إسماعيل أمجد أراكاني
:: عضو جديد ::
المسلمون في أراكان بين الاضطهاد والنسيان
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
يشهد التاريخ وينطق، بأن الشعب الروهنجيا المسلم في أراكان المحتلة كان شعبا يتمتع بالحرية الكاملة، لفترة طويلة أكثر من ثلاثة قرون ونصف، وكانت له مكانة خاصة في الثقافة والحضارة .
يشهد التاريخ وينطق، بأن الشعب الروهنجيا المسلم في أراكان المحتلة كان شعبا يتمتع بالحرية الكاملة، لفترة طويلة أكثر من ثلاثة قرون ونصف، وكانت له مكانة خاصة في الثقافة والحضارة .
تقع أراكان في جنوب غرب بورما، يحدها من الغرب سواحل خليج البنغال، وفي شمال غربها تتصل مع بنغلاديش على مدى 171 ميلا، وفي الشرق تقع سلسلة جبال هملايا التي تسمى بجبال أراكان، وهي تفصل أراكان عن بورما البوذية، وتعطيها شكل وحدة جغرافية مستقلة. تبلغ مساحتها الحالية نحو 20.000 ميلا مربعا. ويبلغ مجموع عدد سكانها نحو7 ملايين نسمة، وتبلغ نسبة المسلمين فيها 70%، أما البقية فهم: البوذيون، والهندوس، والنصارى، وغيرهم من عباد الطبيعة الظاهرية، وعاصمتها أكياب، وهي ميناء الرئيس، وأراضي أراكان زراعية، وهي غنية بالمعادن، والغابات، والأنهار، والبحيرات. ولغة سكانها مخلوطة بالعربية، والأردية، والفارسية، ولغة الكتابة والتعامل هي العربية والأردية، وليس لديهم أي لغة يعتمدون عليها. 
 أما دولة بورما الشيوعية العسكرية، فتقع جنوب شرق آسيا بين السهل التبتي وشبه جزيرة ماليزيا، وتحدها من الشمال الصين والهند، ومن الجنوب ماليزيا وبحر الهند، ومن الشرق لاوس وتايلاند وفيتنام الشمالية، ومن الغرب الهند وبنغلاديش وخليج البنغال، عدد سكانها 40 مليونا، 80% منهم يعتنقون البوذية التي هي دين الدولة، وهناك بعض المسلمين، والنصارى، والهندوس، وعاصمتها رانغون.
 دخول الإسلام في أراكان:
دخل الإسلام في أركان في القرن الثاني من الهجرة النبوية بواسطة تجار العرب، وتوجد إسنادات صحيحة، ودلائل صادقة على إقامة مستوطنات في أراكان، على أيدي العرب بعد خمسين عاما من قدوم الإسلام في العام العاشر بعد الستمائة للميلاد، ويقول المؤرخون: إن التجار العرب كانوا على اتصال وثيق بسكان أراكان في فترة مبكرة، ترجع إلى عام 788 بعد الميلاد، وأنهم أدخلوا دين الإسلام مبكرا في هذا التاريخ، كما كان ميناء رحمبري الواقع جنوب أراكان اسما معروفا لدى العرب المسافرين عن طريق البحر في هذه العصور القديمة، وبقدوم القرن الثالث عشر الميلادي غزا الإسلام قلوب وأرواح الناس، وتزايد عدد المسلمين في أراكان إلى حد قيامهم بتشكيل دولة إسلامية خاصة بهم في عام 833 للهجرة على يد الملك (سليمان شاه)، وامتدت الدولة قرابة أربعة قرون، حكمها نحو 48 ملكا، وكان أحد الشروط الأساسية لتولي ملوك السلطة، هو تخصصهم في الدراسات الإسلامية، كما نقش على العمولات، والأوسمة والشعارات، عبارات وكلمات مثل كلمة (وأقيموا الدين)، ومع مرور الأيام والسنين، انتشر الإسلام في جميع أرجائها، فطبقوا الشريعة الإسلامية في جميع المجالات، وأصبحت أراكان مهدا للإسلام، وفي عام 1784م جابهت السلطنة الإسلامية بأراكان هزيمة على أيدي البوذيين البورميين، الذين دمروا كل الماديات والثقافات المستمدة من الإسلام، وقتلوا آلافا من الأراكانيين الأبرياء بالوحشية، وظلوا يحكمون البلاد على نحو غريب الأطوار أكثر من أربعين عاما، وفي عام 1824م سيطرت بريطانيا على المنطقة، وبقيت فيها إلى عام 1948م، حيث سلمتها بعد ذلك إلى الحكومة البوذية البورمية، فاحتل البوذيون أراضيها، ودمروا