الأمانة وأنواعها

ابوفوزانابوفوزان تم التحقق من .

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
[frame="2 10"]

bsm.gif


الأمانة وأنواعها


معنى الأمانة وأنواعها :
وهي ضد الخيانة ، والأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة ، منها :
1- الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ،
قال تعالى :
( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أبين حملنها وأشفقن منها
وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ).
قال القرطبي في تفسير هذه الآية : الأمانة تعم جميع وظائف الدين ا هـ .
وتبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ، فالرسل أمناء الله على وحيه ، قال صلى الله عليه وسلم :
" ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ).
وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين .
وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع .

2- كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ،
وهو الله جل وعلا ،
فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، واللسان أمانة ،
والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله .

3- العرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ،
وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ، قال أبي كعب رضي الله عنه :
من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها

4- الولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .

5- العمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟
قال : " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال : ( . وإنها أمانة )

6- السر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ،
فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة )
ومن أشد ذلك إفشاء السر بين الزوجين ، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة :
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها )( ).

7- الأمانة ، بمعنى الوديعة ، وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .

الأمر بحفظ الأمانة :
قد أمر الشارع بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها في نصوص كثيرة منها :
‌أ- قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )
ذكر ابن كثير ـ رحمه الله ـ
أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، وهي نوعان :
1- حقوق الله تعالى من صلاة وصيام وغيرهما .
2- حقوق العباد كالودائع وغيرها .

‌ب- وقال تعالى في صفات المؤمنين ( والذين هو لأماناتهم وعهدهم راعون)( ).

‌ج- وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )
قال ابن كثير: والخيانة تعم الذنوب تعم الذنوب الصغار والكبار ،
وعن ابن عباس في الأمانة قال : الأعمال التي أؤتمن عليها العباد .

‌د- وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها :
" أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ".

‌ه- وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة :
( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ).

مما ورد في فضل الأمانة
قال صلى الله عليه وسلم : الخازن الأمين الذي ينفذ ـ وربما قال :
يعطي ـ ما أمر به كاملاً موفراً طيباً به نفسه ، فيدفعه إلى الذي أمر له به ، أحد المتصدقين ).

الخيانة من الكبائر :
الخيانة من كبائر الذنوب ، قال الإمام الذهبي في كتاب الكبائر : والخيانة في كل شيء قبيحة ،
وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم . اهـ
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) .

من صور الأمانة :
1- قال صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لأصحابه رضي الله عنهم : " اشترى رجل من رجل عقاراً له ،
فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار :
خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم ابتع منك الذهب ، فقال الذي شرى الأرض
( أي : الذي باعها ) : إنما بعتك الأرض وما فيها ، قال : فتحاكما إلى رجل ،
فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ فقال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ،
قال : أنكحوا الغلام بالجارية ، وأنفقوا على أنفسكما منه ، وتصدقا "

2- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني إسرائيل أنه سأل رجلاً
من بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ، فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم ،
فقال : كفى بالله شهيدا ، قال : فائتني بالكفيل ، قال : كفى بالله كفيلا ، قال :
صدقت ، فدفعها إليه على أجل مسمى ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ،
ثم التمس مركباً يركبها ، يقدم عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركباً ، فأخذ خشبة ونقرها ،
فأدخل فيها ألف دينار ، وصحيفة منه إلى صحابه ، ثم زجج موضعها ، ثم أتى بها البحر ، فقال :
اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلا ، فقلت : كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ،
وسألني شهيداً فقلت : كفى بالله شهيداً ، فرضي بذلك ، وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر ،
وإني استودعكها ، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده .

فخرج الرجل الذي كان أسلفه ، ينظر لعل مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشية التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطباً ،
فلما نشرها وجد المال والصحيفة . ثم أقدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار ، فقال :
والله ما زلت جاهداً في طلب مركبة لآتيك بمالك ، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه ، قال :
هل كنت بعثت إلي شيء ؟ قال : أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه . قال :
فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشية ، فانصرف بالألف دينار راشداً


علي بن عبدالعزيز الراجحي
مشرف التربية الإسلامية
[/frame]
 
إذا ضيعت الأمانة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://ar7r.com/vb/backgrounds/1.gif');border:3px inset burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علماً وهو على كل شيء قدير،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نعم المولى ونعم النصير،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما،
أما بعد:
إخواني المؤمنون: جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا
سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة فقال -صلى الله عليه وسلم-
(إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال:
(إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)1.
هذا الحديث يقدم لنا منهجاً علمياً عظيماً وبليغاً في معرفة معنى الأمانة،
ولكن من المؤسف أن يستدل به غالباً في معنى ينحصر في مواقف معينة
أقل وأدنى من معناه الكبير ومن أهدافه التي شملت أكثر من جانب،
فكان الاستدلال به استدلالاً ناقصاً في نصه وغير مكتمل.
إن في هذا الحديث دلالة واضحة على أهمية أمانة إسناد الأمر إلى أهله،
وأن ضياعها من المنذرات بقرب الساعة.
أيها الناس: إن الأمة التي لا أمانة لها تنتشر فيها الرشوة ويهمل فيها الأكفاء
وبل وتبعدهم وتقدم الذين ليسوا أهلاً للمناصب، وهذا من علامات الساعة.
ومن الأمانة أن لا يستغل الإنسان منصبه الذي عُين فيه من أجل منفعة له
أو إلى قريبه، كأن يأخذ زيادة على مرتبه بطرق ملتوية، كتناول الرشوة
باسم الهدية، ثم مع هذا يريد أن يحللها بنوع من أنواع التأويلات.
ألا فليعلم أن كل ذلك غش وخيانة وتلاعب بالدنيا، وما أخذ من ذلك
فهو سحت وأكل أموال الناس بالباطل؛ لأنه ثمرة خيانة وغدر واستغلال
للمنصب، فاسمع يرحمك الله ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فعن عدي بن عميرة الكندي فيما رواه مسلم:
(من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولاً
-أي سرقة على وجه الخيانة- يأتي به يوم القيامة)
فقام إليه رجل من الأنصار كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله، اقبل عني
عملك، قال: (وما لك؟) قال: سمعتك تقول كذا وكذا. قال:
(وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم في عمل فليجيء بقليله وكثيره
فما أوتي منه أخذ، وما نُهي عنه انتهى)2.
وقد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا على صدقات
بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال: هذا مالكم وهذا هدية،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً).
ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
(أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول:
هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه
هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة،
فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء
أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر).
ثم رفع يده حتى رُئي بياض إبطه يقول (اللهم هل بلغت).3
فالله الله أيها الناس في أمانة إسناد المهام إلى أهلها، فيجب على من ولاه الله
أمراً من أمور المسلمين أن يولِي على كل عمل من أعمال المسلمين
أصلح من يجده لذلك العمل، وقد توعد النبي -صلى الله عليه وسلم-
بالخيانة لله ورسوله والمؤمنين من خالف ذلك فقال:
(من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه
فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين)4.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما،
فقد خان الله ورسوله والمسلمين".5
فاللهم اجعلنا من الأمناء السعداء وجنبنا الخيانة الموجبة للشقاء،
والحمد لله رب العالمين.
المصدر:


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
 
2h.gif


بسم الله الرحمن الرحيم

2008-07-13-09_41_55sh-nq.gif

أبوفوزان

499.gif




تبعثرت الكلمات حينما حاولت
أن أسطر لك عبارات الثناء و
الامتنان لقاء مجهودك الرائع





Pbp21486.gif

 
بارك الله فيك أخي / أبو فوزان على التنبيـه والتذكــير
قال تعالى :{ إن الله يأمركم أن تـؤدوا الأمانات إلى أهلـها ...الآيـة }
أسأل الله أن يجعلـه في موازين حسناتك
وعساااااااك ع القـوة
 
بارك الله بقولك وعملك الطيب
وجزاك الله خير عنا
وربي يحفظك
ويسدد خطاك إلى ما يحبه ويرضاه دوماً بإذن الله تعالى
 
عودة
أعلى