إنه من أشرف على سن المراهقة وسن الشباب إلا وقد توقد في نفسه شيء كان خامدا فأحس حرّه في أعصابه وتبدلت في عينه الدنيا غير الدنيا والناس غير الناس فلم يرى المرأة على حقيقتها انساناً من لحم ودم لها ما للإنسان من المزايا وفيها ما فيها من العيوب ولكن أملا فيه تجتمع الآمال كلها وأمنيّة فيها تلتقي الأماني ويلبسها من خيال غريزته ثوبا يخفي عيوبها ويستر نقائصها ويبرزها تمثالاً للخير المحض والجمال الكامل ويعمل فيها ما يعمل الوثني من الحجر ينحته بيده صنماً ثم يعبده بطوعه رباً... إن الصنم للوثني رب من حجر والمرأة للعاشق وثن من خيال
( لاتقل من غير تفكير ولا تعمل من غير تدبير ) ( غضب العاقل على فعله، وغضب الجاهل على قوله ) ( العاقل من عقله في إرشاد، ورأيه في امداد، فقوله سديد وفعله حميد والجاهل من جهله في إغراء، فقوله سقيم، وفعله ذميم )
خذيني إلى حيث ما أنت ذاهبة !!! بعيدا عن هذه البلاد البائسة !!!! بعيدا عن مدينتي التي اشتهرت بالظلم محروم نحن فيها من الحرية والعلم عاق فيها من أحب ومن أمسك بالقلم
يا غيمة خذيني دوما الى ما أنت ذاهبة !!!!! إلى بلاد الخير والأنفس العذبة !!! فإني على يقين أن تلك الديار بقدومك يفرحون بك يمرحون لك يدعون بقدومك يتغنون ( يا غيمة صبي صبي لنا مطرة )
يا غيمة اسقطيني مع المطرة
طهري قلوبهم وانثري وردة عطرة وزيحي عن حبهم وأنفاسهم الغبرة