يوسف مكاوي
:: عضو نشيط ::
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........
مزيداً من الحبِّ يوم أجيءُ
مرايا حنينكَ
أشرعُ وجهي
لنهر الأنا شيدِ..
يهرَبُ من حفلاتِ التّنكرِ
ساعة تخطو الأنا شيدُ خطوتها المستريبة
مابين لحظةِ خوفٍ.. وقبلةْ
وينسابُ دفءُ القرنفلِ
ضوعُ انعتاقِ الطيوبِ من الأسرِ
مابين وجهي ووجهك
هلْ جئتَ تحملُ أهزوجةَ الشّوقِ؟
هاك دمي يرتدي في الصّباحِ الحزينِ
همومَكْ
ويطلقُها في المساءِ الذي يتعمّدُ بالمهرجانْ
فماذا تخبئُ للعابرينَ ببابِك هذا الصّباحْ
أبعضَ حنينٍ قديمٍ؟!
أبعضَ جنونِ الرياحْ؟!
وأدخلُ صدركَ.. أوغلُ فيهِ
أذوبُ ببعضِ اتقادِك
ينهمرُ الموسميُّ رذاذاً دفيئاً على جسدينا
وهانحنُ متّحدانِ في الموتِ والصّحوِ
في الصّحو والعنفوانِ الربيعيِّ
هانحنُ متّحدانِ
ولمْ نلتقِ ذاتَ صيفٍ
ولكننا..
وضعْنا احتمالاتِ أشواقنا
قبيلَ ثلاثينَ عاماً في البريد المسافرِ
نحو اشتعالِ الشرايينِ
هانحنُ نبتكرُ الحلمَ... أغنيّةً
صرخةً... هاجساً يبتدي في انعتاقِ العبيرِ
من الجلد.. زوبعة التّوقِ في الدّمِ...
ها نحن كفّان كفٌّ
ووجهان... وجهٌ
وأيقونتانِ...
بلونِ البحارِ التي تمطرُ الأرضَ زهواً
بعاصفةٍ من جمار الخصوبةِ.. يومَ يقومُ من الموتِ
تموزُ منتصراً...
فنغلقُ دائرةَ الأمنياتِ
على خوفنا من رجوم الشياطينِ
قهر ملوكِ الرواياتِ.. نمضي
وبينَ أصابعنا نشوةٌ من عذابِ الأصابعِ
بعضٌ من الدفءِ
والهمساتِ الخجولةْ
فلا ترحلِ الآنَ
هذا المساءُ جميلٌ
وبعضُ الأحّبةِ في البابِ.. جاؤوا
تريثْ قليلاً
وضعْ فوق صدري ورود حنانك
صُغْ للمساءِ قصيدةَ حبٍّ جديدةْ
فيورقَ صمتُ المساءِ
وتنكسرَ البسمةُ فوقَ الشّفاهِ
كنار القناديل وهي تعّرش ليلاً
على هامشِ الخوفِ
يدمي مواعيدنا العاطراتِ سؤالٌ
على ثغره موسمٌ من رعافْ
لماذا نخافُ إذا ماعشقنا
إذا ماعشقنا.. لماذا نخافْ ؟!!
.....
ضفافُ المدائنِ يرقصُ فيها ارتحالُ العصافيرِ
يرحلُ صوتي إليك
فأغدو حمامةَ حزنك.. هذا الوجيعُ
وأخلعُ أثوابَ صمتي
أعرّي دمي من حنينِ الدّماءِ
أمدّ يديَّ
أمسُّ السّماءَ الرحيمةَ أسلمُ وجهي
لفقرِ الأزقةِ والأمسياتِ
لكلّ الذين استراحوا
على شرفةِ الوجدِ
فلتسمعِ العاصفاتُ من الرّيحِ
أني أحبّك صنوَ جنوني
وأغلى عذاباتِ عمري
وأرسمُ فوق ذراعيكِ مرجاً
من القبلاتِ العصّية أهتفُ:
هبني مزيداً من الحبّ يومَ
أجيءُ مرايا حنينكَ
إني أخافُ انطفاءَ الأناشيدِ فوقَ الشّفاهِ
فخذ بيديّ إلى بابِ عمرٍ جديدٍ
أكنْ مثلما كنتُ سوسنةً في يباسِ خريفكَ
يعشبُ حقلُ رؤانا القديمةِ
ينهمرُ الأخضرُ.. الأزرقُ... الجلّنارُ
أحبّـــكَ..
