فريد بخيت
كاتب مميز
- إنضم
- 25 أكتوبر 2009
-
- المشاركات
- 198
-
- مستوى التفاعل
- 0
..
.. كما يُقال أنَّ ( الموهبَةَ وحْدَها لا تكْفِي ) ، فهذا العنوان هو الإطارُ الذهبي والذي به نخرج بمرئياتٍ حول قراءة موضوع ( بوز .. موهبةٌ من عالم الفقر ) ..
.. كما يُقال أنَّ ( الموهبَةَ وحْدَها لا تكْفِي ) ، فهذا العنوان هو الإطارُ الذهبي والذي به نخرج بمرئياتٍ حول قراءة موضوع ( بوز .. موهبةٌ من عالم الفقر ) ..
وهنا رابط لموضوع ( بوز .. موهبةُ من عالمِ الفقر )
ومن جهتي أتقدَّم بالشكر الجزيل لإدارةِ هذا المنتدى العريق ؛ على ما قامَوا به من وضع هذا الموضوع ضمن المواضيع المميَّزة ، وهو ليس إلاَّ دليلٌ على أنَّ القائمين على هذا المنتدى أناسٌ واعيين ، يرون مقدار الثقافة وأهميتها ونشرها.
نعودُ للموضوع ..
فعندما قمتُ بذكرِ قصَّة ( بوز ) وكيف تحول وأصبحَ كاتباً وروائيَّاً في عصْره وزمانه ، فليسَ هذا معناه بأنَّ الغرب ينفردون بالمواهب ، فما أعنيه هو أن ( المبدعين ظهروا من خطِّ مسْتوى الفقر ) .. فالفقر الذي يعيبُه الناسُ بكافَّة طبقاتِهم ، بل ويعيبه الفقير على نفسه ويُحرج من مواجهةِ الناس ، إلاَّ أنَّ هذه الآفة تُمحِّص من يُبْتلى بها ، فتُخْرِجُ المواهب والإبداعات من كنوز الأجسام فتمضي إلى الحياة فتصبح معاول بناءٍ لمجتمعاتنا وحياتنا .
فعندما قمتُ بذكرِ قصَّة ( بوز ) وكيف تحول وأصبحَ كاتباً وروائيَّاً في عصْره وزمانه ، فليسَ هذا معناه بأنَّ الغرب ينفردون بالمواهب ، فما أعنيه هو أن ( المبدعين ظهروا من خطِّ مسْتوى الفقر ) .. فالفقر الذي يعيبُه الناسُ بكافَّة طبقاتِهم ، بل ويعيبه الفقير على نفسه ويُحرج من مواجهةِ الناس ، إلاَّ أنَّ هذه الآفة تُمحِّص من يُبْتلى بها ، فتُخْرِجُ المواهب والإبداعات من كنوز الأجسام فتمضي إلى الحياة فتصبح معاول بناءٍ لمجتمعاتنا وحياتنا .
لكنَّ ليس كل من يقتَحِمُهُ الفقرُ يصْبح ( مبدعاً ) ، وليس كل من يمتلكُ موهبةً يصبح ( ناجِحاً ) ، فكلاهما لا يكفي بأنْ تبني مستقبلاً ، فالموهبة دون أدواتٍ مساعِدة لا تُحركُ شخصاً يبني حياته ، فمثلاً ( بوز ) أو ( تشارلز ديكنز ) لم يصبح روائياً ولا قاصَّاً ، حتى تمرَّس من صِغره الكتابة واتجه لمجالٍ ينحني إليه الانغماسُ في الكتابة واستعمالِ الأساليب ألاَ وهي الصحافة ، حيث الأدب والأحاديث العامة والحوارات ، كذلك رؤيته لحاجتِهِ وفقرهِ ، فنهض بنفسه فتولَّدتْ لديه عاطفةُ الكتابة والرغبة في تصوير الأحداثِ التي مرَّ عليها وتصويرها للناس على شكل قصص ، ثم أصبح مبدعاً يكتب القصص والروايات مستعملاً الأدواتِ التي بنى عليهِ موهبته المدفونة .
فما أريدُ أن أقول بأننا نعلم بأن ( الأبناء أو الطلاب أو الإخوة ) يمتلكون مواهب متنوعة ، في مجالاتٍ شتَّى ؛ مثل ( النشيد ، والخط والرسم ، والتقنية ، والقراءة ، وحب الفقه ، والذكاء ) فقبل أنْ نشجعه على موهبته التي نشأ عليها ، علينا أنْ نُعدَّهُ للقيامِ بمزاولةِ موهبته ؛ حتى يصبح ( مميزاً ) في زمن المبدعين .
