أبوفارس يونس
مراقب قسم مسلمو أراكان
أستودعت الله الذي لا تضيع ودائعه
فوائد الاستوداع
الذي يقولُ لما يخرجُ منَ البيتِ اللهُمّ إنّي أستَودِعُكَ أهْلي وماليْ وهذا البيتَ
اللهُ يَحفَظُ بَيتَهُ وأهْلَهُ ومَالَهُ.
رجلٌ في أيّام سيّدِنا عمرَ جاءَ ومعَه ولدٌ كأنّه هوَ ، شَبَهُهُ بأبِيهِ إلى حَدٍّ بَعِيدٍ ، الولدُ كانَ يُشْبِهُ أباهُ شَبَهًا قَوِيًّا ،استَغْرَبَ سيّدُنا عمرُ قالَ:ما رأيتُ غُلامًا أَشْبَهَ بأبيهِ مِن شبَهِ هذا الغُلامِ بِكَ ،قال يا أميرَ المؤمنينَ هذا الغُلامُ له قصةٌ ،جاءنا أمرٌ للغَزوِ، وكانتْ أمُّه حَامِلا به في الحالِ الأخيرِ، فقلتُ اللهُمّ إني أستَودِعُكَ هذا الحَمْلَ .
ثم غابَ فلمَّا رجَعَ قيلَ لهُ ماتتِ امرأَتُكَ فحَزِنَ عليها ،ثم ذات ليلةٍ كانَ يجلِسُ مع أهلِه في البَرّيةِ،مع أبناءِ عمِّه يتحَدَّثُ، فصَارَ يرى نارًا منَ القبُورِ لأنّ الجَبانةَ التي دُفِنَتْ فيها كانَت مكشُوفةً ،قيلَ له هذا نَراه مِنْ قَبرِ زَوجَتِكَ فحَزِنَ قال إنها كانت صَوّامةً قوّامَةً ، أي تُكثِرُ الصّلاةَ والصّيامَ ، فذَهَبَ معَهُم فإذا بالقَبْرِ فُرجةٌ ، الأمُّ ميّتةٌ والولَدُ يَدِبُّ حَولهَا ثم سمِعَ هَاتِفًا :
يا أيُّها المُستَودِعُ ربَّهُ خُذْ ودِيْعَتَكَ ولو استَودَعْتَهُ أُمَّهُ لحَفِظَها.
الذي كلَّمَه ملَكٌ منَ الملائكةِ.
وهذهِ النارُ التي راءاها ليسَت نارَ عذابٍ ، ما رأوها مُعذَّبةً ، رأوهَا كإنسانٍ نائِم ولكِنِ الولدُ يدِبُّ .في الأوّلِ خافَ الرجلُ ظنَّها نارَ عذابٍ ،استَغْربَ ، لكنْ لما وصَلَ إلى هناكَ وشَاهدَها كهيئةِ نائِمةٍ وشاهَدَ الولدَ يدِبُّ فَرِحَ .هذه النارُ ليسَتْ منْ عذابِ القبرِ ، النارُ هيَ دلَّتْهُم ، لولا هذهِ النّارُ منْ يخبِرُهُم .قبلَ ذلكَ أقارِبُه رأَوا النارَ لكنْ ما ذَهبُوا ليَتأَكّدُوا ما هوَ السّبَبُ ، ظَنُّوهَا نارًا حقيقيّةً .
الشخصُ عندَما يخرُجُ منَ البيتِ: يقولُ :
اللهُمّ إنّي أستَودِعُكَ هذا المنزِلَ وما فيهِ ،
أو يقولُ اللهُمّ إنّي أستودِعُكَ هذا المنزِلَ ومَنْ فيه وما فيهِ
أو أستودِعُكَ أهْلِي أو يقولُ أستَودِعُكَ سيارتي هذِه عندَما ينـزِلُ منها ولا يُشتَرَط أن يمسَّ الشيء ،فقط اللفظُ يكفِي .روى النسائي وغيرُه من حديث عبد الله بنِ عمرَ قال ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كانَ لقمانُ الحكيم يقولُ إنّ اللهَ إذا استُودِعَ شَيئًا حَفِظَه
وروى الطبرانيّ والبيهقيّ عن ابنِ عمرَ أنّه قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ :إذا استُودِعَ اللهُ شَيئًا حَفِظَهُ"
وروى الطحاويُّ وغيرُه عن عبد الله بنِ عمرَ أنّه لما كانَ يُودِّعُ بعضَهُم يقولُ مكانَكَ حتى أُودِّعَكَ كما وَدَّعَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم أخذَ بيَدِه وصَافَحَهُ ثم قال:أَستَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمَانَتَكَ وخَواتِيْمَ عَمَلِك.
