لن نتعامل مع الحجاج بتوجهات بلدانهم
نايف: لا يجوز ابتداع شيء ليس ركنا بالحج
ولن يأتي أي متسلل
الأمير نايف خلال حديثه في المؤتمر الصحفي السنوي للجنة الحج العليا أمس
وقال الأمير نايف إننا لن نتعامل مع الحجاج على أساس توجهات بلدانهم وإنــما نتعامل معهم كمسـلمين فقط، وأضاف قائلاً: إننا نعلم بالضغــط الواقع عليكم وأدعو الجميع ضباطاً وأفراداً أن يتعاملوا كمن يضع أعصــابه في ثلاجـة. قد يفقد بعض أفرادكم أعصابه ويخطئ خلال التعامل مع الحجاج، ولكن لا تحاسبوهم أو تجازوهم أثناء الحج.
وفي المؤتمر الصحفي السنوي للحج الذي عقده أمس بمعسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة وحضره أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل والأمراء والوزراء قال الأمير نايف سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم القيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج نرجو ألا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء كان ليس ركنا مطلوباً في أداء مناسك الحج.
وبشأن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال سموه: إن شاء الله لم ولن يأتي إلى المشاعر أي متسلل.
أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أنه لن يسمح أن يساء إلى شعيرة الحج أو لأي حاج أيا كانت جنسيته.
وقال إن المملكة لن تسمح بأي شيء في موسم الحج خلاف ما شرعه الله، وأضاف في المؤتمر الصحفي السنوي للحج الذي عقده أمس بمقر معسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة في مكة المكرمة: سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم بالقيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج، نرجو أن لا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء كان ليس ركنا مطلوبا في أداء نسك الحج.
وشدد سموه على أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها حكومة المملكة هذا العام للحفاظ على سلامة وأمن الحجيج هي إجراءات تتخذ في كل عام من مبدأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إعقلها وتوكل".
وتعليقا على سؤال عن التصريحات الإيرانية بخصوص الحج، قال سمو وزير الداخلية: لقد سمعنا من الأشقاء في إيران أشياء متناقضة, ولكن الأخيرة طيبة, والمسؤولون الإيرانيون وصلوا إلى هنا في المملكة ونحن نأمل من الأشقاء أن ينصرفوا إلى أداء هذا النسك كما أمرهم الله به وما علمنا به نبينا صلى الله عليه وسلم.
وردا على سؤال عن ضمانات إيرانية بعدم القيام بأي عمل يخل بأمن الحج، قال سمو النائب الثاني وزير الداخلية: نحن لا نطلب من أي أحد تعهداً، والكل يعلم أننا نرفض أي أمر مخالف لقدسية هذه المناسبة، وهذا المكان، ويعرف الجميع أننا سنواجه أي عبث بأمن الحج بكل قوة وحزم، ولكننا نرجو ألا يحدث شيء من ذلك، ونقدر ما سمعنا من بعض القادمين إلى هنا من تقديرهم واحترامهم لإجراءات الحج، ونرجو إن شاء الله ألا يحدث شيء من ذلك، ونؤكد أننا لن نتهاون بأمن الحج مع أي جهة كانت فردا أو جماعة أو جهة أخرى.
وأكد سمو النائب الثاني وزير الداخلية أن المملكة ولله الحمد لديها القدرة الكافية في جهاز الدول وفي المؤسسات لتنظيم أمور الحج، مشيرا إلى أن تنظيم الحجاج القادمين من الدول الإسلامية وإعطاءهم التعليمات المناسبة والاهتمام بهم وتنظيمهم أمر مطلوب وهذا شيء مطلوب من الآخرين من الدول الإسلامية والدول التي يكون فيها مسلمون.
وأثنى سموه على ماليزيا ووصفها بأنها من أفضل الدول التي تنظم أمور حجاجها.
وطمأن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حجاج بيت الله الحرام أن المملكة قادرة بإذن الله على توفير كل ما يحتاجونه من أمن وخدمات تيسر لهم حجهم وتعينهم على أداء نسكهم.
وقال سمو وزير الداخلية في مستهل المؤتمر الصحفي بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية والعالمية المشاركين في تغطية أعمال حج هذا العام: لقد سخرت حكومة المملكة لموسم حج هذا العام كل الإمكانيات لخدمة الحجاج جميعا وبدون تميز لأي جهة.. وكل ما نرجوه من إخواننا الحجاج أن يتمكنوا من أداء فريضة الحج بالتزام النسك، ونحن على ثقة بأنهم سيتجهون إلى خالقهم ليتموا ما فرضه الله على كل مسلم بأداء النسك الكريم.
