[frame="2 10"] 
 
تسعيني يبدأ تعليمه الابتدائي مع أحفاده ليصبح عالم شريعة
 
 
 
		 
	
 
لم يتبق له سوى عامين كي يبلغ التسعين من عمره،
إلا أن "أبو بكر محمد" عاد ليجلس على مقاعد المدرسة
الابتدائية مع خطة طموحة تمتد إلى ما بعد عامه المائة
كي يحصل على الدكتوراه في الشريعة.
ويقول محمد وهو ممسك بقلمه ويحيطه زملاؤه
-الذين هم دون العاشرة- "سنّي لا يقف عائقا بوجهي.
وهدفي الأكبر هو حيازة شهادة دكتوراه في الدين
قبل مغادرة هذا العالم".
ويضيف "الدرس الأهم الذي تعلمته هو أن الحياة بلا علم
لا قيمة لها. وسأبذل قصارى جهدي لأحصل على شهادة
الدكتوراه طالما أنا حي أرزق"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن هذا الحلم لا يزال بعيد المنال بعض الشيء،
فهو ينمّي في الوقت الراهن مهارات القراءة والكتابة،
وفي حال تابع تحصيله المدرسي والجامعي بالنمط نفسه
كباقي التلاميذ لن يحقق حلمه قبل بلوغ عامه العشرين
بعد المائة.
وبدأ الجد محمد مشواره التعليمي بعد تقاعده من عمله
في البناء في العام 2008، التحق محمد بالمدرسة النيجيرية
المصرية الخاصة لتعليم الفقه الإسلامي،
بالإضافة إلى المواد الدراسية العادية.
وللشيخ النيجيري ثمانية أبناء وأكثر من ستين حفيدا،
وهو يجتاز مسافة ستة كيلومترات يوميا بالحافلة للوصول
إلى المدرسة، ويساعده أبناؤه في الدراسة،
بما أنهم تابعوا تحصيلهم العلمي.
ويقول ابنه ساني -(42 سنة) وهو أستاذ جامعي-
"فرحت جدا حين علمت بأنه يخطط للذهاب إلى المدرسة،
وكذلك فرح إخوتي..
نقدم له جميعنا الدعم المعنوي والمادي ليحقق حلمه.
نحن فخورون جدا به".
كان هدف محمد الأول التمكن من قراءة القرآن،
وحين تمكن من ذلك نوعا ما أراد أن يصبح عالم دين ليلقن
تعاليم الإسلام للناطقين باللغة الإنجليزية من غير المسلمين.
إلا أنه يحتاج لـ25 سنة على الأقل لينجز مراحل التعليم
المدرسية والجامعية الضرورية لحيازته شهادة الدكتوراه.
 
التلميذ.. "بابا"
 
ويلقي قراره الضوء على نسبة غير الأميين المتدنية جدا
في ولاية كانو التي تضم عشرة ملايين نسمة،
إذ لا تتعدى نسبة الذين يتقنون القراءة والكتابة 34%
بحسب وكالة كانو لمحو الأمية.
إلا أن "محمد" كان من بين الأقل حظوة الذين لم تتسن لهم
فرصة الذهاب إلى المدرسة، وعوضا عن إرساله إلى المدرسة،
أرسله والده إلى أحد عمال البناء ليتعلم هذه المهنة
التي سمحت له بتقاضي أجر جيد، وعيش حياة كريمة،
وتعليم أبنائه الثمانية.
ولا ينزعج محمد من فارق السن بينه وبين زملائه الذين
يلقبونه "بابا" كما يفعل المعلمون أيضا، ويقول بهذا الشأن
"يسعدني أن أكون محاطا بهؤلاء الأطفال؛ فوجودهم يشجعني؛
مع أن عمرهم لا يتجاوز عمر أحفادي..
في الواقع يتعلم اثنان من أحفادي في هذه المدرسة،
صبي وفتاة، وحفيدتي التي تبلغ الثامنة من العمر
في الصف الثالث، فيما أنا في الصف الثاني،
وهذا لا يزعجني أبدا".
ويؤكد المعلمون والتلاميذ أن محمد يحرز تقدما،
فيقول مدير المدرسة، سليمان حسين "إنه في المرتبة الرابعة
في صفه. يتعلم بسرعة. من المدهش تكيفه مع البيئة
المدرسية. فهو يتصرف كأنه في السابعة ويتفق مع التلامذة
كلهم ولا يريد أن يعامَل بطريقة مختلفة عنهم".
أما زميلته فاطمة فتقول "نحن نستمتع بالتعلم مع بابا،
كما أننا نفرح جدا حين نلعب معه.
إنه أفضل صديق لي في المدرسة".
ويقول: تحسنت نسبة غير الأميين في نيجيريا في السنوات
الأخيرة؛ إذ ارتفعت من 55.3% في العام 2003
إلى 69.1% هذا العام، على ما تفيد وزارة التربية
 
 
[/frame]
				
