عندما نراجع تاريخ الحب عند العرب سوف نجد أمامنا ظاهرة طريفة ولافتة للنظر، وهي أن الذين يصابون بجنون الحب هم من الرجال فقط، ولم نقرأ امرأة واحدة أصابها مثل هذا الجنون وأصبحت مشهورة به.
وأحد شعراء الحب الكبار عند العرب، وهو (قيس) أصبح مشهوراً على صفحات التاريخ بصفته وليس باسمه، وعندما يريد أحد أن يشير إليه يكفي أن يسميه باسم (المجنون) حتى يعرف الناس أن المقصود هو (قيس بن الملوح) أو (مجنون ليلى)
وقد كان جنون قيس في حبه شاملاً كاملاً، ولذلك كان شعره كله يدور حول حبيبته ولا شيء غير ذلك، وحياته ليس فيها سوى هذا الحب، وما كان صاحبه يعانيه من عذاب فيه انتهى به إلى أن عده الناس مجنوناً في صورة عاشق مفتون.
على أن قيساً ليس هو المجنون الوحيد في التاريخ العاطفي عند العرب، فهناك شعراء مشهورون آخرون عبروا عن درجات من الجنون العاطفي قد تكون اخف من جنون قيس، ولكنها في بعض الأحيان تبدو أكثر خطورة، لأنها تنطوي على شيء من التهور، وذلك ما يمكن أن نصف به شاعراً مثل عمر بن أبي ربيعة في زيارته لحبيبته (نُعَم) حيث اضطر إلى التخفي بملابس النساء حتى لا يكتشف أحد مغامرته المجنونة الطائشة؛ فإن كانت هذه المغامرة التي يقول لنا الشاعر إنه أقدم عليها بالفعل حقيقة واقعية، فهذا نوع من الجنون لاشك فيه، لأنه لو تم كشفه ومعرفة حقيقة أمره تحت ثوبه النسائي، لن يكون عقابه أقل من ذبحه وإهدار دمه عملاً بقول الشاعر العربي:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يُـراق علـــى جوانبـــه الدم
أما إذا كانت مغامرة عمر بن أبي ربيعة خيالاً لم يحدث في الواقع، فهذا الخيال هو أيضاً خيال فيه جنون، فالذي يحلم بأن يلبس (فستاناً) ويقتحم بيت حبيبته حتى يختفي عن عيون الرقباء، ليس له في (بوليس الآداب العالمي) صفة يمكنه أن يحملها وينجو بها من العقاب سوى الجنون!
وفي استطاعتنا أن نتابع تاريخ الجنون العاطفي عند العرب، فنجد أن الرجال وحدهم هم المصابون بهذا المرض الجميل إن صح التعبير ... أما النساء فهن (أعقل) من الرجال، وأكثر سيطرة على عواطفهن، وأكثر انضباطاً والتزاماً وبعداً عن مواطن الشبهات. ولم يعرف تاريخ الحب العربي عن إحدى النساء أنها أصيبت في حبها بالجنون، كما أصيب به الرجال... ومن يفتش بدقة وعناية في سجلات الجنون العاطفي عبر التاريخ فلن يجد مجنونة واحدة!
هذه الفكرة الطريفة هي الموضوع الذي أنشأ فيه الشاعر الليبي محمد خليفة التليسي قصيدة بديعة جعل عنوانها (المجانين) والتليسي أديب كبير، وقد شغل منصب وزير التربية والتعليم في وقت من الأوقات، وله مختارات رائعة من الشعر العربي في مختلف عصوره، صدرت في عدة مجلدات.
