[frame="6 10"]
 
				
			[FONT=ae_Ouhod]لديه الرغبة في دراسة الشريعة ،[/FONT]
[FONT=ae_Ouhod]ومتخوف من مستقبلها الوظيفي[/FONT]
 [FONT=ae_Ouhod]ومتخوف من مستقبلها الوظيفي[/FONT]
السؤال :
أنا الآن على مشارف اختبارات الثانوية العامة ،
وحقيقة : أني محتار جدّاً في تخصص دراستي الجامعية ،
أنا لديَّ الرغبة جدّاً في دراسة العلوم الشرعية ،
وأحبها ، وأستمتع بها ، وأطمح أن أكون عالماً ،
مفتياً ، خطيباً ،حصولي على شهادة الدكتوراة ،
لكني أواجه ردود أفعال كثيرة ،
منهم : من يقول إذا تخرجت أين تعمل ؟ مدرس مثلاً ؟
مرتبها قليل ، اذهب إلى كلية الإدارة ،
أو الهندسة للحصول على مقعد ممتاز في العمل ،
ومِن ثمَّ خذ شهادة الشريعة انتساباً ، مثل عدة مشايخ ...
وإلخ من هذا الكلام ، وبعضهم يقول : اذهب إلى الشريعة ،
الأمة محتاجة إلى علماء ، ومفتين ،
علماً أن أبي مهندس ، وأمي مدرِّسة رياضيات ،
واثنين من إخواني مهندسين ،
واثنين من أخواني - أيضاً -
من كلية الإدارة الصناعية ،
ووضعنا المادي ممتاز - ولله الحمد - ،
لكن أخاف مستقبلاً إذا تخرجت من الشريعة
أكون أقلَّ منهم ماديّاً ،فلذلك أود أن تنصحني ؛
لأنني بين أمرين مهمين في حياتي ، وشكراً . 
أنا الآن على مشارف اختبارات الثانوية العامة ،
وحقيقة : أني محتار جدّاً في تخصص دراستي الجامعية ،
أنا لديَّ الرغبة جدّاً في دراسة العلوم الشرعية ،
وأحبها ، وأستمتع بها ، وأطمح أن أكون عالماً ،
مفتياً ، خطيباً ،حصولي على شهادة الدكتوراة ،
لكني أواجه ردود أفعال كثيرة ،
منهم : من يقول إذا تخرجت أين تعمل ؟ مدرس مثلاً ؟
مرتبها قليل ، اذهب إلى كلية الإدارة ،
أو الهندسة للحصول على مقعد ممتاز في العمل ،
ومِن ثمَّ خذ شهادة الشريعة انتساباً ، مثل عدة مشايخ ...
وإلخ من هذا الكلام ، وبعضهم يقول : اذهب إلى الشريعة ،
الأمة محتاجة إلى علماء ، ومفتين ،
علماً أن أبي مهندس ، وأمي مدرِّسة رياضيات ،
واثنين من إخواني مهندسين ،
واثنين من أخواني - أيضاً -
من كلية الإدارة الصناعية ،
ووضعنا المادي ممتاز - ولله الحمد - ،
لكن أخاف مستقبلاً إذا تخرجت من الشريعة
أكون أقلَّ منهم ماديّاً ،فلذلك أود أن تنصحني ؛
لأنني بين أمرين مهمين في حياتي ، وشكراً . 
الجواب : 
 الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يكتب لك النجاح والتوفيق في دراستك ،
واختباراتك وأمورك كلها .
أولاً :
لاشك أن أعظم ما صرفت فيه الأوقات , وبذلت فيه الأموال :
طلب العلم الشرعي ؛ فإن الله تبارك وتعالى لم يثن في شيء
من كتابه كما أثنى على العلم ، وأهله ،
قال تعالى :
( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ )
الزمر/ 9 ،
وقال تعالى :
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 .
قال ابن كثير رحمه الله :
أي : إنما يخشاه حق خشيته : العلماء العارفون به ؛
لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم ، القدير ، العليم ،
الموصوف بصفات الكمال ، المنعوت بالأسماء الحسنى ,
كلما كانت المعرفة به أتمّ ، والعلم به أكمل :
كانت الخشية له أعظم ، وأكثر .
" تفسير ابن كثير " ( 6 / 544 ) .
وعن معاوية رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النبي صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )
رواه البخاري ( 71 ) ومسلم ( 1037 ) .
وعَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ
دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَيْتُكَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ
عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ ؟
قَالَ : لاَ ، قَالَ : وَلاَ جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ :
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
(مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا
إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ،
وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ
فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ
الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا
دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)
رواه الترمذي (2682) وأبو داود (3641) وابن ماجه (223) ،
وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " (1/17) .
قال ابن القيم رحمه الله
في وصف العلم الشرعي - :
وهو الحاكم ، المفرق بين الشك واليقين , والغي والرشاد ,
والهدى والضلال , وبه يُعرف الله ، ويُعبد ، ويُذكر ،
ويُوحد ، ويُحمد ، ويُمجد , وبه اهتدى إليه السالكون ,
ومن طريقه وصل إليه الواصلون , ومن بابه دخل عليه
القاصدون ،به تُعرف الشرائع والأحكام ،
ويتميز الحلال من الحرام ,
وبه توصل الأرحام , وبه تعرف مراضي الحبيب ،
وبمعرفتها ومتابعتها يوصل إليه من قريب , وهو إمام ،
والعمل مأموم , وهو قائد ، والعمل تابع , وهو الصاحب
في الغربة والمحدث في الخلوة ، والأنيس في الوحشة ,
والكاشف عن الشبهة , والغني الذي لا فقر على من ظفر
بكنزه , والكنف الذي لا ضيعة على من آوى إلى حرزه ؛
مذاكرته تسبيح , والبحث عنه جهاد , وطلبه قُربة ,
وبذله صدقة , ومدارسته تعدل بالصيام والقيام ,
والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام ،
قال الإمام أحمد رضي الله عنه :
" الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ؛
لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة
أو مرتين , وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه " ,
وروِّينا عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال :
" طلب العلم أفضل من صلاة النافلة "
مدارج السالكين " ( 2 / 469 ، 470 ) .
فلا ريب أن العلم الشرعي هو أفضل العلوم وأوْلاها ,
وبه يتحصل الإنسان خير الدنيا والآخرة ,
وهو مقدَّم على سائرالعلوم ،
لا سيما إذا خلصت فيه نية الإنسان ,
وكان له رغبة وهمَّة في تحصيله وطلبه .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 10471 ) . 
 نسأل الله تعالى أن يكتب لك النجاح والتوفيق في دراستك ،
واختباراتك وأمورك كلها .
أولاً :
لاشك أن أعظم ما صرفت فيه الأوقات , وبذلت فيه الأموال :
طلب العلم الشرعي ؛ فإن الله تبارك وتعالى لم يثن في شيء
من كتابه كما أثنى على العلم ، وأهله ،
قال تعالى :
( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ )
الزمر/ 9 ،
وقال تعالى :
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 .
قال ابن كثير رحمه الله :
أي : إنما يخشاه حق خشيته : العلماء العارفون به ؛
لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم ، القدير ، العليم ،
الموصوف بصفات الكمال ، المنعوت بالأسماء الحسنى ,
كلما كانت المعرفة به أتمّ ، والعلم به أكمل :
كانت الخشية له أعظم ، وأكثر .
" تفسير ابن كثير " ( 6 / 544 ) .
وعن معاوية رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النبي صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )
رواه البخاري ( 71 ) ومسلم ( 1037 ) .
وعَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ
دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَيْتُكَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ
عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ ؟
قَالَ : لاَ ، قَالَ : وَلاَ جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ :
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
(مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا
إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ،
وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ
فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ
الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا
دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)
رواه الترمذي (2682) وأبو داود (3641) وابن ماجه (223) ،
وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " (1/17) .
قال ابن القيم رحمه الله
في وصف العلم الشرعي - :
وهو الحاكم ، المفرق بين الشك واليقين , والغي والرشاد ,
والهدى والضلال , وبه يُعرف الله ، ويُعبد ، ويُذكر ،
ويُوحد ، ويُحمد ، ويُمجد , وبه اهتدى إليه السالكون ,
ومن طريقه وصل إليه الواصلون , ومن بابه دخل عليه
القاصدون ،به تُعرف الشرائع والأحكام ،
ويتميز الحلال من الحرام ,
وبه توصل الأرحام , وبه تعرف مراضي الحبيب ،
وبمعرفتها ومتابعتها يوصل إليه من قريب , وهو إمام ،
والعمل مأموم , وهو قائد ، والعمل تابع , وهو الصاحب
في الغربة والمحدث في الخلوة ، والأنيس في الوحشة ,
والكاشف عن الشبهة , والغني الذي لا فقر على من ظفر
بكنزه , والكنف الذي لا ضيعة على من آوى إلى حرزه ؛
مذاكرته تسبيح , والبحث عنه جهاد , وطلبه قُربة ,
وبذله صدقة , ومدارسته تعدل بالصيام والقيام ,
والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام ،
قال الإمام أحمد رضي الله عنه :
" الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ؛
لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة
أو مرتين , وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه " ,
وروِّينا عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال :
" طلب العلم أفضل من صلاة النافلة "
مدارج السالكين " ( 2 / 469 ، 470 ) .
