بن ولي
مراقب قسم منبرالحرمين الشريفين
يسرني أن أنقل لكم
خطبة الجمعة 11 / 7 / 1433هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ د. عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس " حفظه الله "
بعنوان / المسؤولية ومآلاتها
للإستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.alharamain.gov.sa/index....layoutType=ajax&audioid=47343&audfiletype=mp3
http://www.youtube.com/watch?v=tS6dgJQGsWM&feature=g-all-u
خطبة الجمعة 11 / 7 / 1433هـ من المسجد الحرام
والتي ألقاها فضيلة الشيخ/ د. عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس " حفظه الله "
بعنوان / المسؤولية ومآلاتها
للإستماع والتحميل يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.alharamain.gov.sa/index....layoutType=ajax&audioid=47343&audfiletype=mp3
http://www.youtube.com/watch?v=tS6dgJQGsWM&feature=g-all-u
مكة المكرمة 11 رجب 1433 هالموافق 1 يونيو 2012 م واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل لأنها السِّرَاج الهَادِي لِمَنْ كانَ مَسْؤولا، والمِعْرَاج السَّنِيُّ لِمَنْ رَامَ مِنَ العَلْيَاءِ وصُولاَ، والذُّخر الرَّبَّانِي لِكُلِّ مَا كَانَ مَرْجُوًّا ومَأمُولا مستشهدا بقوله تعالى ?وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ?.
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل لأنها السِّرَاج الهَادِي لِمَنْ كانَ مَسْؤولا، والمِعْرَاج السَّنِيُّ لِمَنْ رَامَ مِنَ العَلْيَاءِ وصُولاَ، والذُّخر الرَّبَّانِي لِكُلِّ مَا كَانَ مَرْجُوًّا ومَأمُولا مستشهدا بقوله تعالى ?وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ?.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بالحرم المكي الشريف : دَأَبَتْ شرِيعَتُنا الغَرَّاء على تَزْكِيَة المُسْلِم والسُّمُوِّ به إلى أعْلَى الذُّرَا والمَرَاتِب بِأسْنَى الشِّيَم والمَنَاقِب، صَوْنًا لِلْمُجْتَمَعَاتِ مِنْ مَعَرَّاتِ الانْحِدَار، وعَوَاقِب البَوَار، ومِنْ أعْظَمِ القِيَم التي أوْلَتْهَا بَالغ الاهتمام، قِيمَة تُحَقِّقُ السُّؤدَد والازدِهار، والآمال الكِبَار، التي تبعَثُ على الإجلال والانبِهار، إنَّها قِيمَةٌ بَهِيَّةٌ غُرَّتُها، مُشْرِقَةٌ طُرَّتُها، هِي مِنْ نَمَاءِ الأمم مَادَّة حَيَاتِها، ومِن رُقِيِّها وهَيْبَتها مِرْآة آيَاتِها، وكُنْهُ مُسَمَّيَاتِهَا، دُون سَنَا أنْوَارِها إشْرَاقُ النَّيِّرَين، ومَقَامُها الأسْنَى جَاوَزَ الفَرْقَدَيْن، ولكن وفي ذاتِ الآن مَا أفْتَك مِرَّتَها، وأضْرَى مُنَّتَها، متى وُسِّدَها مَن لا يتحَاشى اللَّوْم والعِقَاب، ولا يَجِلُ من تَثْرِيب وعِتَاب، تلك هي المَسْؤُولِيّة ومآلاتُها ومَغَبَّاتُها،وتعَهُّدَاتُها، قال تعالى : ? فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ? ، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله قال: "كُلُّكم رَاعٍ وكُلُّكم مَسْؤول عَن رعِيَّته، فالإمَام رَاعٍ ومسؤول عن رعِيَّته، والرَّجُل رَاعٍ في أهْلِه ومسؤول عن
رعِيَّتِه، والمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زوجِها ومسؤولة عَنْ رَعِيَّتِها ، والخَادِم رَاعٍ في مال سَيِّدِه ومسؤول عن رَعِيَّته ، فكُلُّكم رَاع وكُلُّكم مسؤول عن رعِيِّته"، أخرجه البخاريُّ ومسلم .
