فريد بخيت
كاتب مميز
الأمانة !!
الصِّفةُ العظيمة التي ظهرت على الوجود، وأمرنا الله -جلَّ في علاه- أنْ نؤدِّيها حق أدائها في جميع شؤون حياتنا وخصوصياتنا ، وقد ذكرها الله تعالى في مواضع عديدة من بينِ قصصِ القرآن المختلفه ، منْ مواضيع عامة ونصائح ربانية منهجية ؛فهي الميزان الذي يستعمله المجتمع للتعامل مع من يؤدي الحقوق والواجبات سواءًا على المستوى الدنيوي والديني ، فالأمين هو من تحقَّقتْ فيه هذه الصفة السَّامية ؛لما يقوم من أداءٍ لحقوقٍ فوق طاقته ، وأنه الوحيد القادر على أدائِها دون تضييع حقوق الآخرين ، فبالرغم من سهولةِ حملها ، إلاَّ أنها ثقيلةٌ في أدائها ؛ لذلك ( حملها الإنسان بجهله عن حقيقةِ معناها وأدائها ) ، بعدَ أنْ امتنعت السماوات والأرضِ والجبالِ من حملها.
 الصِّفةُ العظيمة التي ظهرت على الوجود، وأمرنا الله -جلَّ في علاه- أنْ نؤدِّيها حق أدائها في جميع شؤون حياتنا وخصوصياتنا ، وقد ذكرها الله تعالى في مواضع عديدة من بينِ قصصِ القرآن المختلفه ، منْ مواضيع عامة ونصائح ربانية منهجية ؛فهي الميزان الذي يستعمله المجتمع للتعامل مع من يؤدي الحقوق والواجبات سواءًا على المستوى الدنيوي والديني ، فالأمين هو من تحقَّقتْ فيه هذه الصفة السَّامية ؛لما يقوم من أداءٍ لحقوقٍ فوق طاقته ، وأنه الوحيد القادر على أدائِها دون تضييع حقوق الآخرين ، فبالرغم من سهولةِ حملها ، إلاَّ أنها ثقيلةٌ في أدائها ؛ لذلك ( حملها الإنسان بجهله عن حقيقةِ معناها وأدائها ) ، بعدَ أنْ امتنعت السماوات والأرضِ والجبالِ من حملها.
ولنا في رسول الله أسوةٌ حسنة ؛ حينما جاءنا معلماً لنا الأخلاقَ ، وبيَّن لنا أن كل صفةٍ من صفاتِ الخير فهي مرتبطةٌ بالأمانة ، فمتى ما حافظَ الانسانُ على صلواته حق الحفاظ والقيام ، فهو بذلك أمين على ما أمره الخالق في عُلاه، ومتى ما قامَ الإنسانُ بنشْرِ الخصال الحميدة فهو بذلك أمين ، حيث آثر وقتَهُ وعمَلَهُ في نشر الخصال ولم يقل أنَّ هذهِ وتلك من اختصاص غيري .
 والأمانة من الصفات التي تقوِّم الفرد على مستوى مجتمعه ، وتقوِّم المجتمعات بين بعضها البعض ، فالدُّول متى ما قامت بالمحافظة على نُظُمِها وتطبيقها والسير على منهج التشريع الرباني ،فإنها بذلك تسمو للمعالي ، وتَنْظرُ إليها المجتمعاتُ على أنها المثال الحي لأمَّة عظيمة، وفي المقابل متى ما ضيَّعتِ الدولُ النظام ومزقتها شر تمزيق فهي بذلك خائنة ومضيعة للحقوق ، فتمضي للسُّقوطِ نحو الدركات والحفر ، فينظر إليها نظرة الاحتقار والإزدراء ..
