ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
صوت اهل النار من تحت الارض."غير صحيح"


هل يمكن سماع صوت الموتى الذين يعذبون فى القبور ؟


12.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم
انتشر في الأونة الأخيرة وبكثرة شريط يحتوي على أصوات أناس يتعذبون في القبور ،
ويقولون أن هذا الشريط سجله علماء روس منذ سنوات
عندما كانوا يقومون بحفرة للأرض للوصول للقشرة الأرضية ، وأنهم وضعوا أجهزة عالية الدقة لسماع الأصوات ،
وسمعوا أصوات أناس يتعذبون
( رجالاً ونساء )وطبعاً هذا الشريط انتشر انتشار النار في الهشيم في دول الخليج وحتى في المواقع الأجنبية ،
ولو كانت قوانين المنتدى تسمح لوضعت لك رابط ذلك الشريط .
-- ماهو القول الشرعي الفصل في سماع عذاب القبور بالنسبة للبشر ؟؟
وهل سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات اناس يتعذبون في القبور أو أحد من الصحابة رضي الله عنهم ؟؟
جوابك مهم يا شيخ ، وجزاك الله خيـر .

جواب السؤال :
لا يمكن لبشر أن يسمع أصوات الموتى وهم يعذبون في قبورهم ،
ومن يقول ذلك فهو يخالف نصا شرعيا صحيحا واضحا وهو ما ثبت في سنن أبي داود من حديث البراء بن عازب الطويل
في عذاب القبر ونعيمه وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الكافر أو الفاجر :
( ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبلا كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا ،
ثم يعيده الله كما كان ، فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة (( يسمعه كل شيئ إلا الثقلين - أي الجن والإنس - ))000 الحديث
0 فنص الحديث أن العذاب لا يسمعه الانس والجن فكيف يقال بأنه سمعه انسي بل ملحد كافر ،
والغريب من الناس كيف يصدقون كافرا في أمر غيبي !!
والله يقول في المسلم :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
وعليه فإني أنصح نفسي وإخواني بتقوى الله والرجوع إلى النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في كل أمر من أمور الحياة ،
ففيها الخير والراحة والطمأنينة لأمر الله وقدره وتقديره ، ويكفي المؤمن حديث واحد يثبت عذاب القبر - وما أكثرها -
فلا يحتاج إلى مثل هذه الروايات التي ليس عليه دليل ولا برهان شرعي بل تعود المسلم على سماع القصص
من أي مكان وترك النصوص الشرعية القاطعة الواضحة 0 وفق الله الجميع لاتباع الكتاب والسنة 0 والله أعلم

12.gif

سؤال:
لقد انتشرت ظاهرة سماع أناس يعذبون في قبورهم،
وتم نشره عبر الانترنت وقد تم تسجيل شريط،
وقد وزع في كل الدول الإسلامية
والشيخ الذي قال ذلك هو الزنداني أرجو من فضيلتكم الجواب لكي يطمئن قلبي لأن الأموات لا يسمعهم إلا البهائم؟
الجواب:
قد انتشر هذا الشريط وسمعنا بعضه، ونسب للشيخ عبد المجيد الزنداني، ومع ذلك فإنا نشك في صحته،
وذلك لأن الله تعالى حجب عنا سماع أصوات الموتى،
ولذلك قال النبي : (ص ) "ولو سمعها الإنسان لصعق"، فننصح بعدم تداول هذا الشريط،
الذي في صحته نظر، ونحسن الظن بالزنداني، وأنه ما قصد إلا الخير، ورجاء الاتعاظ. والله أعلم.

قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
4/11/1426هـ

12.gif

سئل العلامة الشيخ الدكتور صالح الفوزان عن شريط الزنداني أصوات مخيفة وهذا نصه:

السؤال /
انتشر شريط بين الناس وهذا الشريط يزعم قائله وهم الروس الكفار وضعوا أجهزة تحت الأرض
وسمعوا بعض أصوات البشر من الرجال والنساء؛ وعلّق على هذا الشريط الشيخ الزنداني يقول نعم هذا صحيح.
فماذا ترون في هذا الأمر؟ هل ينشر الشريط ؟ وهل ينكر على من يوزعه؟ أفتونا مأجورين


