لو كان اللاجئون قد رجعوا من بنغلاديش إلى بلدهم، إلا أنه بعد عودتهم وضع قانون جديد للمواطنة في عام 1982م،
وكان هذا القانون ينبني على الخداع و يفقد المشروعية و ومتنازعا عليه في الغاية، كما كان يحدد ثلاثة أنواع من الجنسية،
وهي: المواطن الكامل National والمواطن المرافق Associate National والمواطن بالتجنس Naturalized Citizen .
وكان هذا القانون ينبني على الخداع و يفقد المشروعية و ومتنازعا عليه في الغاية، كما كان يحدد ثلاثة أنواع من الجنسية،
وهي: المواطن الكامل National والمواطن المرافق Associate National والمواطن بالتجنس Naturalized Citizen .
بموجب مادة رقم 3 لدستور بورما وبند رقم 2 : "الجنسية قد صرحت بأن جميع الشعوب العربية القاطنة في بورما منذ قبل عام 1823م، فهؤلاء يعتبرون مواطنين من الدرجة الأولى National، والذين استوطنوا بورما في عهد الاستعمار البريطاني وبموجب قانون الجنسية الصادر من قبل الحكومة الاتحادية في عام 1948م قدموا الطلب للجنسية فهؤلاء منحت لهم الجنسية المرافقة Associate، وأما الذين لم يقدموا الطلب للجنسية وفق القانون المذكور، فعند طلبهم يمكن منحه الجنسية الاختيارية Naturalized لهم بعد البحث والتدقيق، ويعتبر هؤلاء المواطنون من الدرجة الثالثة، لكن بموجب مادة رقم 4 من قانون بورما ليس من حق واختصاص أي محكمة الحكم على أي جماعة عرقية هل هي تستحق الجنسية الكاملة أم لا؟ بل حقه واختصاصه لمجلس الدولة (الهيئة الحكومية العليا للتخطيط) فقط، وبموجب هذا القانون المفضح المزعوم قد أبعد الشعب المسلم الروهنجيا من الجنسية الكاملة، وكان هذا بالدعوى والزعم الباطل بأنهم من الذين استوطنوا بورما بع عام 1823م، وكل هذا مع أن تاريخ إقامتهم فيها قديم مدى الأجيال والقرون, وقد تم ممارسة جميع هذه الأعمال مع كل علم واطلاع ويغاية فساد النية بغية طرد المسلمين الروهنجيا من وطنهم أراكان وجعلهم شعبا بلا وطن.
أراكان قبل وما بعد استقلال بورما (1945م-1962م)
بعد استسلام اليابانيين في عام 1945م دخل البريطانيون في بورما مرة أخرى، قام الجنرال أونغ سان - القائد الوطني لبورما بإجراء المفاوضات لتحرير بورما مع أيت لي "رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بلندن، ووقع المذكوران على اتفاقية بشرط أن أونغ سان يقوم بحصول رضا جميع القوميات على مصاحبته مع اتحاد بورما.
فقام أونغ سان بجولة إلى جميع أطراف الدولة، ونجح بتحقيق توفير شرط حصول رضا جميع القوميات على المصاحبة مع اتحاد بورما مقابل استقلال بلادهم من الاستعمار البريطاني، وجرب أونغ سان جميع الحيل والطرق مسولا لهم لتأكيدهم على أن الشعب البرمن يعامل معهم معاملة المساواة والعدل، ولا يظلم أحدا منهم بعد نيل الحرية والاستقلال، كما قام هو بمهارة تامة بخداع البوذيين الماغ من أراكان قائلا لهم بأن مصالحهم في الوقت الراهن قد تتم مع الشعب البرمن تحت ظل حكومة اتحادية فقط، دون مطالبة استقلالهم، وأن رغبتهم لدلوة مستقلة قد تتحقق بعد أن تضعف قوة المسلمين أو يقضى عليهم تماما.
ولو أن المخالفة الشديدة واجهت أونغ سان من جوانب كثيرة، فمع ذلك نجح هو في عام 1947م بعد مؤتمر وطني بموضع بنلونغ لإجراء المفاوضات واتخاذ القرارات بخصوص مستقبل بورما بعد حصولها على الاستقلال.
