انقلب السحر على الساحر

ابوفوزانابوفوزان تم التحقق من .

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
[frame="9 10"]
انقلب السحر على الساحر
(ذو الحليفة)
وهو مكان سهل بين مكة والمدينة، وقع فيه حادث،
غيّر تماماً من حسابات المشركين في قريش
ودفعهم إلى أن يعيدوا التفكير في موقفهم
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ظنوا أنهم تغلّبوا عليه،
يوم أنزلوه عند شروطهم في حلف الحديبية، وكان أبو سفيان يردد :
"كسرنا شوكة محمد، فاجعلوا همَّكم إلى فتنة من بأيديكم من أصحابه حتى يُذلّوا.."
ولكن بعد حادث ذي الحليفة، كان أبو سفيان نفسه يقول:
- كنا نظن أننا فتتنا عضده بذلك الشرط الذي وضعناه في عهد الحديبية،
فإذا بالشرط ينقلب علينا، ويصير أنكى علينا مما ظنناه على محمد..
ثم طلب أن يرسلوا إلى النبي لكي يعفيهم من ذلك الشرط.
ثلاث مرات بعد عهد الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يضرب المثل في الوفاء والنزول عند الشرط الذي ارتضاه..
وثلاث مرات وقريش تخون وتحتال لتحصل من ذلك الشرط
علي ما لا يحق لها أن تحصل عليه..
فقد جاء في عهد الحديبية:
"واتفق فوق ذلك على أنه من أتى (محمداً) من قريش بغير إذن وليّه،
ردَّه عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردّوه عليه"
حين وضع ذلك الشرط أول ما وضع اشتد أمره على المسلمين حتى قال عمر :
- سبحان الله كيف نرد للمشركين من جاء مسلماً؟! يا رسول الله،
أتكتب هذا؟! أترضى بهذا؟! ويبتسم صلى الله عليه وسلم ثم يقول:
"من جاءنا منهم فرددناه إليهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً،
ومن أعرض عنا وذهب إليهم فلسنا منه في شيء وليس منا،
بل هو أولى بهم".
كان من الواضح أثناء كتابة العهد، أن عمر بن الخطاب غير راضٍ نفسيّا
عن ذلك الشرط، إلا أن هذا لم يمنعه
من أن يقرّ ما أقرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وينزل عند الذي اشترطه الرسول على نفسه وعلى المسلمين،
حتى جاءت حادثة (أبو جندل)، وأبو جندل هو ابن سهيل بن عمرو،
الذي كان يمثل الجانب القرشي أثناء كتابة حلف الحديبية،
فما أن انتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم من إبرام العهد،
حتى جاء أبو جندل هارباً في مكة، رافعاً سيفه صائحاً:
- خذوني إلى رسول الله، أسلمت وجهي لله رب العالمين،
فحبسني أهلي حتى هربت منهم، خذوني يا معشر المسلمين
إلى رسول الله يحميني من أهلي.. فيجيبه عمر بن الخطاب :
- يا أبا جندل..
تعرف والله أن العهد بيننا وبين هؤلاء الناس يمنعنا من أن نبقيك معنا،
ففر بدينك قبل أن يمسك بك أبوك سهيل!!
- والله لا أهرب حتى يمنعني رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أهلي خذني إليه يا أبا حفص.. خذني إلى رسول الله!!
فأخذه عمر إلى رسول الله آملاً أن يأمره بالبقاء مع المسلمين،
لكنه وجد أباه سهيلاً قائماً يطالب رسول الله أن يسلمه ولده تنفيذاً
لشروط اتفاقية الحديبية.. ويصيح أبو جندل:
- يا معشر المسلمين..أأردّ إلى المشركين يفتنونني عن ديني؟!..
ألا ترون ما لقيت في حبسهم بمكة؟! انظروا إلى جروحي!!
وإلى آثار السياط في جسدي؟!
ويشتد الأمر على المسلمين حين يرون أخّا لهم في العذاب يوشك
أن يردّ إليه مرة أخرى، وهم ينظرون..
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك
ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً..
إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً،
وأعطيناهم ذلك وأعطونا عهد الله ألا نغدر.."
* * *
وبينما كان المسلمون في يثرب، دخل مسجد رسول الله رجل من قريش
يدعى لؤي بن عوف العامري، ومعه مولىً له.. بعد السلام قال :
- يا محمد.. معي رسالة من الأخنس بن شريق عن الذي كان بينك
وبين قريش من شرطٍ في الحديبية، ثم يبدأ بقراءة الرسالة :
"يا محمد إنه قد خرج إليك من أهلنا فتى أحمق