الجواب :
أرى أن الشريط يتلف ولا يوزّع ، وهذا فيه مجاوزات:
أولا: أن عذاب القبر(من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله) من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ،
لان أمور الآخرة من علم الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى فالتعذيب في القبر أو النعيم في القبر هذا
من علم الغيب ومن أمور الآخرة لم يطلع عليها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله يطلعه على شيءٍ من الغيب
قال تعالى { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من ارتضى من رسول }
ثانيا : هذا فيه ترويع للناس ربما يصاب بعض الناس بعقله إذا سمع هذا الشريط ففيه (ترويع للناس)،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول << لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع >>
الرسول ترك هذا ترك الدعا (دعا الله) إن يسمع الناس عذاب القبر خوفا عليهم،
خوفا من الترويع و هذا يأتي يروع الناس يوزع عليهم شريط .
عذاب القبر تواترت الأدلة فيه، فنحن نعتمد على الأدلة ما نعتمد على أقوال الكفار و الروس أو غيرهم،
نعتمد على خبر الصادق صلى الله عليه وسلم نؤمن بعذاب القبر.
أما اللي(الذي) ما يؤمن إلا إذا سمع كلام الروس فهذا ليس عنده إيمان، نحن نؤمن بعذاب القبر ونتيقنه ونثبته
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان به، يذكر في كتب العقائد هذا شيءٌ معلوم ومتيقن
ومعتقد إن القبر فيه نعيم وفيه عذاب فلا حاجة إلى هذا الشريط.
ثالثا : هو يزعم أن الروس إنهم وصلوا الطبقة السابعة من الأرض، هذا صحيح سبع طباق من الأرض
{ الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهن} فطباق الأرض مثل طباق السماء هل احد يخترق طباق السماء؟!
فكيف يخترق طباق الأرض؟! حفّار يصل إلى الأرض السابعة إلى سجين كما يقول،
لا يمكن هذا.هذا من الكذب والإفترى ،حفّار يخترق السبع الطباق الأرض ويصل إلى الأرض السابعة
هذا من الكذب والإفترى.
رابعا : إن هذا الشريط)إن هذا الشريط ماهو صحيح ايش اللي(الذي) يدريك أن هذا أصوات أهل القبور
ألا يكون انه جاء عند ناس يزعِقون ويتكلمون ويصايحون وسجلهم لأجل التمويه والكذب،
من الذي يأمن هذا. أنها الكفار جاءوا عند اجتماع أو عند ناس يصرخون أو أسواق فيها ضجيج وسجلوها
وقالوا هذا عذاب القبر، من الذي يأمنهم فعلينا إننا نحذر من هذه الأمور وهذه الترويجات وهذه غلطه من عبد المجيد الزنداني
إن كان صح انه هو اللي(الذي) تبنّاها هي غلطه منه عف الله عنا وعنه الواجب عليه أن يترك هذا الشيء.

المرجع:
شريط اللقاء المفتوح بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب الوجه(الأول)توزيع مؤسسة أهل الأثر
 

ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
رد: التحذير من سماع أصوات مخيفة

جوابُ الشيخ د. عبد الكريم الخضير حفظهُ الله ورعاه ...