 والأمانةُ متصلة بالصدق ؛ لأنهما صفتان متلازمتان فمتى ما كان المرء أميناً فهو صادقٌ في أفعاله وأقواله ، فهي شهادةٌ خرجت من أفواه قريش عندما وصفوا النبي عليه الصلاة والسلام بـ( الصادق الأمين )،فهذا معناه بأنَّ الصَّادق أمينٌ فيما يقوله وما يفعله ..فيا لتِلكَ المدرسةِ النبوية التي بينت هذه الصفة الربانية ، وهذا الخلُق العظيم حيث استطاع النبي الكريم من تجسيده في أصحابه وأمته ، ويكفي قولَ أحد المستشرقين الذي قال عن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( عَجِبْتُ منْ أصْحابِ مُحمَّدٍ !! يَنقُلُونَ عنْه الكَلِمَ بعددِ كلِمَاتِهِ وحُرُوفِه ، فلا يزيدُونَ على مَا سَمِعوا من فمِ نبيهم شيئا..) .
إذنْ فما قاموا به أولئك الرجال هو ( النقل ) فقط ، نقلوا ما حفظوه من نبيهم كما هو ، إذن فالأمانةُ في ( النقل ) صدق . 
 إذنْ فما قاموا به أولئك الرجال هو ( النقل ) فقط ، نقلوا ما حفظوه من نبيهم كما هو ، إذن فالأمانةُ في ( النقل ) صدق . 
فالأمانة في كل حالٍ من أحوال حياتنا ، وفي مأكلنا ومشربنا ، ومجالستنا أصدقائنا وأحبَّائنا .. ومنها في :
 الأمانة الفكرية والثقافية : فالصدق في القول والنقل هو ما يميز المرء الصادق من الكاذب ، فكل ما تكتبه يداك فأنت مؤتمن على ما تكْتُبُه،وكل ما تقرأه من كتاب ، فأنت مؤتمن على ما وقعت عليهِ عيناك ، وما تنقله للسَّامع فهو أشد أمانة ومحاسب على ذلك ، فما يضيع الأمَّة من ذهاب الجهود وتفرقها ؛ هي نِسْبةُ الأقوال ونقْل الأفعالِ لغير منتسبيها ، فالجهد يتفرق وتضيع الحقوق ، وهذا يرى جُهْدَ سنينهِ وأيامه ولحظاته تذهب ليأخذه شخص بكل سهولة ويسر .. ولنا في أصْحابِ الحديث أسوةً حسنة ، حيث نقلوا لنا أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام من أجيال لأجيال ، ومن أممٍ لأمم فلم يزيدوا على ذلك حرفاً واحداً !! لماذا إنها الأمانة في النقل .
 حيث كثر في الآونة الأخيرة من اغتصاب الجهود على مستوى العالم الثقافي ، حيث البحث عن الشهرة والانتماء إلى ركب المعالي ، فكما يقال ( أحسن يحسن إليك ) فلتنظر إلى قلَمِكَ الذي سيقف يوماً يسْألك عما يُمْليهِ خيالُك إلى أين يذهب ؟.. أو عن الألفاظِ التي خرجت منك هل أنت مؤتمن عليها .
 ومن الأمانة الفكرية ؛ حقوقُ الطبع : فالتأليفُ والكتابةُ والقراءةَ لم يأتيا من فراغ ، بل جاء من جُهْدِ السنين ، والجلَدِ والمرارة ،فهي إنتاج لمجهود مشكور ، ثم تُحْذف هذه الجهود لتأتي مكانه جهود غيره ، عندها أينالذي يلجأ إليه ، وأين من يعيد حقه الضائع ، فإنْ لم يكن في الأرض من يحميه ، فإن من في السماء سينصره وآخذ بحقه ، ويكفي كيف ذهبتْ الأمم السابقة والتي ضيَّعتِ الأمانة التي كانت على عاتقها .
 وعدِّد من الأمانة في حياتنا الكثير والكثير .. لذا فلنكن أمناء في عباداتنا ، وأقوالنا ، وأفعالنا بل وما تخطُّه أيدينا ، وما نسْمعه بآذاننا ونرى بأعيننا .
فكلما كنت ( صادقاً وأمينا ) اتخذك الناس مثلاً في المبادئ الحسنة ، أما غير ذلك فأنت داخل في قوائمهم السَّوداء.
فكلما كنت ( صادقاً وأمينا ) اتخذك الناس مثلاً في المبادئ الحسنة ، أما غير ذلك فأنت داخل في قوائمهم السَّوداء.
 
	 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		