أمن الحدود
وردا على سؤال عن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال سموه: وزارة الداخلية تعمل بكل جد طوال العام لحفظ حدودها وتقبض الجهات المختصة على آلاف المتسللين ويعادون إلى أوطانهم، وهو يزيد أثناء موسم الحج.
وأضاف: إن شاء الله لم ولن يأتي إلى المشاعر المقدسة أي متسلل، وإن كان هذا قد يحصل في بعض الحالات وبطريقة غير نظامية فسيطبق النظام بحق أي مخالف، مبينا أن من يتسلل ليحدث أي شيء في أمن الحج فهناك من سيواجهه ويمنعه من التعدي على أي شبر من أراضي المملكة.
ولم يستبعد سموه وجود تنسيق أو اتصالات بين المتسللين والقاعدة قائلا: لا يستبعد أن يكون فيما بينهم اتصالات وتنسيق.
وفي رد سموه على سؤال.. هل أجرت المملكة اتصالات مع الجهات التي يتردد أن للمتسللين علاقات معها، قال الأمير نايف: المملكة لم تجر أي اتصالات مع أي جهة, فاتصالاتنا مع الحكومة اليمنية فقط, وأما من احترم أراضينا فنحن لن نتدخل, وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة لم ولن تسمح لأي كان بأن يعبث بأمنها أو أن يستخدم أراضيها لإلحاق الضرر بالآخرين.. ونرجو من الله لليمن الشقيق الاستقرار والأمن وأن يوفق حكومته بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح إلى تحقيق ذلك لما فيه الخير لليمن الشقيق.
وفي الشأن اليمني أكد سمو الأمير أننا بالمملكة مع اليمن كدولة شقيقة نرفض ونستنكر العبث بأمن هذا البلد الشقيق وأن هذه المسألة شأن متروك للسلطات اليمنية فقط ولكن على الآخرين ألا يتدخلوا في شؤون اليمن.
وأضاف: أما عندما يتعدون حدود المملكة ويعتدون على أراضيها فهناك من سيؤدبهم ويدافع عن أرض المملكة، ولو كان مترا واحدا، وقواتنا المسلحة والحمد لله قادرة على ذلك وعلى أهبة الاستعداد لمن يحاول أن يعبث بأمن حدودنا أو يمس قطعة من أراضينا.
وأوضح سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أن هناك جهتين معنيتين بالحج وهي تقوم بواجباتهما على أكمل وجه, أما إن حدث أي شيء على حدودنا في أي مكان كان فهناك من يواجه هذه الأمور بمعزل عن أمور الحج.
أكثر الدول المستهدفة
وعن موقف المملكة وتأثرها من الإرهاب قال سمو وزير الداخلية: إن موقف المملكة معروف و يتحدث عنه الواقع، المملكة أكثر الدول المستهدفة بالإرهاب ولكن بحمد الله استطاعت المملكة أن تضع حدا لهذه التصرفات وأن تُفشل المئات من المحاولات التي كادت أن تحدث وتستبق عمليات إرهابية كادت أن تحدث ونحن نستنكر هذا الأمر في بلاد العالم وخصوصا في الدول الشقيقة العربية والإسلامية ولكن المؤسف والمؤلم أن هؤلاء يدعون الإسلام ويدعون الجهاد وهم في الحقيقة الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وهم الذين يخالفون الإسلام لأنهم يقتلون الأبرياء وييتمون الأطفال، فهذا العمل يسيء إلى الإسلام ونأمل أن ينتهي, وأن يكون التعاون فاعلا وإيجابيا ليس بين الدول العربية والإسلامية فحسب بل كل دول العالم.
وأضاف: إننا نتعاون مع الجميع ولكننا معتمدون على الله ثم على أبنائنا وإخواننا رجال الأمن الذين لديهم القدرة بعد الله على مواجهة هذا الأمر كما واجهوه على أرض الواقع, وأجهزة الأمن تأخذ دائما التوجيهات السديدة التي نتلقاها دائما من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وتمثل دعما كبيرا لرجال الأمن وهم في ميدان الشرف للدفاع عن دينهم ثم وطنهم وشعبهم، والحمد لله أن رجال الأمن يحظون بثقة قيادتنا وشعبنا ونشكر الله على فضله.
