عطا نور
عضوشرف
[frame="2 80"]
هل أنصف الإعلام العالمي قضية أرَكان؟
الكاتب / عطا الله نور
في محاولة للإجابة عن هذا السؤال دعوني أعزائي القراء- أستعرض لكم بإيجاز- فصول هذه القضية التي أمتدت على مدى قرنين ونصف القرن من الزمان، وما زالت تشهد حتى يومنا هذا- مزيداً من المعاناة والبؤس والاضطهاد، في ظل الهيمنة العسكرية في ميانمار، حيث وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام (172)هـ، والثامن الميلادي عام (788)م عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء (أكياب ) عاصمة (أركان) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد "رحمه الله"، فأصبحت أراكان مملكة إسلامية، وتتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، في مدة ثلاثة قرون .
وفي عام 1784م أغار ملك بورما "بودابايه" على مملكة أركان واحتلها وصيرها جزءاً من أراضيها، ودمر كثيراً من الآثار الإسلامية؛ من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم، وتشجيع البوذيين الماغ الذين أقاموا مذابح وحشية عديدة راح ضحيتها مئات الآلاف من الروهنجيين العزل، إلى أن جاء الاستعمار البريطاني عام (1824)م، واستمرت المعاناة وأشتدت بعد حصول بورما على الاستقلال في 4 كانون الثاني 1948م، رغم تعدهدها بأن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات، ولكن نقضوا عهودهم، ونكثوا على أعقابهم، واستمرت في احتلال أركان بدون رغبةٍ من سكانها المسلمين الروهنجيا والبوذيين الماغ إلى يومنا هذا .
ومنذ ذلك الحين والقضية الأركانية أصبحت في طي النسيان، ولم تبرز وسائل الإعلام العالمية بجلاء- معاناة هذا الشعب المظلوم، وما يجده من تعب وعنت على يد الطغمة العسكرية البوذية المحتلة، وما يمارس بحقها من اضطهاد وظلم وسلب للحقوق والحريات وحق المواطنة.
وبالرغم من تطور وسائل الإعلام المذهل وتقدمها السريع، حتى أصبح العالم كقرية صغيرة؛ إلا أن هذه الوسائل لم تستطع أو لم تشأ إبراز حقيقة هذه المعاناة لهؤلاء، وهي مازلت خافية على كثير من الأحرار في العالم.
وبالرغم أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تحاول الظهور بمظهر المستقل والحيادي، فإن معظمها -لا سيما- صاحبة التأثير القوي تتبع مباشرة أو مواربة لدول معينة من ناحية التوجيه والتمويل، إذ بات من الصعوبة بمكان لهذه الوسائل الإعلامية أن تبرز ما تشاء دون الحصول على إذن مسبق أو أخذ ضوء أخضر من الجهة التابعة لها ..
وإذا بحثنا عن الأسباب الحقيقية لهذا التكتم الإعلامي والصد الفضائي؛ فإننا نجد أن من أبرز الأسباب كون هؤلاء مسلمون مؤمون بالله رب العالمين، ولوجود مصالح لهذه الدول -التي تتبع لها تلك الوسائل الإعلامية- مع حكومة ميانمار، ولا أدل على ذلك عدم محاولة أو عدم إستطاعة أية وسيلة إعلامية عالمية لدخول إقليم أركان وصياغة تقارير ميدانية عن المعاناة الحقيقية للسكان هناك .
وبما أن الموقف يتطلب منا الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه والتعامل بمكيال العدل؛ فإن وسائل إعلامية حرة ونزيهة أظهرت بعض معاناة هذا الشعب للعالم، ومن تلك الوسائل: قناة الجزيرة وهيئة الإذاعة البريطانية، فهما أبرز وسيلتين إعلاميتين عالميتين على حد علمي- أبرزت بعض جوانب القضية الروهنجية الأركانية، وأظهرتا معاناة هذا الشعب المظلوم، وما يلاقونه من مصاعب وكوارث في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش وفي بعض الدول المجاورة، ووسائل إعلامية محلية مقروءة في المملكة العربية السعودية أيضاً أظهرت بعض معاناة شعبنا المظلوم، مع اعترافنا بأنه ليس من حقنا مطالبة وسائل الإعلام العربية كي تتحدث عن القضية كون أركان من الدول الخارجة عن دائر الوطن العربي، وبما لديها من قضايا الشرق الأوسط التي تشغل قوائمها البرامجية ونشراتها الإخبارية ..
ولكن السؤال الذي أطرحه: ماذا يجب علينا أن نعمله كي نجعل هذه الوسائل الإعلامية العالمية تهتم بهذه القضية التي تمس أكثر من سبعة ملايين إنسان؟
أترك الإجابة والتعليق لك أيها القارئ الكريم، والسلام ما قبل الختام.