مساجدها ومعابدها، وأغلقوا مدارسها ومعابدها، وحولوا أراكان من دولة إسلامية مستقلة إلى حظيرة كبيرة محتلة. فمن ذلك اليوم يتعرض المسلمون لأبشع وأقسى انتهاكات لحقوق الإنسان، ويواجهون القتل والتشريد، والاضطهاد المتواصل: دينيا، واجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، وتعليميا، وتربويا ووو... حتى ألغيت جنسيتهم عام 1982م في أرض آبائهم وأجدادهم دون أي ذنب أو جريمة إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(، فأصبحوا شعبا بلا وطن، ورعية بلا راع، فاضطر عدد كبير منهم إلى مغادرة وطنهم الأم. ومن المعلوم أن الحكومة البوذية تفرض أشد العوائق، وأقسى المظالم على العلماء والطلاب، وكادت أن تسد جميع الطرق التي يلتمسون فيها العلوم والمعارف، لأنها تعلم بالجزم، أن المسلمين لو أتيحت لهم أية فرصة لحصول التعليم فتكون لها من أعظم التحديات في المستقبل.
 دخل الإسلام في أركان في القرن الثاني من الهجرة النبوية بواسطة تجار العرب، وتوجد إسنادات صحيحة، ودلائل صادقة على إقامة مستوطنات في أراكان، على أيدي العرب بعد خمسين عاما من قدوم الإسلام في العام العاشر بعد الستمائة للميلاد، ويقول المؤرخون: إن التجار العرب كانوا على اتصال وثيق بسكان أراكان في فترة مبكرة، ترجع إلى عام 788 بعد الميلاد، وأنهم أدخلوا دين الإسلام مبكرا في هذا التاريخ، كما كان ميناء رحمبري الواقع جنوب أراكان اسما معروفا لدى العرب المسافرين عن طريق البحر في هذه العصور القديمة، وبقدوم القرن الثالث عشر الميلادي غزا الإسلام قلوب وأرواح الناس، وتزايد عدد المسلمين في أراكان إلى حد قيامهم بتشكيل دولة إسلامية خاصة بهم في عام 833 للهجرة على يد الملك (سليمان شاه)، وامتدت الدولة قرابة أربعة قرون، حكمها نحو 48 ملكا، وكان أحد الشروط الأساسية لتولي ملوك السلطة، هو تخصصهم في الدراسات الإسلامية، كما نقش على العمولات، والأوسمة والشعارات، عبارات وكلمات مثل كلمة (وأقيموا الدين)، ومع مرور الأيام والسنين، انتشر الإسلام في جميع أرجائها، فطبقوا الشريعة الإسلامية في جميع المجالات، وأصبحت أراكان مهدا للإسلام، وفي عام 1784م جابهت السلطنة الإسلامية بأراكان هزيمة على أيدي البوذيين البورميين، الذين دمروا كل الماديات والثقافات المستمدة من الإسلام، وقتلوا آلافا من الأراكانيين الأبرياء بالوحشية، وظلوا يحكمون البلاد على نحو غريب الأطوار أكثر من أربعين عاما، وفي عام 1824م سيطرت بريطانيا على المنطقة، وبقيت فيها إلى عام 1948م، حيث سلمتها بعد ذلك إلى الحكومة البوذية البورمية، فاحتل البوذيون أراضيها، ودمروا مساجدها ومعابدها، وأغلقوا مدارسها ومعابدها، وحولوا أراكان من دولة إسلامية مستقلة إلى حظيرة كبيرة محتلة. فمن ذلك اليوم يتعرض المسلمون لأبشع وأقسى انتهاكات لحقوق الإنسان، ويواجهون القتل والتشريد، والاضطهاد المتواصل: دينيا، واجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، وتعليميا، وتربويا ووو... حتى ألغيت جنسيتهم عام 1982م في أرض آبائهم وأجدادهم دون أي ذنب أو جريمة إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(، فأصبحوا شعبا بلا وطن، ورعية بلا راع، فاضطر عدد كبير منهم إلى مغادرة وطنهم الأم. ومن المعلوم أن الحكومة البوذية تفرض أشد العوائق، وأقسى المظالم على العلماء والطلاب، وكادت أن تسد جميع الطرق التي يلتمسون فيها العلوم والمعارف، لأنها تعلم بالجزم، أن المسلمين لو أتيحت لهم أية فرصة لحصول التعليم فتكون لها من أعظم التحديات في المستقبل.
