,, ♥ ♥..اشراقات صالح من دَرك الأحزآن ..♥ ♥ ..

امواج الحنين

:: عضو متفاعل ::


jb13133139951.jpg




jb13133145184.jpg



 
سَفِيْنَة بِلَا شِرَاع .. مُسَافِر بِلَا مَتَاع
تتقآذفهـ الأمواج من كل حَدَبٍ وصوب
فــتَارَة تأخذهـ إلى حيث الظُّلمهـ الَى الْمَجْهُوْل الْمُخِيْف
و تَارَة إلى فَجَرٍ.. جديد يحمل نسمآتِ الأمل وثقة التّوكّل على حيٍّ لآيموت
هي حكآيةُ كفآح وُلدت من رحم المشقّهـ
لمـ يزل العنآء رفيقهآ يصقلهآ تجلّداً ويسكب في أيّامهآ صبراً
إلى أن توّجت الجهود بثمآرٍ يآنعهـ
ووَمْضَات فَرحٍ تُشرق من جبــينٍ ماعرف للانحناء سبيلآ ,





لَاادْرِي كَيْف أَبَدا حَدِيْث قَلْبِي وِخَلَجَات صدري
وهذآ قَلَمِي صريرهـ يسبق حروفهـ حيرةً
وأنى للحروف موآزنة السّعآدة و الحزن دون جورٍ أو حيف!
تُرى أمن إِشْرَاقَه انْجَازاتُك الْخَالِدَة الَّتِي تُسْعِد الْقَلْب وَتُبْهِج الأروآح أتّخذ انطلآقتي
أَم من سوآد الظُّلآمآت وَغُصَص الْآَلَام الَّتِي عِشْتها بَيْن مْآسِي الْأَيَّام وَجِرَاح الْلَّيَالِي
!!؟



فِي مِيْلَاد صَبَاح فَجَر جَمِيْل حَيْث تغَرَّيد الْعَصَافِيْر
شقْشَقَة تَرَانِيْمَ عَذْبة وَتحَلَّيق له في الْأفق إلى حيث تُتآبعه النّظرآت جهلاً
بزغ مَع النَّسَمَاتِ مَوْلُوْد يَحْمِل سمآت الْخَيْر وَالْصَّلَاح وَالْنُّوْر يعَلَو قسمات وِجْهَ
انتشرت أَهَازِيْج الْفَرْحَة وَالْسَّعَادَة فِي رُبُوْع مَمْلَكَتِه الْصَّغِيْر تَغْمُرُه بالْحُب بَيْن أَحْضَان وَالْدِّيَه
يُشْرِق كُل يَوْم بِبَرَاءَة وَطُهِّر حَتَّى بَلَغ صَالِح الْسَّنَتَيْن مِن عُمُرِه
هُنَا ارْتَحَلَت الْشَّمْس نَحْو الْمَغِيْب مُخلّفةً نأحد خيوط نُوْرهآ يخبو بِدَمْعٍ كَسِيْر
تأفل لمنظرهـ النّجومـ .. توفّي نبع الحنآن وفيض الرّحمة توفّيت وآلدتهـ الحبيبهـ
فانْطْفئ سِرَاج عينيهـ بدمعٍ مُنهمل واحتطب فوق عُمرهـ يُتماً
وَتَكَفَّلت أُخْتِه بِرِعَايَتِه مَع أَبِيْه يُغْدِقآن عَلَيْه من الحُب والحنآن أجزلهـ
حَتَّى بَلَغ صَالِح مِن الْسِّنيِّ أربع


ومحطّةٌ توقّفٍ أُخرى يصدمـ بهآ قلبه الصّغير!
لمـ يعد يلمح تلكمـ الابتسآمة الْحَانِيَة وَالْيَد الْدَّافِئَة المربّتة على رأسهـ
تُشيع اطمئناناً وتمنحهـ قوّةً
تُوُفِّيَت أُخْتِه وَفَاضَت رُوْحَهَا نَحْو الْسَّمَاء

