مزيداً من الحبّ

يوسف مكاوي

:: عضو نشيط ::
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........



مزيداً من الحبِّ يوم أجيءُ‏

مرايا حنينكَ‏

أشرعُ وجهي‏

لنهر الأنا شيدِ..‏

يهرَبُ من حفلاتِ التّنكرِ‏

ساعة تخطو الأنا شيدُ خطوتها المستريبة‏

مابين لحظةِ خوفٍ.. وقبلةْ‏

وينسابُ دفءُ القرنفلِ‏

ضوعُ انعتاقِ الطيوبِ من الأسرِ‏

مابين وجهي ووجهك‏

هلْ جئتَ تحملُ أهزوجةَ الشّوقِ؟‏

هاك دمي يرتدي في الصّباحِ الحزينِ‏

همومَكْ‏

ويطلقُها في المساءِ الذي يتعمّدُ بالمهرجانْ‏

فماذا تخبئُ للعابرينَ ببابِك هذا الصّباحْ‏

أبعضَ حنينٍ قديمٍ؟!‏

أبعضَ جنونِ الرياحْ؟!‏

وأدخلُ صدركَ.. أوغلُ فيهِ‏

أذوبُ ببعضِ اتقادِك‏

ينهمرُ الموسميُّ رذاذاً دفيئاً على جسدينا‏

وهانحنُ متّحدانِ في الموتِ والصّحوِ‏

في الصّحو والعنفوانِ الربيعيِّ‏

هانحنُ متّحدانِ‏

ولمْ نلتقِ ذاتَ صيفٍ‏

ولكننا..‏

وضعْنا احتمالاتِ أشواقنا‏

قبيلَ ثلاثينَ عاماً في البريد المسافرِ‏

نحو اشتعالِ الشرايينِ‏

هانحنُ نبتكرُ الحلمَ... أغنيّةً‏

صرخةً... هاجساً يبتدي في انعتاقِ العبيرِ‏

من الجلد.. زوبعة التّوقِ في الدّمِ...‏

ها نحن كفّان كفٌّ‏

ووجهان... وجهٌ‏

وأيقونتانِ...‏

بلونِ البحارِ التي تمطرُ الأرضَ زهواً‏

بعاصفةٍ من جمار الخصوبةِ.. يومَ يقومُ من الموتِ‏

تموزُ منتصراً...‏

فنغلقُ دائرةَ الأمنياتِ‏

على خوفنا من رجوم الشياطينِ‏

قهر ملوكِ الرواياتِ.. نمضي‏

وبينَ أصابعنا نشوةٌ من عذابِ الأصابعِ‏

بعضٌ من الدفءِ‏

والهمساتِ الخجولةْ‏

فلا ترحلِ الآنَ‏

هذا المساءُ جميلٌ‏

وبعضُ الأحّبةِ في البابِ.. جاؤوا‏

تريثْ قليلاً‏

وضعْ فوق صدري ورود حنانك‏

صُغْ للمساءِ قصيدةَ حبٍّ جديدةْ‏

فيورقَ صمتُ المساءِ‏

وتنكسرَ البسمةُ فوقَ الشّفاهِ‏

كنار القناديل وهي تعّرش ليلاً‏

على هامشِ الخوفِ‏

يدمي مواعيدنا العاطراتِ سؤالٌ‏

على ثغره موسمٌ من رعافْ‏

لماذا نخافُ إذا ماعشقنا‏

إذا ماعشقنا.. لماذا نخافْ ؟!!‏

.....‏

ضفافُ المدائنِ يرقصُ فيها ارتحالُ العصافيرِ‏

يرحلُ صوتي إليك‏

فأغدو حمامةَ حزنك.. هذا الوجيعُ‏

وأخلعُ أثوابَ صمتي‏

أعرّي دمي من حنينِ الدّماءِ‏

أمدّ يديَّ‏

أمسُّ السّماءَ الرحيمةَ أسلمُ وجهي‏

لفقرِ الأزقةِ والأمسياتِ‏

لكلّ الذين استراحوا‏

على شرفةِ الوجدِ‏

فلتسمعِ العاصفاتُ من الرّيحِ‏

أني أحبّك صنوَ جنوني‏

وأغلى عذاباتِ عمري‏

وأرسمُ فوق ذراعيكِ مرجاً‏

من القبلاتِ العصّية أهتفُ:‏

هبني مزيداً من الحبّ يومَ‏