تحت السياسة المدبرة المسبقة تم إبعاد مسلمي أراكان معتمدا عن هذه المفاوضات السياسية ومؤتمر بنلونغ الوطني الذي تمثل فيه البوذيون الماغ وحدهم عن جميع سكان أراكان، وحيث حصل إجماع عمومي على "اتحاد بورما الحرة" بشرط أن أية إمارة أو ولاية تابعة لاتحاد بورما لها حق الانفصال عن الاتحاد بعد مضي عشر سنوات من نيل الاستقلال، لكن البوذيين الماغ التزموا الصمت بهذه المناسبة ورضوا على الخضوع تحت حكومة بورما الاتحادية. هكذا تم عقد الاتفاقية التي أوصلت أونغ سان إلى غاية الحصول على الاستقلال، إلا أنه وقعت الدولة فيما بعد فريسة لاضطرابات سياسية عميقة بسرعة، وبعد نيل الحرية فورا في عام 1948م أحيطت الدولة كلها بأنواع من الفوضى والاضطرابات، حتى إن فئة كارين المتمردة كانت على بعد 18 ميلا فقط من العاصمة رانغون بعد زحفهم إليها. وقد دحض هؤلاء المتمردون بمعاونة ضخمة من الهند.
بدأ البوذيون بمجزرة ضد آلاف المسلمين في أراكان بعد أن تولوا على السلطة السياسية كاملا بعد استقلال بورما كما قاموا بإحراق قراهم ونهب أموالهم. ذكريات المجازر والجرائم الوحشية التي كانت ارتكبتها القوة البورمية الإقليمية (B.T.F.) ضد المسلمين الروهنجيين في أراكان قد تقشعر بها جلود المسلمين الروهنجيين حتى اليوم.
لما شعر المسلمون الروهنجيون أن بقاءهم معرض لخطر شديد في أراكان، اضطروا إلى حمل السلاح ضد اعتداءات الطغمة الحاكمة. ونتيجة على ذلك قد نجحوا بتحرير 80% من أراضي أراكان الشمالية من احتلال العنصريين.
فعندئذ قام الحكام بتغيير أساليب أعمالهم لإخماد حماسة المسلمين، حيث عرضت لهم المناصب العليا في الحكومة، وأعلن باعتراف المسلمين الروهنجيين بصفة أقدم الأصول العرقية في بورما، وأنهم عصابة عرقية محلية، وبدأت بنشر برامج الروهنجيا في لغة أمهم الروهنجية في الأسبوع مرتين بالضبط عبر إذاعة بورما اللاسلكية Burma Broadcasting Service (BBS)، ونيابة المسلمين الروهنجيا في البرلمان والمؤسسات الحكومية الأخرى قد أعيدت.
في نفس الوقت الذي كانت الطغمة الحاكمة تقدم للدنيا المعمورة بالوعود للمجاهدين، كانت هي تقوم بإلقاء الضغط العسكري الشديد عليهم من جانب آخر، هكذا في نهاية الأمر نجحت الحكومة العصرية بإخضاع المجاهدين على الاستسلام لها واتخذت في سبيل ذلك جميع الحيل المشروعة وغير المشروعة.
بعد استسلام المجاهدين فورا انحرفت الطغمة الحاكمة عن وعودهم، وقد مضت أكثر من عشر سنوات على حصول الاستقلال، والقوميات غير البرمن لم تكن تستطيع أن تقتنع على أنه يعامل معهم معاملة التساوي والمساواة، بل هم وجدوا أنفسهم أنها معرضة للخداع والخيانة الشديدة نم قبل السلطات البورمية الغالبة.
كانت الأزمة السياسية المتزايدة في الدولة قد أجبرت السيد/ أونو على طلب ندوة اتحادية لحل النزاعات البارزة بين الشعب البرمن والقوميات الأخرى.
لما تأكد الجنرال نيوين - كبير قادة جيش بورما آنذا من حتمية استجابة حكومة أونو لمطالب القوميات المختلفة - غير البرمن- وكان لا يحب أي أمر مثل هذا على قيمة النفوذ الأعلى للشعب البرمن، فقام بثورة عسكرية في شهر مارس عام 1962م قبيل نهاية الندوة الاتحادية، واستولى على سلطة الدولة.
من كتاب ( أراكان : السكان .. البلاد .. التاريخ )
فقام أونغ سان بجولة إلى جميع أطراف الدولة، ونجح بتحقيق توفير شرط حصول رضا جميع القوميات على المصاحبة مع اتحاد بورما مقابل استقلال بلادهم من الاستعمار البريطاني، وجرب أونغ سان جميع الحيل والطرق مسولا لهم لتأكيدهم على أن الشعب البرمن يعامل معهم معاملة المساواة والعدل، ولا يظلم أحدا منهم بعد نيل الحرية والاستقلال، كما قام هو بمهارة تامة بخداع البوذيين الماغ من أراكان قائلا لهم بأن مصالحهم في الوقت الراهن قد تتم مع الشعب البرمن تحت ظل حكومة اتحادية فقط، دون مطالبة استقلالهم، وأن رغبتهم لدلوة مستقلة قد تتحقق بعد أن تضعف قوة المسلمين أو يقضى عليهم تماما.