مُنَظِّرمُرَوِّع تُجَلْجِل فِي حَيَاة صَالِح فَاهْتَزت أركآن جسدهـ المُنهكهـ
واُغتيل الْفَرِّحَ مِن حَيَاتِه من جديد يرقب الوجوه هلعاً
ويرمي بـ ثقلهـ في حِضْن أَبِيْه يَأْوِيه ويُكسي خوفهـ أمناً
صَعِب عَلَى وَالِدِه حُزنهـ

وثقلت عليه تَرْبِيَة وَرِعَايَتِه وَشَعْر بأسفٍ عَمِيْق عَلَى طِفْلِه رَيْحَان قَلْبِه وَفِلْذَة كَبِدِه

وَبَعْد تَفْكِيْر عَمِيْق وَخَوْف شَدِيْد مِن الْمُسْتَقْبَل الْمَجْهُوْل تَزَوَّج مرّةً ثَانِيَة

لِيُوَفِّرلابنهـ من يُشْعِرُه بِالْحُب وَيكيل لهـ من الْحَنَان أوفرهـ
من هُنَا عآد تقَسْوَة الْحَيَاة وَاشْتَد ظلآمها فِي كُل زِرَايَة مِن أَرَجَاء الْبَيْت
اسْتَقْبَلَته زَوْجَة أَبِيْه بِوَجْه بَاسِمَ تُدْفَن بَيْن شَفَتِيْهَا سَم قَاتَل تَفُوْح مَنَهَ رَائِحَة الْحِقْد وَالْكُرْه
وعدم التقبّل لِذآك الْغُصْن الْصَّغِيْر الْهَادِي صَالِح
تسترسل الأيّآم في جريآنهآ و يكبر صَالِح بَيْن قَسْوَة الْحَيَاة وَمَرَارَة الْحِرْمَان وَالْظُّلْم ..
لَا يَعْرِف لِلْحَيَاة طَعْماً وَلَا يُغْمِض لَه جَفْن ..وَلِسَان حَالِه

أَنَا الْيَتِيْـمْ حَرُوْفِيْ وَسَطِ حَنْجَرَتِي تَقَطَّعَتْ كُلِّـمَا نَـادِيَـتَ: أَمْــــاهظ
أَنَا الْيَتِيْـمْ شُعَـــوُريْ مْـــــنَ يُلَمْلِمُهُ وَمَـنْ يَـرَقٍّ لَحْـالَيَّ مْـنَ سَيَرْعَاهُ؟
أَنَا الْيَتِيْـمَ حَيٍّـاتِـيَ كُلَّهَــا شَظَــفٌ وَذِكْرِيْـاتِيَ تذيـقَ الْقَلْـبِ بَلْـوَاهٍ
تعَامِلُه زَوْجَة أَبِيْه بَيْن يَدَيْهَا كَالْخَادِم الْخَاص لَهَا ..
عِنْدَمَا يَعُوْد وَالِدِه مِن عَمَلِه تَبْدَأ بِسَرْد الَشْكُاوُي وتختلق الحكآيآ على صَالِح ..
دُوْن خَوْف مِن الْلَّه فَسُبْحَان الْمُطَّلَع عَلَى أَكَاذِيْب تِلْك الْمَرْأَه
بَيْنَمَا كَان الْأَب يَحْمِل الْحُب الْعَظِيْم بَيْن حَنَايَاه وقلبه ينبض رقّة وشفقةً
بحبيْبِه الْصَّغِيْر صَالِح وَنِيَاط قَلْبِه تتفَطَّر لِابْنِه
ولكن ظُلم زوجته وهيمنتهآ عليهـ تُعمي مشآعرهـ وتدعوه أَن يَضْرِبُه وَيَذَوقِه الألم
.. ..
حَتَّى بَلَغ صَالِح مِن الْعُمْر 9 سَنَوَات هُنَا أَتَى يَوْم الْحُزْن شَاع الْفَقْر فِي بَلَدِه
وَسَاءْت أَحْوَال وَالِدِه الْمَادِّيه
فَلَم يَجِد لُقْمَة عَيْش يُسَد بِه جُوْع أُسْرَتِه فَاضْطر لِلْسَفَر مِن اجْل كَسَب الْرِّزْق
فَاخْبُر زَوْجَتِه بِرِعَايَة صَالِح رَيْحَان قَلْبِه الْصَّغِيْر .. هُنَا اشْتَد غَضَب زَوْجَتِه

