بن ولي
مراقب قسم منبرالحرمين الشريفين
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني أن أنقل لكم
خطبة الجمعة 20 / 6 / 1433هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد آل طالب " حفظه الله "
بعنون / عظات وعبر من قصة يوسف عليه السلام
للإستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=l3Zb5SSpZRg
يسرني أن أنقل لكم
خطبة الجمعة 20 / 6 / 1433هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد آل طالب " حفظه الله "
بعنون / عظات وعبر من قصة يوسف عليه السلام
للإستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=l3Zb5SSpZRg
مكة المكرمة 20 جمادى الاخرة 1433هـ الموافق 11 مايو 2012م واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح ال طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والصبر على الكربات وعدم اليأس من روح الله ورحمته.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم "إنه مع طول الليل وتفاقم الجراح يجمل التفاؤل ، وفي غمرة الأحزان تحلو حكايا السلوان ، وفي ثنايا الآلام تولد الآمال ، وإذا اشتدت الكروب وأطبقت الخطوب وتسلط الفاجر وعز الناصر ، فسنة الله في قرآنه قبل النصر قصص تبعث الأمل وتحيا بها النفوس ويزكو بها الإيمان ، وما يصيب المؤمن من جراحات وابتلاء ليس إلا سنة قد خلت في الأصفياء قبله ، ترفع به الدرجات وتحط السيئات وتمحص بها القلوب وتصفو بها الأمة المؤمنة ، مورداً قول اله غز وجل (( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله اللذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله اللذين آمنوا ويمحق الكافرين )) .
وأوضح فضيلته أن في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آيات وعبر ففي أحرج الفترات وأشقها ، في مكة وقبل الهجرة بثلاث سنين ، ماتت خديجة رضي الله عنها وكانت وزير صدق على الاسلام ، يشكو النبي الحبيب إليها ويستند عليها ، ومات عمه أبو طالب وكان منعة له وناصراً على قومه ، واستغرب الناس حادثة الإسراء فكذبوه وارتد بعض من أسلم وانكفأت الدعوة حتى ما كاد يدخل في الإسلام أحد ، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العام عام الحزن ، وتجرأت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وبلغت الحرب عليه أقصى مداها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني من الوحشة والغربة وتعاني معه الجماعة المسلمة هذه الشدة ، فأنزل الله تعالى سورتي الإسراء والفرقان ، ثم نزلت سورة يونس ، ثم سورة هود ، وكان فيها من التثبيت والتسرية وقصص الأنبياء وأخبارهم مع أقوامهم وأيام الله فيهم ما قوى عزم النبي صلى الله عليه وسلم وعصبته المؤمنة".
وأضاف فضيلته يقول "وبعد هذه السور وفي تلك المرحلة الحزينة نزلت سورة يوسف ، فكانت بلسماً وحناناً ورحمة من الله وسلواناً ، وكانت خاتمة القصص الجميلة ، فيها مشاهد الألم والأمل ، ومرارة الفراق وحلاوة اللقاء ، فيها حكاية اليأس واليقين ، والظلم والقهر ، والابتلاء والصبر ، ثم النجاح والنصر ، فيها الانتقام والعفو والصفح ، فيها الرجاء والدعاء والتمكين بعد الابتلاء ، والعاقبة الحسنى للمتقين والصابرين ، سورة يوسف تتجلى فيها حكمة الله وأقداره ، وتدبيره وأسراره في نظم قصصي لم تسمع الدنيا بمثله ، أحسن القصص ، يقص الله على نبيه الكريم قصة أخ له كريم ، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين وهو يعاني صنوفاً من المحن والابتلاءات ، محنة كيد الإخوة ، ومحنة الجب والخوف والترويع فيه ، ومحنة الرق وهو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه ولا حماية ولا رعاية من أبويه ولا من أهله ، ومحنة كيد امرأة العزيز والنسوة ، وقبلها ابتلاء الإغراء والفتنة والشهوة ، ومحنة السجن بعد رغد العيش وطراوته في قصر العزيز ، ثم محنة الرخاء والسلطان المطلق في يديه وهو يتحكم في أقوات الناس وفي رقابهم وفي يديه لقمة الخبز التي تقوتهم ، ومحنة المشاعر البشرية وهو يلقى بعد ذلك إخوته اللذين ألقوه في الجب ، وكانوا السبب الظاهر لهذه المحن والابتلاءات كلها".