ولو أن المخالفة الشديدة واجهت أونغ سان من جوانب كثيرة، فمع ذلك نجح هو في عام 1947م بعد مؤتمر وطني بموضع بنلونغ لإجراء المفاوضات واتخاذ القرارات بخصوص مستقبل بورما بعد حصولها على الاستقلال.
تحت السياسة المدبرة المسبقة تم إبعاد مسلمي أراكان معتمدا عن هذه المفاوضات السياسية ومؤتمر بنلونغ الوطني الذي تمثل فيه البوذيون الماغ وحدهم عن جميع سكان أراكان، وحيث حصل إجماع عمومي على "اتحاد بورما الحرة" بشرط أن أية إمارة أو ولاية تابعة لاتحاد بورما لها حق الانفصال عن الاتحاد بعد مضي عشر سنوات من نيل الاستقلال، لكن البوذيين الماغ التزموا الصمت بهذه المناسبة ورضوا على الخضوع تحت حكومة بورما الاتحادية. هكذا تم عقد الاتفاقية التي أوصلت أونغ سان إلى غاية الحصول على الاستقلال، إلا أنه وقعت الدولة فيما بعد فريسة لاضطرابات سياسية عميقة بسرعة، وبعد نيل الحرية فورا في عام 1948م أحيطت الدولة كلها بأنواع من الفوضى والاضطرابات، حتى إن فئة كارين المتمردة كانت على بعد 18 ميلا فقط من العاصمة رانغون بعد زحفهم إليها. وقد دحض هؤلاء المتمردون بمعاونة ضخمة من الهند.
بدأ البوذيون بمجزرة ضد آلاف المسلمين في أراكان بعد أن تولوا على السلطة السياسية كاملا بعد استقلال بورما كما قاموا بإحراق قراهم ونهب أموالهم. ذكريات المجازر والجرائم الوحشية التي كانت ارتكبتها القوة البورمية الإقليمية (B.T.F.) ضد المسلمين الروهنجيين في أراكان قد تقشعر بها جلود المسلمين الروهنجيين حتى اليوم.
لما شعر المسلمون الروهنجيون أن بقاءهم معرض لخطر شديد في أراكان، اضطروا إلى حمل السلاح ضد اعتداءات الطغمة الحاكمة. ونتيجة على ذلك قد نجحوا بتحرير 80% من أراضي أراكان الشمالية من احتلال العنصريين.
فعندئذ قام الحكام بتغيير أساليب أعمالهم لإخماد حماسة المسلمين، حيث عرضت لهم المناصب العليا في الحكومة، وأعلن باعتراف المسلمين الروهنجيين بصفة أقدم الأصول العرقية في بورما، وأنهم عصابة عرقية محلية، وبدأت بنشر برامج الروهنجيا في لغة أمهم الروهنجية في الأسبوع مرتين بالضبط عبر إذاعة بورما اللاسلكية Burma Broadcasting Service (BBS)، ونيابة المسلمين الروهنجيا في البرلمان والمؤسسات الحكومية الأخرى قد أعيدت.
في نفس الوقت الذي كانت الطغمة الحاكمة تقدم للدنيا المعمورة بالوعود للمجاهدين، كانت هي تقوم بإلقاء الضغط العسكري الشديد عليهم من جانب آخر، هكذا في نهاية الأمر نجحت الحكومة العصرية بإخضاع المجاهدين على الاستسلام لها واتخذت في سبيل ذلك جميع الحيل المشروعة وغير المشروعة.
بعد استسلام المجاهدين فورا انحرفت الطغمة الحاكمة عن وعودهم، وقد مضت أكثر من عشر سنوات على حصول الاستقلال، والقوميات غير البرمن لم تكن تستطيع أن تقتنع على أنه يعامل معهم معاملة التساوي والمساواة، بل هم وجدوا أنفسهم أنها معرضة للخداع والخيانة الشديدة نم قبل السلطات البورمية الغالبة.
كانت الأزمة السياسية المتزايدة في الدولة قد أجبرت السيد/ أونو على طلب ندوة اتحادية لحل النزاعات البارزة بين الشعب البرمن والقوميات الأخرى.
لما تأكد الجنرال نيوين - كبير قادة جيش بورما آنذا من حتمية استجابة حكومة أونو لمطالب القوميات المختلفة - غير البرمن- وكان لا يحب أي أمر مثل هذا على قيمة النفوذ الأعلى للشعب البرمن، فقام بثورة عسكرية في شهر مارس عام 1962م قبيل نهاية الندوة الاتحادية، واستولى على سلطة الدولة.
من كتاب ( أراكان : السكان .. البلاد .. التاريخ )
اسم الموضوع : أراكان المسلمة
|
المصدر : مسلمو أراكان في العالم