نبذة عن الحجاج بن يوسف الثقفي

ابوفوزانابوفوزان تم التحقق من .

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('https://ar7r.com/vb/backgrounds/1.gif');border:8px outset burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]
bsm.gif

نبذة عن الحجاج بن يوسف الثقفي

السؤال : هل الحجاج بن يوسف الثقفي مسلم ؟
وما هي إيجابياته وسلبياته للمؤمنين ؟


الجواب :
الحمد لله
كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق من قِبل عبد الملك بن مروان ،
وكان معروفاً بالظلم وسفك الدماء وانتقاص السلف وتعدي حرمات الله بأدنى شبهة ،
وقد أطبق أهل العلم بالتاريخ والسير على أنه كان من أشد الناس ظلما ،
وأسرعهم للدم الحرام سفكا ، ولم يحفظ حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ،
ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه ، وكان ناصبيا بغيضا يكره
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته .


قال ابن كثير رحمه الله :
"كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية ، وكان جبارا عنيدا ،
مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة .
وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر ، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ،
وإلا فهو باق في عهدتها ، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه ،
فإن الشيعة كانوا يبغضونه جدا لوجوه ، وربما حرفوا عليه بعض الكلم ،
وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات" انتهى .
"البداية والنهاية" (9/153) .

عن أسماء بين أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت للحجاج :
(أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ،
فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ).
والمبير : المهلك ، الذي يسرف في إهلاك الناس .

وقد كان الحجاج نشأ شابا لبيبا فصيحا بليغا حافظا للقرآن ،
قال بعض السلف : كان الحجاج يقرأ القرآن كل ليلة ، وقال أبو عمرو بن العلاء :
"ما رأيت أفصح منه ومن الحسن البصري ، وكان الحسن أفصح منه" .
وقال عقبة بن عمرو : "ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض ،
إلا الحجاج وإياس بن معاوية ، فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس" .
البداية والنهاية - (9/138-139) .

قال ابن كثير :
"وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر ، وكان يكثر تلاوة القرآن ، ويتجنب المحارم ،
ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج ، وإن كان متسرعا في سفك الدماء ،
فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها ، وخفيات الصدور وضمائرها .
وأعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء ، وكفى به عقوبة عند الله عز وجل ،
وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد ، وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن ،
فكان يعطي على القرآن كثيرا ، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلاثمائة درهم" انتهى .
"البداية والنهاية" (9/153) .

قال ابن كثير :
"وكانت فيه شهامة عظيمة ، وفي سيفه رهق ، وكان كثير قتل النفوس التي حرمها الله
بأدنى شبهة ، وكان يغضب غضب الملوك" انتهى .
"البداية والنهاية" (9/138) .

وكان فيه سرف وإسراع للباطل ، مع لجاجة في الحقد والحسد .
فعن عاصم بن أبي النجود والأعمش أنهما سمعا الحجاج
يقول للناس :
"والله ولو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم
من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ،
ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه،
ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير" .

وقال الأصمعي : قال عبد الملك يوما للحجاج :
ما من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه ،
فصف عيب نفسك . فقال : أعفني يا أمير المؤمنين ،
فأبى ، فقال : أنا لجوج حقود حسود .
فقال عبد الملك : إذاً بينك وبين إبليس نسب .
البداية والنهاية - (9 /149- 153) .

وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى كفره
ـ وإن كان أكثر العلماء لم يروا كفره ـ
وكان بعض الصحابة كأنس وابن عمر يصلون خلفه ،
ولو كانوا يرونه كافراً لم يصلوا خلفه .
فعن قتادة قال : قيل لسعيد بن جبير : خرجت على الحجاج ؟
قال : إني والله ما خرجت عليه حتى كفر .
وقال الأعمش : اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال :
تسألون عن الشيخ الكافر.
"البداية والنهاية" (9 /156- 157) .

وقال الشعبي :
الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم .
وقال القاسم بن مخيمرة :
كان الحجاج ينقض عرى الإسلام .
وعن عاصم بن أبي النجود قال : ما بقيت لله تعالى حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج .
"تاريخ دمشق" (12 / 185-188) .

وروى الترمذي في سننه (2220) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ:
"أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ"
وقال عمر بن عبد العزيز :
لو تخابثت الأمم وجئتنا بالحجاج لغلبناهم ،
وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة .
"تاريخ دمشق" (12/185).

وكان مضيعا للصلوات ، مفرطا فيها ، لا يصليها لوقتها :
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة :
بلغني أنك تستن بسنن الحجاج ،
فلا تستن بسننه ، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها ،
ويأخذ الزكاة من غير حقها ،
وكان لما سوى ذلك أضيع " .
"تاريخ دمشق" (12 / 187) .

وقال الذهبي رحمه الله :
" كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء .
وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء ، وفصاحة وبلاغة ، وتعظيم للقرآن .
قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير ،
وحصاره لابن الزبير بالكعبة ،
ورميه إياها بالمنجنيق ، وإذلاله لأهل الحرمين ،
ثم ولايته على العراق والمشرق كله
عشرين سنة ، وحروب ابن الأشعث له ،
وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله .
فنسبه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله ؛
فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه ، وأمره إلى الله .
وله توحيد في الجملة ، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء " انتهى ."
سير أعلام النبلاء" (4 / 343) .

وبالجملة : فقد كان الرجل على درجة كبيرة من الظلم والعدوان ، والإسراف على نفسه .
وكانت له حسنات مغمورة في بحر سيئاته ، وكان له جهد لا ينكر في الجهاد
وقتال أعداء الله وفتح البلاد ونشر الإسلام .
فالله تعالى حسيبه ، ونبرأ إلى الله تعالى من ظلمه وعدوانه ، ونوالي من عاداهم
من سادات المسلمين من الصحابة والتابعين ، ونعاديه فيهم ، ونكل أمره إلى الله تعالى .
والأولى عدم الانشغال بذكره ،
وما أحسن ما روى الإمام أحمد رحمه الله في "الزهد" (ص / 332)
عن بلال بن المنذر قال : قال رجل : إن لم أستخرج اليوم من الربيع بن خيثم
سيئة لم أستخرجها أبدا بحال . قلت : يا أبا يزيد ! قتل ابن فاطمة عليها السلام
يعني الحسين قال : فاسترجع ثم تلا هذه الآية :
( قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ
بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) الزمر/46 .

قال قلت : ما تقول ؟
قال : " ما أقول ؟ إلى الله إيابهم ، وعلى الله حسابهم " .

والله أعلم

وراجع :
"وفيات الأعيان" (2/29-46) "تاريخ دمشق" (12/113-123)
"تاريخ الإسلام" (5/310-316) (6/314-327) .

الإسلام سؤال وجواب


[/align][/cell][/tabletext][/align]
 
جزاك الله خيرا
على المشاركة الرائعة
وجعلها في ميزان حسناتكم
 
عودة
أعلى