حبي صلاةَ الينابيع تزجي تسابيحها
لامتدادِ غديرٍ
يخبئُ في ناظريه النّدى.. لايموتْ
ويعبرُ نحو بهاءِ... البيوتْ
تقولُ: تمرّين في البالِ
مثلَ غمامةِ صيفٍ
أريجاً يلوّنُ أيّامَ عمري
نبيذاً يعتّقهُ القلبُ منذ ابتداءِ الزّمانِ
ونشوةَ حلمٍ جميلٍ.. رهيفْ
تمرّين في البالِ مثلَ رفيفِ العصافيرِ
يحدوهُ فجراً.. غناءٌ.. رفيفْ
وأزهو بحبّك.. أزهرُ صفصافةً
في ربيعٍ فتيٍّ
تخبّئ أحلامَ إيراقِها لغدٍ
سيجيءُ كما الفجرُ بعد ليالٍ طوالٍ
وتطلقُ ألوانها في المدى صرخةً
ووعد ازدهاءٍ.. نضيرْ
فأنثرُ وردَ دمائي
على كلّ وجهٍ أليفٍ
وألقاك في كلّ وجهٍ
تطلّ بذاك الحنانِ الذي يوهنُ الروحَ
أو يرتمي في السويداءِ
يمدُّ أصابعه الظامئاتِ احتجاجاً
إلى مطر القلبِ.. أخشى عليه السقوطَ
وأخشى عليك المرورَ إلى دهشةِ الوقتِ
أخشى عليك عذابَ انتظاري..
تريّثْ قليلاً
ولملمْ عنِ السّنديانِ بحقلي
ضجيجَ المساءاتِ..
عرسَ الطيورِ الصغيرةِ
وامددْ يديك إليَّ.. استبحْ خوفَ صدري
وهدهدْ صراخَ الخلايا
بغابةِ عطرٍ.. ونخلةِ شوقٍ مديدٍ.. وقبلةْ
أحبّك لم تأتِ
بيني وبينك ألفٌ من الرغباتِ الجموحةِ
والأمنياتِ..
أهبُّ من الموتِ.. أدخلُ في وارفاتِ
البلادِ..
أعانقُ نخلَ العراقِ.. رمالَ الحجازِ
وتفاحَ غوطتنا اليعربيَّ
وأخشى عليك
رماحَ القبائلِ تنهالُ طعناً
بصدرك هذا الحبيب الأليفْ
أخافُ عليكَ.. رياحَ الخريفْ
هو الحلمُ التّوقُ والهاجسُ المستحيلُ
وأحيا له في تشهي المواعيدِ...
في رفّةِ القلبِ جذلى... بأفراحِ عيد
فهل أنتَ وحدَكَ يرويك حبُّ السّلامةِ
فوق وجوهِ نداماكَ
يومَ يجيئونَ من نشوةِ الأرجوانِ
شهيداً... يُنادي شهيدْ ؟!
.........
أسبِّحُ باسمِك كلَّ صباحٍ
ووقعُ نداك يلوّن عمري
بأقواس وردٍ
أحبّك طفلاً.. يحالفُ ضدّي الطفولةْ
وأقترفُ الأمنياتِ إلى وطنٍ
لاينامُ حزيناً
ولاتستبيحُ مواويله أحجياتُ البطولةْ
فهل يأثمُ السّنديانُ إذا حنّ يوماً
إلى أرضهِ
وهل يأثمُ القلبُ إن حاصرَته الأناشيدُ في ومضةٍ
هي عمرُ رؤانا...
ورفّاتُ أسمائنا يوم تسرقُها
من خطوطِ أصابيعِنا..
تفاصيلُ جذعٍ لزيتونةٍ
قد ألمَّ بها الشوقُ يومَ التجأنا
إلى ظلّها.. والهوى بيننا غابةٌ من عيونْ
غريبانِ نحنُ
نطّوفُ في عالمِ الخوفِ هذا
ونحزنُ.. نحزنُ
نضحكُ... نضحكُ
حتى تجنَّ العظامُ...
فنختمُ أوراقَ أحزانِنا
بأختامِ حزنِ البلادِ
وتبغي الرّحيلَ... أهزّكَ توقاً..
