إبن آدم

مراقب منتديات ( أراكان )
إنضم
19 يناير 2008
المشاركات
147
مستوى التفاعل
0


لو كان اللاجئون قد رجعوا من بنغلاديش إلى بلدهم، إلا أنه بعد عودتهم وضع قانون جديد للمواطنة في عام 1982م،
وكان هذا القانون ينبني على الخداع و يفقد المشروعية و ومتنازعا عليه في الغاية، كما كان يحدد ثلاثة أنواع من الجنسية،
وهي: المواطن الكامل National والمواطن المرافق Associate National والمواطن بالتجنس Naturalized Citizen .

بموجب مادة رقم 3 لدستور بورما وبند رقم 2 : "الجنسية قد صرحت بأن جميع الشعوب العربية القاطنة في بورما منذ قبل عام 1823م، فهؤلاء يعتبرون مواطنين من الدرجة الأولى National، والذين استوطنوا بورما في عهد الاستعمار البريطاني وبموجب قانون الجنسية الصادر من قبل الحكومة الاتحادية في عام 1948م قدموا الطلب للجنسية فهؤلاء منحت لهم الجنسية المرافقة Associate، وأما الذين لم يقدموا الطلب للجنسية وفق القانون المذكور، فعند طلبهم يمكن منحه الجنسية الاختيارية Naturalized لهم بعد البحث والتدقيق، ويعتبر هؤلاء المواطنون من الدرجة الثالثة، لكن بموجب مادة رقم 4 من قانون بورما ليس من حق واختصاص أي محكمة الحكم على أي جماعة عرقية هل هي تستحق الجنسية الكاملة أم لا؟ بل حقه واختصاصه لمجلس الدولة (الهيئة الحكومية العليا للتخطيط) فقط، وبموجب هذا القانون المفضح المزعوم قد أبعد الشعب المسلم الروهنجيا من الجنسية الكاملة، وكان هذا بالدعوى والزعم الباطل بأنهم من الذين استوطنوا بورما بع عام 1823م، وكل هذا مع أن تاريخ إقامتهم فيها قديم مدى الأجيال والقرون, وقد تم ممارسة جميع هذه الأعمال مع كل علم واطلاع ويغاية فساد النية بغية طرد المسلمين الروهنجيا من وطنهم أراكان وجعلهم شعبا بلا وطن.



أراكان قبل وما بعد استقلال بورما (1945م-1962م)



