث , والله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند ورود الشهوات , وفي الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // العبادة في الهرج كهجرة إلي //والدعاء مطلب ملح قال صلى الله عليه وسلم // تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن // وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال // اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم // وقد نهى الله عن نشر الشائعات وأمر برد الأمور إلى الشريعة وإلى العلماء .
ودعا فضيلته أهل الحل والعقد من أهل الرأي والعلم والحلم والخبرة والدراية ممن تبين لهم وجه الصواب في هذه الفتن والنوازل إلى التدخل ليقولوا كلمتهم ويصدعوا برأيهم , لا ترهبهم سطوة السلاطين ولا ضغط الجماهير , يجب تلافي الأضرار والأخطار ومنع استشراء هذه الفتن واستمرارها والسعي إلى تحقيق المصالح ودرع المفاسد , وتقدير شر الشرين وخير الخيرين وعلماء كل بلد أدرى بحالهم , أما حين يعتزل العلماء والعقلاء الفتنة فلن تستقيم أمور الناس , صحيح أن من اعتزل الفتن سلم بيقين ولكن لمن يترك الناس ووسائل الإعلام تقود الأمة إلى مستقبل مجهول , الواجب الصبر والمصابرة ولزوم جماعة المسلمين والمحافظة على أمن بلاد المسلمين ووحدتها , وأن لا يكون المسلم معول هدم يوقع الفتنة من حيث يشعر أو لا يشعر , والله الله في الدماء إنها صيحة استنكار ونكير وتخويف بالله وتذكير من جوار الكعبة الشريفة وزمزم والمقام ألا يسفك دم ولا تثار فتنة واحذروا أن تتجه الرماح إلى صدور أهليكم ومواطنيكم , نداء إليكم من أمام الكعبة الشريفة حيث إهراق دم المسلم أعظم عند الله من هدمها , ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما , واعلموا أن أمة نزل البلاء في نواحيها واستهدفها العدو في دينها وأراضيها يجب أن تكون أبعد الناس عن اللهو والترف وأن تصرف جهودها وطاقتها للتقرب إلى خالقها وباريها وأن تخلص لله الدين وأن تقلع عن المعاصي والشهوات وتهجر الذنوب والمنكرات وأن تأخذ على يد السفهاء .
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي الحرز المكين والحبل المتين .
وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام//ونحن في منزلخ الثلث الأول من القرن الخامس عشر من الهجرة وفي وسط جزيرة العرب وقصبة بلاد المسلمين على هذه الأرض حيث انزلقت من ها هنا أزمنة وقرون مرت ثم لحقت بالماضي البعيد طوت تلك الأزمنة والقرون أمما ودولا وأحداثا وحروبا وغنى وفقرا وأمنا وخوفا ثم انتهت تلك الأزمنة وانطوت تلك القرون لتولد هنا على هذه الأرض بلاد شعارها التوحيد ونظامها الشريعة وتحمل اسم المملكة العربية السعودية .
وأوضح أن هذه البلاد قامت في زمن غربة الدين وتقهقر شأن المسلمين في زمن كانت أكثر دول الإسلام تحت نيل الاستعمار وسيطرة فكر المستعمر , قامت باسم الله والتزمت بشرع الله وحملت على عاتقها هم الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولم تنس نصيبها من الدنيا , ورماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون وفي مراحلها الثلاث فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصرارا على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها وخلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها لمقومات البقاء وما مقومات البقاء مقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة وحقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا .
وأضاف أن الله جل وعلا شاء في هذه الأيام أن تهب العواصف على بلاد العرب وتميل بمن تميل ولما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد إذا هي نسيم رقراق رخي وإذا أهل هذه البلاد أشد لحمة وأقوى تماسكا ويفخر حاكمها بشعبه ويغتبط الشعب بحاكمه وفي صحيح مسلم//خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم // ويخطب الملك ويبتدئ بعد شكر الله بشكر العلماء وطلبة العلم , العلماء وطلبة العلم تلك الحلقة التي وصلت دوام الدولة بابتدائها وثباتها بنشأتها , حيث قامت هذه الدولة أول ما قامت بقيام عالم وثبتت بثبات علماء والحكام فيما بين ذلك يقومون بدورهم على بصيرة من الله وعلى هدى من كتابه .
وتابع بقوله // بعد ثلاثة قرون من قيام الدولة السعودية هلم نتساءل لماذا بقيت هذه البلاد آمنة في زمن فيه الخوف ولماذا اغتنت وهي في صحراء قفر وأرض فقر ولماذا اجتمع الناس فيها والتفوا في زمن التفرق والخلاف , إن لذلك أسبابا شرعية تردفها أخرى دنيوية , // الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون // الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور // .
وأفاد فضيلته أن الله وفق هذه البلاد ومنذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين , مما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء وستبقى هذه البلاد قائمة ما أقامت التوحيد منصورة ما نصرت السنة عالية ما أعلنت العدل ولن نخاف عليها من نقص إلا إذا نقصت من عرى الدين ولن نخشى إلا ذنوبنا وتقصيرنا مع ربنا , إن الإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو الإسلام الذي قبلته أجيال الأمة على مر القرون يسلمه سلفهم إلى خلفهم وعلماؤهم إلى متعلمهم نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مرمى سهام المتربصين وأفك الكاذبين , لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير كما نال حكامها صنوف من اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات في محاولة للحد من تأثيرها الإيجابي في العالم ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة , وهو الأمر الذي هو قدرها ويمليه عليها مكانها ومكانتها وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم أملا في لملمة شمل وتطلع لمداواة جرح ورغبة في سد حاجة , ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا على التفريق ورأب الصدع لا شق الصفوف وإن أي زحزحة لها عن هذا النهج هو إضافة إلى أنه خلل ديني فهو خيانة وطنية وتفكيك للعقدة التي ربطت الراعي بالرعية وهو توهية للحبل الممدود إلى السماء والى الله في عليائه حيث نستلهم منه الصبر والنصر والحفظ والعون في زمن كثرت عواصفه وحساده وأعاديه .فهل يعي ذلك من يريد تحريك مركب الوطن ليجافي شاطئ الاهتداء .حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه .
وبين أن دور العلماء وطلبة العلم يتأكد في استمرارهم في حراسة الدين والدولة ذلك أن أكثر ما بزغ من فتن داخلية على مدى القرن الماضي كان سببه انحراف في المعتقد تبعه ارتباط مشبوه بالخارج ثم يجد العدو في بعض ضعاف نفوس اولئك من يمتطيه ويستخدمه في زعزعة الأمن والاستنجاد بقوى أجنبية ويزين له الاستمداد من مرجعيات طامعة ببلاد العرب كارهة للعروبة , فعلى العلماء وطلبة العلم أن يقوموا بدورهم على الوجه الصحيح ليس في مناظرة اولئك والرد عليهم فحسب بل بدعوتهم وتألفهم وتبصيرهم بالهدى وكسبهم مواطنين صالحين , والصبر على ذلك وأن يتخصص علماء شرعيون في محاورتهم ودعوتهم , إن دعوة اولئك وهدايتهم للحق لولم يكن الإسلام يجبه ويقتضيه لكانت السياسة تطلبه وتستدعيه.
وأشار إلى أنه يزين للمغفلين تمزيق المجتمع إلى أشياع وأحزاب وفرق ومزع , ونحن في بلاد الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية لسنا في معزل عن العالم ولا بعد عن الحساد والأعادي وليست الأحوال واحدة ولا المواطن متماثلة وإن كانت العامة من قد يجهل أو يستغل فإن هذه الظروف تستدعي الحزم والعزم والتصريح دون التلميح أن جناب الأمن والدولة والدين والوطن والاجتماع ووحدة الصف ليست مجالا للمساومة ولا عرضة للمناقشة إنها ليست مجرد خطوط حمراء بل هي خنادق من تعرض لها فيجب أن يحترق , فما دون الحناجر إلا الأيادي ولنا فيمن حولنا عبرة والعاقل من اتعظ بغيره , بلادنا بحمد الله أسست على تقوى من الله وشريعة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهما دستورنا المسطور ومنهاجنا المأثور وفي كل مناسبة يؤكد ولاة أمرنا على التمسك بهما والالتزام بمنهاجهما , ولاشك أن الخطأ وارد والتقصير حاصل لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ والمنكر لا يزال بما هو أشد منه نكرا , وقد من علينا برغد العيش والأمن في الأوطان والسلامة في الأديان وفجر كنوز الأرض وأسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة بما لا يكاد يشبهه شيء على وجه الأرض .
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام // وتأسيسا على ما سبق فقد جاءت أوامر المليك الأخيرة تأكيدا لما صار عليه حكام هذا البلد من نشدان رغد للناس وحفظ أديانهم وحراستها على وجه لا يعرف له اليوم مثيل مما يستدعي تكرار الحمد والشكر لله المنعم ثم الشكر والدعاء لولاة أمر هذه البلاد وكيف وقد طلب خادم الحرمين الشريفين منكم الدعاء له فاللهم إرفع درجته وأعلي بالحق كلمته وأطل في طاعتك عمره وسدد رأيه وعمله وأتم عليه نعمتك وأسبغ عليه عافيتك.