وبين فضيلته بقوله " لا عجب أن تكون هذه السورة بما احتوته من قصة ذلك النبي الكريم ومن التعقيبات عليها بعد ذلك مما يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه في مكة في هذه الفترة بالذات تسلية وتسرية وتطميناً وتثبيتاً للمطاردين المغتربين ، بل كأن في هذا تلميحاً بالإخراج من مكة إلى دار أخرى يكون فيها النصر والتمكين مهما ، بدأ أن الخروج كان إكراها تحت التهديد كما أخرج يوسف من حضن أبيه ليواجه هذه الابتلاءات كلها ، ثم ينتهي بعد ذلك إلى النصر والتمكين " ، لافتاً النظر إلى أن آية التمكين جاءت في ثنايا ذكر يوسف وهو يباع بيع الرقيق ، وجاءت السورة وفي كل مراحل قصتها تأكيد للإيمان واليقين والثقة برب العالمين والعاقبة الحسنى للمتقين ، فقد أراد إخوة يوسف له أمراً وأراد الله له أمراً ، ولما كان الله غالباً على أمره ومسيطراً فقد نفذ أمره ، أما إخوة يوسف فلا يملكون أمرهم فأفلت من أيديهم وخرج عما أرادو ، ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) .. لا يعلمون أن سنة الله ماضية وأن أمره هو الذي يكون ، وعندما كاد يوسف أن يركن إلى بشر يذكر مظلمته عند الملك ، كان جزاؤه أن لبث في السجن بضع سنين ، قد شاء ربه أن يعلمه كيف يقطع الأسباب كلها ويستمسك بسببه وحده ، فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد وهذا من اصطفائه وكرمه أن عباد الله المخلصين ينبغي أن يخلصوا له سبحانه وأن يدعونه وحده ، وحين يعجزون بضعفهم البشري في أول الأمر عن اختيار هذا السلوك ، يتفضل الله سبحانه فيقهرهم عليه حتى يعرفوه ويتذوقوه ويلتزموه بعد ذلك طاعة ورضى وحباً وشوقاً ، فيتم عليهم فضله بهذا كله .
وقال فضيلته "المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله ، الندية أرواحهم بروحه ، الشاعرون بنفحاته الرخية ، لا ييأسون من روح الله ولو أحاط بهم الكرب واشتد بهم الضيق ، فالمؤمن في روح من ظلال إيمانه ، وفي أنس من صلته بربه ، وفي طمأنينة من ثقته بمولاه ، وإن كان في مضايق الشدة ومخانق الكروب ، لقد كانت تلك المحن والابتلاءات من تدبير الله ولطفه وعلمه ورحمته حتى مكّن الله ليوسف عليه السلام فصار ملكاً عزيزاً بيده خزائن مصر يتخذ منها المنزل الذي يريد والمكان الذي يريد في مقابل الجب وما فيه من مخاوف والسجن وما فيه من قيود ، وهكذا عوّض الله يوسف عن المحنة تلك المكانة في الأرض ، وهذه البشرى في الآخرة جزاء وفاقاً على الإيمان والصبر والإحسان ، وهذا من سر تكرار وصف الله العلي لذاته بأنه هو العليم الحكيم يعلم الأحوال ويعلم ما وراء هذه الأحداث والابتلاءات ويأتي بكل أمر في وقته المناسب عندما تتحقق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج ، إنه التثبيت بمجرى سنة الله عندما يستيئس الرسل والتلميح بالمخرج المكروه الذي يليه الفرج ، معان تدركها القلوب المؤمنة فيغلبها الإيمان واليقين والصبر والثبات ، تلك سنة الله ، لا بد من الشدائد ، ولا بد من الكروب ، ثم يجئ النصر بعد اليأس مع كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس ، يجئ النصر من عند الله ، فينجو الذين يستحقون النجاة ، ينجون من الهلاك الذي يأخذ الظالمين ، وينجون من البطش الذي يسلطه عليهم المتجبرون ، ويحل بأس الله بالمجرمين مدمراً ماحقاً ، لا يقفون له ولا يصده عنهم ولي ولا نصير".