أوَّلاً عذاب القبر من الأُمُور الغَيْبِيَّة التِّي جاءَتْ الأدِلَّةُ التِّي تَبْلُغُ حَدَّ القَطْع بِثُبُوتِها ،
وأنَّ المَيِّتْ المُخالِفْ يُعَذَّب في قَبْرِهِ الكافر والمُنافِق جاء في حقِّه ما جاء ، والعاصِي أيضاً بعضُ العُصاة جاء أنَّهُم يُعَذَّبُونْ
في قُبُورِهم ، كالذِّي يمشِي بالنَّمِيمَة ، والذِّي لا يَسْتَنْزِهُ من البول ، هذا أمرٌ لا مِراءَ فيهِ ولا إشكال ،
ومع ذلكم ليس بالإمكان أنْ يَطَّلِعَ عليهِ أحد ؛ لأنَّهُ لو سَمِعَهُ الإنْسَانْ لَصَعِقْ ، والعذاب يَسْمَعُهُ كُلُّ أحد إلاّ الثَّقَلَيْن الجِن والإنْس ،
فَمِثل هذا الكلام لا يُلْتَفَتُ إليه ، لا يُلْتَفَتُ إليه ، هو يزعُم أنَّهُ سَمِع عذاب القبر نقولُ لهُ لم تَصْدُق ،
ولو كان مُسلِماً فضلاً عن كون هذا الأمر يَرِدْ من كُفَّار ! يُريدُون التَّشكيك في ديننا ،
فإذا وافقناهُم على أنَّهُم سَمِعُوا ثُمَّ نَفُوا بعد ذلك ... ماذا يكُونُ موقِفُنا ؟ نعم ، ثُمَّ نفُوا بعد ذلك ،
لا شكَّ أنَّهُ يُعرِّضُ عقيدَةُ المُسلِم للتَّرَدُّد والتَّذَبْذُب ، فَمِثْلُ هذا لا يُلْتَفَتُ إليهِ ، ولو قالَهُ مُسْلِم فَضْلاً عن أنْ يَرِد من كُفَّار ،
وأهداف الكُّفَّار ووسائل الكُّفَّار في تشكيك المُسلمين معرُوفَة ولو اغْتَرَّ بِهِ منْ اغتَر مِمَّنْ يَنْتَسِب إلى العلم ،
عذاب القبر لا يَسْمَعُهُ إلاّ غير المُكلِّفين ، أمَّا المُكلَّفُون من الثَّقَلَيْن الجِنْ والإنْس لا يَسْمَعُونْ ، وجاء نفيُ ذلك ،نعم ،
في حديث ( لولا أن تَدَافنُوا ) في رواية ( لولا أنْ لا تَدافنُوا لأسْمَعْتُكُم ، لَدَعَوْتُ الله أنْ يُسْمِعَكُم ) فَمِثل هذا لو سَمِعَهُ الإنْسَان
لَصعقْ ، جاءت بهذا النُّصُوص ، أمَّا الأصْوات التِّي وُجِدَتْ في الشَّريط أجْزِم جَزْماً بَاتًّا لو أنَّ هذا المُسَجِّل وُضِع في مطار مثلاً !
وسَجَّل من الأصوات أعْظَم من هذهِ الأصْواتْ ، لو وُضِع في مطار مع أزِيزْ الطَّائِرات واختلاط الأصوات يمكن يسجِّل أعظم
منْ هذهِ الأصوات ، أمَّا يَرِد علينا منْ كُفَّار ونقول ليسَ بِصحِيح أصلاً هذا مرفُوضٌ قَطْعاً . أهـ .



رد الشيخ " عبد الرحمن السحيم" على ما يزعم انه أصوات المعذبين ،
ورده على من استدل بكلام شيخ الإسلام بن تيمية .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الخبر: هذا ما قاله الدكتور أساكوف: أنا لا أومن بأي ديانة لكن آمنت بالنار بعد هذه الحادثة،
كنا نحفر في أحد الأراضي للتنقيب عن شيء حتى وصلنا إلى عمق ووصلت درجة الحرارة إلى 2000 فهرنايت
وسمعنا أصوات وصراخ وصوت زفير أشبه بصوت النار...
رأيت هذا الخبر قد انتشر في أكثر من موقع عبر الشبكة
وسُئلت عنه من أكثر من سائل
فقلت:
أما أنا فلا أصدّق!
أما لمــاذا؟
فلأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم.
قال: يأتيه ملكان فيُقعدانه، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول:
أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة،
قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: فيراهما جميعا. رواه البخاري ومسلم.
زاد البخاري قال: وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس!
فيُقال: لا دريت ولا تليت، ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين.
يعني تسمعه الدواب ويسمعه من كان قريبا من المكان إلا الإنس والجن.
وعذاب القبر مما تُدركه المخلوقات غير الإنس والجن، لقوله - صلى الله عليه وسلم - عن الكافر أو المنافق -:
ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين. رواه البخاري وقد تقدم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: إنهم يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم.
وهذا صريح في سماع عذاب القبر لغير الجن والإنس، أي أن الإنس والجن لا يسمعون عذاب القبر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مُغِلَتْ إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالإسماعيلية والنصيرية
وسائر القرامطة من بني عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم
لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى،والجهال تظن أنهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله،
وإنما هو من هذا القبيل، فقد قيل: إن الخيل إذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغـل.
انتهى كلامه - رحمه الله -.