توقفْ.. أقولُ: توقفْ
لكَ اللهُ.. هل كنتَ تهتفُ باسمي
وراءَ المتاريس من ألفِ عامٍ وعامٍ... وعامْ
تركنا هنالك أطفالنا
يمرحونَ...
وكانَ الرصاصُ عويلاً
يباغتُ أشواقنا المستحيلةَ
كانَ الرّصاصُ خلاصاً...
خرَجْنا...
دخلنا إلى قبَةِ الأرضِ... غبنا
مئاتِ السنين
وعدْنا
أضعتُ طريَقك ألفاً
وألفاً أضعتُ طريقي
ويومَ التقينا.. عرفتكَ
كنت الذي كان مني... الذي كنت منهُ
الجذور.. الدّماءْ..
ترَحّلتَ عني...
ذهبتَ إلى آخرِ الجرحِ
جاستْ خطاك بأرضِ المواجدِ
وحدي بقيتُ
على شاهقِ النّزفِ أهوي
وتيّمني الوجدُ ذات شتاءٍ مطيرْ
فهلْ حاصروك بعشبِ احتراقي
غداةَ انتهينا إلى غابةٍ
من صغارِ العصافيرِ
هل كانَ ذنبُ العصافيرِ أنْ
أتقنتْ رقصةَ الحبّ؟
هاأنذا.. امتطي رقصتي
وأموتُ...
أموتُ حنيناً
وأقترف الحلمَ التوقَ والهاجسَ المستحيلْ
أجيءُ إليكَ
أعلّقُ وجهي أمامك غصناً رطيباً
يصلّي
على شجر الحبِّ.. والذكرياتِ
فتدخلُ أوراقُه خضرةَ الأطلسيّ
صفاءَ الخليجِ
ترشُّ النوارسَ بالمطرِ الصاعدِ مابين قبرِ الشهيدِ
وقبرِ الشهيدْ..
فمدَّ يديك أيا سيّدَ الحلمِ
واقبضْ على عوسجِ الوقتِ
مابين حدٍّ... وحدْ
ورتّلْ أناشيدَك الوطنيةَ في آخر الأرضِ
قد ينهضُ الشهداءُ من موتِهم ذاتَ وقتٍ
ويهوي الكفنْ
وقد يكسرُ الموتُ بين المياهِ.. وبينَ المياهِ
حسدودَ الوطنْ...
.......
وأقترفُ الحلمَ التّوقَ والهاجسَ المستحيل
فأركضُ عبر براريك مسحورةً
بنداك القديمِ
تعالي إليَّ..
ومرّي بمصرَ مرورَ السّحابَةْ
وكوني بأرضِ الشآم عبيراً وغابة
ولاتهربي من تراتيلِ كفي
فقلبي تدقّ الهواجسُ بابه"
أمرّ؟!... مررتُ
ومصرُ الكنانةُ حبٌّ يزعردُ فوقَ شفاهِ الأزاهرْ
وحين وقفتُ على أرضِها
تركتُ فؤادي هناك.. يسافرْ
وكانَ الرّصاصُ ببيروتَ
يرسمُ لوحاتهِ من رمادِ العيونِ
يعلّقُ أسماءَهُ فوق صدرِ المدينة
وناحت طرابلسُ يومَ التقينا
تساءلتُ: من أشعلَ القصفَ؟
من يوقفُ النزفَ؟
من .............؟
فأضحى السؤالُ على شفتيَّ صلاةً
تناجي هديلَ حمائمها النائحاتِ
بكيتُ اغتراباً
وفي مائها العربيّ المحاصرِ بالخوفِ
ألقيتُ أمنيةً
وصغتُ وريدين من ألمٍ
نسجْتُ غلالةَ حزنً
نثرتُ تسابيحها في الدروب المحنّاةِ بالدّمِ
كانت رفاتُ الشهيد
تدقُّ جدارَ القيامةْ
فعادَ السّؤالُ لصدري
وصارَ... حمامةْ
.........
أحبّك.. إثمي كبيرٌ
فأطلقْ حنينَ ازدهاركَ ياسيّدَ الحبِّ
سوّرْ جراحي بلمسةِ شوقٍ أخيرٍ
وهبني مزيداً من الحبِّ
هبني مزيداً من الحبِّ يومَ أجيءُ
مرايا حنينكَ..
يومَ أجيءُ...
وقد... لا...
نيسان 1994 [/align]
[motr1]مع التحيات / يوسف غياث[/motr1]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........