[/frame]الكاتب / عطا الله نور
في محاولة للإجابة عن هذا السؤال دعوني أعزائي القراء- أستعرض لكم بإيجاز- فصول هذه القضية التي أمتدت على مدى قرنين ونصف القرن من الزمان، وما زالت تشهد حتى يومنا هذا- مزيداً من المعاناة والبؤس والاضطهاد، في ظل الهيمنة العسكرية في ميانمار، حيث وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام (172)هـ، والثامن الميلادي عام (788)م عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء (أكياب ) عاصمة (أركان) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد "رحمه الله"، فأصبحت أراكان مملكة إسلامية، وتتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، في مدة ثلاثة قرون .
وفي عام 1784م أغار ملك بورما "بودابايه" على مملكة أركان واحتلها وصيرها جزءاً من أراضيها، ودمر كثيراً من الآثار الإسلامية؛ من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم، وتشجيع البوذيين الماغ الذين أقاموا مذابح وحشية عديدة راح ضحيتها مئات الآلاف من الروهنجيين العزل، إلى أن جاء الاستعمار البريطاني عام (1824)م، واستمرت المعاناة وأشتدت بعد حصول بورما على الاستقلال في 4 كانون الثاني 1948م، رغم تعدهدها بأن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات، ولكن نقضوا عهودهم، ونكثوا على أعقابهم، واستمرت في احتلال أركان بدون رغبةٍ من سكانها المسلمين الروهنجيا والبوذيين الماغ إلى يومنا هذا .
ومنذ ذلك الحين والقضية الأركانية أصبحت في طي النسيان، ولم تبرز وسائل الإعلام العالمية بجلاء- معاناة هذا الشعب المظلوم، وما يجده من تعب وعنت على يد الطغمة العسكرية البوذية المحتلة، وما يمارس بحقها من اضطهاد وظلم وسلب للحقوق والحريات وحق المواطنة.
وبالرغم من تطور وسائل الإعلام المذهل وتقدمها السريع، حتى أصبح العالم كقرية صغيرة؛ إلا أن هذه الوسائل لم تستطع أو لم تشأ إبراز حقيقة هذه المعاناة لهؤلاء، وهي مازلت خافية على كثير من الأحرار في العالم.
وبالرغم أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تحاول الظهور بمظهر المستقل والحيادي، فإن معظمها -لا سيما- صاحبة التأثير القوي تتبع مباشرة أو مواربة لدول معينة من ناحية التوجيه والتمويل، إذ بات من الصعوبة بمكان لهذه الوسائل الإعلامية أن تبرز ما تشاء دون الحصول على إذن مسبق أو أخذ ضوء أخضر من الجهة التابعة لها ..
وإذا بحثنا عن الأسباب الحقيقية لهذا التكتم الإعلامي والصد الفضائي؛ فإننا نجد أن من أبرز الأسباب كون هؤلاء مسلمون مؤمون بالله رب العالمين، ولوجود مصالح لهذه الدول -التي تتبع لها تلك الوسائل الإعلامية- مع حكومة ميانمار، ولا أدل على ذلك عدم محاولة أو عدم إستطاعة أية وسيلة إعلامية عالمية لدخول إقليم أركان وصياغة تقارير ميدانية عن المعاناة الحقيقية للسكان هناك .
وبما أن الموقف يتطلب منا الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه والتعامل بمكيال العدل؛ فإن وسائل إعلامية حرة ونزيهة أظهرت بعض معاناة هذا الشعب للعالم، ومن تلك الوسائل: قناة الجزيرة وهيئة الإذاعة البريطانية، فهما أبرز وسيلتين إعلاميتين عالميتين على حد علمي- أبرزت بعض جوانب القضية الروهنجية الأركانية، وأظهرتا معاناة هذا الشعب المظلوم، وما يلاقونه من مصاعب وكوارث في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش وفي بعض الدول المجاورة، ووسائل إعلامية محلية مقروءة في المملكة العربية السعودية أيضاً أظهرت بعض معاناة شعبنا المظلوم، مع اعترافنا بأنه ليس من حقنا مطالبة وسائل الإعلام العربية كي تتحدث عن القضية كون أركان من الدول الخارجة عن دائر الوطن العربي، وبما لديها من قضايا الشرق الأوسط التي تشغل قوائمها البرامجية ونشراتها الإخبارية ..
ولكن السؤال الذي أطرحه: ماذا يجب علينا أن نعمله كي نجعل هذه الوسائل الإعلامية العالمية تهتم بهذه القضية التي تمس أكثر من سبعة ملايين إنسان؟
أترك الإجابة والتعليق لك أيها القارئ الكريم، والسلام ما قبل الختام.
عطا الله نور إعلامي وكاتب صحفي
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
اسم الموضوع : مقالة لي .. هل أنصف الإعلام العالمي قضية أرَكان؟
|
المصدر : مسلمو أراكان في العالم