د. سلمان العودة: الإحسان للوطن حتى وإن تعرض الفرد للظلم

ابوفوزانابوفوزان تم التحقق من .

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
logo.png


د. سلمان العودة:

الإحسان للوطن حتى وإن تعرض الفرد للظلم


الخميس, 3 سبتمبر 2009
تهاني السالم - جدة


أَكَّد د.سلمان بن فهد العودة «المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم» أنه يجب على الإنسان أن يحسنَ إلى وطنه الذي عاش فيه، حتى ولو تعرَّض للظلم، مشيرًا إلى أنه بدون أمن لن يكون هناك دعوة ولا تنمية ولا حياة وأضاف قائلاً: «إن يوسف عليه السلام عاش في بيئة كافرة، ليست بلدَه، فهو من الشام وحكم في مصر، وتولَّى إدارة الأمر، ومع ذلك لم يتحوَّل هذا عنده إلى نوع من الانتقام، أو تصفيةِ حسابات مع أناس ربما وقفوا ضدَّه، أو يرى أن هذا البلد تنكَّر له ولذلك عليه ألا يقدِّم له أيَّ خدمة، وإن لقمان الحكيم -عليه السلام- كان يقول لولده: «يا بُنَيّ، البئرُ التي شربتَ منها لا ترمِ فيها الحجر»، فالبلاد التي عاش فيها الإنسان أو المجتمع أو المدرسة أو حتى الشخص، على الإنسان ألا يسعى إلى إفساده أو إيذائه».
نموذَجٌ قُرآنِيٌّ
وأوضح د.العودة : «أن يوسف -عليه السلام- عندما كان في قصرِ العزيز كان يتمتَّع بأداء العمل على أفضل أصولِه، وبعيدًا عن أي نوع من الخيانة كما في قصةِ امرأة العزيز: «قَالَ مَعَاذَ اللَّه إِنَّه رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَاي إِنَّه لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» فهنا تجد الجودة والإتقان، كذلك عندما دخل يوسف -عليه السلام- السجنَ تَجِد الجودةَ والإتقان في عمله وفي علاقته بمن حوله، حتى إنهم بمجرَّد جلسوهم معه وملاحظتهم لهذه الشخصية قالوا:«إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ». وعندما طلبوا منه تفسير الرؤيا، عبَّروا عنه بمعنى الإحسان
، ثم عندما جاءت رؤيا الملك التي فيها «سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) عُرضت على يوسف -عليه السلام- فكانت هذه فرصة أن يتحدث يوسف عن المستقبل وعن التخطيط،
وأنه سوف تأتيهم سنواتٌ عجافٌ (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ) فلابدَّ إذًا من الاستعداد لسنواتٍ من القحط والجدب، فهذه فرصة أن يستدعيَه الملك،
وهنا تبدو الجودة عندما يقول له يوسف: «اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عليمٌ» فقال: «حَفِيظٌ» أولاً وهذا معنى من معانيه أنه أمين، ثم قال:«عليمٌ» مما يشير إلى أن الإنسان لا بدَّ أن تكون لديه معرفةٌ حتى تتحقَّق الجودة والإتقان، ولكن إذا لم يكن عند الإنسان أمانة وضمير لا معنًى لهذه المعرفة؛ ولذلك بدأ بها يوسف -عليه السلام-
وأصبح يوسف هو القائم على الأمور في مصر، واستطاع -بفضل إحسانه وأمانته- أن يتجاوز هذه الأزمة».وذكر فضيلتُه أن فكرة التغيير التدريجي هي إحدى منتجاتِ الجودة اليابانية>
فهي ضدَّ التجديد الكثير الواسع، ويتضح ذلك من كتاب (طريقة الكايزون خطوة واحدة صغيرة قد تغيِّر مجرى حياتك)، وإنما تؤكد على أنه بالتدريج تستطيع أن تُغيِّر شيئًا كثيرًا وجوهريًّا في حياتِك.
 
بارك الله في الشيخ سلمان ونفع به الدين والأمة
وجزيت خيرا أخي أبوفوزان ع الطرح الرائع
 
عودة
أعلى