الجوازات والترحيل هل مع الحزم رحمة

الرحّال

مراقب سابق
199.jpg

د/ علي بن حمزة العُمري


لا يشك أي متابع لحراك المجتمع الداخلي أن ثمّة معاناة مع المتخلفين في الحج والعمرة، مع ما استفاض عن كثير منهم من التعدي على البلاد والعباد. وموقفنا من هؤلاء واضح وضوح الشمس من الحزم.

وثمة طائفة أخرى دخلت بطرق غير قانونية وسجلت في السجلات بطريقة أو بأخرى وموقفنا من هؤلاء نفس ما سبق.
وحيال هذين الأمرين تقف إدارة الجوازات موقفاً مشرفاً، وتقوم بجهاد عظيم خاصة إذا تتبعنا حجم المشكلات وعدد المنتمين إليها.


إلا أنه مع ذلك تبقى هناك تساؤلات وتساؤلات للإخوة في إدارة الجوازات حيال المقيمين نظاماً وهم ثلاث فئات:

الأولى: هناك أعداد كبيرة من المقيمين عملوا في الجامعات السعودية، والمؤسسات والوزارات الرسمية، ودامت مدة خدمتهم لمؤسساتنا ووزاراتنا قرابة عشرين سنة وأكثر، وبحكم السن أو المرض انتهت خدماتهم، فإذا طلبوا البقاء في البلاد المشرفة التي خدموا فيها، طلب منهم الترحيل!

وليس ثمة سبيل لنقل كفالتهم من الجهات الحكومية التي خدموها كل هذه السنين حتى على أبنائهم أو جهات رسمية تجارية أو أفراد معروفين إلا بالواسطات الكبرى والدخول إن استطاعوا وهم النوادر على من يتفهم حالهم ويأذن رسمياً لهم!


الثانية: وهم الذين أتوا إلى البلاد للعمل فيها خدماً (مع التحفظ على العبارة)، ليكنسوا الشوارع، أو ليقودوا السيارات، أو للحراسة، أو أي لون من ألوان العمالة، وقد تركوا ديارهم وباعوا كثيراً من ممتلكاتهم المحدودة، ومنّوا أولادهم وأهليهم بالخير ولو بعد سنين، ثم يفاجؤون بكفيل لا يرحم، وعمل لا يصلح للدواب.

فيرميهم الكفيل كما ترمى المهملات، حتى يضطروا أن يعملوا بشرفهم في خدمة الوطن أيَّ خدمة تسترهم، وتعوضهم عن المصاب الذي لحقهم.

وإذا بحملات الجوازات تمر على كل من لم يعمل عند كفيله، دون مراعاة الأسباب، أو وجود لجان تحري وتقصي، وإعطائهم كافة الحقوق، وهذا شيء لا يسر، وسمعة عن بلادنا لا يرتضيها كل المحبين لهذه البلدة المشرفة، ولا يقبلها المسؤولون أبداً.


الثالثة: وهي الأكثر التي تمر عليَّ كل أسبوع من جراء تكاليف تجديد الإقامات، من عوائل عاشت في هذه البلاد عشرات السنين، وولد أبناؤها وأحفادها فيها، وصاروا جزءً من المجتمع، وخدموا البلاد والعباد، ومنهم من هو على وطنية ومسؤولية وديانة وأمانة. لكن ظروف المؤسسات التي لا تقدم لهم إلا رواتب ضعيفة جعلتهم يمدون أيديهم تكففاً للناس والمؤسسات الخيرية. وهم بحاجة إلى تقدير أوضاعهم، والنظر إلى المميز منهم نظرة مراعاة الحال لا أكثر، كونهم بالإثباتات صاروا جزء من المجتمع السعودي وخاصة إذا عرف عنهم كل ما يسر ويبشر.

ومع ما سبق فإن زيارة واحدة لسجن الترحيل والوقوف على طريقة تصميمه، وما يقدم فيه من خدمات أمر يدعو للشفقة، حتى أنني كلمت عدداً من المسؤولين في إدارة سجن الترحيل عن هذا الأمر منذ سنين، وأخبروني أن اللجان ستبت في الأمر!


رسالة إلى الإخوة في إدارة الجوازات:

لأن بلادنا غالية، وولاتنا كلفوكم بهذه المسؤولية، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره، ورحمة الله قريب من المحسنين، وإنما تتنزل الرحمات والبركات والأمطار ببركة الضعفاء، إذ إنما ترحمون وتنصرون بضعفائكم.


نشر بتاريخ 30-10-2009


المصدر

 

we3rb-64f734067d.gif


الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه
كلمات رائعة الله يجزاه خير
الله يعطيك العافية على نقل الخبر

we3rb-d71f13db10.gif
 
جواد البحر
أبو باسم

أسعدني تواجدكما بين ثنايا صفحتي ..

دمتما بهذا التواصل الرائع ،،،
 
عودة
أعلى