صلة الأرحام ودورها في توطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية

ابوحمد

مراقب قسم عالم الرياضة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : { وأولو الأرحامِ بَعْضهُمْ أولى ببعضٍ في كتابِ الله }. (الأحزاب / 6) )

بهدف تعزيز الروابط والعلائق الاجتماعية المتماسكة بين ذوي الرحم والقُربى، دعا الإسلام الإنسان إلى صلة الرحم بكل ما يوطد العلاقة، ويعزز الرابطة النفسية والوجدانية مع رحمه وذوي قرباه، بسبل شتَّى كتفقّد احوالهم، والأهتمام بشؤونهم، وحلّ مشاكلهم، وتقديم الهدية والتهنئة بما يسرّهم،والتعزية بما يؤلمهم وعيادة مريضهم، كما حثّ على الزيارة والصلة بالسلام والتحية والتواصل باطعام الطعام والدعوة إلى تناوله، كلّ ذلك، ممّا يحقّق رضى الله سبحانه، ويقوّي بُنية المجتمع الإسلامي، ويحلّ مشاكله، ويساهم في تكوين وضع نفسي سوي عند الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة والإهمال وعدم الاعتناء بشخصيّاتهم، ولنا في رسول الله قدوة حسنة فقد روي عنه قوله (صلى الله عليه وسلم ): (( صلوا أرحامكم ولو بالسلام ) ..

35.gif


معنى الرحم وصلة الرحم :

قال الراغب الأصفهاني : ( الرحم : رحـم المرأة .. ومنه استعير الرحم للقـرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة ) .
والمراد بالرحم : الأقرباء في طرفي الرجل والمرأة من ناحية الأب والأم . ومعنى صلة الرحم : الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل ، ويدخل في ذلك زيارتهم ، وتفقد أحوالهم ، والسؤال عنهم ، ومساعدة المحتاج منهم ، والسعي في مصالحهم



35.gif


بمن توصل الرحم؟

الصلة تكون بالفعل وهو الإحسان، أوبالترك وهو كف الأذى، وهي درجات دنيا وعليا.


أولاً: صلة الرحم العامة:

وهي رحم الدين، ووشيجة التقوى، فإنها تحصل بالآتي:

1. التناصح والتشاور.

2. التوادد.

3. العدل والإنصاف.

4. القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة على قدر الطاقة.

5. التعليم، والإرشاد، والتوجيه.

6. الأمر والنهي.

7. الشفاعة الحسنة.

8. تحمل الأذى.

9. كفُّ الأذى عنهم، وهذا أضعف الإيمان أن يكفَّ الإنسان أذاه عن إخوانه المسلمين.



ثانياً: صلة الرحم الخاصة:

وهم جميع القرابات من جهة النسب، من قبل الأم والأب، وهؤلاء صلتهم عامة كذلك وخاصة:

(أ‌) الصلة العامة

وهي شاملة لجميع حقوق الصلة لعامة المسلمين التي ذكرناها آنفاً.

(ب‌) صلة خاصة

وهي زيادة حقوق على حقوق المسلم العامة.

على المرء أن يسع جميع أرحامه بالحقوق العامة والخاصة، فإن تزاحمت أرحامُه فعليه أن يصل الأقرب فالأقرب، كما ورد في الحديث: "من أحقُّ الناس بحسن صحابتي"، الذي جاء فيه: "ثم أدناك أدناك".


وفي الجملة فإن الصلة الخاصة تكون بالآتي:

الحد الأدنى

وهذا يحصل بـ:


1. السلام.

2. طلاقة الوجه، التبسم.

3. كف الأذى.

الحد الأعلى

وهذا يحصل بـ:

1. الزيارة.

2. عيادة المريض.

3. الإهداء.

4. الإنفاق على المعسرين.

5. المشاركة في الأفراح والأتراح.

6. التهنئة بالأعياد، وليس للمسلمين سوى عيدي الفطر والأضحى.

7. تمييزهم على غيرهم في الصدقات الواجبة والصدقات التطوعية.

8. تمييزهم في الشفاعات الحسنة.

9. تمييزهم في التوجيه والتعليم.

10. تمييزهم على غيرهم في الجيرة.

11. تمييزهم على غيرهم في تحمل الأذى.



35.gif


ولصلة الرحم آثار تربوية، وانعكاسات تكاملية على النفس والأخلاق البشرية،
وتلك الآثار السلوكية التي تنتج عن صلة الرحم والتي هي المحبّة في الأهل، وحسن الخلق، والكرم في المال، وطيب النفس، لَحَريَّةٌ بأنّ تساهم مساهمة فعّالة في تكوين الشخصية الاجتماعية السويّة، وتشارك في بناء الأخلاق الاجتماعية، وتمتين روابط المجتمع.