وأكد أن مُرَاقبة الله في السِّرِّ والعَلَن لُحْمَةُ المَسْؤُولِيَّةِ ومُنْتَهَاهَا، والجِدُّ والمُثَابَرَةُ أرْكانُها وسَدَها، ولِكُلِّ مُتْقِنٍ مِنْها ومُبْدِعٍ مَوْقِعُهْ، ولا يَنْبُو بِعَمَلٍ صَالحٍ مَوْضِعُه , مبينا أن المَسْؤولِيَّةُ لَيْسَتِ قَصْرًا عَلَى الوظيفَةِ، وحِكْرًا عَلَى المراتب، والرُّبَّانِ النِّطْسِ المُنَاسِبْ، بَلْ هِيَ سَاحَةٌ مُتَّسِعَة الأرْجَاء، رَحْبَةُ الأفْنَاء، تَشْمَلُ مَيَادِين الحَيَاةِ كُلَّها دِقَّهَا وجِلَّها: العِبَادَاتِ والعَادَات، الأفْرَاد والجَمَاعات، المؤسَّسَات والهَيْئات، المُجْتَمعَات والحُكومات، ولَكن تَعْظم في الذُّؤابات، ومَنْ نِيطَتْ بهم جَلائل الأمَانات.
وأضاف فضيلته قائلا : لقد طَاشَتْ أفْهَام كثيرٍ من الناس إزَاء حقيقةِ المسؤولِيَّةِ وفحوَاها، ولم يَسْتَشْعِرُوا ثِقَلَ مَرَامِيهَا ولا مَدَاها، ومَا وَاقِع مُجْتَمَعَاتِنَا المُعَاصِر، الرَّاسِفِ في شَرَكِ الخَوَرِ والعَشْوَائِيَّة، والفَسَادَاتِ الإدَارِيّة، وأدْوَاءِ الفَوْضَى والاتِّكالِيَّة إلاَّ نِتَاج البَرَم والتَّنَصُّل مِنَ المسؤولِيَّة، وعَدَمِ تَجَذُّرِها في القُلُوب رَهَبًا وإشْفَاقًا مِنْ رَبِّ البَرِيَّة، بَل كَم مِنْ فِئامٍ اتَّخَذُوها لِمَآرِبهم نِعم المَطيَّة، أَلاَ بِئْسَ الأقوام هم، هَتَكوا حُرْمَة المسْؤولِيّة هَتْكَا، وفَتَكُوا بِمُقدَّرَات المُجْتَمَعَاتِ فَتْكَا، تَسْوِيفًا في المَوَاعِيد والمُعَامَلات، ومُمَاطَلَةً في الحُقوق والوَاجبات، واسْتخْفَافًا بالأمْوَال والمَهَامِّ والأوقَات، ?وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً?، يَتَمَرَّدُون على جَوْهَرِ المسؤولِيّة ويَتَنَابَذُونَها حَتَّى تَنْمَاع مَصَالح المُسْلِمين هَدَرًا.
