أثر الذنوب في نزول العذاب شواهد تاريخية

ابوفوزانابوفوزان تم التحقق من .

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
أثر الذنوب في نزول العذاب شواهد تاريخية

الخميس 07, يناير 2010
لجينيات ـ في العام المنصرم مرت بنا أحداث جليلة ، منها زلزال العيص ، وبراكين العيص
التي لاتزال تنتظر إذن العزيز الجبار لتقذف حممها ، والتي تقدر في حالة إنفجارها ، لاقدر الله ،
أن تصل حممها إلى إرتفاع عشرين كم في السماء ، نسأل الله الرحمة والعافية ؛ و أيضاً شروع
إيران في تطبيق مخططها الطائفي لتطويق المملكة العربية السعودية ، عن طريق الحوثيين ؛
كذلك ما حصل يوم التروية ، الثامن من ذي الحجة في جدة من سيول مدمرة ؛
وكذلك ماوقع في العام الجديد و قبل عدة أيام من خسوف للقمر ..


كل ماسبق يعد كافياً لكل مسلم أن يتوقف عنده ، ليتذكر ، ويعتبر ، غير أن بعض وسائل الإعلام ،
كعادتها ، قامت بإشغال الناس عما حدث ، ويحدث ، وكأن تلك الأحداث أمور طبيعية مادية ،
غير مرتبطة بأعمال الناس وسلوكهم وتصرفاتهم .

هذا وقد حفلت كتب التاريخ بذكر العديد من الآيات و النذر الربانية ،
التي أجراها الله سبحانه وتعالى، على الأمة المسلمة ، أذكرها في هذا المقام من باب
( إن الذكر ى تنفع المؤمنين )
ومن ذلك ماحصل قبيل الغزو المغولي وفي أثناء الغزو المغولي ،- في القرن السابع الهجري- ؛
تنبيهاً للأمة بسبب غفلتها ، وتلبسها بالمعاصي ، وأمنها من عقوبة الله سبحانه وتعالى.

وفيما يلي ذكر لبعض تلك النذر :
1- ما وقع في سنة (سبع وتسعين وخمسمائة) من زلازل عظيمة في الشام ومصر،
وفي ذلك يقول المؤرخ سبط ابن الجوزي مبيناً علة ذلك :
( وما ظلم الله عباده بإهلاك النسل والناسل ، ولكنهم تعاموا عن الحق ،
وتمادوا في الباطل ، وأضاعوا الصلوات ،
وعكفوا على الشهوات والشواغل ، وارتكبوا الفجور ، وشربوا الخمور ،
وأكلوا الربا ، والرشا ، وأموال اليتامى ).

2- ما وقع في سنة ( اثنتين وخمسين وستمائة ) من خروج نار عظيمة بأرض عدن ،
وفي ذلك يقول المؤرخ ابن دقماق : ( وفيها ظهرت نار بأرض عدن في بعض جبالها ،
بحيث يطير بها شرار إلى البحر في الليل ، ويصعد منها دخان بالنهار ، فما شكوا أنها النار
التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزمان ،
فتاب الناس وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والمفاسد).

3- ما وقع في سنة ( أربع وخمسين وستمائة) من خروج النار العظيمة بأرض الحجاز
قرب المدينة النبوية ، وفي ذلك يقول المؤرخ أبو شامة :
( ووقت ما ظهرت دخل أهل المدينة إلى مسجد نبيهم عليه الصلاة والسلام ،
مستغفرين تائبين إلى ربهم...
وقد حصل بطريق هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات ،
وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة ).

وفي رسالة بعث بها قاضي المدينة إلى بعض أصحابه يخبره فيها عن خبر النار،
أوردها المؤرخ أبو شامة ، وفيما يلي مقتطفات منها :
قال القاضي : ( وأشفقنا منها ، وخفنا خوفاً عظيماً ،
وطلعت إلى الأمير وكلمته وقلت له : قد أحاط بنا العذاب ،
ارجع إلى الله ، فأعتق كل مماليكه ،
ورد على جماعة أموالهم...
وقال أيضاً :
( وبالله يا أخي إن عيشتنا اليوم مكدرة ،
والمدينة قد تاب جميع أهلها ، ولا بقي تسمع فيها رباب ، ولا دف ، ولا شرب).

4- وفي سنة ( اثنتين وسبعمائة) وبعد أن نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين في معركة
مرج الصفر ضد المغول في الشام ، قابل المسلمون ذلك النصر بالعودة إلى ما كانوا عليه
من الذنوب والمعاصي ، واختلاط النساء بالرجال ، وأصناف من الفرح غير المشروع ،
عند عودة الجيش إلى القاهرة.

وفي ذلك يقول المقريزي:
( وفيها كانت الزلزلة العظيمة ، وذلك أنه حصل بالقاهرة ومصر في مدة نصب القلاع والزينة
من الفساد في الحريم وشرب الخمور ما لا يمكن وصفه ، من خامس شهر رمضان
إلى أن قلعت في أواخر شوال.

فلما كان يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة عند صلاة الصبح اهتزت الأرض كلها ،
وسمع للحيطان قعقعة ، و للسقوف أصوات شديدة ، وصار الماشي يميل والراكب يسقط
حتى تخيل الناس أن السماء أطبقت على الأرض ، فخرجوا في الطرقات رجالاً ونساءً ،
قد أعجلهم الخوف والفزع عن ستر النساء وجوههن ، واشتد الصراخ ،
وعظم الضجيج والعويل ، وتساقطت الدور ،
ووضع كثير من النساء الحوامل ما في بطونهن.
وبات الناس ليلة الجمعة بالجوامع والمساجد ، يدعون الله إلى وقت صلاة الجمعة ،
فكان في ذلك لطف من الله بعباده ، فإنهم رجعوا عن بعض ما كانوا عليه
من اللهو والفساد أيام الزينة ).

هذا ، و الله أسأل أن أكون وإياكم ممن يتفكر في أسباب النذر الربانية في كل زمان ومكان ،
حتى نكون ممن خاطبهم الله سبحانه وتعالى قوله :
( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).....


.
 
عودة
أعلى