قصيدة (المجانين) هي قصيدة بالغة العذوبة والنعومة وخفة الروح، وهي تخاطب المرأة العربية، وهي تقول لها إنها على مر العصور هي المطلوبة، وهي التي يسعى وراءها الرجال، ويتغنى بها الشعراء، ويصاب بعضهم في سبيلها بجنون الحب، بينما لا نجد في تاريخنا كله من أصابها هذا الجنون على الإطلاق، فالجنون لنا وحدنا نحن الرجال:
كل المجانين منا، أين واحــــدة
منكن نرفع في الأكوان ذكراها
ثم يقول في وصف ما يتحمله الرجال من أجل عيون من يحبون:
تحياتي للجميع
وأحد شعراء الحب الكبار عند العرب، وهو (قيس) أصبح مشهوراً على صفحات التاريخ بصفته وليس باسمه، وعندما يريد أحد أن يشير إليه يكفي أن يسميه باسم (المجنون) حتى يعرف الناس أن المقصود هو (قيس بن الملوح) أو (مجنون ليلى)
وقد كان جنون قيس في حبه شاملاً كاملاً، ولذلك كان شعره كله يدور حول حبيبته ولا شيء غير ذلك، وحياته ليس فيها سوى هذا الحب، وما كان صاحبه يعانيه من عذاب فيه انتهى به إلى أن عده الناس مجنوناً في صورة عاشق مفتون.
على أن قيساً ليس هو المجنون الوحيد في التاريخ العاطفي عند العرب، فهناك شعراء مشهورون آخرون عبروا عن درجات من الجنون العاطفي قد تكون اخف من جنون قيس، ولكنها في بعض الأحيان تبدو أكثر خطورة، لأنها تنطوي على شيء من التهور، وذلك ما يمكن أن نصف به شاعراً مثل عمر بن أبي ربيعة في زيارته لحبيبته (نُعَم) حيث اضطر إلى التخفي بملابس النساء حتى لا يكتشف أحد مغامرته المجنونة الطائشة؛ فإن كانت هذه المغامرة التي يقول لنا الشاعر إنه أقدم عليها بالفعل حقيقة واقعية، فهذا نوع من الجنون لاشك فيه، لأنه لو تم كشفه ومعرفة حقيقة أمره تحت ثوبه النسائي، لن يكون عقابه أقل من ذبحه وإهدار دمه عملاً بقول الشاعر العربي:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يُـراق علـــى جوانبـــه الدم
أما إذا كانت مغامرة عمر بن أبي ربيعة خيالاً لم يحدث في الواقع، فهذا الخيال هو أيضاً خيال فيه جنون، فالذي يحلم بأن يلبس (فستاناً) ويقتحم بيت حبيبته حتى يختفي عن عيون الرقباء، ليس له في (بوليس الآداب العالمي) صفة يمكنه أن يحملها وينجو بها من العقاب سوى الجنون!
وفي استطاعتنا أن نتابع تاريخ الجنون العاطفي عند العرب، فنجد أن الرجال وحدهم هم المصابون بهذا المرض الجميل إن صح التعبير ... أما النساء فهن (أعقل) من الرجال، وأكثر سيطرة على عواطفهن، وأكثر انضباطاً والتزاماً وبعداً عن مواطن الشبهات. ولم يعرف تاريخ الحب العربي عن إحدى النساء أنها أصيبت في حبها بالجنون، كما أصيب به الرجال... ومن يفتش بدقة وعناية في سجلات الجنون العاطفي عبر التاريخ فلن يجد مجنونة واحدة!
هذه الفكرة الطريفة هي الموضوع الذي أنشأ فيه الشاعر الليبي محمد خليفة التليسي قصيدة بديعة جعل عنوانها (المجانين) والتليسي أديب كبير، وقد شغل منصب وزير التربية والتعليم في وقت من الأوقات، وله مختارات رائعة من الشعر العربي في مختلف عصوره، صدرت في عدة مجلدات.
قصيدة (المجانين) هي قصيدة بالغة العذوبة والنعومة وخفة الروح، وهي تخاطب المرأة العربية، وهي تقول لها إنها على مر العصور هي المطلوبة، وهي التي يسعى وراءها الرجال، ويتغنى بها الشعراء، ويصاب بعضهم في سبيلها بجنون الحب، بينما لا نجد في تاريخنا كله من أصابها هذا الجنون على الإطلاق، فالجنون لنا وحدنا نحن الرجال:
كل المجانين منا، أين واحــــدة
منكن نرفع في الأكوان ذكراها
ثم يقول في وصف ما يتحمله الرجال من أجل عيون من يحبون:
تحياتي للجميع
اسم الموضوع : في الحب النساء أعقل من الرجال
|
المصدر : الموضوعات العامّة