			تسعيني يبدأ تعليمه الابتدائي مع أحفاده ليصبح عالم شريعة
 
		
		
	
	 
	لم يتبق له سوى عامين كي يبلغ التسعين من عمره،
إلا أن "أبو بكر محمد" عاد ليجلس على مقاعد المدرسة
الابتدائية مع خطة طموحة تمتد إلى ما بعد عامه المائة
كي يحصل على الدكتوراه في الشريعة.
ويقول محمد وهو ممسك بقلمه ويحيطه زملاؤه
-الذين هم دون العاشرة- "سنّي لا يقف عائقا بوجهي.
وهدفي الأكبر هو حيازة شهادة دكتوراه في الدين
قبل مغادرة هذا العالم".
ويضيف "الدرس الأهم الذي تعلمته هو أن الحياة بلا علم
لا قيمة لها. وسأبذل قصارى جهدي لأحصل على شهادة
الدكتوراه طالما أنا حي أرزق"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن هذا الحلم لا يزال بعيد المنال بعض الشيء،
فهو ينمّي في الوقت الراهن مهارات القراءة والكتابة،
وفي حال تابع تحصيله المدرسي والجامعي بالنمط نفسه
كباقي التلاميذ لن يحقق حلمه قبل بلوغ عامه العشرين
بعد المائة.
وبدأ الجد محمد مشواره التعليمي بعد تقاعده من عمله
في البناء في العام 2008، التحق محمد بالمدرسة النيجيرية
المصرية الخاصة لتعليم الفقه الإسلامي،
بالإضافة إلى المواد الدراسية العادية.
وللشيخ النيجيري ثمانية أبناء وأكثر من ستين حفيدا،
وهو يجتاز مسافة ستة كيلومترات يوميا بالحافلة للوصول
إلى المدرسة، ويساعده أبناؤه في الدراسة،
بما أنهم تابعوا تحصيلهم العلمي.
ويقول ابنه ساني -(42 سنة) وهو أستاذ جامعي-
"فرحت جدا حين علمت بأنه يخطط للذهاب إلى المدرسة،
وكذلك فرح إخوتي..
نقدم له جميعنا الدعم المعنوي والمادي ليحقق حلمه.
نحن فخورون جدا به".
كان هدف محمد الأول التمكن من قراءة القرآن،
وحين تمكن من ذلك نوعا ما أراد أن يصبح عالم دين ليلقن
تعاليم الإسلام للناطقين باللغة الإنجليزية من غير المسلمين.
إلا أنه يحتاج لـ25 سنة على الأقل لينجز مراحل التعليم
المدرسية والجامعية الضرورية لحيازته شهادة الدكتوراه.
التلميذ.. "بابا"
ويلقي قراره الضوء على نسبة غير الأميين المتدنية جدا
في ولاية كانو التي تضم عشرة ملايين نسمة،
إذ لا تتعدى نسبة الذين يتقنون القراءة والكتابة 34%
بحسب وكالة كانو لمحو الأمية.
إلا أن "محمد" كان من بين الأقل حظوة الذين لم تتسن لهم
فرصة الذهاب إلى المدرسة، وعوضا عن إرساله إلى المدرسة،
أرسله والده إلى أحد عمال البناء ليتعلم هذه المهنة
التي سمحت له بتقاضي أجر جيد، وعيش حياة كريمة،
وتعليم أبنائه الثمانية.
ولا ينزعج محمد من فارق السن بينه وبين زملائه الذين
يلقبونه "بابا" كما يفعل المعلمون أيضا، ويقول بهذا الشأن
"يسعدني أن أكون محاطا بهؤلاء الأطفال؛ فوجودهم يشجعني؛
مع أن عمرهم لا يتجاوز عمر أحفادي..
في الواقع يتعلم اثنان من أحفادي في هذه المدرسة،
صبي وفتاة، وحفيدتي التي تبلغ الثامنة من العمر
في الصف الثالث، فيما أنا في الصف الثاني،
وهذا لا يزعجني أبدا".
ويؤكد المعلمون والتلاميذ أن محمد يحرز تقدما،
فيقول مدير المدرسة، سليمان حسين "إنه في المرتبة الرابعة
في صفه. يتعلم بسرعة. من المدهش تكيفه مع البيئة
المدرسية. فهو يتصرف كأنه في السابعة ويتفق مع التلامذة
كلهم ولا يريد أن يعامَل بطريقة مختلفة عنهم".
أما زميلته فاطمة فتقول "نحن نستمتع بالتعلم مع بابا،
كما أننا نفرح جدا حين نلعب معه.
إنه أفضل صديق لي في المدرسة".
ويقول: تحسنت نسبة غير الأميين في نيجيريا في السنوات
الأخيرة؛ إذ ارتفعت من 55.3% في العام 2003
إلى 69.1% هذا العام، على ما تفيد وزارة التربية
[/frame]
 
	 
 
		 
 
		 
 
		 
	 
	