مزيداً من الحبِّ يوم أجيءُ
مرايا حنينكَ
أشرعُ وجهي
لنهر الأنا شيدِ..
يهرَبُ من حفلاتِ التّنكرِ
ساعة تخطو الأنا شيدُ خطوتها المستريبة
مابين لحظةِ خوفٍ.. وقبلةْ
وينسابُ دفءُ القرنفلِ
ضوعُ انعتاقِ الطيوبِ من الأسرِ
مابين وجهي ووجهك
هلْ جئتَ تحملُ أهزوجةَ الشّوقِ؟
هاك دمي يرتدي في الصّباحِ الحزينِ
همومَكْ
ويطلقُها في المساءِ الذي يتعمّدُ بالمهرجانْ
فماذا تخبئُ للعابرينَ ببابِك هذا الصّباحْ
أبعضَ حنينٍ قديمٍ؟!
أبعضَ جنونِ الرياحْ؟!
وأدخلُ صدركَ.. أوغلُ فيهِ
أذوبُ ببعضِ اتقادِك
ينهمرُ الموسميُّ رذاذاً دفيئاً على جسدينا
وهانحنُ متّحدانِ في الموتِ والصّحوِ
في الصّحو والعنفوانِ الربيعيِّ
هانحنُ متّحدانِ
ولمْ نلتقِ ذاتَ صيفٍ
ولكننا..
وضعْنا احتمالاتِ أشواقنا
قبيلَ ثلاثينَ عاماً في البريد المسافرِ
نحو اشتعالِ الشرايينِ
هانحنُ نبتكرُ الحلمَ... أغنيّةً
صرخةً... هاجساً يبتدي في انعتاقِ العبيرِ
من الجلد.. زوبعة التّوقِ في الدّمِ...
ها نحن كفّان كفٌّ
ووجهان... وجهٌ
وأيقونتانِ...
بلونِ البحارِ التي تمطرُ الأرضَ زهواً
بعاصفةٍ من جمار الخصوبةِ.. يومَ يقومُ من الموتِ
تموزُ منتصراً...
فنغلقُ دائرةَ الأمنياتِ
على خوفنا من رجوم الشياطينِ
قهر ملوكِ الرواياتِ.. نمضي
وبينَ أصابعنا نشوةٌ من عذابِ الأصابعِ
بعضٌ من الدفءِ
والهمساتِ الخجولةْ
فلا ترحلِ الآنَ
هذا المساءُ جميلٌ
وبعضُ الأحّبةِ في البابِ.. جاؤوا
تريثْ قليلاً
وضعْ فوق صدري ورود حنانك
صُغْ للمساءِ قصيدةَ حبٍّ جديدةْ
فيورقَ صمتُ المساءِ
وتنكسرَ البسمةُ فوقَ الشّفاهِ
كنار القناديل وهي تعّرش ليلاً
على هامشِ الخوفِ
يدمي مواعيدنا العاطراتِ سؤالٌ
على ثغره موسمٌ من رعافْ
لماذا نخافُ إذا ماعشقنا
إذا ماعشقنا.. لماذا نخافْ ؟!!
.....
ضفافُ المدائنِ يرقصُ فيها ارتحالُ العصافيرِ
يرحلُ صوتي إليك
فأغدو حمامةَ حزنك.. هذا الوجيعُ
وأخلعُ أثوابَ صمتي
أعرّي دمي من حنينِ الدّماءِ
أمدّ يديَّ
أمسُّ السّماءَ الرحيمةَ أسلمُ وجهي
لفقرِ الأزقةِ والأمسياتِ
لكلّ الذين استراحوا
على شرفةِ الوجدِ
فلتسمعِ العاصفاتُ من الرّيحِ
أني أحبّك صنوَ جنوني
وأغلى عذاباتِ عمري
وأرسمُ فوق ذراعيكِ مرجاً
من القبلاتِ العصّية أهتفُ:
هبني مزيداً من الحبّ يومَ
أجيءُ مرايا حنينكَ
إني أخافُ انطفاءَ الأناشيدِ فوقَ الشّفاهِ
فخذ بيديّ إلى بابِ عمرٍ جديدٍ
أكنْ مثلما كنتُ سوسنةً في يباسِ خريفكَ
يعشبُ حقلُ رؤانا القديمةِ
ينهمرُ الأخضرُ.. الأزرقُ... الجلّنارُ
أحبّـــكَ..