المسلمون في أراكان منذ استقلالها 
 نشرت حكومة بورما مائة ألف جندي ضد المسلمين في أركان؛ ليسوموهم سوء العذاب، فما نجا من شرهم النساء، والشيوخ، والأطفال، ففي عام 1928م فصلت الحكومة البورمية 60 ألف مسلم من عملهم، وتركتهم يموتون جوعا بلا عمل، وفي عام 1938م هاجر من أراكان 30 ألف مسلم، وفي عام 1942م فهو عام تاريخي، فقد وقعت فيه مذبحة مؤلمة التي أدت أكثر من مائة ألف ضحية، وهاجر ما يزيد عن مائة ألف مسلم، وذلك حينما حرضت الإنجليز البوذيين لتصفية المسلمين من أراكان ووقفت معهم، وفي عام 1948م نالت بورما على الاستقلال، ومن هذا العام إلى 1950م أجبرت الحكومة البورمية المسلمين على النزوح والتهجير من جديد، فنزح 70 ألفا إلى بنجلاديش، ونقل الآلاف من مزارعهم إلى أماكن فيها القحط والجوع، وأعلنت الحكومة البورمية الشيوعية في عام 1962م الأحكام العرقية العسكرية، وهي مفروضة إلى الآن، وبموجبه صادرت ممتلكات المسلمين وأوقافهم، والمقابر، والمزارع، والمساجد، فمات من القحط 25 ألف مسلم، وفي عام 1978م هاجر في بنجلاديش 300 ألف مسلم، وفي عام 1992م هاجر في بنجلاديش 400 ألف مسلم، ومازال المسلمون يهاجرون حفاظا لدينهم وعرضهم- وإلى الله المشتكى-
 ما يتعرض له المسلون 
 يتعرض المسلون في أراكان بأنواع شتى من الظلم والتشريد، والاضطهاد المتواصل، والسب والشتم، والإهانات، وكثير من المشاكل والصعوبات في جميع مراحل حياتهم: الدينية، والتعليمية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية من قبل حكومة بورما البوذية العسكرية، كما يتعرضون لإشاعة الرذيلة ونشر المخدرات والمسكرات، وإفساد ذات البين بالتحرش بين الناس، وإذكاء العداوة والخصومات، والاستيلاء على الأراضي والأملاك الوقفية، وطرد الناس من أراضيهم، وإنشاء المعسكرات والمستوطنات البوذية عليها، وهدم المساجد، وإغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية، وقتل العلماء، والدعاة، والزعماء والأذكياء، وانتهاك حرمات النساء وإجبارهن على قلع الحجاب، واعتقال علماء الإسلام والشيوخ بدون جريمة إلى أجل غير مسمى، وحرمان المسلمين من حرية الفرد والتنقل في داخل البلد وخارجها، ونهب أموال المسلمين وانتزاع محاصيلهم الزراعية، وعدم سماح المواطنين المسلمين بالاتصال مع الدول الأخرى، ومنع زواج المسلمين، ووضع عقبات عنيفة في الزواج، إلى غير ذلك من المظالم التي لا يخطر ببالكم من أنواع الظلم والعذاب.
فأين حقوق الإنسان في القرن العشرين؟ وأين المتشدقون بالحرية والديمقراطية؟ إنه الصمت الرهيب، بل الرضاء والقبول، والدعم والتأييد؛ لأنه دم مسلم، وما دام مسلما فدمه رخيص في أراكان، وفي فلسطين، وفي كشمير، وفي البوسنة والهرسك، وفي كل مكان.