وتساءل فضيلته قائلا : أَمَا آنَ الأوَان، أمْ كاد أن يَفُوت لِكَيْ يَنْطلِق الأفراد والأُمَمْ صَوْبَ الطرِيق الأمم لِتَحَمُّل تَبِعَاتِ المسؤوليّة وأرَقَهَا، كَمَا حَمَلَتْهم بِلَقبِهَا وألَقِها، فَفِي كَنَفِ المسْؤولِيّة الهَيِّنة اللَّيِّنة، المُشْرَبَةِ بالحَزْم المُبْدِع، تَتَأكّدُ الحقوق والمِثالِيَّات وتتوطّد، وتَسْمُق مَفَاخر المجد والنَّمَاء، وتَأتَلِقُ قُدُرَاتُ الإنسان شَطر الازدِهار، والتَّميّز والابْتِكار. نعم ، تلكم المسؤولِيَّة الحَقَّة، التي تَسْتشْعِر خَشْيَةَ اللهِ مع كُلِّ قَبْسَةِ قَلَمْ، وهَمْسَةِ فَمْ، فتُخْرِس ضَجيج المَظَاهِر، وتَكُف رُعونة المناصِب، وتُخَفِّفُ زَهْوَ الجَاه، وتُنَهْنِه غرور النَّفسِ ودَخل الذّات، فهي حقًّا
لمن يستشعر عِظَم المسؤولية وثقل الأمانة مغارم لا مغانم، وتبعات تستوجب صادق الدعوات، وبِسَبَب ذلك غَرَسَ أعْلام في الأفئدَة مَحَبَّتهم، وحُمِدَت عَلَى مَرَّ الأيام سِيرَتهم. قال مُنَبِّهًا ومُحَذِّرَا:"ما ذِئبان جَائِعان أرْسِلاَ في زريبة بِأفْسَدَ لَهَا مِن حِرْص المَرْءِ على المال والشَّرَفِ لدينه"، أخرجه الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان في صحيحه. الله أكبر، يَا لَه مِنْ قولٍ أشْرَقَ مَعْنًى ولَفظَا، وتَألَّقَ إرْشَادًا وتوجِيهًا ووعْظَا قال الحافظ بن رجب :"فهذا مثلٌ عظيم جدًا، ضربه النبي لفساد دين المسلمين بالحرص على المال والشرف في الدنيا".
ونبه فضيلته من تبوء المؤئولية قائلا : يَا مَنْ بُوِّئتُم المسؤوليات الجسَام : تَجَافَوْا بِعَزَائمِكم عن المَعَرَّات والإهمال، واسْموا بِصِدْقكم وإخْلاصِكم عَن التَّقَاعُسِ والمِطَال، واسْتَمْجِدُوا بِهِمَمِكم عظيم المقاصِد والطُّمُوحَاتِ الغَوَالْ، فالإتقان لَهُ سُطوع، والتَّفَانِي والإبْدَاع له ذُيوع، والإنْتاج والتطوير لِبَهَائِه لُمُوع والتَّحَقُّقِ بِهَا وإدْرَاك أبْعَادِها عَلَى أسْمَى وجوهها وحَقائقها التي تُسْلِمُنَا -بِإذن الله- إلى أحْسَن الغايات، وأَبْهَج النّهَايات، ومَا ذلك على الله بعَزيز، قال تعالى : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? .
وأردف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام يقول إنه لا تَتَحقَّقُ المسؤولِيَّة في أجْلَى مَظَاهِرِها، وآرَجِ أزاهِرِها إلاَّ إذا تُوِّجت بَمَعَاقِدِ الرِّفْق والحِلم والحكمة وصالح الأخلاق، وإلاَّ مَتَى سَارَتْ في رِكَابِ الشِّيَمِ الأعْلاق، التي تنِم عَنِ النَّبَاهة البَارِعَة، والرّوح الإسلامِيّة الفَارِعة. وبِقدْر عِظم المَسْؤولِيَّة، ومَوطِن التَّشرِيف والتَّكْلِيف، لاسيما في البقاع الشريفة، والأماكن المنيفة، ويا لهناء مَنْ شَرُفَ بالخدمة فيها ونفع قاصديها، حيث تتجلى ضَرُورَة الإخلاص لله واللجأ إليه، واستمداد العون والتوفيق منه سبحانه.
رعِيَّتِه، والمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زوجِها ومسؤولة عَنْ رَعِيَّتِها ، والخَادِم رَاعٍ في مال سَيِّدِه ومسؤول عن رَعِيَّته ، فكُلُّكم رَاع وكُلُّكم مسؤول عن رعِيِّته"، أخرجه البخاريُّ ومسلم .
