فريد بخيت
كاتب مميز
- إنضم
- 25 أكتوبر 2009
-
- المشاركات
- 198
-
- مستوى التفاعل
- 0
ذكر الإمام الشافعي رحمه الله أبياتاً عن السفر ، فقال :
تغرَّب عن الأوطانِ في طلب العلا * * * وسافر ففي الأسفار خمسُ فوائدِ
تفـرُّجُ همٍّ ، واكتسـابُ معيشةٍ * * * وعلمٌ ، وآدابٌ ، وصحبة ماجِدِ
فإن قيـلَ في الأسـفار ذلٌّ ومحنةٌ * * * وقطعُ الفيافي ، وارتكابُ الشدائدِ
فموتُ الفـتى خيرٌ له من قيـامه * * * بدارِ هـوانٍ بين واشٍ وحــاسِدِ
تغرَّب عن الأوطانِ في طلب العلا * * * وسافر ففي الأسفار خمسُ فوائدِ
تفـرُّجُ همٍّ ، واكتسـابُ معيشةٍ * * * وعلمٌ ، وآدابٌ ، وصحبة ماجِدِ
فإن قيـلَ في الأسـفار ذلٌّ ومحنةٌ * * * وقطعُ الفيافي ، وارتكابُ الشدائدِ
فموتُ الفـتى خيرٌ له من قيـامه * * * بدارِ هـوانٍ بين واشٍ وحــاسِدِ
* * * *
إنَّ التعرُّف على الشعوبِ وحضاراتهم وثقافاتهم من الأمورِ المهمَّة للإنسان ؛ حتى يستطيع أن يقوِّم وضعه الحالي ، والازديادِ في معرفةِ أحوال الطبقاتِ الأخرى ، ولايمكن للمرء أنْ يجمع تلك الثقافات والحضارات عن طريق القراءة فقط ويحكم على ذلك من جانبٍ واحد ، فربما سينالُ بعضاً من تلك الأحوال ، لكنَّ الذي يَشُقُّ أطراف الأرضِ يمنةً ويسْرة تتكون لديه خبرةٌ كافية لتلك الشعوب .
والسفر أو السياحة ؛ هوايةُ العديد من النَّاس ، بل هي كـ ( الإدمان ) عندما يعتادُ على شيء ، وهي متعة يجدها المرء في التعرُّف على بلادٍ تعيش تحت سماء واحد وأرضٍ واحدة ، وبلا شك فالحضارات والثقافات لتلك المعالم والبلاد لم تأتِ من فراغ ، بل هي تجميعٌ وأرصِدةٌ ظلَّتْ لمئاتِ السنين ، وإن محاولة فهمِ ثقافات الشعوب ثروةٌ ممتعة ؛ حتى يستطيع المرء أنْ يحكمَ على أي بلدٍ برؤيةٍ واضحة وبأبعادٍ رآها ، بل ويمكن أن يفهم أنماطَ الحياة الأخرى لتلك البلاد ، فلا يمكنْ لنا أن نحكم على طبيعةِ بلادٍ أخرى ونحن نعيش في بلدٍ آخر ، إلاَّ عن مجموعة من الطرق ؛ ومنها السفر .
قد يُصبح السفر عالَّةٌ على المرء وفاشلة ، وقد نرى بعضاً من الأُسر تأخذ أفرادها جميعاً إلى بلادٍ بعيدة دون فهمِ نمطِ الحياةِ فيها أو تجربةٍ سابقة وظنَّاً منها بأنها مشابهة لحالنا أو لبلادٍ أخرى ، ثم يتفاجأ رب الأسرة بإنحرافات في سلوكيَّاتِ أبنائه وبناته ، بل وحتى في سلوكِ رب الأسرة ، ثم يصبُّ جمَّ غضبه على أن السفر ليست لها فوائد وأنها مضرِّة ، بل ويصل به الأمر أنْ يحكي تجربته أمام الآخرين بأنه جرَّب الأسفار فرأى أنها لاتنفع ، إذن فالمشكلة تكمن في ( الثقافة ) ثقافتنا تجاه السفر ، فالثقافة عند البعضِ هي اللهو والاستجمام المفتوح ، فنرى من يقوم بالذهاب إلى أماكن اللهوِ المحرم ، بل ويتمادى ويبالغ في ذلك ، إلى أن يصل به الأمر إمَّا بموتٍ مفاجئ ، أمْ بسجنه في بلادٍ بعيدة أم بتفكك في أسرته ، ( فلابدَّ من فهم ثقافة السفر ) فلماذا نسافر ؟ ولماذا نذهب إلى بلدانٍ بعيدة ، وربما لو أراد بعضنا أن يكونَ له كنوز الدنيا لكي يلف هذا العالم مئات المرات ، وأن يقع على كل بلدٍ يراه لفعل ذلك دون تردد .
إذن فلا بدَّ من النظر نحو الثقافة التي نحملها تجاه السفر ، فهي مفهوم السياحة بالنظرة الإيجابيَّة التي لا بدَّ أن يفهمها الإنسان الواعي ، ففي السياحة تعريف بأخلاق المجتمعات الأخرى وطريقة حياتهم المختلفة الجوانب ، الاجتماعيَّة والاقتصادية والدينية ، ولكل بلدٍ هويَّته وكيانه فلا يمكن لشخصٍ واحد أنْ يسافر ويقوم بزرع حياته وتغيير نمط حياة بلدٍ كامل يحتضن ثقافة لمئات السنين ، فلذلك يحبُّ التجار السفر طوال العام ، وكذلك الدعاة فهم يرون عقولاً مختلفة ، وأنماطاً من الحياةِ المتقلِّبة .
( كُن سفيراً لأخلاقِكَ ) ، وهذه المقولة هي التي لابدَّ أن يضعها المرء أمامَ عينيه ، فلا بدَّ أن يكون المرء محافظاً على أخلاقه ودينه ، وثابتاً ومحافظاً على مبادئه ، لأنَّ السائح أو المسافر يمثل كيانّ أمَّةٍ محافظة وثابتةُ المبادئ ، وإذا كنَّا لا نستطيع أن ندعو غيرنا إلى ديننا الحنيف في أسفارنا ورحلاتنا ، فأقل القليل بأن ندعوهم بأخلاقنا الحميدة ، والتي هيَ مبادئنا الثابتة .
( أتمنى من جميع الطلاب والطالبات ، بأن يوفقهم الله تبارك وتعالى في امتحاناتهم ، وأن يجعل لهم هذه الامتحانات بداية الإنطلاقه نحو تحقيق الأمنيات )
اسم الموضوع : ثقافةُ السياحة
|
المصدر : النقاش والحوار