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح ال طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والصبر على الكربات وعدم اليأس من روح الله ورحمته.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم "إنه مع طول الليل وتفاقم الجراح يجمل التفاؤل ، وفي غمرة الأحزان تحلو حكايا السلوان ، وفي ثنايا الآلام تولد الآمال ، وإذا اشتدت الكروب وأطبقت الخطوب وتسلط الفاجر وعز الناصر ، فسنة الله في قرآنه قبل النصر قصص تبعث الأمل وتحيا بها النفوس ويزكو بها الإيمان ، وما يصيب المؤمن من جراحات وابتلاء ليس إلا سنة قد خلت في الأصفياء قبله ، ترفع به الدرجات وتحط السيئات وتمحص بها القلوب وتصفو بها الأمة المؤمنة ، مورداً قول اله غز وجل (( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله اللذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله اللذين آمنوا ويمحق الكافرين )) .
وأوضح فضيلته أن في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آيات وعبر ففي أحرج الفترات وأشقها ، في مكة وقبل الهجرة بثلاث سنين ، ماتت خديجة رضي الله عنها وكانت وزير صدق على الاسلام ، يشكو النبي الحبيب إليها ويستند عليها ، ومات عمه أبو طالب وكان منعة له وناصراً على قومه ، واستغرب الناس حادثة الإسراء فكذبوه وارتد بعض من أسلم وانكفأت الدعوة حتى ما كاد يدخل في الإسلام أحد ، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العام عام الحزن ، وتجرأت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وبلغت الحرب عليه أقصى مداها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني من الوحشة والغربة وتعاني معه الجماعة المسلمة هذه الشدة ، فأنزل الله تعالى سورتي الإسراء والفرقان ، ثم نزلت سورة يونس ، ثم سورة هود ، وكان فيها من التثبيت والتسرية وقصص الأنبياء وأخبارهم مع أقوامهم وأيام الله فيهم ما قوى عزم النبي صلى الله عليه وسلم وعصبته المؤمنة".
وأضاف فضيلته يقول "وبعد هذه السور وفي تلك المرحلة الحزينة نزلت سورة يوسف ، فكانت بلسماً وحناناً ورحمة من الله وسلواناً ، وكانت خاتمة القصص الجميلة ، فيها مشاهد الألم والأمل ، ومرارة الفراق وحلاوة اللقاء ، فيها حكاية اليأس واليقين ، والظلم والقهر ، والابتلاء والصبر ، ثم النجاح والنصر ، فيها الانتقام والعفو والصفح ، فيها الرجاء والدعاء والتمكين بعد الابتلاء ، والعاقبة الحسنى للمتقين والصابرين ، سورة يوسف تتجلى فيها حكمة الله وأقداره ، وتدبيره وأسراره في نظم قصصي لم تسمع الدنيا بمثله ، أحسن القصص ، يقص الله على نبيه الكريم قصة أخ له كريم ، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين وهو يعاني صنوفاً من المحن والابتلاءات ، محنة كيد الإخوة ، ومحنة الجب والخوف والترويع فيه ، ومحنة الرق وهو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه ولا حماية ولا رعاية من أبويه ولا من أهله ، ومحنة كيد امرأة العزيز والنسوة ، وقبلها ابتلاء الإغراء والفتنة والشهوة ، ومحنة السجن بعد رغد العيش وطراوته في قصر العزيز ، ثم محنة الرخاء والسلطان المطلق في يديه وهو يتحكم في أقوات الناس وفي رقابهم وفي يديه لقمة الخبز التي تقوتهم ، ومحنة المشاعر البشرية وهو يلقى بعد ذلك إخوته اللذين ألقوه في الجب ، وكانوا السبب الظاهر لهذه المحن والابتلاءات كلها".