وتحدّث القرآن عن حقّ الجار ذي القُربى، وأكّده، وخصّه بالعناية من الحبّ والاحترام والتعاطف والزيارة والتواصل بالبرّ والإحسان.
قال تعالى:
(واعبدوا اللهَ ولا تُشْركوا بِهِ شيئاً وبالوالدينِ إحساناً وبذي القُربى واليَتامى والمساكين والجار ذي القُربى والجار الجُنُب والصاحِب بالجَنْبِ وابن السبيلِ وما مَلَكَتْ أيمانُكُمْ إنّ اللهَ لا يُحبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخوراً ). (النساء / 36)

فالقرآن في هذا البيان قد دعا إلى فعل البرّ والإحسان إلى الوالدين وذي القربى من غير فخر أو تكبّر عليهم، وثبّت حقّاً من حقوق ذوي القُربى، وهو حقّ الجوار، فثبّت له حقّين: حقّ الجوار، وحقّ القُربى بالإحسان.
وواصل بين توحيد الله وعبادته، وبين فعل البرّ وتنظيم العلائق الاجتماعية بين الناس على أساس منهما.
وقد فتح القرآن آفاق التعامل الاجتماعي بين الأرحام في دخول البيوت، وتناول الطعام، لرفع الحواجز النفسيّة بينهم، وإشعارهم بقوّة الرابطة وعمقها.
تناول الطعام في بيوت أولئك الأقارب، من غير إذن منهم ولا رخصة،

قال تعالى:
(لَيسَ على الأعمى حَرَجٌ ولا على الأعرجِ حَرَجٌ ولا على المَريضِ حَرَجٌ ولا على أنْفُسِكُمْ أنْ تأكلوا من بُيوِتكُمْ أو بُيوتِ آبائكُمْ أو بُيوتِ أُمّهاتِكُمْ أو بُيوتِ إخوانِكُمْ أو بيوتِ أخواتِكُمْ أو بُيوتِ أعمامِكُمْ أو بُيوتِ عَمّاتِكُمْ أو بُيوتِ أخوالِكُمْ أو بُيوتِ خالاتِكُمْ ).(النور / 61)


35.gif


الاُسرة هي اللبنة الاُولى لتكوين المجتمع ، وهي الخلية التي تقوم بتنشئة العنصر الإنساني وتشكيل دعائم البناء الاجتماعي ، وهي نقطة البدء المؤثرة في جميع مرافق المجتمع ، وفي جميع مراحل حياته إيجاباً وسلباً ، ولهذا أبدى الإسلام عناية خاصة بالاُسرة ، فوضع القواعد الأساسية في تنظيمها وضبط شؤونها من حيث علاقات أفرادها في داخلها ، وعلاقاتهم مع المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه.
ف صلة الأرحام من السنن الالهية المودعة في فطرة الإنسان هي الارتباط الروحي والعاطفي بأرحامه وأقاربه ، وهي سُنّة ثابتة يكاد يتساوى فيها أبناء البشر ، فالحب المودع في القلب هو العلقة الروحية المهيمنة على علاقات الإنسان بأقاربه ، وهو قد يتفاوت تبعاً للقرب والبعد النسبي إلاّ أنّه لايتخلّف بالكلية.
ولقد راعى الإسلام هذه الرابطة ، ودعا إلى تعميقها في الواقع ، وتحويلها إلى مَعلَم منظور ، وظاهرة واقعية تترجم فيه الرابطة الروحية إلى حركة سلوكية وعمل ميداني.

انظروا كيف قرن تعالى بين التقوى وصلة الأرحام ، فقال : ( ... واتّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ بهِ والارحامَ إنّ اللهَ كانَ عليكُم رقيباً ) سورة النساء : آية رقم 1

وذكر صلة القربى في سياق أوامره بالعدل والاحسان ، فقال : ( إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاء ذِى القُربى وينَهى عن الفحشَاءِ والمنكرِ والبَغي يَعظُكُم لعلّكُم تَذكَّرونَ ) النحل آية 90 .


وبالاضافة إلى الصلة الروحية دعا إلى الصلة المادية ، وجعلها مصداقاً للبرّ، فقال تعالى : ( ... ولكنَّ البِرَّ مَن ... ..... وآتى المالَ على حُبّه ذوى القُربى واليَتَامى والمسَاكِينَ وابنَ السَّبيلِ والسَّآئلينَ وفي الرقابِ وأقامَ الصَّلاةِ وءاتَى الزَّكاةَ والمُوفُونَ بِعَهدِهِم إذا عاهَدُوا والصَّابرينَ في البأسآءِ والضَّرَّآءِ وَحِينَ البأسِ أُولئِكَ الَّذينَ صَدَقُوا وأُولئكَ هُمُ المُتَّقُونَ ) البقرة : 177 .
35.gif



صلة الأرحام في الأحاديث الشريفة :

لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلة الأرحام في جميع الأحوال ، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظاً على الأواصر والعلاقات ، وترسيخاً لمبادىء الحب والتعاون والوئام.

عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[ الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ] . رواه مسلم.

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] رواه البخاري


عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ] . رواه البخاري

وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : (أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أصل رحمي وإن أدبَرَت)


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه))


وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّربالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم))



ومما جاء في فضل صلة الأرحام في الحديث الشريف أنها خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ، وأنها أعجل الخير ثواباً ، وأنها أحبّ الخطى التي تقرب العبد إلى الله زلفى ، وتزيد في ايمانه.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه »

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أعجل الخير ثواباً صلة الرحم ، وأسرع الشر عقاباً البغي »


ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليه السلام حقوق الأرحام تبعاً لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : « وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول »


وتتجلى مظاهر الصلة بالاحترام والتقدير والزيارات المستمرة وتفقد أوضاعهم الروحية والمادية ، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم ، وكفّ الأذى عنهم.
ولقد دعا علي بن أبي طالب رضى الله عنه إلى تفقّد أحوال الأرحام المادية وإشباعها ، فقال : « ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فإنّما تقبض منه عنهم يد واحدة ، وتقبض منهم عنه أيدٍ كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة »

وأدنى الصلة هي الصلة بالسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « صلوا أرحامكم ولو بالسلام »



akhlaq75.jpg


الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك :

المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل ، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها ، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن ، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك يمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ]. رواه البخاري .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] . رواه مسلم .
والمَلّ: الرماد الحار ، قال النووي : يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخال الأذى عليه .
ففي الحديث عزاء لكثير من الناس الذين ابتلوا بأقارب سيئين يقابلون الإحسان بالإساءة ويقابلون المعروف بالمنكر فهؤلاء هم الخاسرون



akhlaq77.jpg


قطيعة الارحام:

قال الله تعالى: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) . سورة محمد:32-33 .

إن الإساءة إلى الأرحام ، أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل بل إن ذلك جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب. وإن الإنسان منا ليسؤوه أشد الإساءة ما يراه بعيـنه أو يسمعه بأذنيه من قطيـعة لأقرب الأرحام الذين فُطر الإنسان على حبهم وبرهم وإكرامهم ، حتى أصبح من الأمور المعتادة أن نسمع أن أحد الوالدين أضطر إلى اللجوء للمحكمة لينال حقه من النفقة أو يطلب حمايته من ابنه ، هذا الذي كان سبب وجوده .
ولا يفعل مثل هذا الجرم إلا الإنسان الذي قسا قلبه وقلت مروءته وانعدم إحساسه بالمسؤولية .



35.gif


قطيعة الأرحام في الأحاديث الشريفة :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن خمر ، ومدمن سحر ، وقاطع رحم »
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة : قاطع رحم ، وجار السوء »
وقطيعة الرحم موجبة للحرمان من البركات الالهية ، كنزول الملائكة وقبول الأعمال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم »
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ أعمال بني آدم تعرض كلّ عشية خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم »

عن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ] . رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة : قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى قال : فذلك لك ] . رواه البخاري



وقطيعة الرحم من الذنوب التي تعجّل الفناء
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخوف على المسلمين من قطيعتهم لأرحامهم ، وكان يقول : « إنّي أخاف عليكم استخفافاً بالدين ، ومنع الحكم ، وقطيعة الرحم ، وأن تتّخذوا القرآن مزامير ، تقدّمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين »

ومقابلة القطيعة بالقطيعة ظاهرة سلبية في العلاقات ، وهي موجبة لعدم رضا الله تعالى عن الجميع ، ففي رواية أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (يا رسول الله ، أهل بيتي أبوا إلاّ توثّباً عليَّ وقطيعة لي وشتيمة ، فأرفضهم ؟) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إذن يرفضكم الله جميعاً » قال : كيف أصنع ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمَّن ظلمك ، فانك إذا فعلت ذلك ، كان لك من الله عليهم ظهير »


35.gif


الآثار الروحية والمادية لصلة الأرحام وقطيعتها :


لصلة الارحام آثار ايجابية في الحياة الإنسانية بجميع مقوماتها الروحية والخلقية والمادية . وصلة الرحم تزيد في العمر . والواصل لأرحامه يكون محل احترام وتقدير من قبلهم ومن قبل المجتمع ، وهو أقدر من غيره على التعايش مع سائر الناس ، لقدرته على إقامة العلاقات الحسنة ، ويمكنه أن يؤدي دوره الاجتماعي على أحسن وجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأداء مسؤوليته في البناء المدني والحضاري باعتباره عنصر مرغوب فيه ، وبعكسه القاطع لرحمه ، فإنّه يفقد تأثيره في المجتمع ، لعدم الوثوق بنواياه وممارساته العملية.

