حنبلي
مراقب قسم في رحاب القرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده . وبعد .
 
فمن العادات السيئة التي ابتلي بها كثير من الناس في هذه الأزمان السهر حتى ساعة متأخرة من الليل .
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبلها , والحديث بعدها , أي العشاء .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : لأن النوم قبلها قد تؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقا أو عن الوقت المختار والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح , أو عن وقتها المختار أو عن قيام الليل .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس على ذلك ويقول : أسمراً أول الليل ونوماً آخره
ومن مفاسد هذا السهر :
أولاً : أنه يؤدي إلى إضاعة صلاة الفجر , فيحرم المسلم نفسه من الأجر والثواب , ويعرضها لعقوبة الله , قال تعالى : ( * فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا )
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صلى الصبح فهو في ذمة الله , فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء , فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نارجهنم ))
وعن عمارة بن رويبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ))يعني الفجر والعصر .
ثانيا : أنه يؤدي إلى النوم عن قيام الليل قال تعالى يذكر عباده المؤمنين المتقين : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحارهم يستغفرون * }
وقال أيضا { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * }
عن سهل بن سعد قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت , واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به , وأحبب من شئت فإنك مفارقه , واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس .
ثالثا : إضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه , وهذا الوقت سيسأل عنه العبد يوم القيامة .
وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع , عن عمره فيم أفناه , وعن علمه فيم فعل , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه , وعن جسمه أو شبابه فيم أبلاه ) .
وهذالمن كان سهره في المباح , أما إذا كان سهره على المحرمات كالنظر إلى القنوات الفضائية أو التحدث في أعراض المسلمين أو غير ذلك من المنكرات , فقد جمع إلى هذه القبائح إضاعة وقته فيما يغضب الرب عز وجل .
رابعا : الأضرار الصحية التي تنتج عن السهر , فإن الله تعالى جعل الليل سكنا للناس , قال تعالى { ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه ... الآية }
والنوم في الساعات الأولى من الليل لا يعوض , وقد استثنى العلماء السهر إذا كان في طاعة الله وفيه مصلحة شرعية كقيام الليل أو الدعوة إلى الله أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو طلب علم شرعي أو السهر مع الضيف أو الزوجة , قالت عائشة رضي الله عنها : لا سهر إلا لثلاثة : مصل , أو عروس , أو مسافر , لذا ينبغي على المؤمن أن يحرص على التبكير في نومه , حرصا على تطبيق السنة , وتخلصا من آفة السهر ومفاسده , وعليه أن يحرص على آداب النوم , كالنوم على طهارة والمداومة على الأذكار الشرعية قبل النوم , وغير ذلك من الآداب التي ذكرها أهل العلم .
 
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فمن العادات السيئة التي ابتلي بها كثير من الناس في هذه الأزمان السهر حتى ساعة متأخرة من الليل .
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبلها , والحديث بعدها , أي العشاء .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : لأن النوم قبلها قد تؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقا أو عن الوقت المختار والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح , أو عن وقتها المختار أو عن قيام الليل .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس على ذلك ويقول : أسمراً أول الليل ونوماً آخره
ومن مفاسد هذا السهر :
أولاً : أنه يؤدي إلى إضاعة صلاة الفجر , فيحرم المسلم نفسه من الأجر والثواب , ويعرضها لعقوبة الله , قال تعالى : ( * فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا )
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صلى الصبح فهو في ذمة الله , فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء , فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نارجهنم ))
وعن عمارة بن رويبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ))يعني الفجر والعصر .
ثانيا : أنه يؤدي إلى النوم عن قيام الليل قال تعالى يذكر عباده المؤمنين المتقين : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحارهم يستغفرون * }
وقال أيضا { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * }
عن سهل بن سعد قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت , واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به , وأحبب من شئت فإنك مفارقه , واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس .
ثالثا : إضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه , وهذا الوقت سيسأل عنه العبد يوم القيامة .
وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع , عن عمره فيم أفناه , وعن علمه فيم فعل , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه , وعن جسمه أو شبابه فيم أبلاه ) .
وهذالمن كان سهره في المباح , أما إذا كان سهره على المحرمات كالنظر إلى القنوات الفضائية أو التحدث في أعراض المسلمين أو غير ذلك من المنكرات , فقد جمع إلى هذه القبائح إضاعة وقته فيما يغضب الرب عز وجل .
رابعا : الأضرار الصحية التي تنتج عن السهر , فإن الله تعالى جعل الليل سكنا للناس , قال تعالى { ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه ... الآية }
والنوم في الساعات الأولى من الليل لا يعوض , وقد استثنى العلماء السهر إذا كان في طاعة الله وفيه مصلحة شرعية كقيام الليل أو الدعوة إلى الله أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو طلب علم شرعي أو السهر مع الضيف أو الزوجة , قالت عائشة رضي الله عنها : لا سهر إلا لثلاثة : مصل , أو عروس , أو مسافر , لذا ينبغي على المؤمن أن يحرص على التبكير في نومه , حرصا على تطبيق السنة , وتخلصا من آفة السهر ومفاسده , وعليه أن يحرص على آداب النوم , كالنوم على طهارة والمداومة على الأذكار الشرعية قبل النوم , وغير ذلك من الآداب التي ذكرها أهل العلم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
	 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		 
 
		
 
	 
 
		 
	