ومادمت تجري في البحر ...فحبب من شئت (مراتب الحب النسبي)

جولي737

مراقبة سابقة
حب ... الشهوات ...
قال صاحبي :

أريت الذي ينهى ... عن حب الأولاد ؟ !!
قلت :
من هو هذا الذي حرم ما أحل الله ؟َ !!قال : أحد العارفين ... يقول في قوله تعالى : " لن تنالوا البر..."البرّ من البراءة أي لن تنالوا البر/ حتى تبرءوا مما سوى الله .... فمعنى هذا أنه يعيب حب الأولاد ... حب الأولاد شيء لم يحرمه الله !!!
فأغرقت في التبسم من قوله ...ونقلت : وماذا تنقم من هذا الكلام ؟!!
قال : كيف يحرم ما احل الله ؟!!
قلت : ماحرم الرجل شيئا ... وإنما يريد ان يرفع من مستوى تفكيرك !!!
قال : وماذا أيعاب من حب الاولاد ؟!
قلت : إن هذا الجعران ، يحب أولاده ، بأكثر مما تحب
أولدك !... فماذا تعيب من الجعران؟!
قال : هذا حيوان حقير !! قلت :
قلت : فالرجل يريدك لك ألا تكون حيوانا ... وعليك أن تستغفر الله ... أن سببت الجعران ...فإنه ليس تحقير ...إنه عظيم ...واعظم منك!!!
قال : كيف ؟!
قلت : مذ خلقه الله ...لم يشرك به أبدا ...وانت لم تستطع أن تحقق هذا المقام حتى الآن !!!
وهنا مرّعلينا حمار ...يجرعربة ...
فقلت : اللهم ارزقني توحيد هذا الحمار!!
فقال : هذا شيء لك وحدك ...لكني أنا لاأرغب في مثل هذا التوحيد!!
فأردت أن أهزه هزا عنيفا فقلت : لو أوتيت ذرّة من توحيده ...فأنت أنت !!!
قال :هذا لايشرفني ...
قلت : لكن يشرفني أنا!!!
ثم دققت عنقه ، بصواعق من الكلم فقلت :
ياهذا ...إن حب الأولاد حب شهوات ...
قال : ولكنه مشروع...
قلت :نعم ...فإن الله لايحرم على عباده ...النواميس التي أسري فيهم بحارها ...
ولكن هناك حبّأٌ أعلى ...وأغلى ...
فأين حب من حب ؟!!
وإن شئت ما يصدع رأسك فخذ...
اقرأ قوله :
" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المنقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب . قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد " سورة (آل عمران 14ـ 15)
وألتقط لك ... من البحر الموّاج ...
قوله "والبنين "
أي ...والأولاد...
فحب الأولاد ...حب شهوات ...
حب غرائز... حب غريزي ... يسري في جميع مراتب الكائنات ... التي تتوالد...
فهو غريزي في أدنى حشرة ...
وغريزي في أدنى انسان ... وأرقى انسان ...
تجده في النملة ...
وتجده في لاحيوان ...
وتجده في لاانسان ...
وما كان غريزيا ... فهو ناموس ... يسري ... اتوماتيكيا ...ولايحتاج الى جهد... ولا الى عبقرية ... ولا الى امتياز...
فالكلب يحب أولاده ... وعلى استعداد ان يقاتل دونهم ...
وأدنى انسان يحب أولاده ... وعلى استعداد أن يقاتل دونهم ...
فلكائنات في هذا الحب سواء ...
ومن رحمته تعالى ... أن بث في الكائنات تلك الرحمة ...
حفظا للأنواع !!!
فهو حب مشروع ... وليس بممنوع ...
وفاعله مأجور ... لأن الانتظام على الناموس الا لهي ...
ويحقق الأجر عندي ... جاعل الناموس ...
فما نهاك الرجل ... عن حب الأولاد ...
وإنما أراد لك أن ترفع بمستوى حبك ....
قأن تعلم أ، هناك حبا ... هو أعلى ... وهو أغلى ... وهو أسمى ... وهو أبقى !!!
ذلكم... حب الله ...
وهو ألى ... الحب ...
وطوبى ... ثم طوبى ... لمن أذاقه الله ... من بحره ... كأسا !!!