35.gif


إذا كيف نصل الرحم لننجــوا بأنفسنا :

هناك عدة أمور تجعل صلة الرحم مستمرة و صالحة مستقيمة ..

1- زيارتهم وتفقّد أحوالهم والسؤال عنهم والإهداء إليهم لأن الهدية تزيد الود والمحبة .كما قال صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا )

2- وإنزالهم منازلهم والتصدق على فقيرهم والتلطف مع غنيهم وتوقير كبيرهم ورحمة بصغيرهم وضعفتهم ؛؛ قال صلى الله عليه وسلم لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَاوَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ْ

3- كثرة السؤال عنهم وإن كنت بعيد عنهم : تصلهم عبر الرسالة أو المكالمة الهاتفية.أورسالة ألكترونية وغيرة من وسائل الإتصال الكثيرة يسخرها الإنسان لصالحه .

4- يقوم باستضافتهم وحسن استقبالهم وإعزازهم وإعلاء شأنهم وصلة حتى القاطع منهم ؛ .حتى يأخذ الأجر من الله ...عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: « لئن كنت قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» رواه مسلم. والمل هو الرماد الحار،

5- مشاركتهم في أفراحهم ومواساتهم في أتراحهم، والدعاء لهم وسلامة الصدر نحوهم وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم والحرص على توطيد العلاقة وتثبيت دعائمها معهم.

6- وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر..كما قال صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ؛ ثم صلة الرحم ؛ ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


واحرص أخي المسلم أن تكون سيرتك مع أهلك وأقاربك المحسنين منهم والمسيئين كسيرة المقنع الكندي مع أهله وعشيرته، لتسعد في آخرتك، وتُحمد وتُشكر في دنياك، حيث قال مبيناً منهجه ومعاملته لهم:

يعـاتبني في الديـن قومي وإنمـا ديوني في أشيـاء تكسبهـم حَمْداً

أسُـدُّ به ما قد أخلـوا وضيعـوا حقـوق ثغـور ما أطاقوا لها سداً

و لي جفنة لا يغلق البـاب دونهـا مكللــة لحمــاً مدفقـة ثـرداً

ولي فرس نهـد عتيــق جعلته حجـاباً لبيتي ثم أخـدمته عبــداً

وإن الـذي بيني وبيـن بني أبي وبيـن بني عمي لمختلـف جـداً

إذا أكلوا لحمي وفـرتُ لحومهـم وإن هدمـوا مجدي بنيتُ لهم مجداً

وإن ضيعوا غيبي حفظتُ غيوبهم وإن هُمْ هَووا غيِّي هويتُ لهم رشداً

وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هُمُ دَعَـوْني إلى نصـر أتيتُهم شـداً

وإن زجروا طيراً بنحس يمـر بي زجـرت لهم طيـراً يمر بهم سَعْداً

ولا أحمل الحقـد القديـم عليهـم وليس رئيسُ القوم من يحملُ الحقدا

لهم جـلُّ مالي إنْ تتـابع لي غنى وإن قـلَّ مـالي لم أكلفهم رفــداً

وإني لعبـد الضيف مـا دام نازلاً وما شيمة لي غيرهـا تشبه العبـدا



35.gif


وفي الختام أسأل وأذكر نفسي وإياكم : هل قمنا بما يجب لهم علينا من صلة هل ألنا الجانب لهم هل أطلقنا لهم الوجوه هل شرحنا لهم الصدور عند لقائهم هل قمنا بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام هل زرناهم في صحتهم توددا وهل عدناهم في مرضهم هل بذلنا ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة هل ، وهل وهل .....؟؟


 
حث ديننا الحنيف ع التواصل مع الأرحام والأقارب
بزيارتهم وتفقد أحوالهم
ولاشك أن صلة الرحم تعود ع الفرد بجزيل الثواب من الله سبحانه
وع المجتمع كله بالمحبة والتضامن والسعادة والأمان...

أخي أبوحمد،،،بارك الله فيك ع الطرح الرائع والقيّم
وشاكرين لك جهودك
 
شكراً لك أخي : أبوباسم
على مرورك الطيب وتعليقاتكم الرائعة والمفيدة
ونورت الموضوعي بردك الجميل
ونتمنى التواصل المستمر

 
آآآآآآآآآآآآآآآ... موضوع على الجرح اخي ....

قل من يعي هذا المفهوم... يعني اغلبهم صلة الرحم يعني لهم زيارة وخلاص ...

ولا في الاعياد بس ...

كم المفروض تكون معدل الزيارات طيب ؟؟؟

اسبوعيا ؟؟؟ شهريا؟؟؟؟
 

شكراً لك أختي : جـــولـــي737

على مرورك الطيب وتعليقاتكم الرائعة والمفيدة
ونورت الموضوعي بردك الجميل
ونتمنى التواصل المستمر



على حسب الاستطاع

 
عودة
أعلى