وعبر الشاعر العشماوي حيث قال:
ولا تعجب إذا ضاعت حقوق وأودعت في السجون الأبرياء
ولا تعجب إذا ظلم اليتامى ولا تعجب إذا انكشف الغطاء
وصدق الله العظيم إذ يقول:) وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا( الآية.
ونتيجة عن هذه المظالم والإبادة، اضطر كثير من المسلمين إلى ترك وطنهم الأم صيانة لدينهم وعرضهم، ولجأوا إلى بنجلاديش، وبا**تان، والمملكة العربية السعودية، وإلى الدول الإسلامية الأخرى في العالم، فيعيشون تحت ظروف قاسية من البؤس والفقر.
إن الأمة الإسلامية اليوم ابتليت ببلايا شديدة، ابتليت بالأقصى وفلسطين، حيث إن إخواننا المسلمين فيها يقتلون ويشردون ويسجنون ويفعلون بهم الأفاعيل من قبل اليهود الغاصبين، وفي كشمير عباد البقر يذبحون وينتهكون أعراض المسلمين الأبرياء، نسأل الله أن يفرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، ومع ذلك نرى أن إخواننا الفلسطينيين لهم حقوق يتمتعون بها، وإن الدول العربية وقفت معهم شعبا وحكومة، ماديا، ومعنويا، وسياسيا، وكذلك إخواننا الكشميريين لهم حرية في مجال الحياة، والسياسة، والتعليم، والتنقل، والتجارة والاقتصاد، بل أن الحكومة الهندية تعترف جنسيتهم، وتطالب الكشميريين أن يعيشوا جنبا لجنبهم، وإضافة إلى ذلك أن حكومة با**تان تبنت هذه القضية ورفعتها إلى المحافل الدولية والعالمية.
أما إذا نظرنا إلى قضية أراكان لوجدناها قضية منسية متروكة، ولا تهتم بها أي دولة من الدول الإسلامية، ولا المنظمات الدولية أو الإقليمية، إلا من رحم الله من بعض الأفراد المعدودة، فلا توجد فيها أية حقوق، لا دينية، ولا سياسية، ولا اجتماعية، ولا اقتصادية، ولا ثقافية. وها أنا أذكر بعض جوانب الحقوق التي تنتهك في أراكان:
1- حق الحياة: بالنسبة للمسلمين معدوم؛ إذ يجوز قتل المسلم بأدنى سبب وبشكل اعتباطي.
2- حق الاحتجاج ضد الظلم: فالمسلم الذي قد يتعرض للضرب المبرح لا يتجرأ على تقديم شكوى، سواء إلى الشرطة أو إلى محكمة جراء ما يلقاه من ظلم وعدوان، وإذا تجرأ أحد على الشكوى يحبس إلى أجل غير مسمى.
3- حق حرية التعبير: فمعدوم أيضا إذ المسلمين يمنعون تماما من التجمع أوالتعبير عن رأيهم.
4- حق تنظيم الاتحاد والجمعيات: فمنذ العام 1965م حظر كل تنظيم له صبغة اجتماعية أو ثقافية فضلا عن السياسة أو الدينية.
5- حق المساواة: فعلى الرغم من أن الحكومة البورمية ليست لها سياسة معلنة للتمييز العنصري، إلا أنها أعطت تعليمات واضحة للجهات المختصة بعدم معاملة مسلمي أراكان بشكل متساو مع غيرهم من الطوائف الدينية الأخرى.
 فأين حقوق الإنسان في القرن العشرين؟ وأين المتشدقون بالحرية والديمقراطية؟ إنه الصمت الرهيب، بل الرضاء والقبول، والدعم والتأييد؛ لأنه دم مسلم، وما دام مسلما فدمه رخيص في أراكان، وفي فلسطين، وفي كشمير، وفي البوسنة والهرسك، وفي كل مكان.
وعبر الشاعر العشماوي حيث قال:
ولا تعجب إذا ضاعت حقوق وأودعت في السجون الأبرياء
ولا تعجب إذا ظلم اليتامى ولا تعجب إذا انكشف الغطاء
وصدق الله العظيم إذ يقول:) وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا( الآية.