وَثَارت هَائِجة وَصَرَخت فِي وَجْه : أُقسمـ باللّه إِن وطُأْت قَدَمَك خآرج الدّآر دون

لأفجعنّك فيهـ ولترينّه مقتولا !
خُذْه مَعَك وَتَخَلَّص مِنْه حيث شِئْت
.. ..
وَفِي الْيَوْم الْتَّالِي بَيْنَمَا صَالِح فِي مَدْرَسَتِه يَلْعَب مَع أَصْدِقَاءِه وَالْبَسْمَة تَمْلَا شَفَتَاه
إِذَ بِوَالِدِه يُنَادِيِه وَفِي عَيْنِه دَمْعَة أَسَى وَفِي حَدِيْثِه أَلْف لُغَة حَائِرَة ..
وَيَطْلُب مِنْه الْمَسآرعة لِتَوْدِيْع أَصْحَابِه فإنهم على سفر
وَقَف صَالِح حَائِرَا فِي اسْتِغْرَاب وَذُهُول شَدِيْد لَا يَعْرِف مَاذَا يَجْرِي
وَ مَالذي يَتَحَدَّث عَنْه وَالِدِه الْحَبِيْب فَحَزَم حَقِيْبَتَه وَلَمْلِم إِغْرَاضِه وَوَدَّع أَصْدِقَاءَه

وَفِي عَيْنَيه دَمْعُةٌ حَارِقهـ يَنْظُر تَارَة عن يُمْنُه وَأخرى عن شمآلهـ
ينقّل بصرهـ بين أَمَاكِن ذِكْرَيّاتِه وَشَقَاوَة طفولته و أَصْدِقَاءَه الَّذين شَارَكَهم الْفَرْحَة
وَالْبَهْجَة دَائِمَا أصدقآئه الذين طَالَمَا نسى أحزآنهـ بِصُحْبَتِهِم ..

حَتَّى وَصَل الْبَيْت وَحَزْم أَمْتِعَة سَفَرِه وَوَدَّع بَيْتِه الْصَّغِيْر وَإِخْوَتِه وَإِخْوَانِه مِن أَبِيْه
وَدُمُوْع الْعَيْن تِنْسَاب فِوق وجنتيهـ
آَهـــــات

إِذَا رَأَيْت الْسَّمَاء تُمْطِر .. فَأَعْلم بِأَنَّنِي أَبْكِي


وَإِذَا رَأَيْت الَنَاس يَبْكُوْن .. فَأَعْلَم بِأَنَّنِي رَاحِل

وَفِي الْطَّرِيْق أَخَذَه أَبَاه وَاحْتَضَنَه بِقُوَّة وَوَضَع يَدُه عَلَى رَأْسِه( بَنِي حَبِيْبِي الْصَّغِيْر صَالِح

تُحَمِّل وَاصْبِر أبوك يُحِبُّك وَسَيَبْقَى مَعَك وِبِجِوَارِك)
وَامْسِك بِيَد صَالِح الْصَّغِيْرة بِقُوَّة وَسَافِرا مَعَا على طريق امتدّ بحُزنهمآ وازدآد شُحوباً
وَلَيْس مَعَهما سِوَى كِيْس بِه رَغِيْف يتنآولآن منه النّزر القليل