فلا ريب أن العلم الشرعي هو أفضل العلوم وأوْلاها ,
وبه يتحصل الإنسان خير الدنيا والآخرة ,
وهو مقدَّم على سائرالعلوم ،
لا سيما إذا خلصت فيه نية الإنسان ,
وكان له رغبة وهمَّة في تحصيله وطلبه .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 10471 ) . 
ثانياً: 
حثَّ الإسلام على طلب الكفاية في العلوم الدنيوية ,
وجعل طلبها واجباً كفائيّاً , وخصوصاً إذا احتاجت الأمة
لتلك العلوم , كالعلوم العصرية المتقدمة .
فمَن تعلم العلوم الدنيوية ونيته أن يُصلح للمسلمين أمورَهم
في معاشهم , ورفع مكانتهم ، والاكتفاء عن الأمم الكافرة :
فلا شك أن أجره عظيم ، ويثاب على هذا العلم الذي يتعلمه ,
مع بيان أن الجمع بين العلوم الدينية والدنيوية أمر مقدور
عليه , ولا يتنافيان , وقد كان كثير من العلماء السابقين
يجمعون بين تخصصات مختلفة ، فابن قيم الجوزية رحمه الله
كان مبرزاً في العلوم الشرعية ، ولا تخفى مكانته فيه ,
وكذلك كان مبرزاً في علوم الطب , ولا أدل على ذلك من كتابه "
الطب النبوي " وهو الجزء الرابع من كتابه " زاد المعاد "
، وهكذا الحال مع علماء آخرين .
 حثَّ الإسلام على طلب الكفاية في العلوم الدنيوية ,
وجعل طلبها واجباً كفائيّاً , وخصوصاً إذا احتاجت الأمة
لتلك العلوم , كالعلوم العصرية المتقدمة .
فمَن تعلم العلوم الدنيوية ونيته أن يُصلح للمسلمين أمورَهم
في معاشهم , ورفع مكانتهم ، والاكتفاء عن الأمم الكافرة :
فلا شك أن أجره عظيم ، ويثاب على هذا العلم الذي يتعلمه ,
مع بيان أن الجمع بين العلوم الدينية والدنيوية أمر مقدور
عليه , ولا يتنافيان , وقد كان كثير من العلماء السابقين
يجمعون بين تخصصات مختلفة ، فابن قيم الجوزية رحمه الله
كان مبرزاً في العلوم الشرعية ، ولا تخفى مكانته فيه ,
وكذلك كان مبرزاً في علوم الطب , ولا أدل على ذلك من كتابه "
الطب النبوي " وهو الجزء الرابع من كتابه " زاد المعاد "
، وهكذا الحال مع علماء آخرين .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 2999 ) .
 ثالثاً: 
يجب أن يُعلم أنه لا بد للمسلم من أن يجرد نيته عن الحظوظ
الدنيوية في طلبه للعلم الشرعي , وأن يكون هدفه الأجر
والثواب من الله , فهذا أدعى لبقاء العلم ، وانتفاع صاحبه به ,
وقبول الناس له ، ولعلمه , فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رضي الله عنه قَالَ : لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ
عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ , وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لأَهْلِ الدُّنْيَا
لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ ، فَهَانُوا عَلَيْهِمْ ، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ : (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ
كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا
لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ)
رواه ابن ماجه ( 257 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
وعن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ
لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ
الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
رواه أبو داود ( 3664 ) وابن ماجه ( 252 ) ،
وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
عَرفها : يَعْنِي : رِيحَهَا .
وطلب العلم الشرعي لا يتوقف على الدراسة النظامية
في الكليات الشرعية ، غير أن الحصول على تلك الشهادة
صار مهماً حتى يتمكن طالب العلم من التدريس
والإمامة والخطابة ... ونفع الناس .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
في بيان آداب طلب العلم - :
"الأمر الأول : إخلاص النية لله عز وجل :
بأن يكون قصده بطلب العلم وجه الله ، والدار الآخرة ...
