هاني المنصور
مراقب سابق
 
	للمرة الأولى منذ 16 عاماً، سيغيب الأخضر السعودي عن المشاركة في كأس العالم بعد تعادله أمس الأربعاء مع البحرين (2-2) على إستاد الملك فهد الدولي في الرياض في مباراة الإياب من الملحق الآسيوي.
وكانت انطلاقة المنتخب السعودي نحو العالمية، في مونديال الولايات المتحدة 1994 وفاجأ حينها الجميع بتأهله إلى الدور الثاني قبل أن يخرج أمام السويد.
توالت بعدها مشاركات الأخضر في كأس العالم فتأهل إلى مونديال فرنسا 1998 إلا أنه خرج من الدور الأول، وجاءت المشاركة الثالثة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 لكنه ظهر بصورة أقل من المتوقع خلافاً للمرتين السابقتين، ثم عاود المنتخب السعودي الكرة وتأهل للمرة الرابعة ليضمن مشاركته في مونديال ألمانيا 2006 في انجاز عربي وآسيوي.
ظهرت بوادر عدم تأهل المنتخب السعودي للمونديال الأفريقي عندما فرّط في فوز كان بمتناوله، إذ كان يكفيه الفوز بأي نتيجة على كوريا الشمالية في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الحاسم من التصفيات ليعلن تأهله دون الحاجة لخوض الملحق، إلا أنه اكتفى بالتعادل السلبي مهدياً البطاقة الثانية عن المجموعة لكوريا الشمالية، الأمر الذي تكرر ثانية أمام البحرين وعلى إستاد الملك فهد الدولي في الرياض أيضاً.
وألقى تعاقب المدربين خلال الآونة الأخيرة بظلاله على تراجع مستوى الأخضر وعدم تأهله، فمن الأرجنتيني غابريال كالديرون إلى البرازيلي ماركوس باكيتا إلى البرازيلي الآخر هيليو سيزار دوس انغوس ثم ناصر الجوهر حيث كان يتولى المهمة في بداية التصفيات لكنه لم يكمل المشوار بعد أن تقدم باستقالته بسبب الضغوط التي واجهته لتواضع المستوى عقب الخسارة من كوريا الجنوبية والتعادل مع إيران، لتأتي خسارة نهائي "خليجي 19" أمام عمان في مسقط لتكون نهاية عهد الجوهر.
وتولى البرتغالي جوزيه بيسيرو المهمة فأعاد في البداية الثقة للجماهير السعودية بفوز المنتخب على إيران في عقر دارها، ثم على الإمارات لتنتعش الآمال مجدداً بحسم بطاقة التأهل مباشرة، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن إذ ساهم بيسيرو نفسه بشكل كبير في إهدار فرصة التأهل باختياراته الغريبة وتغييراته المتأخرة، وكان تبريره أن الإصابات فرضت عليه هذه الاختيارات ليكون الأخضر في نهاية المطاف الخاسر الأكبر.
وكانت الجماهير السعودية تمني النفس بأن يواصل منتخبها انجازاته ويتأهل للمرة الخامسة على التوالي، إلا أنها استفاقت على واقع مؤلم ووجدته خارج أسوار كأس العالم للمرة الأولى منذ 16 عاماً.
ووصف النقاد والمحللون الجيل الحالي بأنه "الأسوأ" للكرة السعودية على مر تاريخها، إذ لم تكن هناك انجازات تذكر تسجل باسمه سوى خوض نهائي كأس آسيا 2007 (خسرت السعودية أمام العراق صفر-1).
وعاكست الظروف المنتخب السعودي مع بداية التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة للمونديال بداية من الإصابات التي أبعدت معظم نجوم الفريق لفترات طويلة ابتداءً من إصابة مالك معاذ الذي غاب عن بداية التصفيات لمدة ستة أشهر بعد أن خضع لجراحة في ألمانيا احتاج بعدها لفترة تأهيل في البرازيل حتى يستعيد مستواه المعهود، بالإضافة إلى إصابة سعد الحارثي والذي لم ينضم للأخضر منذ أن لحقت به الإصابة والتي أجرى على أثرها عملية جراحية في لندن واحتاج أيضاً لفترة تأهيل لمدة ستة أشهر.
وشملت الإصابات أيضاً احمد الفريدي وخالد عزيز وعبده عطيف وصالح بشير ونايف هزازي، لتجبر المنتخب في نهاية الأمر على خوض الملحق الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه لأن تأهله في المرات الأربع السابقة كان من الباب الواسع.
ولم تكن الإصابات وحدها ما حال دون تأهل المنتخب، بل لعبت الأخطاء التحكيمية الدور الأبرز في أغلب مباريات التصفيات حيث كانت هناك خمس ركلات جزاء لم تحتسب له على مدار مشواره في التصفيات، وساهمت هذه الركلات في إبعاده عن التأهل المباشر وكان آخرها عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة لصالح ياسر القحطاني في مباراة الذهاب ضد البحرين حسب ما أوضح بيسيرو.
 
	 
	 
	 
 
		