خدمات صحية وأمنية
وتطرق سموه للإجراءات الصحية والاستعدادات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لسلامة حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على صحتهم قائلا: إن كل الإجراءات قد اتخذت لتحقيق أمن حجاج بيت الله والحفاظ على صحتهم وسلامتهم من كل شيء بعون الله، وتم توفير كل متطلبات أداء مناسك الحج لهم وتقديم الخدمات في مخيماتهم سواء من الجهات الحكومية أو من المؤسسات المعنية بالحج.
وعن الاستفادة من خطط العام السابق في خدمة ضيوف الرحمن، أكد سمو وزير الداخلية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل بشكل دائم ومستمر على تقويم خطط عملها لخدمة ضيوف الرحمن وإدخال التطوير والتحسين عليها لتقوم بالدور المأمول منها على أكمل وجه.
وقال: لقد كان هناك تكليف من خادم الحرمين الشريفين لسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، بشأن عمل ومتابعة خطة العناية بضيوف الرحمن، وقد بدأت وستستمر لتحقق المرجو منها للديار المقدسة إن شاء الله.
وأكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حرص وزارة الداخلية على أمن كل شبر من المملكة وأن استقطابها لعدد كبير من رجال الأمن في موسم الحج لا يؤثر أبدا على أمن أي منطقة من مناطق المملكة، وقال سموه: لا شك أن الحج يستقطب عددا أكبر من رجال الأمن ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال إغفال مناطق المملكة الأخرى حيث يوجد في كل منطقة إمكاناتها الأمنية الخاصة بها.
الاستعانة بالكفاءات
وقال سمو وزير الداخلية في إجابته على سؤال عن خطط المملكة لاستيعاب الخريجين والمبتعثين في سوق العمل: من حق كل مواطن أن يصل إلى أعلى الدرجات في العلم وهذا ما تعمل عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وتنفذه وزارة التعليم العالي.
وبين أن خادم الحرمين الشريفين يتابع هذا الأمر باهتمام، مؤكدا أن هذا الموضوع ومستقبل الخريجين مأخوذ بعين الاعتبار لافتا سموه إلى وجود تنسيق بين وزارتي الخدمة المدنية والتعليم العالي وبين القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء الخريجين إن شاء الله تعالى.
وأضاف سموه: لا شك أنه يجب على وزارة العمل أن تعطي هذا الأمر كل اهتمامها بالإضافة للجهات المعنية في الدولة وكذلك التنسيق فيما بين وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي والجامعات بالتخصصات المطلوبة، مشيراً إلى أن المطلوب من القطاع الخاص أن يستعين بكفاءة هؤلاء الخريجين العالية والمؤهلين لسد احتياجات سوق العمل بالمملكة.
ورأى أن هذا الأمر تعنى به وزارات معينة هي وزارة العمل والتجارة والخدمة المدنية والتعليم العالي بالإضافة إلى الغرف التجارية التي تنسق بين رجال الأعمال والمؤسسات والشركات لإيجاد فرص عمل لهؤلاء الخريجين مما يحقق نجاح الاستراتيجية التي وضعت لهذا الأمر على مدى الأعوام القادمة بعون الله .
وخاطب سموه أبناء المملكة العاملين على خدمة ضيوف الرحمن قائلا "أنتم تطلبون الأجر من الله وتريدون أن ترضوا ضمائركم بأنكم خدمتم بلادكم وخدمتم حجاج بيت الله وهذا شرف لكم وأكبر وسام يمكن أن تحملوه على صدوركم.
وتمنى سمو وزير الداخلية لوسائل الإعلام طيب الإقامة في المملكة مؤكدا ثقته أن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالوزير الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة ستيسر للإعلاميين المشاركين في تغطية مناسك حج هذا العام كل السبل لأداء مهمتهم وقال: كل ما نرجوه من وسائل الإعلام هو نقل الحقائق كما هي وأن تكون إقامتهم وعملهم مفيدا إن شاء الله.
حضر المؤتمر الصحفي أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة.
الحج ليس فرصة للعبث
مكة المكرمة: وائل أبو منصور
لا يمكن حمل تصريحات النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز خلال المؤتمر الصحفي السنوي أمس بقيادة الأمن العام في عرفات فيما يخص أمن الحج والحجيج إلا على محمل واحد هو "موسم الحج ليس فرصة للعبث".