و أذكر لكم قصة لأحد الداعيات من مركز إشراف البديعة جاءت لتلقي محاضرة على المعلمات فقالت ان هناك امرأة تعرفها هذه الداعية كانت تنوي الحج في كل عام هي و زوجها و لكن لم يتيسر لها
فلما تيسر لها في احد السنوات احتارت اين تضع بناتها الثلاث ( و كانت اكبرهن في الصف الثاني ثانوي ) فلم تجد أحدًا تستطيع ان تترك بناتها تحت رعايته فقررت ان تتركهم في البيت
و قد كان عمهن ( أخو زوجها ) يقيم مع العائلة في المنزل و لم يكن متزوجًا
فاتفقوا على ذلك
و لكن جميع قريباتها و جهن لها عبارات اللوم التي تحمل اتهامها بالإهمال و عدم حرصها على بناتها و كيف تتركهن مع رجل في مكان واحد وهي ستغيب فترة من الزمن
فقالت هن في حفظ الله و لسن في حفظ عمهن و عندما ارادت الخروج
قالت : ( اللهم إني استودعك بيتي و بناتي )
و في اليوم المحدد لسفرها اتصل عمل أخي زوجها و طلبوا منه ان يحضر للعمل حالًا لأنهم يحتاجونه في خفارة و لا يوجد عنه بديل ( اقول باحول بالعامية تعبت من الفصحى )
فقام العم وو راح يتروش و طلع و حس بالبرد قال بأرجع اتدفى عند الدفاية شوي المهم رجع الملحق و قعد عند الدفاية و تلحف راحت عليه نومة و العمل كانوا يدقون عليه و ما يرد لأنه للأسف احترقت البطانية و احترق العم معها و كل الأغراض اللي عنده حتى إن النار
أتلفت السلك كله و يوم جت النار عند الفيش اللي في الجدار انقطع السلك حتى لا تصل النار إلى البيت كله
و بعد اتصالات متكررة من العمل قام احد اصدقاء هذا العم بعم آخر للبنات ليحاول ابلاغ اخوه بالحضور و راح العم الثاني لبيت اخوه الللي سافر و دق الجرس فتحت له البنت الكبيرة و سألها عن عمها قالت نايم في الملحق بروح اقومه
قال لها عمها أنا بروح اقومه روحي جيبي لي موية يوم دخلت و راح هو للملحق و فتح الباب لقى اخوه حثة متفحمة
و بقية البيت ما صار له أي شي حتى البنات ما شموا ريحة النار و لا دروا بالحريقة اللي صارت لين قال لهم عمهم اللي جا .
شوفوا كيف يوم انها ذكرت ربي و اعتمدت عليه حفظ ربي بناتها من الموت و من الاحتراق بالنار و حفهم حتى من الروعة إنهم ما شافوا عمهم و هو حثة متفحمة( و أكيد إنها كانت عارفة ربها في الرخاء فعرفها و حفظها في الشدة) و الأم ما درت باللي صار إلا يوم رجعت من الحج بس للأسف تقول قريبتها هذي إنها قعدت فترة تعبانة نفسيتها تقول وش ضرني لو كنت قلت ( ياربي استودعتك ببيتي و بناتي و عمهم أو قلت يارب استودعتك البيت بما فيه و بمن فيه )
لا تقولوا " باي "
وأحسن منها كلمة " استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه "
أو " في أمان الله " أو " في حفظ الرحمن "
اللهم صلي على سيدنا محمد ماذكره الذاكرون ، وصلي على سيدنا محمد ماغفل عن ذكره الغافلون
 
	 
 
		 
 
		 
	 
	 
 
		 
	