أي يُذهب الإمساك من بطونها.
وقد حدّثني بعض المسلمين الذين يُقيمون في بلاد الكفار اليوم، أن الكفار الذين يدفنون موتاهم بالتوابيت مدة معلومة
ثم يجمعون عظامهم بعد ذلك في مكان واحد وتستخدم التوابيت في دفن آخرين،
وهم يجدون آثار أظفار وخدوش على جدران التوابيت، ويظنّون أن سبب ذلك أن من الأموات من دُفِنَ حيّاً.
إذا عُلِمَ هذا فإن ما يتعلّق بالقبر من عرض وفتنة وسؤال وعذاب ونعيم، هو من علم الغيب الذي لا نعلم كيفيّته،
ويجب علينا الإيمان به والتسليم فيه لله ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنؤمن به من غير سؤال عن كيفيّته،
وكيف يقع؟ لأن عقولَنا قاصرة عن إدراك ذاتها فكيف تُدرك ما حُجِبَ عنها؟
قال ابن القيم: أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن أبي العز: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثبوت عذاب القبر ونعيمه
لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به،
ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهـد له به في هـذه الدار،
والشرع لا يأتي بما تحيلة العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول. اهـ.
وقد أسمع الله نبيّه وأطلعه على شيء من ذلك
فعن زيد بن ثابت قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم -
لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حَادَتْ به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة،
فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال: رجل أنا. قال: فمتى مات هؤلاء؟
قال: ماتوا في الإشراك فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها،
فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه،
ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار،
قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. رواه مسلم.
كما أسمعه أيضا في قصة القبرين اللذين قال فيهما: إنهما ليُعذّبان وما يُعذّبان في كبير.
فهذا مما اختص به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى فإن هذا الخبر الذي يُتناقل عبر بعض المنتديات رواية عن كافر ولا تُقبل رواية الكافر إلا إذا أسلم.
وفي هذه المسألة لا تُقبل روايته حتى لو أسلم لأنها تُخالف ما ثبت في السنة.
وهذه الأمور من الأمور الغيبية التي لم يُطلع الله عليها الإنس والجن
ثم اعترض بعض الأخوة بكلام لبعض الأفاضل نقل فيه كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
فيه رؤية صورة من صور العذاب،
وما ذُكر من خروج جسد برأس حمار من مقبرة من المقابر... إلى الخبر.
فقلت:
ينبغي أن يُفرّق بين رؤية بعض صور العذاب، أو سماع الأصوات، فالأول ممكن لأنه لم يرد به نص على المنع،
بينما الثاني وردت به نصوص كثيرة، ومنها ما سقته أعلاه.
وبالنسبة لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
فقد ساقه مساق الاستئناس وليس مساق التقرير كما يعلم ذلك من يتتبّع كتبه وعلِم بطريقته في التصنيف.
وعلى كلٍّ: كلٌّ يؤخذ من قوله ويُردّ إلا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه.
رواه مسلم، وقد تقدّم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت:
قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق.
رواه البخاري.
وهذا يدلّ على أن سمع الإنسان له طاقة محدودة، إلا أن الله اختص نبيّه بخاصيّة فأسمعه من عذاب القبر.
وقد تقدّم هذا أيضا.
وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُقدّم على قول كل أحد، ولو كان القائل أفضل الناس من بعده،
ولو كان قول الشيخين الخيّرين اللذين أُمِرنا أن نقتدي بهم .
قال - صلى الله عليه وسلم -: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر.
ومع ذلك لا يُعدل عن قوله - صلى الله عليه وسلم - إلى قولهما، مع مكانتهما وفضلهما، فكيف بغيرهما ؟
وهذا من إجلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -
لا يُعارض بقول أحد كائن من كان. ولا يعني هذا عدم إجلال العالم بل هذا من كمال إجلال الرسول
- صلى الله عليه وسلم -
ومن إجلال العالم أن لا يُرفع فوق قدره،
وأن يُردّ قوله إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا العكس.
والله - تعالى -أعلى وأعلم.