وبين فضيلته بقوله " لا عجب أن تكون هذه السورة بما احتوته من قصة ذلك النبي الكريم ومن التعقيبات عليها بعد ذلك مما يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه في مكة في هذه الفترة بالذات تسلية وتسرية وتطميناً وتثبيتاً للمطاردين المغتربين ، بل كأن في هذا تلميحاً بالإخراج من مكة إلى دار أخرى يكون فيها النصر والتمكين مهما ، بدأ أن الخروج كان إكراها تحت التهديد كما أخرج يوسف من حضن أبيه ليواجه هذه الابتلاءات كلها ، ثم ينتهي بعد ذلك إلى النصر والتمكين " ، لافتاً النظر إلى أن آية التمكين جاءت في ثنايا ذكر يوسف وهو يباع بيع الرقيق ، وجاءت السورة وفي كل مراحل قصتها تأكيد للإيمان واليقين والثقة برب العالمين والعاقبة الحسنى للمتقين ، فقد أراد إخوة يوسف له أمراً وأراد الله له أمراً ، ولما كان الله غالباً على أمره ومسيطراً فقد نفذ أمره ، أما إخوة يوسف فلا يملكون أمرهم فأفلت من أيديهم وخرج عما أرادو ، ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) .. لا يعلمون أن سنة الله ماضية وأن أمره هو الذي يكون ، وعندما كاد يوسف أن يركن إلى بشر يذكر مظلمته عند الملك ، كان جزاؤه أن لبث في السجن بضع سنين ، قد شاء ربه أن يعلمه كيف يقطع الأسباب كلها ويستمسك بسببه وحده ، فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد وهذا من اصطفائه وكرمه أن عباد الله المخلصين ينبغي أن يخلصوا له سبحانه وأن يدعونه وحده ، وحين يعجزون بضعفهم البشري في أول الأمر عن اختيار هذا السلوك ، يتفضل الله سبحانه فيقهرهم عليه حتى يعرفوه ويتذوقوه ويلتزموه بعد ذلك طاعة ورضى وحباً وشوقاً ، فيتم عليهم فضله بهذا كله .
وقال فضيلته "المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله ، الندية أرواحهم بروحه ، الشاعرون بنفحاته الرخية ، لا ييأسون من روح الله ولو أحاط بهم الكرب واشتد بهم الضيق ، فالمؤمن في روح من ظلال إيمانه ، وفي أنس من صلته بربه ، وفي طمأنينة من ثقته بمولاه ، وإن كان في مضايق الشدة ومخانق الكروب ، لقد كانت تلك المحن والابتلاءات من تدبير الله ولطفه وعلمه ورحمته حتى مكّن الله ليوسف عليه السلام فصار ملكاً عزيزاً بيده خزائن مصر يتخذ منها المنزل الذي يريد والمكان الذي يريد في مقابل الجب وما فيه من مخاوف والسجن وما فيه من قيود ، وهكذا عوّض الله يوسف عن المحنة تلك المكانة في الأرض ، وهذه البشرى في الآخرة جزاء وفاقاً على الإيمان والصبر والإحسان ، وهذا من سر تكرار وصف الله العلي لذاته بأنه هو العليم الحكيم يعلم الأحوال ويعلم ما وراء هذه الأحداث والابتلاءات ويأتي بكل أمر في وقته المناسب عندما تتحقق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج ، إنه التثبيت بمجرى سنة الله عندما يستيئس الرسل والتلميح بالمخرج المكروه الذي يليه الفرج ، معان تدركها القلوب المؤمنة فيغلبها الإيمان واليقين والصبر والثبات ، تلك سنة الله ، لا بد من الشدائد ، ولا بد من الكروب ، ثم يجئ النصر بعد اليأس مع كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس ، يجئ النصر من عند الله ، فينجو الذين يستحقون النجاة ، ينجون من الهلاك الذي يأخذ الظالمين ، وينجون من البطش الذي يسلطه عليهم المتجبرون ، ويحل بأس الله بالمجرمين مدمراً ماحقاً ، لا يقفون له ولا يصده عنهم ولي ولا نصير".
اسم الموضوع : خطبة الجمعة 20 / 6 / 1433هـ من الحرمين الشريفين
|
المصدر : منبر الحرمين الشريفين