النائب الثاني كان ينصت باهتمام خلال المؤتمر الصحفي الذي اكتظ بعدد من منسوبي القنوات الفضائية والصحف من مختلف دول العالم الإسلامي، بالإضافة لمراسلي بعض وكالات الأنباء العالمية، والذين كان معظمهم يسأل عن أمن الحج.
حضر اسم إيران في أسئلة منسوبي وسائل الإعلام، وكان الجواب يأتي من الأمير نايف في ثبات "نرفض أي عبث بأمن الحج، من أي فرد أو جماعة أو جهة، وسنواجه أي إساءة للحج بقوة وحزم".
استعراض القوات الأمنية أمس، الذي سبق المؤتمر الصحفي، أكد ما قاله الأمير نايف في المؤتمر الصحفي، حيث أظهر الاستعداد لأي طارئ يهدد سلامة الحجيج، وكان الاستعراض في انضباط، ومن خلف القوات كانت تبدو جبال مكة المكرمة السمراء تعانق السماء الغائمة، وأصواتهم تنشد في حماسة، وكل كتيبة تتبع أختها في نظام، والأناشيد تصدح في اتساق.
عندما توجه رئيس التحرير جمال خاشقجي بسؤاله للأمير نايف بن عبد العزيز عما إذا كانت المملكة قد حصلت على تعهدات من المسؤولين في إيران بعدم التعرض لحج هذا العام، جاء رده مباشرا "إن السعودية لا تطلب تعهدا من أي أحد، وهي واضحة في رفضها الإساءة لقدسية هذه المناسبة وهذا المكان".
كل الأعين كانت تتابع تفاعل الأمير نايف مع أسئلة الإعلاميين في الخيمة التي جهزت خصيصا لهذه المناسبة.
استمر حديث الأمير نايف للإعلاميين زهاء 34 دقيقة، بين سؤال وجواب .
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3342&id=125682&groupID=0
نايف: لا يجوز ابتداع شيء ليس ركنا بالحج
ولن يأتي أي متسلل
الأمير نايف خلال حديثه في المؤتمر الصحفي السنوي للجنة الحج العليا أمس
كتب: رئيس التحرير
جدد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز موقفه الرافض لتسييس الحج مخاطباً القيادات الأمنية العاملة في الحج "لن نسمح لأحد أن يخرج عن شعائر الحج ولو بعمل بسيط "، وداعياً إياهم للتعامل مع أي موقف طارئ بكل هدوء وحكمة. وقال الأمير نايف إننا لن نتعامل مع الحجاج على أساس توجهات بلدانهم وإنــما نتعامل معهم كمسـلمين فقط، وأضاف قائلاً: إننا نعلم بالضغــط الواقع عليكم وأدعو الجميع ضباطاً وأفراداً أن يتعاملوا كمن يضع أعصــابه في ثلاجـة. قد يفقد بعض أفرادكم أعصابه ويخطئ خلال التعامل مع الحجاج، ولكن لا تحاسبوهم أو تجازوهم أثناء الحج.
وفي المؤتمر الصحفي السنوي للحج الذي عقده أمس بمعسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة وحضره أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل والأمراء والوزراء قال الأمير نايف سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم القيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج نرجو ألا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء كان ليس ركنا مطلوباً في أداء مناسك الحج.
وبشأن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال سموه: إن شاء الله لم ولن يأتي إلى المشاعر أي متسلل.
أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أنه لن يسمح أن يساء إلى شعيرة الحج أو لأي حاج أيا كانت جنسيته.
وقال إن المملكة لن تسمح بأي شيء في موسم الحج خلاف ما شرعه الله، وأضاف في المؤتمر الصحفي السنوي للحج الذي عقده أمس بمقر معسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة في مكة المكرمة: سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم بالقيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج، نرجو أن لا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء كان ليس ركنا مطلوبا في أداء نسك الحج.
وشدد سموه على أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها حكومة المملكة هذا العام للحفاظ على سلامة وأمن الحجيج هي إجراءات تتخذ في كل عام من مبدأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إعقلها وتوكل".