وَعَاش صآلح ثلاثة أشُهُر فِي الْمِهْجَر مَع أبِيْه وَهُنَا كفِي الْدَّهَالِيْز الْمُوْحِشَة
لَفَّه الْبَرْد وَاعتصره الْجُوْع وَالْخَوْف
زئير الْرِّيَآح .. عِوَآء الَذَّئآب .. حَفِيْف الْأَشْجَآر
وَأَصْوَات الْوُحُوْش مِن كُل جَانِب
تُدْخِل إِلَى الْقَلْب الْرُّعْب..وتهزّ كيآنه الغضّ بعنف
..
حَتَّى وَصَلا إلى مكَّة وَاسْتَقَرا هُنَاك فِي بَيْت صَاحِب وَالِدِه أُسْبُوْعَيْن لِيَرْتَاحا مِن عَنَاء الْسَّفَر
وَبَعْدَهَا أَرَادا أَن يَخْرُج لِيَبْحَثا عَن عَمِل لَيَعْمَل ..
استوقفهما صَاحِب أَبِيْه فِي ذُّهُوْل شَدِيْد وَقَال : تَذْهَب لِلْعَمَل وَأَيْن سَتَأْخُذ صَغِيْرَك هَذَا .. ؟؟
قَال : أُرِيْدُه أَن يرافقني قَال : صَاحِبُه ماااااااااااااااذَا أَجُنِنْت
طِفْل صَغِيْر لَا يُعْرَف شَيئا وَلَم يَذُق بَعْد طَعْم الْحَيَاة تَرَيْدُه أَن يَتَجَرَّع الصُّعُوْبَات وَالْمَتَاعِب ..

حَرَام عَلَيْك جَسَدِه الْصَّغِيْر لَا يَحْتَمِل أَي مَتَاعِب وَهُو بِحَاجَة إِلَى مَن يُعِيْنُه وَيَرْعَاه وَيَهْتَم بِه ..

قَال : أَبِيْه خَيْرا إِن شَاء الْلَّه هَذَا قَدْر صَالِح وَعَلَيْه أَن يُحْتَمَل وَيَصْبِر وَيَجْتَاز كُل الَعَقَبَات

لِيُصْبِح فِي الْمُسْتَقْبَل رَجُلا شَامِخَا
لَا تَهُزُه أَعَاصِيْر رِيَاح الْحَيَاة وَأَمْوَاجِهَا الْهَائِجَة مَهْمَا اشْتَد فبغدو صُلب البُنية قويّ الرّوح..
..
غَادَر صَالِح وَأَبِيْه مِن دَار صَاحِبِه ..
وَبَدَءا الْعَمَل مَعا وَاسْتَقَر حَالِهِمَا وَسَار كُل شَيْء بِخَيْر وَالْحَمْد لِلّه ..
وَإِذَ بِالْأَيَّام تُعآود غدرها وتلوك صآلح لتنبذه موجوعاً منذوراً للبؤس
مرض أَبِيْه بِسَبَب كَثُر الْأَعْبَاء وَالضُغَوطَات وَلَم يَعُد قَادِرِة عَلَى الْعَمَل..
وَبَعْد تَفْكِيْر عَمِيْق وَاسْتِشارَة صَاحِبُه قَرَّر أَن يَعُوْد إِلَى مَنْزِلِه لِلْعِلَاج وَسَيَعُوْد حَالَمَا يَسْتَرِد صِحَّتَه
..
وَهْنَا اخَذ صَاحِبُه ابْنَه ِصَالِح فِي اهْتِمَامِه وَضَمَّه إِلَى رِعَايَتِه وَعِنَايَته بَعْد الْلَّه