map_of_arakan_small.jpg



بعد استسلام اليابانيين في عام 1945م دخل البريطانيون في بورما مرة أخرى، قام الجنرال أونغ سان - القائد الوطني لبورما بإجراء المفاوضات لتحرير بورما مع أيت لي "رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بلندن، ووقع المذكوران على اتفاقية بشرط أن أونغ سان يقوم بحصول رضا جميع القوميات على مصاحبته مع اتحاد بورما.
فقام أونغ سان بجولة إلى جميع أطراف الدولة، ونجح بتحقيق توفير شرط حصول رضا جميع القوميات على المصاحبة مع اتحاد بورما مقابل استقلال بلادهم من الاستعمار البريطاني، وجرب أونغ سان جميع الحيل والطرق مسولا لهم لتأكيدهم على أن الشعب البرمن يعامل معهم معاملة المساواة والعدل، ولا يظلم أحدا منهم بعد نيل الحرية والاستقلال، كما قام هو بمهارة تامة بخداع البوذيين الماغ من أراكان قائلا لهم بأن مصالحهم في الوقت الراهن قد تتم مع الشعب البرمن تحت ظل حكومة اتحادية فقط، دون مطالبة استقلالهم، وأن رغبتهم لدلوة مستقلة قد تتحقق بعد أن تضعف قوة المسلمين أو يقضى عليهم تماما.
ولو أن المخالفة الشديدة واجهت أونغ سان من جوانب كثيرة، فمع ذلك نجح هو في عام 1947م بعد مؤتمر وطني بموضع بنلونغ لإجراء المفاوضات واتخاذ القرارات بخصوص مستقبل بورما بعد حصولها على الاستقلال.
تحت السياسة المدبرة المسبقة تم إبعاد مسلمي أراكان معتمدا عن هذه المفاوضات السياسية ومؤتمر بنلونغ الوطني الذي تمثل فيه البوذيون الماغ وحدهم عن جميع سكان أراكان، وحيث حصل إجماع عمومي على "اتحاد بورما الحرة" بشرط أن أية إمارة أو ولاية تابعة لاتحاد بورما لها حق الانفصال عن الاتحاد بعد مضي عشر سنوات من نيل الاستقلال، لكن البوذيين الماغ التزموا الصمت بهذه المناسبة ورضوا على الخضوع تحت حكومة بورما الاتحادية. هكذا تم عقد الاتفاقية التي أوصلت أونغ سان إلى غاية الحصول على الاستقلال، إلا أنه وقعت الدولة فيما بعد فريسة لاضطرابات سياسية عميقة بسرعة، وبعد نيل الحرية فورا في عام 1948م أحيطت الدولة كلها بأنواع من الفوضى والاضطرابات، حتى إن فئة كارين المتمردة كانت على بعد 18 ميلا فقط من العاصمة رانغون بعد زحفهم إليها. وقد دحض هؤلاء المتمردون بمعاونة ضخمة من الهند.
بدأ البوذيون بمجزرة ضد آلاف المسلمين في أراكان بعد أن تولوا على السلطة السياسية كاملا بعد استقلال بورما كما قاموا بإحراق قراهم ونهب أموالهم. ذكريات المجازر والجرائم الوحشية التي كانت ارتكبتها القوة البورمية الإقليمية (B.T.F.) ضد المسلمين الروهنجيين في أراكان قد تقشعر بها جلود المسلمين الروهنجيين حتى اليوم.
لما شعر المسلمون الروهنجيون أن بقاءهم معرض لخطر شديد في أراكان، اضطروا إلى حمل السلاح ضد اعتداءات الطغمة الحاكمة. ونتيجة على ذلك قد نجحوا بتحرير 80% من أراضي أراكان الشمالية من احتلال العنصريين.
فعندئذ قام الحكام بتغيير أساليب أعمالهم لإخماد حماسة المسلمين، حيث عرضت لهم المناصب العليا في الحكومة، وأعلن باعتراف المسلمين الروهنجيين بصفة أقدم الأصول العرقية في بورما، وأنهم عصابة عرقية محلية، وبدأت بنشر برامج الروهنجيا في لغة أمهم الروهنجية في الأسبوع مرتين بالضبط عبر إذاعة بورما اللاسلكية Burma Broadcasting Service (BBS)، ونيابة المسلمين الروهنجيا في البرلمان والمؤسسات الحكومية الأخرى قد أعيدت.
في نفس الوقت الذي كانت الطغمة الحاكمة تقدم للدنيا المعمورة بالوعود للمجاهدين، كانت هي تقوم بإلقاء الضغط العسكري الشديد عليهم من جانب آخر، هكذا في نهاية الأمر نجحت الحكومة العصرية بإخضاع المجاهدين على الاستسلام لها واتخذت في سبيل ذلك جميع الحيل المشروعة وغير المشروعة.
بعد استسلام المجاهدين فورا انحرفت الطغمة الحاكمة عن وعودهم، وقد مضت أكثر من عشر سنوات على حصول الاستقلال، والقوميات غير البرمن لم تكن تستطيع أن تقتنع على أنه يعامل معهم معاملة التساوي والمساواة، بل هم وجدوا أنفسهم أنها معرضة للخداع والخيانة الشديدة نم قبل السلطات البورمية الغالبة.
كانت الأزمة السياسية المتزايدة في الدولة قد أجبرت السيد/ أونو على طلب ندوة اتحادية لحل النزاعات البارزة بين الشعب البرمن والقوميات الأخرى.
لما تأكد الجنرال نيوين - كبير قادة جيش بورما آنذا من حتمية استجابة حكومة أونو لمطالب القوميات المختلفة - غير البرمن- وكان لا يحب أي أمر مثل هذا على قيمة النفوذ الأعلى للشعب البرمن، فقام بثورة عسكرية في شهر مارس عام 1962م قبيل نهاية الندوة الاتحادية، واستولى على سلطة الدولة.
من كتاب ( أراكان : السكان .. البلاد .. التاريخ )
map_of_arakan_big.jpg
 