وتعليقا على سؤال عن التصريحات الإيرانية بخصوص الحج، قال سمو وزير الداخلية: لقد سمعنا من الأشقاء في إيران أشياء متناقضة, ولكن الأخيرة طيبة, والمسؤولون الإيرانيون وصلوا إلى هنا في المملكة ونحن نأمل من الأشقاء أن ينصرفوا إلى أداء هذا النسك كما أمرهم الله به وما علمنا به نبينا صلى الله عليه وسلم.
وردا على سؤال عن ضمانات إيرانية بعدم القيام بأي عمل يخل بأمن الحج، قال سمو النائب الثاني وزير الداخلية: نحن لا نطلب من أي أحد تعهداً، والكل يعلم أننا نرفض أي أمر مخالف لقدسية هذه المناسبة، وهذا المكان، ويعرف الجميع أننا سنواجه أي عبث بأمن الحج بكل قوة وحزم، ولكننا نرجو ألا يحدث شيء من ذلك، ونقدر ما سمعنا من بعض القادمين إلى هنا من تقديرهم واحترامهم لإجراءات الحج، ونرجو إن شاء الله ألا يحدث شيء من ذلك، ونؤكد أننا لن نتهاون بأمن الحج مع أي جهة كانت فردا أو جماعة أو جهة أخرى.
وأكد سمو النائب الثاني وزير الداخلية أن المملكة ولله الحمد لديها القدرة الكافية في جهاز الدول وفي المؤسسات لتنظيم أمور الحج، مشيرا إلى أن تنظيم الحجاج القادمين من الدول الإسلامية وإعطاءهم التعليمات المناسبة والاهتمام بهم وتنظيمهم أمر مطلوب وهذا شيء مطلوب من الآخرين من الدول الإسلامية والدول التي يكون فيها مسلمون.
وأثنى سموه على ماليزيا ووصفها بأنها من أفضل الدول التي تنظم أمور حجاجها.
وطمأن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حجاج بيت الله الحرام أن المملكة قادرة بإذن الله على توفير كل ما يحتاجونه من أمن وخدمات تيسر لهم حجهم وتعينهم على أداء نسكهم.
وقال سمو وزير الداخلية في مستهل المؤتمر الصحفي بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية والعالمية المشاركين في تغطية أعمال حج هذا العام: لقد سخرت حكومة المملكة لموسم حج هذا العام كل الإمكانيات لخدمة الحجاج جميعا وبدون تميز لأي جهة.. وكل ما نرجوه من إخواننا الحجاج أن يتمكنوا من أداء فريضة الحج بالتزام النسك، ونحن على ثقة بأنهم سيتجهون إلى خالقهم ليتموا ما فرضه الله على كل مسلم بأداء النسك الكريم.
أمن الحدود
وردا على سؤال عن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال سموه: وزارة الداخلية تعمل بكل جد طوال العام لحفظ حدودها وتقبض الجهات المختصة على آلاف المتسللين ويعادون إلى أوطانهم، وهو يزيد أثناء موسم الحج.
وأضاف: إن شاء الله لم ولن يأتي إلى المشاعر المقدسة أي متسلل، وإن كان هذا قد يحصل في بعض الحالات وبطريقة غير نظامية فسيطبق النظام بحق أي مخالف، مبينا أن من يتسلل ليحدث أي شيء في أمن الحج فهناك من سيواجهه ويمنعه من التعدي على أي شبر من أراضي المملكة.
ولم يستبعد سموه وجود تنسيق أو اتصالات بين المتسللين والقاعدة قائلا: لا يستبعد أن يكون فيما بينهم اتصالات وتنسيق.
وفي رد سموه على سؤال.. هل أجرت المملكة اتصالات مع الجهات التي يتردد أن للمتسللين علاقات معها، قال الأمير نايف: المملكة لم تجر أي اتصالات مع أي جهة, فاتصالاتنا مع الحكومة اليمنية فقط, وأما من احترم أراضينا فنحن لن نتدخل, وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة لم ولن تسمح لأي كان بأن يعبث بأمنها أو أن يستخدم أراضيها لإلحاق الضرر بالآخرين.. ونرجو من الله لليمن الشقيق الاستقرار والأمن وأن يوفق حكومته بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح إلى تحقيق ذلك لما فيه الخير لليمن الشقيق.
وفي الشأن اليمني أكد سمو الأمير أننا بالمملكة مع اليمن كدولة شقيقة نرفض ونستنكر العبث بأمن هذا البلد الشقيق وأن هذه المسألة شأن متروك للسلطات اليمنية فقط ولكن على الآخرين ألا يتدخلوا في شؤون اليمن.
