فريد بخيت
كاتب مميز
..
نشأ وسْط عائلةٍ كبيرةٍ وفقيرة ، لا تجدُ من قوتِ يومها إلا فتافيتَ الخبزِ والَّلبن ، ومما يتناولونه من بينِ السُّكان ..فوالدُه الذي يعمل في البحريَّةِ براتبٍ ضئيلْ لم يستطع أن يكمل مسيرة أسرته التي كانت تتأمَّلُ من حياتها نـَهجاً جديداً ، فانتقل بعائلتهِ إلى ( لندن ) مدينةُ الأثرياء وضبابُ الصناعةِ والعمل ، حيث ازداد الفقرُ محرِقاً كل سعادةٍ وجمال من صورٍ رائعة .
 نشأ وسْط عائلةٍ كبيرةٍ وفقيرة ، لا تجدُ من قوتِ يومها إلا فتافيتَ الخبزِ والَّلبن ، ومما يتناولونه من بينِ السُّكان ..فوالدُه الذي يعمل في البحريَّةِ براتبٍ ضئيلْ لم يستطع أن يكمل مسيرة أسرته التي كانت تتأمَّلُ من حياتها نـَهجاً جديداً ، فانتقل بعائلتهِ إلى ( لندن ) مدينةُ الأثرياء وضبابُ الصناعةِ والعمل ، حيث ازداد الفقرُ محرِقاً كل سعادةٍ وجمال من صورٍ رائعة .
فبالرُّغمِ من أنَّهُ كان يكره الفقرَ ، إلاَّ أنَّه أحبَّ تلك الحالة ، فولَّدت فيه العاطفة القويَّة وحبُّه للناس ؛ الذين يتعاطفون لحاله جراء ما يُشاهِدهُ من الأثرياء والفقراء ، فأحدثت في نفسيته حُبَّ الكتابةَ والنظرة الفاحصة لدقائق الحياة ، بالرغم من أنَّه لم يسْتطع إكمال دراسته ؛ لعدم تمكنِ أسْرته من تحمُّل مصاريفِ الدراسة وكواهلها ، مرَّتْ أيَّامُه وسنينه وعَمِلَ بإحدى المكتبات في طباعةِ ونسْخِ ما يتناولونه الكُتَّاب ، لكنَّهُ لم يجدْ سعادةً فيما يقوم به ، فهو يريدُ أن يعمل بمهنةٍ تحاكي مشاعره ، ويقرِّبّهُ بمجتمعه ، ويريدُ أنْ ينقل ما يصفهُ من حياةِ الأثرياء للفقراء ، وما يعانيه الفقراء للأثرياء ؛ لينْضَحَ على كتاباته بعضاً من أفكاره ووجهاته .. 
 وبالفعل تمكَّنَ من العمل بإحدى الصُّحفْ وبدأ بنشر بعض ما يكتبُهُ بإحدى الزوايا بالصَّحيفة ، وقرَّر أن يضع اسماً مسْتعاراً ؛ يمكنه من مواصلةِ الدخول في حياةِ مجتمعه .
 ( بُوز ) كان لهذا الاسم المستعار ، أثراً في نفوسِ قرَّاء الصحيفةِ آنذاك ، فكل من يشتري الصحيفة يبحثُ عن ذلك الاسم ، والذي ينشر مجموعةً من القِصص القصيرة الخياليَّة الممزوجة بالواقعيَّةِ ، ووصف الحزن والأسى لمن لم يتذوقوه ، والسَّعادة والفرح لمن لم يعرفوا معالمه ، فاستخراج الضحك من قلوب القرَّاء ، فهو يلمسُ مشاعرهم بعذوبةِ ألفاظه ، وتصوير حياة طبقات مجتمعه بين باقي المجتمعات ، فاشْتُهِر ( بوز ) لدى عامَّةِ المجتمع بجميعِ طبقاته بكتاباته التي أصبحتْ تتصدَّرُ الصُّحفَ والمجلاَّت .
 استطاعَ ( بوز ) أنْ ينفرد بكتاباته وبقصصه ، فاستطاع أن ينشئ مجلَّةً تحمل مجموعة من قصصه وإصداراته ، ويعيدَ ترتيب ما يكتبه ، لكنَّهُ أراد أن يُعرِّف الناس عن نفسهِ وعن حقيقةَ أمْره ، وأنَّ ( بوز ) مجرد اسم مستعار ،يحمل وراءه اسماً حقيقياً له ، فقام بنشر قصصه بأسلوب جديد وابتكر مجموعةً من الروايات لتحمل اسمه الجديد .
 ( أوليفر تويست ) من أروعِ الرواياتِ التي أُلِّفتْ في ذلك الوقت ، حتَّى في وقتنا الحاضر تحوَّلتْ هذه الرواية إلى فلم سينمائي تتنافسُ عليها شركاتُ الإنتاجْ ، لما تحملُهُ من واقعيَّةٍ في السَّردِ وجمالاً في دقة التفصيل في الأحداثْ لما يمزجه ( بوز ) من خياله وعاطفتِهِ التي عاشها في طفولته تحت سياطِ الفقر ، فهي روايةٍ لشخصية طفلٍ سكن في الملاجئ وقاسى المعاناة ، لكن ( بوز ) هذه المرَّة لم يُصدر روايته باسمه المستعار بل قام بوضع اسمهِ الحقيقي ( تشارلز ديكنز ) . إلى أنْ أصبح روائي عصره ، وقصصه المسرحيَّةِ العالمية .
 فقام تشارلز ديكنز ، من أشهر الأدباء الإنجليز ومؤلفي الرواياتِ والقصص القصيرة ، بل وانتهج نظاماً في تأليف الرواية والقصَّة ، حيث يُعتبر في ذلك العصر أديب عصره ، والذي يقتني القصور ، بعدّ أنْ كان شاباً يحتضنُ الفقر والبؤس .
..
رسالة :
الفقرُ ليس عيباً ..
فدائماً ( المبدعون ) نشأوا من مستوى الفقر ..
..
رسالة :
الفقرُ ليس عيباً ..
فدائماً ( المبدعون ) نشأوا من مستوى الفقر ..
 
	 
 
		 
	 
 
		 
 
		 
 
		 
	 
	 
	 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		