ونتيجة عن هذه المظالم والإبادة، اضطر كثير من المسلمين إلى ترك وطنهم الأم صيانة لدينهم وعرضهم، ولجأوا إلى بنجلاديش، وبا**تان، والمملكة العربية السعودية، وإلى الدول الإسلامية الأخرى في العالم، فيعيشون تحت ظروف قاسية من البؤس والفقر.
إن الأمة الإسلامية اليوم ابتليت ببلايا شديدة، ابتليت بالأقصى وفلسطين، حيث إن إخواننا المسلمين فيها يقتلون ويشردون ويسجنون ويفعلون بهم الأفاعيل من قبل اليهود الغاصبين، وفي كشمير عباد البقر يذبحون وينتهكون أعراض المسلمين الأبرياء، نسأل الله أن يفرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، ومع ذلك نرى أن إخواننا الفلسطينيين لهم حقوق يتمتعون بها، وإن الدول العربية وقفت معهم شعبا وحكومة، ماديا، ومعنويا، وسياسيا، وكذلك إخواننا الكشميريين لهم حرية في مجال الحياة، والسياسة، والتعليم، والتنقل، والتجارة والاقتصاد، بل أن الحكومة الهندية تعترف جنسيتهم، وتطالب الكشميريين أن يعيشوا جنبا لجنبهم، وإضافة إلى ذلك أن حكومة با**تان تبنت هذه القضية ورفعتها إلى المحافل الدولية والعالمية.
أما إذا نظرنا إلى قضية أراكان لوجدناها قضية منسية متروكة، ولا تهتم بها أي دولة من الدول الإسلامية، ولا المنظمات الدولية أو الإقليمية، إلا من رحم الله من بعض الأفراد المعدودة، فلا توجد فيها أية حقوق، لا دينية، ولا سياسية، ولا اجتماعية، ولا اقتصادية، ولا ثقافية. وها أنا أذكر بعض جوانب الحقوق التي تنتهك في أراكان:
1- حق الحياة: بالنسبة للمسلمين معدوم؛ إذ يجوز قتل المسلم بأدنى سبب وبشكل اعتباطي.
2- حق الاحتجاج ضد الظلم: فالمسلم الذي قد يتعرض للضرب المبرح لا يتجرأ على تقديم شكوى، سواء إلى الشرطة أو إلى محكمة جراء ما يلقاه من ظلم وعدوان، وإذا تجرأ أحد على الشكوى يحبس إلى أجل غير مسمى.
3- حق حرية التعبير: فمعدوم أيضا إذ المسلمين يمنعون تماما من التجمع أوالتعبير عن رأيهم.
4- حق تنظيم الاتحاد والجمعيات: فمنذ العام 1965م حظر كل تنظيم له صبغة اجتماعية أو ثقافية فضلا عن السياسة أو الدينية.
5- حق المساواة: فعلى الرغم من أن الحكومة البورمية ليست لها سياسة معلنة للتمييز العنصري، إلا أنها أعطت تعليمات واضحة للجهات المختصة بعدم معاملة مسلمي أراكان بشكل متساو مع غيرهم من الطوائف الدينية الأخرى.
هذه بعض الحالات التي يعيش عليها المسلمون في أراكان.
 فإن مأساة أراكان وقضية الشعب البورمي ليست مأساة وقضية شعب واحد، بل هي مأساة جميع الأمة الإسلامية. 
 وإن قضية هذا الشعب تشكل محنة مركبة ومضاعفة، وهي كارثة إنسانية كبيرة، وجريمة في حق المجتمع الدولي وضد القانون الدولي لحقوق الإنسان، وإن إبادة هذا الشعب الأعزل لا يعتبر شأنا داخليا يخص بورما وحدها؛ لأنه يتعلق بحقوق الإنسان التي تنص عليها الأمم المتحدة، ويزعم الغرب أنه يدافع عنها، إنها مآسي يندى لها الجبين ويشيب لها الرأس، وهي مع عظمها تقابل بغفلة المسلمين من جهة، وتعامي وسائل الإعلام من جهة أخرى.
 أسأل الله تعالى أن يفرج عن إخواننا المسلمين في أراكان وفي كل مكان!!!
 وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
 الإعداد/ إسماعيل أمجد أراكاني .
 
	 
 
		 
 
		
 
 
		