فَكَان لَه بِمَثَابَة الْأَب يَرْعَاه وَيَحْمِيَه بِحَنَانَه وَيَغْمُرُه بِعَطَائه
وَيَبْذُل كُل خَيْر فِي مُسَاعَدَة وَتَوْجِيْهُه الَى مَا يَعُوْد عَلَيْه بِالْنَّفْع ..
.. ..
وَبَعْد شَهْر وَنُصْف تَلَقَّّى صَالِح خَبَراً نَزَّل عَلَيْه كَالْصَّاعِقَة
وَفَاة وَالِدِه إثَر مَرَضهـ الشّديد هْنَا ازدآد ظلآم الْدُّنْيَا فِي عَيْنَيْه وَاسَّوَدَّت عَلَيْه الْحَيَاة
وَضَاقَت عَلَيْه الْأَرْض بِمَا رَحُبَت
فقد أُخْمِدَت آخر الْمِصْابَيح الَّتِي أَضَاءت حَيَاتِه .. الْقِنْدِيْل الَّذي أشرق بالْأَمَل فِي طَرِيْقِه ..

و َبَنَى مُسْتَقْبَلِه وَقَاسْمَه الْحُزْن وَشاطَرِه الْفَرَح وَبَث الْقُوَّة فِي رُوْحِه
وَغَرَس التَّصلب عَلَى مُوَاجَهَة الْحَيَاة وَصُعُوبَاتِها فِي قَلْبِه
...
بِأَي صَبَر سَأَكْتُب عَنْك أَحْزَانَي .... وَأَي شِعْر سَيَحْمِل هُم وَجــدَانِي

وَأَي قَافِيَة فِي الْكَوْن يَا أَبَتِي ....تَكْفِي لِوَصْف فُؤَاد مُثْقَل عَانــي

فَالَحُزْن يَا أَبَتِي قَدْ عَاش فِي جَسَدِي .... وَالْمَوْت أَفْزَعَنِي وَالفَقَدَ أَبْكَانِي

وَالْدَّمْع فِي مُقْلَتَي قَدْ صَار يَحْرِقُنِي .... لَا لَسْت أَهْوَاه لَكِن لَيْس يَنْسَانِي

ذِكْرَاك فِي خَاطِرِي الْمَكْسُوْر قَد رَسَّخْت .... وَرَسْم وَجْهَك إِن أُغْمِضَت يَلْقَانِي

بِأَلأَمس كُنْت مَعِي أَوَّاه يَا أَبَتِي .... وَالْيَوْم يَا أَبَتِي مَن قَد سَيَرَعَانِي

مَن ذَا يُسَانِدُنِي وَبِالْحُب يَغْمُرُنِي .... أَم هَل اعِيْش تِجَاريحِي وَحِرْمَانِي

أَم هَل أَكُوْن يَتِيْمَا عَاش فِي قَهْر .... أَم هَل سَأَحْرَم مِن إِغْمَاض أَجْفَانِي

يَا لَيْتَنِي قَد مِت قَبْلَك يَا أَبَتِي .... وَلَيْتَنِي الْأَن فِي لَحْدِي وَأَكَفَانِي

لَكَان أَرْحَم مِن عَيْش بِلَا أَبَتـي .... وَلَا وِدَاد وَلَا قُلـــب لَه حَانِي


لَكِن عَزَائَي بِأَن الْمَوْت مَرْكَبُنَا .... مَا مِن نَجَاة وَلَا مِن مُرَكَّب ثَانِي

أَيْضا سَأَرْحَل عَن دُنْيَايَا مُغْتَرِبَة ....لَا لَيْس يَصْحَبُنِي مَالِي وَإِخْوَانِي


.. .