فمثلاً ناشئٌ يمتلِكُ موهبةَ الخط العربي ويولعُ به ، فيتمنى أن يصبح مميزاً بخطه ، إذن لا بدَّ أن نقوي أدواته التي تصقل موهبته ، كأنْ يكتب الناشئ كثيراً مثلاً ، أو ينخرط في الأنشطة الكتابية ، ثم يخالط أناسٌ يمتازون بجودة الخط ، أضف إلى ذلك موهبةُ النشيد كثيراً ما نستمع إلى الأصْواتُ النديَّة ، وما أكثر من يقومون بذلك ، فهناك الكثير من الأبناء والطلاب والناشئين يمتلكون موهبة النشيد ، فإذن لا بد أن نقوي الأدوات التي تساعدهم بذلك ؛ كأنْ يزاولوا القراءة بصورة صحيحة وسليمة حتى تتقوى مخارجُ نطقهم للأحرف ، ثم يتمرسون على الإلقاء وبعضٍ من فنونه حتى تزداد قوة الموهبة بأدواتِها ، ثمَّ نجِد طالب يتمتَّع بالذكاء والفقه فلا بدَّ من أن نقوي الأدوات التي تساعد في نموِّ هذه الموهبة ؛ حتى يصبحَ فقيهاً عالماً بالواقعِ كأن نقوِّيهِ في حفظهِ للقرآن الكريم وانخراطه في جوامع حفظِ القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الصحيحة ، كذلك حفظه للمتون حتى يصل إلى غايته المنشودة .
فمثلاً ناشئٌ يمتلِكُ موهبةَ الخط العربي ويولعُ به ، فيتمنى أن يصبح مميزاً بخطه ، إذن لا بدَّ أن نقوي أدواته التي تصقل موهبته ، كأنْ يكتب الناشئ كثيراً مثلاً ، أو ينخرط في الأنشطة الكتابية ، ثم يخالط أناسٌ يمتازون بجودة الخط ، أضف إلى ذلك موهبةُ النشيد كثيراً ما نستمع إلى الأصْواتُ النديَّة ، وما أكثر من يقومون بذلك ، فهناك الكثير من الأبناء والطلاب والناشئين يمتلكون موهبة النشيد ، فإذن لا بد أن نقوي الأدوات التي تساعدهم بذلك ؛ كأنْ يزاولوا القراءة بصورة صحيحة وسليمة حتى تتقوى مخارجُ نطقهم للأحرف ، ثم يتمرسون على الإلقاء وبعضٍ من فنونه حتى تزداد قوة الموهبة بأدواتِها ، ثمَّ نجِد طالب يتمتَّع بالذكاء والفقه فلا بدَّ من أن نقوي الأدوات التي تساعد في نموِّ هذه الموهبة ؛ حتى يصبحَ فقيهاً عالماً بالواقعِ كأن نقوِّيهِ في حفظهِ للقرآن الكريم وانخراطه في جوامع حفظِ القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الصحيحة ، كذلك حفظه للمتون حتى يصل إلى غايته المنشودة .
إذن ( فالموهبة وحدها لا تكفي ) .. لا يكفي بأنْ يتمتعَ المرءُ بموهبةٍ محددة ، إنما عليهِ البحث عن أدواتٍ تقوي وتنمي هذه الموهبة ؛ حتى لا يشْعر بالإحباط وصعوبة تحقيقِ ذلك . صحيحٌ أنَّ الفقر ليس عيباً بل هو خيرٌ ، وحكمة من حِكَمِ الله ؛ لكن ( الحاجة أمُّ الاختراع ) فالفقر يدفعُ المرء بأنْ يتحرَّك ويعمل على اكتشاف موهبته حتى يستطيع أن يسدَّ هذه الحاجة ، لكن الموهبة بدون أدواتها ،كالشجرةٍ بدون أوراقها ، وحتى يتم ذلك فلا بدَّ من البحث والتحري والتعب والجهد ؛ حتى يصْبحَ متميِّزاً في زمن يكثر فيه المبدعون .
اسم الموضوع : هل تكفي الموهبة فقط ؟
|
المصدر : النقاش والحوار