وأضاف: أما عندما يتعدون حدود المملكة ويعتدون على أراضيها فهناك من سيؤدبهم ويدافع عن أرض المملكة، ولو كان مترا واحدا، وقواتنا المسلحة والحمد لله قادرة على ذلك وعلى أهبة الاستعداد لمن يحاول أن يعبث بأمن حدودنا أو يمس قطعة من أراضينا.
وأوضح سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أن هناك جهتين معنيتين بالحج وهي تقوم بواجباتهما على أكمل وجه, أما إن حدث أي شيء على حدودنا في أي مكان كان فهناك من يواجه هذه الأمور بمعزل عن أمور الحج.
أكثر الدول المستهدفة
وعن موقف المملكة وتأثرها من الإرهاب قال سمو وزير الداخلية: إن موقف المملكة معروف و يتحدث عنه الواقع، المملكة أكثر الدول المستهدفة بالإرهاب ولكن بحمد الله استطاعت المملكة أن تضع حدا لهذه التصرفات وأن تُفشل المئات من المحاولات التي كادت أن تحدث وتستبق عمليات إرهابية كادت أن تحدث ونحن نستنكر هذا الأمر في بلاد العالم وخصوصا في الدول الشقيقة العربية والإسلامية ولكن المؤسف والمؤلم أن هؤلاء يدعون الإسلام ويدعون الجهاد وهم في الحقيقة الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وهم الذين يخالفون الإسلام لأنهم يقتلون الأبرياء وييتمون الأطفال، فهذا العمل يسيء إلى الإسلام ونأمل أن ينتهي, وأن يكون التعاون فاعلا وإيجابيا ليس بين الدول العربية والإسلامية فحسب بل كل دول العالم.
وأضاف: إننا نتعاون مع الجميع ولكننا معتمدون على الله ثم على أبنائنا وإخواننا رجال الأمن الذين لديهم القدرة بعد الله على مواجهة هذا الأمر كما واجهوه على أرض الواقع, وأجهزة الأمن تأخذ دائما التوجيهات السديدة التي نتلقاها دائما من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وتمثل دعما كبيرا لرجال الأمن وهم في ميدان الشرف للدفاع عن دينهم ثم وطنهم وشعبهم، والحمد لله أن رجال الأمن يحظون بثقة قيادتنا وشعبنا ونشكر الله على فضله.
خدمات صحية وأمنية
وتطرق سموه للإجراءات الصحية والاستعدادات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لسلامة حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على صحتهم قائلا: إن كل الإجراءات قد اتخذت لتحقيق أمن حجاج بيت الله والحفاظ على صحتهم وسلامتهم من كل شيء بعون الله، وتم توفير كل متطلبات أداء مناسك الحج لهم وتقديم الخدمات في مخيماتهم سواء من الجهات الحكومية أو من المؤسسات المعنية بالحج.
وعن الاستفادة من خطط العام السابق في خدمة ضيوف الرحمن، أكد سمو وزير الداخلية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل بشكل دائم ومستمر على تقويم خطط عملها لخدمة ضيوف الرحمن وإدخال التطوير والتحسين عليها لتقوم بالدور المأمول منها على أكمل وجه.
وقال: لقد كان هناك تكليف من خادم الحرمين الشريفين لسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، بشأن عمل ومتابعة خطة العناية بضيوف الرحمن، وقد بدأت وستستمر لتحقق المرجو منها للديار المقدسة إن شاء الله.
وأكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حرص وزارة الداخلية على أمن كل شبر من المملكة وأن استقطابها لعدد كبير من رجال الأمن في موسم الحج لا يؤثر أبدا على أمن أي منطقة من مناطق المملكة، وقال سموه: لا شك أن الحج يستقطب عددا أكبر من رجال الأمن ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال إغفال مناطق المملكة الأخرى حيث يوجد في كل منطقة إمكاناتها الأمنية الخاصة بها.
الاستعانة بالكفاءات
وقال سمو وزير الداخلية في إجابته على سؤال عن خطط المملكة لاستيعاب الخريجين والمبتعثين في سوق العمل: من حق كل مواطن أن يصل إلى أعلى الدرجات في العلم وهذا ما تعمل عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وتنفذه وزارة التعليم العالي.