وأكد أن مُرَاقبة الله في السِّرِّ والعَلَن لُحْمَةُ المَسْؤُولِيَّةِ ومُنْتَهَاهَا، والجِدُّ والمُثَابَرَةُ أرْكانُها وسَدَها، ولِكُلِّ مُتْقِنٍ مِنْها ومُبْدِعٍ مَوْقِعُهْ، ولا يَنْبُو بِعَمَلٍ صَالحٍ مَوْضِعُه , مبينا أن المَسْؤولِيَّةُ لَيْسَتِ قَصْرًا عَلَى الوظيفَةِ، وحِكْرًا عَلَى المراتب، والرُّبَّانِ النِّطْسِ المُنَاسِبْ، بَلْ هِيَ سَاحَةٌ مُتَّسِعَة الأرْجَاء، رَحْبَةُ الأفْنَاء، تَشْمَلُ مَيَادِين الحَيَاةِ كُلَّها دِقَّهَا وجِلَّها: العِبَادَاتِ والعَادَات، الأفْرَاد والجَمَاعات، المؤسَّسَات والهَيْئات، المُجْتَمعَات والحُكومات، ولَكن تَعْظم في الذُّؤابات، ومَنْ نِيطَتْ بهم جَلائل الأمَانات.
وأضاف فضيلته قائلا : لقد طَاشَتْ أفْهَام كثيرٍ من الناس إزَاء حقيقةِ المسؤولِيَّةِ وفحوَاها، ولم يَسْتَشْعِرُوا ثِقَلَ مَرَامِيهَا ولا مَدَاها، ومَا وَاقِع مُجْتَمَعَاتِنَا المُعَاصِر، الرَّاسِفِ في شَرَكِ الخَوَرِ والعَشْوَائِيَّة، والفَسَادَاتِ الإدَارِيّة، وأدْوَاءِ الفَوْضَى والاتِّكالِيَّة إلاَّ نِتَاج البَرَم والتَّنَصُّل مِنَ المسؤولِيَّة، وعَدَمِ تَجَذُّرِها في القُلُوب رَهَبًا وإشْفَاقًا مِنْ رَبِّ البَرِيَّة، بَل كَم مِنْ فِئامٍ اتَّخَذُوها لِمَآرِبهم نِعم المَطيَّة، أَلاَ بِئْسَ الأقوام هم، هَتَكوا حُرْمَة المسْؤولِيّة هَتْكَا، وفَتَكُوا بِمُقدَّرَات المُجْتَمَعَاتِ فَتْكَا، تَسْوِيفًا في المَوَاعِيد والمُعَامَلات، ومُمَاطَلَةً في الحُقوق والوَاجبات، واسْتخْفَافًا بالأمْوَال والمَهَامِّ والأوقَات، ?وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً?، يَتَمَرَّدُون على جَوْهَرِ المسؤولِيّة ويَتَنَابَذُونَها حَتَّى تَنْمَاع مَصَالح المُسْلِمين هَدَرًا.
وتساءل فضيلته قائلا : أَمَا آنَ الأوَان، أمْ كاد أن يَفُوت لِكَيْ يَنْطلِق الأفراد والأُمَمْ صَوْبَ الطرِيق الأمم لِتَحَمُّل تَبِعَاتِ المسؤوليّة وأرَقَهَا، كَمَا حَمَلَتْهم بِلَقبِهَا وألَقِها، فَفِي كَنَفِ المسْؤولِيّة الهَيِّنة اللَّيِّنة، المُشْرَبَةِ بالحَزْم المُبْدِع، تَتَأكّدُ الحقوق والمِثالِيَّات وتتوطّد، وتَسْمُق مَفَاخر المجد والنَّمَاء، وتَأتَلِقُ قُدُرَاتُ الإنسان شَطر الازدِهار، والتَّميّز والابْتِكار. نعم ، تلكم المسؤولِيَّة الحَقَّة، التي تَسْتشْعِر خَشْيَةَ اللهِ مع كُلِّ قَبْسَةِ قَلَمْ، وهَمْسَةِ فَمْ، فتُخْرِس ضَجيج المَظَاهِر، وتَكُف رُعونة المناصِب، وتُخَفِّفُ زَهْوَ الجَاه، وتُنَهْنِه غرور النَّفسِ ودَخل الذّات، فهي حقًّا
لمن يستشعر عِظَم المسؤولية وثقل الأمانة مغارم لا مغانم، وتبعات تستوجب صادق الدعوات، وبِسَبَب ذلك غَرَسَ أعْلام في الأفئدَة مَحَبَّتهم، وحُمِدَت عَلَى مَرَّ الأيام سِيرَتهم. قال مُنَبِّهًا ومُحَذِّرَا:"ما ذِئبان جَائِعان أرْسِلاَ في زريبة بِأفْسَدَ لَهَا مِن حِرْص المَرْءِ على المال والشَّرَفِ لدينه"، أخرجه الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان في صحيحه. الله أكبر، يَا لَه مِنْ قولٍ أشْرَقَ مَعْنًى ولَفظَا، وتَألَّقَ إرْشَادًا وتوجِيهًا ووعْظَا قال الحافظ بن رجب :"فهذا مثلٌ عظيم جدًا، ضربه النبي لفساد دين المسلمين بالحرص على المال والشرف في الدنيا".