وإذا نوى الإنسان بطلب العلم الشرعي أن ينال شهادة ليتوصل
بها إلى مرتبة ، أو رتبة : فقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله
عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عَرَضاً من الدنيا لم يجد عرف
الجنة يوم القيامة ) - يعني : ريحها - ، وهذا وعيد شديد .
لكن لو قال طالب العلم : أنا أريد أن أنال الشهادة لا من أجل
حظ من الدنيا ، ولكن لأن النظُم أصبح مقياس العالم فيها
شهادته ، فنقول : إذا كانت نية الإنسان نيل الشهادة
من أجل نفع الخلق تعليماً ، أو إدارة ، أو نحوها : فهذه نية
سليمة ، لا تضره شيئاً ؛ لأنها نية حق" انتهى باختصار."
مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 26 / 65 ، 66 ) ، و " كتاب العلم " ( ص 21 ) .
رابعاً :
من المقرر في كتاب الله تعالى , وفي سنَّة النبي صلى الله عليه
وسلم : أن من اتقى الله تعالى : كفاه الله ما أهمه ، وأشغله ,
قال تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب ) الطلاق/ 2 ، 3 .
وقد تكفل الله تعالى برزق البلاد التي يتقي أهلها ربهم تعالى ،
فكيف بآحادهم ،
قال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ
مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ )
الأعراف/ 96 ،
وقال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) المائدة/ 66 .
فالشاهد : أن أهل الخير والتقوى والصلاح :
يكفيهم الله سبحانه
وتعالى أمر دنياهم ، فلا تخش - أخي السائل -
من المستقبل , وتأكد أن الله سيكفيك أمر دنياك ،
وآخرتك ، إن كانت نيتك في طلب العلم لله .
ولو ابتلي المؤمن بنقص في ماله ، أو دنياه :
فهو يحتسب ذلك لجنَّة عرضها السموات والأرض ،
أعدها الله للمتقين , ولتعلم أن المقياس في السعادة ،
والطمأنينة ، والراحة ، ليس في كثرة الأموال ،
أو الجاه ، وإنما في طاعة الله تعالى , فخير الأعمال
التي يندب الاشتغال لها : تعليم الناس الخير ,
فمعلِّم الناس الخير يستغفر له مَن في السموات ،
ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء , وهم أهل الخشية
والتقوى , ولهم المنزلة والجاه العظيم في الدنيا والآخرة.
فالنصيحة لك ما دامت همتك ، ومحبتك ، ورغبتك أن تطلب
العلم الشرعي : أن تسعى في تحصيل ذلك , ولا بأس أن تطلب
الشهادة مع ذلك , ولكن مع تجريد النية والإخلاص لله تعالى
في طلب العلم نفسه , وأن تكون هذه الشهادة عندك وسيلة
لنيل العلم ، وتعليم الناس ، والدعوة إلى الله تعالى ,
ووسيلة للعمل الذي تفرضه كثير من القوانين لكثير
من الوظائف ، ولا تخف من المستقبل من قلة مال ، أو دنيا ،
أو عدم إيجاد وظيفة ؛ فالله سبحانه سيكفيك هموم ذلك كله ,
فمن صدق الله صدق الله معه .
وبما أن أهلك من المثقفين ، والعقلاء :
فيمكنك إقناعهم بدراسة الشريعة بسهولة ، وذلك بإخبارهم
أن هذه رغبتك ، وهم يعلمون أن دراسة ما لا رغبة فيه :
فاشلة ، ولا تؤتي ثمارها ، وأن دراسة ما فيه رغبة :
فيها النجاح ، والإبداع ، والراحة .
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطيك ما تتمنى ،
وأن يجعلك من أهل العلم ، وطلبته .
 يجب أن يُعلم أنه لا بد للمسلم من أن يجرد نيته عن الحظوظ
الدنيوية في طلبه للعلم الشرعي , وأن يكون هدفه الأجر
والثواب من الله , فهذا أدعى لبقاء العلم ، وانتفاع صاحبه به ,
وقبول الناس له ، ولعلمه , فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رضي الله عنه قَالَ : لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ
عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ , وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لأَهْلِ الدُّنْيَا
لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ ، فَهَانُوا عَلَيْهِمْ ، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ : (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ
كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا
لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ)
رواه ابن ماجه ( 257 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
وعن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ
لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ
الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
رواه أبو داود ( 3664 ) وابن ماجه ( 252 ) ،
وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
عَرفها : يَعْنِي : رِيحَهَا .