12.gif
 

ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0
رد: التحذير من سماع أصوات مخيفة


هل من الممكن أن يسمع الأحياء ما يدور للموتى في قبورهم ؟

السؤال:
هل يمكن للأحياء سماع أصوات الموتى في قبورهم ، سواء كانوا معذّبين ، أو منعّمين ؟
لأنّه سمع أنّ هذه القدرة هي المرحلة الأولى لكي يصبح الإنسان من الأولياء الصالحين .

الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ينتقل الميت بموته إلى عالم " البرزخ " ، وهو عالَم آخر غير الذي قضى عمره فيه ،
وهذا العالَم الغيبي ليس لأحدٍ أن يثبت فيه شيئاً ،
أو ينفيه ، إلا بدليل من الكتاب والسنَّة .
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة تثبت تكلم " الميت " وهو محمول على الأكتاف لدفنه ،
وأيضاً وهو في قبره ، وثبت في تلك الأحاديث وغيرها أن الأحياء لا يسعمون ذلك الكلام الذي قاله الميت ،
أما الموضع الأول فقد استثنى النبي صلى الله عليه وسلم " الإنس " من السماع ،
وأما الموضع الثاني : فقد استثنى " الإنس والجن " .

أ. الموضع الأول :
عَن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ
فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ
قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا ، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ ) .
رواه البخاري ( 1314 ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله - :
قوله في آخر الحديث ( يسمع صوتها كل شيء ) : دال على أن ذلك بلسان القال ، لا بلسان الحال .
" فتح الباري " ( 3 / 185 ) .

وقال العيني رحمه الله - :
واستدل بالحديث المذكور على أن كلام الميت يسمعه كل حيوان غير الإنسان .
" عمدة القاري " ( 8 / 114 ) .
وينظر : " شرح رياض الصالحين " ، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( 4 / 549 ، 550 ) .

ب. الموضع الثاني :
وهو حديث البراء بن عازب المشهور ، وفيه :
فَيَأْتِيهِ آتٍ فَيَقُولُ مَنْ رَبُّكَ مَا دِينُكَ مَنْ نَبِيُّكَ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي فَيَقُولُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَوْتَ وَيَأْتِيهِ آتٍ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ
مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِهَوَانٍ مِنْ اللَّهِ وَعَذَابٍ مُقِيمٍ فَيَقُولُ وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللَّهُ بِالشَّرِّ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ
كُنْتَ بَطِيئًا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَصَمُّ أَبْكَمُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَةٌ لَوْ ضُرِبَ بِهَا
جَبَلٌ كَانَ تُرَابًا فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً حَتَّى يَصِيرَ تُرَابًا ثُمَّ يُعِيدُهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ
إِلَّا الثَّقَلَيْنِ قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ النَّارِ وَيُمَهَّدُ مِنْ فُرُشِ النَّارِ .
رواه أحمد ( 30 / 578 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 3 / 219 ) .
وفي الفرق بين الموضعين ، وعدم سماع الإنس في الأول ،
وعدم سماع الإنس والجن في الموضع الثاني غيرهم ،