إبن آدم

مراقب منتديات ( أراكان )
إنضم
19 يناير 2008
المشاركات
147
مستوى التفاعل
0


الشعب الحاكم البورمي يقطن في المنطقة الوسطى للبلاد، وهذه المنطقة تعتبر أجدب المناطق في بورما، وجميع الأراضي خصبة وغنية بالوسائل الطبيعية الممتازة، والمناطق المحيطة بحدود بورما هي معمورة بالأقليات، يوجد في جميع تاريخ بورما أن سياسة الشعب البورمي كانت دائما: الاحتلال على الأراضي الخصبة لاستغلال وسائلها الطبيعية الثمينة لصالحهم. ولتأكيد سيادتهم على الشعوب الأقلية انتهجوا خططا عديدة متنوعة، وكانت الركيزة الأساسية لسياسة السلطات البورمية هي برمنة جميع الشعوب بالثقافة البوذية المختلطة. ولا يزالون لهذا الغرض بمحاولة إذابة جميع الشعوب الأقلية في قدر الثقافة البورمية البوذية، حتى يأتي حين يصبغ فيه جميع الشعوب بصبغة الثقافة البورمية البوذية الواحدة،. وأخيرا تتحول بورما إلى دولة بوذية خالصة يحكم عليها الشعب الغالب البورمي بدون أية مشاركة من قبل غيرهم. تطبيق النظام الاشتراكي من طراز بورمي خاصة كانت في الواقع سلسلة من مؤامرات جرت لسيادة الشعب البورمي على الشعوب الأقلية وتأكيد برمنتهم، في الحقيقة هذه السياسة البرمنية المستمرة نحو الشعوب الأقلية كانت سياسة ناجحة في الغاية.
7 ملايين مسلم في بورما ينتمون إلى أصول عرقية مختلفة، ويحملون معهم خلفيات تاريخية متفرقة، وغالبهم يقطنون في أراكان ويعرفون بـ "الروهنجيا"، وهؤلاء يقطنون في أراكان منذ أكثر من ألف سنة، ولا يزالون يقيمون هناك في شكل شعب مستقل موحد وقوي مع جميع ميزاتهم الثقافية والحضارية حتى اليوم، والمسلمون الباقون غير الروهنجيا يعيشون منتشرين وحائرين بين أوساط مجتمعات مختلفة في مناطق بورما المترامية.
كان القضاء على الإسلام هو هدف السلطات البورمية الأساسي لتأكيد البرمنة، ولإبعاد المسلمين عن الإسلام اتخذت ضدهم خطوات حاسمة شديدة، واضطر كثير من المسلمين إلى ترك التقاليد والمثل الإسلامية اختيار الثقافة البوذية، إنقاذا لأنفسهم من المحاكمات والمشاكل والتحقير.
ومن نتيجته أنه يوجد اليوم في بورما عدد ملموس من المسلمين والمسلمات الذين تثقفوا بالثقافة البوذية وحضارتها، حتى يوجد منهم من اعتنق الديانة البوذية رسميا. ولكن هذه السياسة الرمنية قد فشلت في أراكان كليا، ولم تقدر السلطات على إرغام أحد من المسلمين الروهنجيا على اعتناق الديانة البوذية. وهكذا غير البوذيون البورميون اتجاهاتهم إلى قمع المسلمين الروهنجيين جسميا لإبادتهم تماما من أرض أراكان.
استشعر البورميون أن وجود المسلمين في أراكان في صورة أغلبية ملموسة خطر لسيطرتهم على المسلمين، كما اطلعوا على هذه الحقيقة بأن المسلمين لو تركوا بدون أي تضييق عليهم لغلبوا على البوذيين الكسالى خلال بضع عشرات من السنين والذي ينتج منه فشل سلطة البوذيين واحتلالهم على المسلمين وأراضيهم، فلذلك قاموا لحصول هدفهم المقرر بتطبيع خططهم العدوانية ضد المسلمين قبل الحصول على الاستقلال وما بعده.
من كتاب أراكان : السكان .. البلاد .. التاريخ




دور "حزب تهاكن" في مجزرة عام 1942م


في عام 1930م عندما كافح البورميون البوذيون للحصول على الاستقلال تحت قيادة "حزب تهاكن" قاموا بإيجاد العلاقات الوطيدة مع زعماء البوذيين الماغ من أراكان، واستغل البورميون الأوضاع الشائعة في المنطقة، وقاموا بنجاح كامل وبالتدريج بنفث سموم العداوة والمنافرة الشديدة ضد المسلمين الروهنجيين في أذهان البوذيين الماغ في أراكان. وكان القصد بهاذ من وراء الستار هو إيجاد البغض والعداوة للأبد بين شعبين الروهنجيا والماغ.

في عام 1942م خلال الحرب العالمية الثانية عندما انسحبت الحكومة البريطانية من شمال أراكان، فحدث فيها فراغ إداري فاغتنم البوذيون هذه الأوضاع المختلة، وقاموا بمجزرة وحشية ضد المسلمين الأبرياء بالأسلحة النارية المتوفرة لديهم من قبل البورميين البوذيين، فقتل خلال هذه المجزرة حوالي أكثر من مائة ألف (100.000) مسلم في أراكان، وشرد أكثر من خمس مائة ألف (500.000) منهم إلى الخارج.
 

الحان المساء

:: عضو جديد ::
إنضم
19 أبريل 2011
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
جُزيت خيراً أخي في الله
وبوركت ..

لا حُرمت من الأجر والثواب..
 

ابن ذكير

:: عضو مميز ::
إنضم
16 أبريل 2009
المشاركات
2,463
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة والتربية والنت
الموقع الالكتروني
www.makkahboys.net
بارك الله فيكم على المعلومات القيّمة .
لاحرمكم الله من الأجر والمثوبة..
لكم أرقى تحياتي وأزكى الورود لروحكم العطرة ..
ودمتم بوافر من الصحة والعافية..~
 
أعلى