ابوفوزان

:: مراقب عام ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
0

ربّاه سلِّم !

thumb.php

قصة حقيقية مستقاة من المجازر الوحشية الدامية التي يرتكبها البوذيون "الموغ"
ضد المسلمين العزّل في أراكان بورما منذ أسبوعين ومازالت مستمرة إلى هذه الساعة !!!
الظلمة شديدة .. الليل طويل .. التجول محظور .. الحراسة قوية .. السكون رهيب .. الخوف قاتل .. الطفل مريض .. البكاء عنيف .. يتواصل منذ ساعتين .. الزوج مخطوف .. هل يعود؟ الأخ غائب .. أين ذهب؟ الطبيب بعيد .. هل بقي حياً؟ العدو غادر .. هل أخرج؟ هل أعالج؟ لا مناص .. لا خيار .. طفلي ميت لا محالة .. إن لم أبادر .. إن لم أتحرك الآن .. رباه سلم !
***
بيوت محترقة .. يكسوها السواد .. جثث متفحمة .. بين أشلاء ممزّقة .. رماد منتشر .. هنا وهناك .. دخان يصّاعد .. ناجون مشرّدون .. بائسون نيام .. مكدّسون فوق بعضهم .. على قارعة الطريق .. وما نقموا منهم .. إلا أن يؤمنوا .. بالله العزيز الحميد .. أصوات مزمجرة .. آتية من بعيد .. تتداخل بشدة : ذئاب تعوي .. ريح تزمجر .. بشر يهدر .. يقشعرّ الجسد .. ترتعد الفرائص .. يرتجف الفؤاد .. لا ينبغي أن يطول الوقوف .. لا يحسن التأمل .. فلأسرع بالمغادرة .. رباه سلم !
***
الليل ينتصف .. قرية آمنة .. لا حراك .. لا أصوات في الحي .. لا حرق ولا اعتداء .. الحمد لله .. لعل الطبيب حاضر .. لعله يستيقظ .. لعله لم ينم .. النافذة مفتوحة .. المصباح مضاء .. لا حراك .. لا أصوات بالداخل .. لعله يسمع الطرقات .. لعله يفتح الباب .. لعله يداوي الصبي .. أظنه قادماً ..
- سيدي الطبيب ، لماذا لم تنم إلى هذا الوقت؟
- ظللت أستقبل الحالات المصابة منذ الغروب ! هل رآك أو تبعك أحد؟
- لا أظن !
- أسرعي بالدخول ولا تلتفتي ..
- رباه سلم !
***
الليل يأذن بالرحيل .. يلملم حجابه الساتر .. يكاد يعقبه النهار .. يفضح كل من على ظهر الوجود .. يجب أن أعود بأقصى سرعة .. قبل أن يراني أحد .. الحمد لله .. لا أصدق أني نجوت .. أن ابني يُعالج .. أني ..
- قفي أيتها المرأة !!! من أين جئت؟ تكلمي .. تضعين خماراً على رأسك .. أنت مسلمة إذاً .. أين كنت؟ ما هذا الذي في حضنك؟ ارفعي عنه الغطاء .. أسرعي .. من هذا الصبي؟ أهو ابنك؟ أين ذهبت به؟ لماذا لا تنطقين؟ خرساء أنت؟ إن كنت خرساء فهذي بنادقنا تنطق ! هاتي الصبي ! قلت لك هاتي الصبي .. هاتيه وإلا ..حسناً .. لا داعي .. دعيه يموت في حضنك .. ونطق السلاح :
- طاخ .. طاخ !
هكذا نقتله قبل أن ينطق بالأذان ، ويصكّ منا الآذان .. والآن .. تعالي اقتربي أيتها الجميلة .. ارفعي عنك ثوبك .. طاوعيني لتنجي بنفسك .. افعلي ما آمرك .. لماذا لا تستجيبين؟ سأتركك وشأنك .. أرجوك .. أرجوك .. لشد ما أنت عنيدة .. لا فائدة .. خذي نصيبك من الرصاص :
- طاخ .. طاخ !
يقهقه بفجور .. يتملى بمنظر الدماء .. تتفجّر من بين ثدييها .. تتدفق بغزارة .. تسيل على الأرض .. تروي تراب الوطن ..
كم أنت عطشى - أيتها الأرض الطاهرة - لدماء الشهداء من بنيك .. مضرّجة بدمائها الطاهرة .. تلفظ أنفاسها الأخيرة .. تحدث نفسها : أموت ولا يعلم بي أحد .. من يبلِّغ عني أمتي؟ تدعو بصوت واهن متقطع :
- رباه سلّم أرَكان وأهلها من "شبِّيحة" العجم .. من أعدائنا "الموغ" .. عُبّاد "بوذا" المتوحّشين ..
***
إبراهيم حافظ
مكة المكرمة

صحيفة : لجينيات

 
أعلى