وبين أن خادم الحرمين الشريفين يتابع هذا الأمر باهتمام، مؤكدا أن هذا الموضوع ومستقبل الخريجين مأخوذ بعين الاعتبار لافتا سموه إلى وجود تنسيق بين وزارتي الخدمة المدنية والتعليم العالي وبين القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء الخريجين إن شاء الله تعالى.
وأضاف سموه: لا شك أنه يجب على وزارة العمل أن تعطي هذا الأمر كل اهتمامها بالإضافة للجهات المعنية في الدولة وكذلك التنسيق فيما بين وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي والجامعات بالتخصصات المطلوبة، مشيراً إلى أن المطلوب من القطاع الخاص أن يستعين بكفاءة هؤلاء الخريجين العالية والمؤهلين لسد احتياجات سوق العمل بالمملكة.
ورأى أن هذا الأمر تعنى به وزارات معينة هي وزارة العمل والتجارة والخدمة المدنية والتعليم العالي بالإضافة إلى الغرف التجارية التي تنسق بين رجال الأعمال والمؤسسات والشركات لإيجاد فرص عمل لهؤلاء الخريجين مما يحقق نجاح الاستراتيجية التي وضعت لهذا الأمر على مدى الأعوام القادمة بعون الله .
وخاطب سموه أبناء المملكة العاملين على خدمة ضيوف الرحمن قائلا "أنتم تطلبون الأجر من الله وتريدون أن ترضوا ضمائركم بأنكم خدمتم بلادكم وخدمتم حجاج بيت الله وهذا شرف لكم وأكبر وسام يمكن أن تحملوه على صدوركم.
وتمنى سمو وزير الداخلية لوسائل الإعلام طيب الإقامة في المملكة مؤكدا ثقته أن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالوزير الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة ستيسر للإعلاميين المشاركين في تغطية مناسك حج هذا العام كل السبل لأداء مهمتهم وقال: كل ما نرجوه من وسائل الإعلام هو نقل الحقائق كما هي وأن تكون إقامتهم وعملهم مفيدا إن شاء الله.
حضر المؤتمر الصحفي أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة.
الحج ليس فرصة للعبث
مكة المكرمة: وائل أبو منصور
لا يمكن حمل تصريحات النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز خلال المؤتمر الصحفي السنوي أمس بقيادة الأمن العام في عرفات فيما يخص أمن الحج والحجيج إلا على محمل واحد هو "موسم الحج ليس فرصة للعبث".
النائب الثاني كان ينصت باهتمام خلال المؤتمر الصحفي الذي اكتظ بعدد من منسوبي القنوات الفضائية والصحف من مختلف دول العالم الإسلامي، بالإضافة لمراسلي بعض وكالات الأنباء العالمية، والذين كان معظمهم يسأل عن أمن الحج.
حضر اسم إيران في أسئلة منسوبي وسائل الإعلام، وكان الجواب يأتي من الأمير نايف في ثبات "نرفض أي عبث بأمن الحج، من أي فرد أو جماعة أو جهة، وسنواجه أي إساءة للحج بقوة وحزم".
استعراض القوات الأمنية أمس، الذي سبق المؤتمر الصحفي، أكد ما قاله الأمير نايف في المؤتمر الصحفي، حيث أظهر الاستعداد لأي طارئ يهدد سلامة الحجيج، وكان الاستعراض في انضباط، ومن خلف القوات كانت تبدو جبال مكة المكرمة السمراء تعانق السماء الغائمة، وأصواتهم تنشد في حماسة، وكل كتيبة تتبع أختها في نظام، والأناشيد تصدح في اتساق.
عندما توجه رئيس التحرير جمال خاشقجي بسؤاله للأمير نايف بن عبد العزيز عما إذا كانت المملكة قد حصلت على تعهدات من المسؤولين في إيران بعدم التعرض لحج هذا العام، جاء رده مباشرا "إن السعودية لا تطلب تعهدا من أي أحد، وهي واضحة في رفضها الإساءة لقدسية هذه المناسبة وهذا المكان".
كل الأعين كانت تتابع تفاعل الأمير نايف مع أسئلة الإعلاميين في الخيمة التي جهزت خصيصا لهذه المناسبة.
استمر حديث الأمير نايف للإعلاميين زهاء 34 دقيقة، بين سؤال وجواب .
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3342&id=125682&groupID=0