ونبه فضيلته من تبوء المؤئولية قائلا : يَا مَنْ بُوِّئتُم المسؤوليات الجسَام : تَجَافَوْا بِعَزَائمِكم عن المَعَرَّات والإهمال، واسْموا بِصِدْقكم وإخْلاصِكم عَن التَّقَاعُسِ والمِطَال، واسْتَمْجِدُوا بِهِمَمِكم عظيم المقاصِد والطُّمُوحَاتِ الغَوَالْ، فالإتقان لَهُ سُطوع، والتَّفَانِي والإبْدَاع له ذُيوع، والإنْتاج والتطوير لِبَهَائِه لُمُوع والتَّحَقُّقِ بِهَا وإدْرَاك أبْعَادِها عَلَى أسْمَى وجوهها وحَقائقها التي تُسْلِمُنَا -بِإذن الله- إلى أحْسَن الغايات، وأَبْهَج النّهَايات، ومَا ذلك على الله بعَزيز، قال تعالى : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? .
وأردف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام يقول إنه لا تَتَحقَّقُ المسؤولِيَّة في أجْلَى مَظَاهِرِها، وآرَجِ أزاهِرِها إلاَّ إذا تُوِّجت بَمَعَاقِدِ الرِّفْق والحِلم والحكمة وصالح الأخلاق، وإلاَّ مَتَى سَارَتْ في رِكَابِ الشِّيَمِ الأعْلاق، التي تنِم عَنِ النَّبَاهة البَارِعَة، والرّوح الإسلامِيّة الفَارِعة. وبِقدْر عِظم المَسْؤولِيَّة، ومَوطِن التَّشرِيف والتَّكْلِيف، لاسيما في البقاع الشريفة، والأماكن المنيفة، ويا لهناء مَنْ شَرُفَ بالخدمة فيها ونفع قاصديها، حيث تتجلى ضَرُورَة الإخلاص لله واللجأ إليه، واستمداد العون والتوفيق منه سبحانه.
وقال فضيلته إن مِنْ فضل الله وعظيم آلائه وجزيل نعمائه ما مَنَّ به على هذه الأمة مِنْ تمكين الحرمين الشريفين، وما ينعمان به وقاصديهما من أمنٍ وأمان وراحة واطمئنان، ? أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ?، وماهَيَّأ لهما من قيادة حكيمة تشرف بخدمتهما ورعايتهما، وتقدم لقاصديهما منظومةً متكاملةً من بديع الخدمات لتحقيق جليل الآمال والطموحات، جعلها الله رفعةً في الدرجات وفي موازين الحسنات، تورد هذه النعم وتذكر، ويشاد بها وتشكر في الوقت الذي لا ننسى فيه أبدًا مآسي أمتنا، خاصة في فلسطين السنية وبلاد الشام الأبية، ولا ريب أن كل غيور يستنكر فضائع العنف والظلم في رُبَى سورية الشماء، وما مجزرة الحولة إلا أنموذج قاتم للصَّلَف الأرعن من نظام الظلم والطغيان، والله المستعان، عجّل الله بنصرهم، وفرج عنهم وكشف غمتهم وحقن دماءهم وأصلح أحوالهم .
اسم الموضوع : خطبة الجمعة 11 / 7 / 1433هـ من الحرمين الشريفين
|
المصدر : منبر الحرمين الشريفين