إنه لايظمأ بعدها أبدا !!!
حب لاشهوات ... يضمحل بضمحلال الشهوات ...
ويزول بزوالها ...
وحب الله لايضمحل ... ولا يزول !!!
إن الرجال يحبون من النساء ... مافيهن من شهوات ...
فأذا اضمحلت الشهوات ... اضمحل ذلك الحب ...
وانظر ان شئت ... لماذا يشتعل الرجل للغادة الحسناء ...
ولا يشتعل للعجوز الشمطاء حبا ؟!!
لأن الصغيرة ... فيها إثارة الشهوات ...
والعجوز... فقدت القدرة على إثارتها ...
فما أحب الرجال النساء لذواتهن ... ولكن لشهواتهن ...
وكذلكم ... تلك السلسلة من الشهوات ...
الأولاد ... المال ... الخيل المسومة ... الأنعام ...
الحرث أي المزارع والضياع ...
وكل أولئك ... المحبوب فيه ... مافيه من شهوات ...
مافيه مما يحقق من شهوات ...
ومن هنا...عندما يكشط الحجاب ...
تضمحل هذه الأنواع ... من الحب ... جميعا ...
" يوم يفر المرء من اخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه" !!!...
( سورة عبس 34ـ 36 )
إذا كشط الحجاب ... ذابت الأسباب ..."وتقطعت بهم الأسباب " ...
وظهرت الحقيقة ... أن ذلك الحب ... كان حبا غريزيا...
ناموسا دنيويا...
فاذا ذهبت الدنيا ... ذهبت نواميسها ...
وأما حب الله ... فهو الحب الحقيقي !!!
الذي له حقيقة في ذاته ...
لأن العلاقة بين الرب ...والمربوب ...
علاقة لان تنفصم ... فإن انفصم العبد ... عن ربه ...
فإن الرب لاينفصم عنه...
علاقة الكائن ... بمن قال له ... كن فيكون ...
فالكائن كلمة ... من كلمة ربة ...
والكلمة ...لها تعلق دائم ... بالمتكلم ...
ومن هنا ... كانت هناك ضرورة ...لتوجيه العباد ... الى ذلك الحب الحقيقي ...
فالله ...أحب أن يوجد هذا الوجود ...
فوجد الوجود...
فالوجود قائم على الحب ...
فلزم أن يحب العبد ... من أحب وجوده...
لأنه ماوجد العبد ... إلا لأن الله ... أحب وجوده ...
فوجد...
فلزم أ، يفهم العباد ... تلك الحقيقة الكبرى ...
أن الله أ؛ب وجودهم ... فوجدوا...
فكان طبيعيا ... أن يحب العباد ... من أوجدهم ...
فإذا تلاقى حب الله ... الأزلي ... وحب الكائنات النسبي ...
كملت دائرة العبد ...
كملت دائرة الحب ...
لأن الحب لايكون إلا بين محب ... ومحبوب ...
فإذا فهم العبد ... أن الله ... يحبه أزلا ...
وأ؛ب وجوده أزلا...
كان الشكر الطبيعي ... من العبد ... أن يحب ... من أحبّ وجوده ...
وهذا هو الحب الحقيقي ... الذي يدوم ... ويبقى ...
لأنه ناموس ... أزلي ... يسري ... في الدنيا ... وفي الآ خرة ... وما وراء ذلك ...
وهو دائرة العليا ... من الحب ...
فمن أدركه ... فقد فاز... بالا ندماج ... في بحر الحب الكلي ...
ومن وقف ... عند مراتب الحب النسبي ...
كحب النساء ...
وحب الأولاد ...
وحب المال ...
وحب الجاه ...
وحب السلطة ...
وحب النفس ...
وحب التعالي ...
فقد تجمد ... عند آلهته الباطلة ...
فإذا بطلت ... بطل حبه ...
واذا ذهبت ... ذهب حبه ...
أما الذين أحبوه ... سبحانه ...لأنه أحبهم ... " يحبهم ويحبونه " ...
أما الذين بادلوه ... حبا ... بحب ...
فقد فازوا فوزا عظيما ...
لأنهم أحبوا ... من هو حقيق أن يحب ... الحب كله...
أحبوا ... من أحبهم... قبل أن يكونوا...