حبي صلاةَ الينابيع تزجي تسابيحها
لامتدادِ غديرٍ
يخبئُ في ناظريه النّدى.. لايموتْ
ويعبرُ نحو بهاءِ... البيوتْ
تقولُ: تمرّين في البالِ
مثلَ غمامةِ صيفٍ
أريجاً يلوّنُ أيّامَ عمري
نبيذاً يعتّقهُ القلبُ منذ ابتداءِ الزّمانِ
ونشوةَ حلمٍ جميلٍ.. رهيفْ
تمرّين في البالِ مثلَ رفيفِ العصافيرِ
يحدوهُ فجراً.. غناءٌ.. رفيفْ
وأزهو بحبّك.. أزهرُ صفصافةً
في ربيعٍ فتيٍّ
تخبّئ أحلامَ إيراقِها لغدٍ
سيجيءُ كما الفجرُ بعد ليالٍ طوالٍ
وتطلقُ ألوانها في المدى صرخةً
ووعد ازدهاءٍ.. نضيرْ
فأنثرُ وردَ دمائي
على كلّ وجهٍ أليفٍ
وألقاك في كلّ وجهٍ
تطلّ بذاك الحنانِ الذي يوهنُ الروحَ
أو يرتمي في السويداءِ
يمدُّ أصابعه الظامئاتِ احتجاجاً
إلى مطر القلبِ.. أخشى عليه السقوطَ
وأخشى عليك المرورَ إلى دهشةِ الوقتِ
أخشى عليك عذابَ انتظاري..
تريّثْ قليلاً
ولملمْ عنِ السّنديانِ بحقلي
ضجيجَ المساءاتِ..
عرسَ الطيورِ الصغيرةِ
وامددْ يديك إليَّ.. استبحْ خوفَ صدري
وهدهدْ صراخَ الخلايا
بغابةِ عطرٍ.. ونخلةِ شوقٍ مديدٍ.. وقبلةْ
أحبّك لم تأتِ
بيني وبينك ألفٌ من الرغباتِ الجموحةِ
والأمنياتِ..
أهبُّ من الموتِ.. أدخلُ في وارفاتِ
البلادِ..
أعانقُ نخلَ العراقِ.. رمالَ الحجازِ
وتفاحَ غوطتنا اليعربيَّ
وأخشى عليك
رماحَ القبائلِ تنهالُ طعناً
بصدرك هذا الحبيب الأليفْ
أخافُ عليكَ.. رياحَ الخريفْ
هو الحلمُ التّوقُ والهاجسُ المستحيلُ
وأحيا له في تشهي المواعيدِ...
في رفّةِ القلبِ جذلى... بأفراحِ عيد
فهل أنتَ وحدَكَ يرويك حبُّ السّلامةِ
فوق وجوهِ نداماكَ
يومَ يجيئونَ من نشوةِ الأرجوانِ
شهيداً... يُنادي شهيدْ ؟!
.........
أسبِّحُ باسمِك كلَّ صباحٍ
ووقعُ نداك يلوّن عمري
بأقواس وردٍ
أحبّك طفلاً.. يحالفُ ضدّي الطفولةْ
وأقترفُ الأمنياتِ إلى وطنٍ
لاينامُ حزيناً
ولاتستبيحُ مواويله أحجياتُ البطولةْ
فهل يأثمُ السّنديانُ إذا حنّ يوماً
إلى أرضهِ
وهل يأثمُ القلبُ إن حاصرَته الأناشيدُ في ومضةٍ
هي عمرُ رؤانا...
ورفّاتُ أسمائنا يوم تسرقُها
من خطوطِ أصابيعِنا..
تفاصيلُ جذعٍ لزيتونةٍ
قد ألمَّ بها الشوقُ يومَ التجأنا
إلى ظلّها.. والهوى بيننا غابةٌ من عيونْ
غريبانِ نحنُ
نطّوفُ في عالمِ الخوفِ هذا
ونحزنُ.. نحزنُ
نضحكُ... نضحكُ
حتى تجنَّ العظامُ...
فنختمُ أوراقَ أحزانِنا
بأختامِ حزنِ البلادِ
وتبغي الرّحيلَ... أهزّكَ توقاً..