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعليقاً على الحديث الأول - :
وقد استُشكل هذا مع ما ورد في حديث السؤال في القبر ( فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء إلا الثقلين )
والجامع بينهما : الميت والصعق ، والأول استثنى فيه الإنس فقط ، والثاني استثنى فيه الجن والإنس ؟!
والجواب : أن كلام الميت بما ذُكر لا يقتضي وجود الصعق - وهو الفزع - إلا من الآدمي ؛
لكونه لم يألف سماع كلام الميت ، بخلاف الجن في ذلك ، وأما الصيحة التي يصيحها المضروب :
فإنها غير مألوفه للإنس والجن جميعاً ؛ لكون سببها عذاب الله ، ولا شيء أشد منه على كل مكلف ،
فاشترك فيه الجن ، والإنس ." فتح الباري " ( 3 / 185 ) .
ولا يستُثنى من الإنس في سماع عذاب القبر إلا النبي صلى الله عليه وسلم .
أ. عن زَيْد بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ
إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ : ( مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ )
فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا ، قَالَ : ( فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ ) قَالَ : مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ ،
فَقَالَ:( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ )
.رواه مسلم ( 2868 ) .
ب. عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ :
خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ : ( يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا ) .
رواه البخاري ( 1309 ) ومسلم ( 2769 ) .
وجبت الشمس : غربت .
والحديث رواه ابن حبان ( 7 / 394 ) وبوَّب عليه بقوله :
" ذِكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم أسمع أصوات الكفرة حيث عذبت في قبورها " .
وفي عدم سماع الإنسان في كلا الموضعين حكَم جليلة .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
قوله : ( إلا الإنسان ) : يعني : أنه لا يسمع هذا الصياح ، وذلك لحِكَم عظيمة ؛ منها :
أولاً : ما أشار إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ) .
ثانياً : أن في إخفاء ذلك ستراً للميت .
ثالثاً : أن فيه عدم إزعاج لأهله ؛ لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذَّب ويصيح : لم يستقر لهم قرار .
رابعاً : عدم تخجيل أهله ؛ لأن الناس يقولون : هذا ولدكم ! هذا أبوكم ! هذا أخوكم ! وما أشبه ذلك .
خامساً : أننا قد نهلك ؛ لأنها صيحة ليست هينة ، بل صيحة قد توجب أن تسقط القلوب من معاليقها ،
فيموت الإنسان أو يغشى عليه .
سادساً : لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين : لكان الإيمان بعذاب القبر من باب الإيمان بالشهادة ،
لا من باب الإيمان بالغيب ، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان ؛ لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوه قطعاً ؛
لكن إذا كان غائباً عنهم ، ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر : صار من باب الإيمان بالغيب .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 8 / 482 ، 483 ) .

ثالثاً:
أما من يزعم أنه يستطيع سماع الأموات في قبورهم ، وأنه يراهم ، ويتحدث معهم : فهو يكذب في ذلك ،
أو مُلَبَّس عليه . وإنما يرى الشياطين تتمثل له بصورة الأموات ، أو تخاطبه بأصواتها ، وتلبس عليه ، وهو يلبس على الناس .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - :
ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطابٍ يسمعه ، وشخصٍ يراه ، وتصرفٍ عجيب ، ما يظن أنه من الميت ،
وقد يكون من الجن والشياطين ، مثل أن يرى القبر قد انشق ، وخرج منه الميت وكلمه وعانقه ،
وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم ، وإنما هو شيطان ؛ فإن الشيطان يتصور بصور الإنس ،
ويدَّعي أحدهم أنه النبي فلان ، أو الشيخ فلان ، ويكون كاذباً في ذلك ،
وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره ، وهي كثيرة جدّاً ،
والجاهل يظن أن ذلك الذي رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور ، أو النبي أو الصالح وغيرهما ،
والمؤمن يعلم أنه شيطان ، ويتبين ذلك بأمور :
أحدها : أن يقرأ آية الكرسي بصدق ، فإذا قرأها : تغيب ذلك الشخص ، أو ساخ في الأرض ، أو احتجب ،
ولو كان رجلاً صالحاً أو ملَكاً أو جنيّاً مؤمناً : لم تضرَّه آية الكرسي ، وإنما تضر الشياطين ،
كما ثبت في الصحيح مِن حديث أبي هريرة لما قال له الجني :
اقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ إذَا أَوَيْت إلَى فِرَاشِك فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ عَلَيْك مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُك شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( صَدَقَك وَهُوَ كَذُوبٌ ) .
ومنها : أن يستعيذ بالله من الشياطين .
ومنها : أن يستعيذ بالعوَذ الشرعية ...
والمقصود هنا : أنَّ مِن أعظم أسباب ضلال المشركين ما يرونه أو يسمعونه عند الأوثان كإخبار عن غائب ،
أو أمر يتضمن قضاء حاجة ، ونحو ذلك ، فإذا شاهد أحدهم القبر انشق ، وخرج منه شيخ بهيٌّ :
عانقه ، أو كلَّمه : ظنَّ أن ذلك هو النبي المقبور ، أو الشيخ المقبور ، والقبر لم ينشق ؛ وإنما الشيطان مثَّل له ذلك ،
كما يمثل لأحدهم أن الحائط انشق ، وأنه خرج منه صورة إنسان ، ويكون هو الشيطان تمثل له في صورة إنسان ،
وأراه أنه خرج من الحائط .
" مجموع الفتاوى " ( 1 / 168 178 ) باختصار .
والله أعلم

المصدر :
الإسلام سؤال وجواب
 
أعلى