فريد بخيت
كاتب مميز
..
  تمْضُغُ كلَّ لحظةٍ من لحظاتِ السِّنين في لمحةٍ واحدة ..
عندما رأتْ طيف ابنها ( عامر ) يتجول داخل مخيلتها ، ويسْبح أمام نافذةٍ كانتْ تُطلُّ مِنه ، على حياةٍ نمتْ داخل رأسِها ، والذي اشتعلَ البياضُ فيه ، محرقاً كل لونٍ أسودِ جميلٍ فيه ..
عندما رأتْ طيف ابنها ( عامر ) يتجول داخل مخيلتها ، ويسْبح أمام نافذةٍ كانتْ تُطلُّ مِنه ، على حياةٍ نمتْ داخل رأسِها ، والذي اشتعلَ البياضُ فيه ، محرقاً كل لونٍ أسودِ جميلٍ فيه ..
يا له من طيفٍ يمرُّ أمام مقلتيها حتَّى أخرجت دمعةً لم تسْتطع المحاجرُ منْ حملِها ، فعصارةَ السنين والأيام تتبلورُ في كرةٍ أشبه بذكرياتٍ ثقيلةٍ ساقطة ، وهي حالُ حياتنا نجمع منها ما نريده من ذكرياتٍ ، فنمضي تاركين كل جميلٍ يذكرنا ، وكل قبيحٍ يصِفُنا ..
 لكنَّها أم !! 
نعم .. أمٌّ تحمل المعنى بكل عنوان ، تتفهرسُ داخلَ طيَّاتها معاني الكفاحِ والألم والشفقة ، إنها تحملُ للطفولةِ معنى ، وللشَّقاءِ صبراً ..
 نعم .. أمٌّ تحمل المعنى بكل عنوان ، تتفهرسُ داخلَ طيَّاتها معاني الكفاحِ والألم والشفقة ، إنها تحملُ للطفولةِ معنى ، وللشَّقاءِ صبراً ..
ابتسمتْ وهي تمسحُ بقايا دمْعةٍ على خدِّها ؛ عندما عادت بذكرياتها للوراء وهي تستمع في نفْسها صوْتَ شقاوة ابنها ، يقفزُ ويلعب ، يهرولُ ولا يُبالي مصيره ... وفجأةً يقف مشْدوهاً أمامَ صوتِ والده الجهوري :
  - إجلس يا بُنيْ كفاكَ لعباً .. 
لكنَّها تتدخل بأمومتها الحنونة .. وهي تضمُّ بكلتا يديها فلذة كبدها ، تمنَّتْ لو أنَّ لها مئاتُ الأيادي ؛ لاحتواءِ صغيرها الشَّقي ..
 لكنَّها تتدخل بأمومتها الحنونة .. وهي تضمُّ بكلتا يديها فلذة كبدها ، تمنَّتْ لو أنَّ لها مئاتُ الأيادي ؛ لاحتواءِ صغيرها الشَّقي ..
- كلا!! .. أتركه يقفز ..أتركهُ يحطمُ الأحزانَ بداخلنا .. أتركه يُعَمِّرُ أوطانَ السَّعادةِ في كوامِننا ..
هكذا كانتِ النَّسائِم العَبِقةِ ، تخرجُ وتنسابُ على زوجها ، وهي تحيطه بعينيها وبشفقةِ النظرات الحانية .
 كلُّ ذلك والأمُّ تنْظر من نافذةِ المبنى نحو جمُوعِ العجزة والكهولة ، كل ذلك وهي تمسحُ مرآةَ النافذة ؛ حتى لا يقرأ غيرها ما فعله بها ابنها ، وآلت لها المصير ( بدارِ العجزة ) !!..
 يا لوجعِ تلكَ السِّنين ، وما أقسى حُكْم تلك الأيام .. 
تعُودُ إلى فراشها وتنام في هدوء ..
بعد أنْ اطمئنَّتْ بأنَّ ولدها والذي لم تره منذ سنوات .. قد رُزق بابنة
سماها باسمها ..
رحمة !!
..
 تعُودُ إلى فراشها وتنام في هدوء ..
بعد أنْ اطمئنَّتْ بأنَّ ولدها والذي لم تره منذ سنوات .. قد رُزق بابنة
سماها باسمها ..
رحمة !!
..
 
	 
 
		 
 
		
 
	 
 
		 
	 
 
		 
 
		