وَقَف صآلح بِصُمُوْد أَمَام تِلْك الْفَاجِعَة الْكُبْرَى
رَغْم صِغَر سِنِّه وَأَكْمَل مِشْوَار وَالِدِه بِعَزِيمَة وَإِرَادَة إِيْمَانِيَّة قَوِّيَّة بِالْلَّه ..
وَهْنَا كَثُر عَلَى أَكْتَاف صَالِح أَعْبَاء عآئلته فَكَان عَلَيْه ان يَتَكَفَّل بِرِعَايَة زَوْجَة أَبِيْه وَأَبْنَائِهَا ..
وَبِرَوْح يغمرها الْرِّضَى قَام بِوَاجِب وَالِدِه عَلَى أَحْسَن وَأَفْضَل وَجْه بتوفيق الله ..
فَأَصْبَح يَكَد وَيُتْعِب وَيَشْقَى بِكُل جَهْوَدُه لَيْلَا وَنَهَارَا دُوْن مَلَل وَلَا كَلَل
لِيَصْرِف عَلَى أَسِرَّة أَبِيْه لِيُهَيِّئ لَهُم عَيْشاً رَغِيِدَاً وَحَيَاة هَنِيْئَة مُسْتَقِرَّة
يسْوَدُّها الْأُنْس وَالْطُّمَأْنِيْنَة
.. ..
وَمَرّت الْسِّنِيْن وَبَلَغ صَالِح من العمر ستّة عشر وَقَد انْعَم الْلَّه عَلَيْه بِكُل بركة وَرِزْق وَنَعَّمَه بالخير,,

عندها بَدَا الْحَنِيْن يملؤه إِلَى ِوَطَنِه الْحَبِيْب وَلِبَيْتِه فَقَرَّر أَن يُسَافِر إِلَى هُنَاك

لَيزو قَبْر وَالِدِيه وَأُخته فَسَافَر بِحَمْد الْلَّه عَلَى خَيْر
وَهُنَاك عِنَدَمّا زَار بَيْتِه اسْتَقْبَلَته زَوْجَة أَبِيْه بِكُل أَهَازِيْج الفرح والسرور..لِمَا مَعَه مِن مَال وَفِيْر ..
أَصْبَحت يَحْتَرِمُه وَكَأَنَّه أَحَب مَخْلُوْق إلى قَلْبِهَا .. رَغْم حِقْدِهَا الْدَّفِيْن الَّذي يستوطنها ..
..
مرّت السّنون سراعاً إلى أن بلغ صآلح من العمر مآيؤهّله لاتّخأذ زوجةٍ
تُعينه على متآعب الحيآة ويجد فيها سُكنى ورآحه
فَتَزَوَّج صَالِح بِابْنَة عَمِّه وَعَاد بِزَوْجَتِه إِلَى مَقَر عَمَلُه وَاسْتَقَر فِيْهَا وَ بَنَى مَمْلَكَة صَغِيْرَه
يسودهآ الودّ والوئآم وَرَزَقَه الْلَّه بالنين و البنآت الصَالِحِيِن بَارَّيْن بِه ..
وَمَا زَال صَالِح يُنْفِق عَلَى أَسِرَّة أَبِيْه بِكُل رِضَا وَحُب وَطِيْب نَفْس وكريم خصال
.. فَسُبْحَان مَن أَغْدَق عَلَيْه بِالْنِّعَم وَجَعَلَه سَبّاقَا لِكُل خَيْر ..
يُوَثَّر عَلَى نَفْسِه وَلَو كَان بِه خَصَاصَة ..
أثآبه المولى وأرضآهـ


سَتُشْرِق الشَّمْس مِن بَعْد عُتْمَة الْظَّلام .. وَيَظْهَر الْنُّوْر

وَاضِحَا لِلْأَنَام ..
فَالَلَّيْل سَيَنْطَوِي وَالْفَجْر سَيَأْتِي عِنْدَهَا !!!,,,سَتَنْتَهِي المتآعب الطّويله
وسْتُقْرّع الْسَّعَادَة بَابِنَا وَتَسَكّن الْفَرْحَة قُلُوْبَنَا
فَكُن في الحيآة شُجَاعَا كَالْأَسَد ، صَبُوْرَا كَالْجَمَل ،
نَشِيْطا كَالَّنَّحَلَّة، مُبْتَهِجَا كَالْعُصْفُوْر
ابَحْث عَن الْصَّفَاء وَلَو كَان لَحْظَة وَابْحَث عَن الْوَفَاء وَلَو كَان مُخبّئاً في الأكنآن
وَاتبع خيُوْط الْشَّمْس وَلَو طآلت بك المسافات
وَلَا تَتْرُك قَلْبِك وَروحك لأهواء ومشاعر تُشوّهها وتُعكّر نقائها ..
فالجزآء يومـ الجزآء ومآدآر دنياك بعامرة للأبد