وماكانوا إلأا لأنه أحب أن يكونوا...
فهم في الحقيقة ... أحبوا ... من لاوجود لهم ... إلا به ...
وشتان ... ثم شتان ... ثم شتان ...
بين حب ...يرتبط بشهوات ... مؤقتة ...
وبين حب ... يرتبط ... بالباقي ... الدائم ...
فالذين أحبوا الله ... طووا في حبهم ... جميع مراتب الحب ... التي تحته ....
فمن أحب الله ...
أحب كل شيء ... بحبه لله ...
لأنه يرى ... في كل شيء ... آثار ... ابداع ألحبيب ...
وهو يحب زوجه ... لأنها رحمة ... وهبها الله له ...
وهو يحب ... أولاده ... لأنهم ... نعمة ... أنعم الله عليه بها ...
وهو يحب المال ... لأنه رزق ... أهداه اليه الحبيب ...
وهو يحب السلطة ... لأنها عزة أعزه الله بها ...
وهو يحب الجاه ... لأنه منحة ... من لدن الحبيب ...
فحب الله ... يلون ... كل شي ء ... بنور وجهه سبحانه ...
هناك ... يطوي ... من حب الله ... جميع مراتب الحب ... التي من دون الله ...
فالذي احب الله ... احب بالتبعية كل شيء ... بالله ...
وفي الله ...
إنه علم أن الله ... أحب وجود الموجودات ...
فهويحب كل شي ء ... لأن الله أحب وجودهما...
فحب الله ... هوا الكيمياء ... التي تحول كل شي ء في الوجود... الى شيء جميل !!!
وهو المصحح الذي يصحح ...لكل انسان ... ماسواه من أنواع اتلحب...
فلابأس عليك ... اذا أحببت الله ... أولا ...
أن تحب ماشئت ... بعد أن استمكن من قلبك ... حبه تعالي ...
لأنك يهذا المفهوم الجديد ...
تحب الأشياء ... بالله ... وفي الله ...
فحبك للأشياء ... أنهار ... تتفرع ... من بحر الحب ...
الآلهي العام ...
ومادمت تجري ... في البحر ...
فأحبب من شئت ...
إنه من نفسي البحر... فلا خوف عليك...
أما الذين حرموا ... الحب الآلهي ...
الذين لم ينالوا ... مرتبة ... حب الله...
فإنهم يمشون في طريق مسدود ...
كلما مروا بحجاب ... احتجبوا به عن ربهم...
فماتوا ... لارتباطهم بالموتى...
وهلكوا ... لاستمساكهم بالهلكى ...
فليش ... حب الشهوات ... ياصاحبي ... رذيلة ...
إلا إذا ... وقفت ... عندها ...
ولكن إذا أحببت الله ... أولا ...
انقلب حب الشهوات ... ومايتفرع عليها ...
نعمة ... أنعم بها ... الحبيب ... عليك ...
فأحبب ربك أولا ...
ينقلب اليك حبك ... نعمة ... ونعيما !!!
من ... شاطئ البحلر ....لمحم شلربي

نقلته لكم من كتاب ... شاطئ البحر... لمحمود شلبي
جولي جارة الحرم
 
بارك الله فيك على طرحك ووننتظر المزيد من الإبداعات القيمة
الحب الحلال سوف ييسر الله حبه وكل ما سواه باطل
we3rb-0fdcac7d75.gif
 
أشكركِ أخيتي جولي
على انتقائِك القيم وتفاعلِك الرائع ..
جزاكِ الله خيرا
بانتظار مزيدًا من طرحِك الهادف


دمتي بخير وسعاده ،،،
 
جميل ماطرحتيه

جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــولي

اللهم اسعد قلبها وزدها تقوى
 

وفيك بارك الله جواد البحر اشكرك على الاضافة ...يامرحبا ...

الرحاااااااال ....يعطيك العافية ولله يعينك على الاشراف ...

الشكر ليك على تواجدك ... يا اهلن ...


وياك يا ابوحيان ... يامرحبا ...

احاسيس دافئة ... وياكي كل خير ..ياهلا ...

ورد الجوري غنى ودانة ...وااااااااادانااااااااااااا....

الله يبارك فيك ...
 
عودة
أعلى