توقفْ.. أقولُ: توقفْ
لكَ اللهُ.. هل كنتَ تهتفُ باسمي
وراءَ المتاريس من ألفِ عامٍ وعامٍ... وعامْ
تركنا هنالك أطفالنا
يمرحونَ...
وكانَ الرصاصُ عويلاً
يباغتُ أشواقنا المستحيلةَ
كانَ الرّصاصُ خلاصاً...
خرَجْنا...
دخلنا إلى قبَةِ الأرضِ... غبنا
مئاتِ السنين
وعدْنا
أضعتُ طريَقك ألفاً
وألفاً أضعتُ طريقي
ويومَ التقينا.. عرفتكَ
كنت الذي كان مني... الذي كنت منهُ
الجذور.. الدّماءْ..
ترَحّلتَ عني...
ذهبتَ إلى آخرِ الجرحِ
جاستْ خطاك بأرضِ المواجدِ
وحدي بقيتُ
على شاهقِ النّزفِ أهوي
وتيّمني الوجدُ ذات شتاءٍ مطيرْ
فهلْ حاصروك بعشبِ احتراقي
غداةَ انتهينا إلى غابةٍ
من صغارِ العصافيرِ
هل كانَ ذنبُ العصافيرِ أنْ
أتقنتْ رقصةَ الحبّ؟
هاأنذا.. امتطي رقصتي
وأموتُ...
أموتُ حنيناً
وأقترف الحلمَ التوقَ والهاجسَ المستحيلْ
أجيءُ إليكَ
أعلّقُ وجهي أمامك غصناً رطيباً
يصلّي
على شجر الحبِّ.. والذكرياتِ
فتدخلُ أوراقُه خضرةَ الأطلسيّ
صفاءَ الخليجِ
ترشُّ النوارسَ بالمطرِ الصاعدِ مابين قبرِ الشهيدِ
وقبرِ الشهيدْ..
فمدَّ يديك أيا سيّدَ الحلمِ
واقبضْ على عوسجِ الوقتِ
مابين حدٍّ... وحدْ
ورتّلْ أناشيدَك الوطنيةَ في آخر الأرضِ
قد ينهضُ الشهداءُ من موتِهم ذاتَ وقتٍ
ويهوي الكفنْ
وقد يكسرُ الموتُ بين المياهِ.. وبينَ المياهِ
حسدودَ الوطنْ...
.......
وأقترفُ الحلمَ التّوقَ والهاجسَ المستحيل
فأركضُ عبر براريك مسحورةً
بنداك القديمِ
تعالي إليَّ..
ومرّي بمصرَ مرورَ السّحابَةْ
وكوني بأرضِ الشآم عبيراً وغابة
ولاتهربي من تراتيلِ كفي
فقلبي تدقّ الهواجسُ بابه"
أمرّ؟!... مررتُ
ومصرُ الكنانةُ حبٌّ يزعردُ فوقَ شفاهِ الأزاهرْ
وحين وقفتُ على أرضِها
تركتُ فؤادي هناك.. يسافرْ
وكانَ الرّصاصُ ببيروتَ
يرسمُ لوحاتهِ من رمادِ العيونِ
يعلّقُ أسماءَهُ فوق صدرِ المدينة
وناحت طرابلسُ يومَ التقينا
تساءلتُ: من أشعلَ القصفَ؟
من يوقفُ النزفَ؟
من .............؟
فأضحى السؤالُ على شفتيَّ صلاةً
تناجي هديلَ حمائمها النائحاتِ
بكيتُ اغتراباً
وفي مائها العربيّ المحاصرِ بالخوفِ
ألقيتُ أمنيةً
وصغتُ وريدين من ألمٍ
نسجْتُ غلالةَ حزنً
نثرتُ تسابيحها في الدروب المحنّاةِ بالدّمِ
كانت رفاتُ الشهيد
تدقُّ جدارَ القيامةْ
فعادَ السّؤالُ لصدري
وصارَ... حمامةْ
.........
أحبّك.. إثمي كبيرٌ
فأطلقْ حنينَ ازدهاركَ ياسيّدَ الحبِّ
سوّرْ جراحي بلمسةِ شوقٍ أخيرٍ
وهبني مزيداً من الحبِّ
هبني مزيداً من الحبِّ يومَ أجيءُ
مرايا حنينكَ..
يومَ أجيءُ...
وقد... لا...
نيسان 1994 [/align]
[motr1]مع التحيات / يوسف غياث[/motr1]