أبوعبدالرحمن
:: عضو جديد ::
 
	[FONT="]الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم ، وكاشف الضرَّاء والنِّقم ، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وأصحابه أنصار الدين . وبعد[/FONT][FONT="]: [/FONT]
[FONT="]أخي المسلم: لا شك أنّ المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات ، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات ، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه ، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها ، وتشفيها من[/FONT][FONT="]أمراضها .. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة ، وأيامه طهارة للقلوب[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه ، ليخرج من صومه بقلب جديد ، وحالة أخرى[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وصيام الستة من شوال بعد رمضان ، فرصة من تلك الفرص الغالية ، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى ، بعد أن فرغ من صيام رمضان[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وقد أرشد أمته إلى فضل الست من شوال ، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام[/FONT][FONT="].. [/FONT]
[FONT="]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: { من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر } رواه مسلم وغيره[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء : ( وإنما كان كصيام الدهر ،[/FONT][FONT="]لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر ، والستة بشهرين ...[/FONT][FONT="]( [/FONT]
[FONT="]ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك : ( قيل : صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل ، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً [/FONT][FONT="] .([/FONT]
[FONT="]أخي المسلم : صيام هذه الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على[/FONT][FONT="]توفيقه لصيام رمضان ، وزيادة في الخير ، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات ،[/FONT][FONT="]ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : ( فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر[/FONT][FONT="]رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]([/FONT]
[FONT="]أخي المسلم: ليس للطاعات موسماً معيناً ، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي[/FONT][FONT="]! [/FONT]
[FONT="]بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها ، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره[/FONT][FONT="].. [/FONT]
[FONT="]قيل لبشر الحافي - رحمه الله - : إنّ قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]فقال : ( بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان ، إن الصالح[/FONT][FONT="]الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]([/FONT]
[FONT="]أخي المسلم : في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة ، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال [/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وإليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله[/FONT][FONT="] -: [/FONT]
[FONT="]إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها،[/FONT][FONT="]فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم[/FONT][FONT="]القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من[/FONT][FONT="]الأعمال[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله[/FONT][FONT="]تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة[/FONT][FONT="]الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على[/FONT][FONT="]قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد[/FONT][FONT="]الحسنة وعدم قبولها[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين[/FONT][FONT="]لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام[/FONT][FONT="]بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي[/FONT][FONT="]يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من[/FONT][FONT="]ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: {أفلا أكون عبداً شكورا[/FONT][FONT="]}. [/FONT]
[FONT="]وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره،[/FONT][FONT="]وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ[/FONT][FONT="]وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[/FONT][FONT="]} [[/FONT][FONT="]البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته[/FONT][FONT="]عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لا[/FONT][FONT="]تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر،[/FONT][FONT="]للتوفيق والإعانة عليه[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم[/FONT][FONT="]التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر[/FONT][FONT="]الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على[/FONT][FONT="]القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً[/FONT][FONT="].. [/FONT]
[FONT="]كان النبي عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي يخص[/FONT][FONT="]يوماً من الأيام؟ فقالت: لا كان عمله ديمة. وقالت: كان النبي لا يزيد في[/FONT][FONT="]رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي} يقضي ما فاته من[/FONT][FONT="]أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم[/FONT][FONT="]قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه[/FONT][FONT="]. [/FONT]
فتاوى تتعلق بالست من شوال :
[FONT="]سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان؟[/FONT]
[FONT="]الجواب: (قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على[/FONT][FONT="]صوم الست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبي : {من صام رمضان ثم أتبعه[/FONT][FONT="]ستاً من شوال كان كصيام الدهر}. [خرجه مسلم في صحيحه]. ومن قدم الست على[/FONT][FONT="]القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام[/FONT][FONT="]الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام). [مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن[/FONT][FONT="]عبدالله بن باز:5/273[/FONT][FONT="]]. [/FONT]
[FONT="]وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان[/FONT][FONT="]عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال[/FONT][FONT="]أو لا؟[/FONT]
[FONT="]الجواب: (لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها[/FONT][FONT="]بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما[/FONT][FONT="]تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة). [فتاوى اللجنة[/FONT][FONT="]الدائمة: 10/391 فتوى رقم: 3475[/FONT][FONT="]]. [/FONT]
[FONT="]وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: بدأت في صيام الست من[/FONT][FONT="]شوال، ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ[/FONT][FONT="]منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟[/FONT]
[FONT="]الجواب: (صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما[/FONT][FONT="]صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذراً[/FONT][FONT="]شرعياً، لقول النبي : {إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل[/FONT][FONT="]صحيحاً مقيماً}. [رواه البخاري في صحيحه]، وليس عليك قضاء لما تركت منها[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]والله الموفق) [مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: 5/270[/FONT][FONT="]]. [/FONT]
[FONT="]أخي المسلم : تلك بعض الفتاوى التي تتعلق بصيام الست من شوال، فعلى المسلم[/FONT][FONT="]أن يستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربه من الله تعالى، والتي ينال بها[/FONT][FONT="]العبد رضا الله تعالى[/FONT][FONT="].. [/FONT]
[FONT="]وكما مرّ معك من كلام الحافظ ابن رجب بعض الفوائد التي يجنيها المسلم من[/FONT][FONT="]صيام الست من شوال، والمسلم حريص على ما ينفعه في أمر دينه ودنياه [/FONT][FONT="].. [/FONT]
[FONT="]وهذه المواسم تمرّ سريعاً، فعلى المسلم أن يغتنمها فيما يعود عليه بالثواب الجزيل، وليسأل الله تعالى أن يوفقه لطاعته[/FONT][FONT="].. [/FONT]
[FONT="]والله ولي من استعان به، واعتصم بدينه[/FONT][FONT="] .. [/FONT]
[FONT="]وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم[/FONT][FONT="]..[/FONT]
 
	 
 
		 
	 
 
		 
	 
	 
 
		