 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







[SIZE=+0]
jb13133139953.jpg



[SIZE=+0]
حُرُوْف أَلِيْمَة نُبْحِر بَيْن طَيَّاتِهَا لِنَقْتَبِس مِنْه دُرَرَا وَلآلِي ثَمِيْنَة فِيْهَا الْعِظَة الْعِبْرَة

دَمْعَة الْيُتْم دَمُعَة انْكِسَار فمَن يَمْسَحُهَا أَيُّهَا الْنُّفُوْس الْرَّحِيْمَة
.. ..

إن الْحَيَاة مَلِيِئَة بِالصِّعَاب وَقَد تُوَاجِه أَزَمَات كَثِيْره وَقَاسِيَة وَلَايحفل بِك احَد
وَان حَال الْدُّنْيَا لَا تَسِيْر عَلَى وَتِيْرَة وَاحِدَة
.. ..
وَهْنَا تُعَلِّمُنَا الْحَيَاة أَن مَا فِي قَلْب الْمُؤْمِن مِن إِرَادَة وَقُوَّة إِيْمَانِيَّة تُحَطِّم
كُل صُخُوْر الْغُصَص وَالْأَلَم وَان بِالْصَّبْر تَتَفَتَّت وَتَتَلاشَى كُل صخور المُعَانَاة..

وَان مْاسِي الْلَّيَالِي وَجِرَاح الْأَيَّام سَتَذُوب عِنَدَمّا يَتَغَلْغَل فِي الْنَّفْس رَضِى الْلَّه بِقَضَائه وَقَدْرُه
.. ..
وَان الْمَرْء يَسْتَطِيْع أَن يُسَيِّر عَلَى طَرِيْق الْأَشْوَاك وَان أَدْمَت قَدَمَاه بِخُطَى ثَابِتَة وَاعْتِزَاز

لِأَنَّه يَحْمِل بَيْن جَنَبَات قَلْبِه الْطَّاهِر رُوْح الْأَمَل وَالْتَّفَاؤُل لِغَد مُشْرِق
.. ..

فَمَهْمَا اشْتَد الْظَّلام وَطَغت الْقَسْوَة وَغَطَّى الْسَّحَاب السماء لَا بُد مِن بِزُوْغ
شُعَاع الْحَق وَصَبَاح مُشْرِق تُضِيْء لَك عُتْمَة الْلَّيَالِي
.. ..

حَمْل بَيْن قَلْبِه الْخَيْر وَالْعَطَاء وَنَبْض الْتَضَّحَيِات لِمَن كَانَت لَه سَبَبا

فِي مُعَانَاتِه وَعَذَابَه دُوْن أَن يَكُوْن فِي نَفْسِه شَيْء مِن الْحِقْد وَالانْتِقَام
.. ..

اسْتَطَاع بِهِمَّتِه أَن يُثَبِّت بِأَنَّه رَجُلٌ يُعْتَمَد عَلَيْه فَقَد أَنْقَذ أَسِرَّة أَبِيْه

مِن الْضَّيَاع وَرِعَاهم مِن الْفَقْر بَعْون الْلَّه
...

jb13133139954.jpg


* الْشُّكْر لِلَّه وَالْرِّضَى بِقَدْرِه الَّذِي يُزَج بِالْمَصاعِب تِبَاعَا
لِأَنَّه وَحْدَه يَعْرِف كَم مِن الْخَيْر يَطْوِيه لَنَا وعاجلاً أم آجلاً سنرآهـ .