هو ابن أختي أبو بصير عتبة بن أسيد بعد أن صبأ،
وزعم أنه سيجد عندك المنعة..
وقد عرفت ما شارطناك عليه من ردّ من قدم عليك مسلماً..
فابعث إلينا بصاحبنا أبي بصير"
وهنا يصيح أبو بصير:
- لا تردوني إلى أهلي يا معشر المسلمين..
لا تردّوا رجلاً مسلماً ليفتن عن دينه..
يا رسول الله أتردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني؟!
فينطلق صوت رسول الله مجيباً أبا بصير :
- "اذهب مع الرجل فإن الله سيجعل لك فرجاً ومخرجاً"
وبينما لؤي بن عوف العامري ومولاه
وبصحبتهما أبو بصير في منتصف الطريق
ما بين يثرب ومكة، تمكن أبو بصير من الإفلات،
بعد أن استولى على سيف العامري ليقطع به رأسه،
بينما أطلق المولى ساقيه للريح،
حتى أتى رسول الله عليه الصلاة والسلام
وهو جالس في المسجد بين أصحابه..
فلما رآه عليه الصلاة والسلام قال:
"هذا الرجل قد رأى فزعاً.."
فلما اقترب المولى من الرسول وأصحابه، قال :
- يا محمد.. يا محمد.. قتل صاحبكم صاحبي..
وجعل يطاردني ليقتلني،
وفررت منه وإني واللات لمقتول إن لم تمنعوني!!
- فيقول له الرسول : "لا بأس عليك فإنك مأمور"
وما هي إلا فترة وجيزة، حتى يقبل أبو بصير متوشحاً سيفه
وعندما يقف بين يدي رسول الله يقول :
- يا رسول الله، وفّيت ذمتك، وأدّى الله عنك..
- فيقول له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"لا عليك يا أبا بصير.. لا عليك.. اذهب حيث شئت"..
ثم قال لأصحابه : "لو كان معه رجال؟!"
وذهب أبو بصير بصحبة عمر بن الخطاب :
- والله يا أبا حفص،
إن بمكة من المسلمين من استخفوا بدينهم
وخشوا أن يهاجروا فيردهم المسلمون..
فلو انحزت إلى ساحل البحر للحق بي هؤلاء
ويكون معي من ذكرهم رسول الله حين
قال : (لو كان معه رجال) فقال له عمر :
- فافعل رحمك الله!!..
فافعل يكون في ذلك الكيد كل الكيد لقريش ومن لَفّ لَفّها..
وسار أبو بصير إلى ساحل البحر في أرض جهينة حتى لحق به من أسلم
من قريش وخشي أن يرد إلى مكة إن جاء يثرب..
وقوي أمرهم في منطقة ذي الحليفة.. فقطعوا طريق ممرات قريش
ثم اشتدت شوكتهم بعد أن صاروا أكثر من أربعمئة رجل..
رصدوا لكل قرشيٍ يذهب في طريقهم، لا يظفرون بأحدٍ منهم إلا قتلوه،
ولا تمر بهم عيرٌ، إلا أخذوها حتى ضجّت قريش وكتبت إلى رسول الله :
"يا محمد.. نسألك بحق الرحم ألا أويت هؤلاء، فلا حاجة لنا بهم"
- عندها أدرك المسلمون وأولهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كيف كان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الشرط من شروط الحديبية خيراً وبركة وفتحاً..
إلى أن نقضت قريش عهد الحديبية
فيما وقع بين خزاعة وبني بكر حيث انحازت قريش إلى بني بكر،
ولم يأخذوا بعين الاعتبار ما بين خزاعة ورسول الله من حلف..
وكانت هذه هي الضربة القاصمة التي لم تقُم لقريش بعدها قائمة..
يوم عسكر النبي صلوات الله عليه وسلامه في منطقة جبل هند
بعد أن سيطرت قواته على جميع مداخل مكة، فلما استراح وتجمعت أرتاله،
نهض، والمهاجرون والأنصار بين يديه، وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد..
ثم طاف بالبيت العتيق وقام بكسر الأصنام وهو يقول :
"جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً" (الإسراء: 81).
وتجمّع حوله أهل مكة يتوجّسون، ترى ما هو فاعل بهم، بعد الذي كان منهم..
وخطب صلوات الله عليه وسلم خطبته الجامعة، التي أنهاها بسؤال :
"يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم؟!"
فقال له البعض منهم : خيراً.. أخ كريم، وابن أخٍ كريم..
فقال عليه الصلاة والسلام :
"اذهبوا.. فأنتم الطلقاء".
وباتت مكة أول لياليها في حضن الإسلام


http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3252&id=13886&Rname=375
[/frame]
 

we3rb-64f734067d.gif


صدقت انقلب السحر على الساحر
بارك الله فيك على طرحك القيم

we3rb-d71f13db10.gif
 
عودة
أعلى