ما هي حقيقة التوكل

طاب الخاطر

:: عضو نشيط ::
[FONT=&quot] « ما هي حقيقة التوكل ؟ » : [/FONT]
f3c33c758d.gif
[align=center]
س : ما هي حقيقة التوكل على الله -تعالى- ؟
الجواب: التوكيل لغة: إنابة الإنسان غيره فيما يعجز عنه. يقال: توكل بالأمر، إذا ضمن لك القيام به. والتوكل في الشرع: تفويض الأمور إلى الله -تعالى- والاعتماد بالقلب عليه، والرضا به حسيبا ووكيلا. وهو من العبادات القلبية التي يكثر الأمر بها ومدح أهلها، كقوله -تعالى- : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾[ سورة هود، الآية : 123 ] وقوله: ﴿ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾[ سورة يونس، الآية : 84 ] وقوله: ﴿ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾[ سورة المزمل، الآية : 9 ] وقوله: ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾[ سورة الأنفال، الآية : 2 ] أي: يعتمدون عليه بقلوبهم مفوضين أمورهم إليه وحده، فلا يرجون سواه ولا يقصدون غيره، ولا يرغبون إلا إليه، فالله حسبهم، أي: كافيهم. كما قال -تعالى- : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾[ سورة الطلاق، الآية : 3].​
والتوكل لا ينافي فعل الأسباب، قال -تعالى- : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾[ سورة هود، الآية : 123 ] وقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾[ سورة المائدة، الآية : 11 ] فأمر بالعبادة والتقوى التي هي فعل الأسباب وتوقي المكروهات، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : « لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا » أي: تفعل الأسباب وتتقلب في طلب المعاش.​
فالمتوكل على الله هو المؤمن الذي يفعل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، ويطلب الرزق ويحترف بنفسه، مع اعترافه بأن ربه -تعالى- هو مسبب الأسباب، فلو شاء لما أثمرت الأشجار، ولا ربح التجار، ولا عاشت المواشي، ولا وجدت الحرف، فإذا فعلها العبد ووثق بربه رزقه من حيث لا يحتسب.​
وقد رأى عمر قوما جلوسا في المسجد، وقالوا: نحن المتوكلون، فأمرهم بالاحتراف وقال: بل أنتم المتأكلون. فلا يجعل العبد توكله عجزا، ولا عجزه توكلا.​
العلامة / ابن جبرين

[/align]
 


جزاك الله خيراً

الله يعطيك العافية [fot1]أبو مجاهد المهاجر [/fot1]على الطرح الرائع

تحياتي جواد البحر
cVu18939.gif

 
عودة
أعلى