* هَنِيْئَا لِمَن كَان هَدَفُه وَغَايَتُه فِي الْحَيَاة رِضَى الْلَّه وَجَنَّتِه.

* عِظَة وَعِبْرَة لِكُل مَن سَوَّلَت لَهَا نَفْسَهَا بالظّلمـ والطُّغيآن.

* الْصَّبُر فِي الْأَزْمَات وَالْمِحَن وَالْمُضِي قُدُمَا نَحْو الْأَمَام بِالْعَزِيْمَة الْإِيْمَانِيَّة وَالَشَّجَاعَة .

* عَدَم الْيَأْس وَالْقُنُوط مِن رَحْمَة الْلَّه فِي الْحَيَاة لِان بِقَدَر الْأَزَمَات يكوْن الْفَرَج .

* أَن الْأَزَمَات وَالصُّعُوْبَات وَقَسْوَة الْحَيَاة الَّتِي يَعْتَرِيْه الْمَرْء بِحَيَاتِه تَبْنِي نُفُوْس شَامِخَة تَعْلُو الْثُرَيّا.

* إِن الْدُّنْيَا زَائِلَة فَانِيَة وَحَيَاة الْمَرْء مَحْسُوْبَة عَلَى كُل صَغِيْرَة وَكَبِيْرَة وَالْظُّلْم ظُلُمَات يَوْم الْقِيَامَة .

*غَرَس الْأَمَل بِالْقَلْب وَان طَال الْوُصُول إِلَى الْغَايَة وَالْهَدَف .

* أَن بِفَقْد حَب وُحَنَان الْوَالِدَيْن لَن يَنْتَهِي كُل شَيْء فِي الْحَيَاة بَل هُنَاك حَنّان أَعْظَم وَهُو حَب الْلَّه.

* إِطْفَاء وَخَمَد جَمْرَة الْحِقْد وَهُجِّر دَرْب الأَضغَان وَالْحَسَد لِأَنَّهَا تَهْلِك الْمَرْء.

* أَن مَن أَرَاد هَلَاكِه وَقَتَلَه يَوْمَا مَا هُو الْيَوْم أُنْقِذُك وَقَدَّم لَك الْعَوْن وَكَان لَك سَنَدَا بَعْد الْلَّه
فـ (عسى أن تكرهو شيئا وهو خيرٌ لكم)

*الْجَزَاء مِن جِنْس الْعَمَل .

jb13133145182.gif


jb13133139952.jpg



fasla.gif
[SIZE=+0]


[SIZE=+0]

[/SIZE]

[/SIZE]


[/SIZE]

[/ALIGN]
[/SIZE]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]​
 
جزاك الله خيرا قصة محزنة للغاية

ونتسيقك للموضوع أجمل

أنت وحيون تشاركان نفس الذوق في تنسيق الموضوع

أتمنى لك التوفيق
 
بارك الله فيك اخي الكريم
مرورك عطر اجواء قصتي الحزينه
فسطورك زادني شرف
يعطيك العافية ويمدك بالقوة والصحة
جعل الله العافية لباسك ..
والمغفرة سترك ..
 
تبـــارك الرحمن

ابدعتي في التنسيق
نقشت لنا قصة من اجمل القصص


استمتعت كثيراً بقراءة طرحك الجميل

أتمنى لك التوفيق
 
أكثر من رائع
ماشاء الله
الله يوفقك
صراحة حتى النغمة لآئقة ع القصة
والكلمات تدخل الروح
سَلمت يمناك
78924khleeg.jpg

 
إبداع بمعنى الكلمة
دام إبداعك مشعلا للنور
بوركت

ملاحظة( لا يجوز نسب الغدر للأيام
فالأيام من الدهر , والدهر هو الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .
تخريج الحديث
الحديث أخرجه البخاري و مسلم .
 
عودة
أعلى