وأفاد أنه لايخفى ما يمر به العالم اليوم وبلادنا الإسلامية خاصة من حركات سياسية واضطرابات شعبية وفتن متلاطمة تتشابه صورها وتختلف أسبابها وأهدافها , تتدافع الحوادث وتتساوق حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا , والله وحده يعلم مآلات الأمور ومصائر الأمم وخبايا الدهور , ظروف وأحوال تتسارع أحداثها وتتسابق أخبارها وتدع الحليم حيرانا , والمعافى من عافاه الله , فتن لا يدري القاتل فيها لما قتل ولا المقتول فيما قتل هرج ومرج وخوف وقلق يستدعي من العقلاء حزما ومن العامة فطنة وفهما وكم من خائض بلا علم ومتكلم بلا فهم قد يذكي نار الفتنة وهو لا يشعر , الفتن تقبل أول ما تقبل ثائرة الغبار كثيرة الضجيج مشتبهة الحقائق مختلطة الوقائع لا يتبين فيها الطريق إلا من نور الله بصيرته وأصلح سريرته والتزم منهاج النبوة في التعاطي مع الأحداث , والله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند ورود الشهوات , وفي الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // العبادة في الهرج كهجرة إلي //والدعاء مطلب ملح قال صلى الله عليه وسلم // تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن // وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال // اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم // وقد نهى الله عن نشر الشائعات وأمر برد الأمور إلى الشريعة وإلى العلماء .
ودعا فضيلته أهل الحل والعقد من أهل الرأي والعلم والحلم والخبرة والدراية ممن تبين لهم وجه الصواب في هذه الفتن والنوازل إلى التدخل ليقولوا كلمتهم ويصدعوا برأيهم , لا ترهبهم سطوة السلاطين ولا ضغط الجماهير , يجب تلافي الأضرار والأخطار ومنع استشراء هذه الفتن واستمرارها والسعي إلى تحقيق المصالح ودرع المفاسد , وتقدير شر الشرين وخير الخيرين وعلماء كل بلد أدرى بحالهم , أما حين يعتزل العلماء والعقلاء الفتنة فلن تستقيم أمور الناس , صحيح أن من اعتزل الفتن سلم بيقين ولكن لمن يترك الناس ووسائل الإعلام تقود الأمة إلى مستقبل مجهول , الواجب الصبر والمصابرة ولزوم جماعة المسلمين والمحافظة على أمن بلاد المسلمين ووحدتها , وأن لا يكون المسلم معول هدم يوقع الفتنة من حيث يشعر أو لا يشعر , والله الله في الدماء إنها صيحة استنكار ونكير وتخويف بالله وتذكير من جوار الكعبة الشريفة وزمزم والمقام ألا يسفك دم ولا تثار فتنة واحذروا أن تتجه الرماح إلى صدور أهليكم ومواطنيكم , نداء إليكم من أمام الكعبة الشريفة حيث إهراق دم المسلم أعظم عند الله من هدمها , ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما , واعلموا أن أمة نزل البلاء في نواحيها واستهدفها العدو في دينها وأراضيها يجب أن تكون أبعد الناس عن اللهو والترف وأن تصرف جهودها وطاقتها للتقرب إلى خالقها وباريها وأن تخلص لله الدين وأن تقلع عن المعاصي والشهوات وتهجر الذنوب والمنكرات وأن تأخذ على يد السفهاء .
( استمع للخطبة ( صوت وصورة )
http://www.youtube.com/watch?feature...&v=P2ZCHAJEgAw
ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "نعمة الأمن في ظل توحيد الله"، والتي تحدَّث فيها عن الأمن والأمان الذي أنعم الله به على بلاد الحرمين، وحثَّ المسلمين للحفاظ عليه وعدم ترك الفرص للأعداء لاستغلال هذه الفتن التي تمر بالبلاد لزعزعة الأمن وإزالة الاستقرار، ووجَّه النصحَ للمسلمين عامة بالتمسُّك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهدي العلماء وطلبة العلم، فإن في ذلك النجاة والفلاح في الدارَيْن.
[flash=http://www.mashahd.net/fplayer/fp.base.swf?config=http://www.mashahd.net/fpjs/a2b63baf7df2ab7f84b?embed=1]width=480 height=385[/flash]
http://www.youtube.com/watch?feature...&v=P2ZCHAJEgAw
ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "نعمة الأمن في ظل توحيد الله"، والتي تحدَّث فيها عن الأمن والأمان الذي أنعم الله به على بلاد الحرمين، وحثَّ المسلمين للحفاظ عليه وعدم ترك الفرص للأعداء لاستغلال هذه الفتن التي تمر بالبلاد لزعزعة الأمن وإزالة الاستقرار، ووجَّه النصحَ للمسلمين عامة بالتمسُّك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهدي العلماء وطلبة العلم، فإن في ذلك النجاة والفلاح في الدارَيْن.
[flash=http://www.mashahd.net/fplayer/fp.base.swf?config=http://www.mashahd.net/fpjs/a2b63baf7df2ab7f84b?embed=1]width=480 height=385[/flash]
اسم الموضوع : خطبة الجمعة 20 / 4 / 1432هـ من الحرمين الشريفين
|
المصدر : منبر الحرمين الشريفين