وطلب العلم الشرعي لا يتوقف على الدراسة النظامية
في الكليات الشرعية ، غير أن الحصول على تلك الشهادة
صار مهماً حتى يتمكن طالب العلم من التدريس
والإمامة والخطابة ... ونفع الناس .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
في بيان آداب طلب العلم - :
"الأمر الأول : إخلاص النية لله عز وجل :
بأن يكون قصده بطلب العلم وجه الله ، والدار الآخرة ...
وإذا نوى الإنسان بطلب العلم الشرعي أن ينال شهادة ليتوصل
بها إلى مرتبة ، أو رتبة : فقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله
عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عَرَضاً من الدنيا لم يجد عرف
الجنة يوم القيامة ) - يعني : ريحها - ، وهذا وعيد شديد .
لكن لو قال طالب العلم : أنا أريد أن أنال الشهادة لا من أجل
حظ من الدنيا ، ولكن لأن النظُم أصبح مقياس العالم فيها
شهادته ، فنقول : إذا كانت نية الإنسان نيل الشهادة
من أجل نفع الخلق تعليماً ، أو إدارة ، أو نحوها : فهذه نية
سليمة ، لا تضره شيئاً ؛ لأنها نية حق" انتهى باختصار."
مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 26 / 65 ، 66 ) ، و " كتاب العلم " ( ص 21 ) .
رابعاً :
من المقرر في كتاب الله تعالى , وفي سنَّة النبي صلى الله عليه
وسلم : أن من اتقى الله تعالى : كفاه الله ما أهمه ، وأشغله ,
قال تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب ) الطلاق/ 2 ، 3 .
وقد تكفل الله تعالى برزق البلاد التي يتقي أهلها ربهم تعالى ،
فكيف بآحادهم ،
قال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ
مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ )
الأعراف/ 96 ،
وقال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) المائدة/ 66 .
فالشاهد : أن أهل الخير والتقوى والصلاح :
يكفيهم الله سبحانه
وتعالى أمر دنياهم ، فلا تخش - أخي السائل -
من المستقبل , وتأكد أن الله سيكفيك أمر دنياك ،
وآخرتك ، إن كانت نيتك في طلب العلم لله .
ولو ابتلي المؤمن بنقص في ماله ، أو دنياه :
فهو يحتسب ذلك لجنَّة عرضها السموات والأرض ،
أعدها الله للمتقين , ولتعلم أن المقياس في السعادة ،
والطمأنينة ، والراحة ، ليس في كثرة الأموال ،
أو الجاه ، وإنما في طاعة الله تعالى , فخير الأعمال
التي يندب الاشتغال لها : تعليم الناس الخير ,
فمعلِّم الناس الخير يستغفر له مَن في السموات ،
ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء , وهم أهل الخشية
والتقوى , ولهم المنزلة والجاه العظيم في الدنيا والآخرة.
فالنصيحة لك ما دامت همتك ، ومحبتك ، ورغبتك أن تطلب
العلم الشرعي : أن تسعى في تحصيل ذلك , ولا بأس أن تطلب
الشهادة مع ذلك , ولكن مع تجريد النية والإخلاص لله تعالى
في طلب العلم نفسه , وأن تكون هذه الشهادة عندك وسيلة
لنيل العلم ، وتعليم الناس ، والدعوة إلى الله تعالى ,
ووسيلة للعمل الذي تفرضه كثير من القوانين لكثير
من الوظائف ، ولا تخف من المستقبل من قلة مال ، أو دنيا ،
أو عدم إيجاد وظيفة ؛ فالله سبحانه سيكفيك هموم ذلك كله ,
فمن صدق الله صدق الله معه .
وبما أن أهلك من المثقفين ، والعقلاء :
فيمكنك إقناعهم بدراسة الشريعة بسهولة ، وذلك بإخبارهم
أن هذه رغبتك ، وهم يعلمون أن دراسة ما لا رغبة فيه :
فاشلة ، ولا تؤتي ثمارها ، وأن دراسة ما فيه رغبة :
فيها النجاح ، والإبداع ، والراحة .
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطيك ما تتمنى ،
وأن يجعلك من أهل العلم ، وطلبته .
وانظر  للأهمية  جواب السؤال رقم : ( 110419 ) .
 والله أعلم 
 المصدر : الاسلام سؤال وجواب
[/frame] 
	 
 
		 
 
		 
	 
	 
	 
	 
 
		 
 
		