أجيءُ مرايا حنينكَ‏

إني أخافُ انطفاءَ الأناشيدِ فوقَ الشّفاهِ‏

فخذ بيديّ إلى بابِ عمرٍ جديدٍ‏

أكنْ مثلما كنتُ سوسنةً في يباسِ خريفكَ‏

يعشبُ حقلُ رؤانا القديمةِ‏

ينهمرُ الأخضرُ.. الأزرقُ... الجلّنارُ‏

أحبّـــكَ..‏

حبي صلاةَ الينابيع تزجي تسابيحها‏

لامتدادِ غديرٍ‏

يخبئُ في ناظريه النّدى.. لايموتْ‏

ويعبرُ نحو بهاءِ... البيوتْ‏

تقولُ: تمرّين في البالِ‏

مثلَ غمامةِ صيفٍ‏

أريجاً يلوّنُ أيّامَ عمري‏

نبيذاً يعتّقهُ القلبُ منذ ابتداءِ الزّمانِ‏

ونشوةَ حلمٍ جميلٍ.. رهيفْ‏

تمرّين في البالِ مثلَ رفيفِ العصافيرِ‏

يحدوهُ فجراً.. غناءٌ.. رفيفْ‏

وأزهو بحبّك.. أزهرُ صفصافةً‏

في ربيعٍ فتيٍّ‏

تخبّئ أحلامَ إيراقِها لغدٍ‏

سيجيءُ كما الفجرُ بعد ليالٍ طوالٍ‏

وتطلقُ ألوانها في المدى صرخةً‏

ووعد ازدهاءٍ.. نضيرْ‏

فأنثرُ وردَ دمائي‏

على كلّ وجهٍ أليفٍ‏

وألقاك في كلّ وجهٍ‏

تطلّ بذاك الحنانِ الذي يوهنُ الروحَ‏

أو يرتمي في السويداءِ‏

يمدُّ أصابعه الظامئاتِ احتجاجاً‏

إلى مطر القلبِ.. أخشى عليه السقوطَ‏

وأخشى عليك المرورَ إلى دهشةِ الوقتِ‏

أخشى عليك عذابَ انتظاري..‏

تريّثْ قليلاً‏

ولملمْ عنِ السّنديانِ بحقلي‏

ضجيجَ المساءاتِ..‏

عرسَ الطيورِ الصغيرةِ‏

وامددْ يديك إليَّ.. استبحْ خوفَ صدري‏

وهدهدْ صراخَ الخلايا‏

بغابةِ عطرٍ.. ونخلةِ شوقٍ مديدٍ.. وقبلةْ‏

أحبّك لم تأتِ‏

بيني وبينك ألفٌ من الرغباتِ الجموحةِ‏

والأمنياتِ..‏

أهبُّ من الموتِ.. أدخلُ في وارفاتِ‏

البلادِ..‏

أعانقُ نخلَ العراقِ.. رمالَ الحجازِ‏

وتفاحَ غوطتنا اليعربيَّ‏

وأخشى عليك‏

رماحَ القبائلِ تنهالُ طعناً‏

بصدرك هذا الحبيب الأليفْ‏

أخافُ عليكَ.. رياحَ الخريفْ‏

هو الحلمُ التّوقُ والهاجسُ المستحيلُ‏

وأحيا له في تشهي المواعيدِ...‏

في رفّةِ القلبِ جذلى... بأفراحِ عيد‏

فهل أنتَ وحدَكَ يرويك حبُّ السّلامةِ‏

فوق وجوهِ نداماكَ‏

يومَ يجيئونَ من نشوةِ الأرجوانِ‏

شهيداً... يُنادي شهيدْ ؟!‏

.........‏

أسبِّحُ باسمِك كلَّ صباحٍ‏

ووقعُ نداك يلوّن عمري‏

بأقواس وردٍ‏

أحبّك طفلاً.. يحالفُ ضدّي الطفولةْ‏

وأقترفُ الأمنياتِ إلى وطنٍ‏

لاينامُ حزيناً‏

ولاتستبيحُ مواويله أحجياتُ البطولةْ‏

فهل يأثمُ السّنديانُ إذا حنّ يوماً‏

إلى أرضهِ‏

وهل يأثمُ القلبُ إن حاصرَته الأناشيدُ في ومضةٍ‏

هي عمرُ رؤانا...‏

ورفّاتُ أسمائنا يوم تسرقُها‏

من خطوطِ أصابيعِنا..‏

تفاصيلُ جذعٍ لزيتونةٍ‏

قد ألمَّ بها الشوقُ يومَ التجأنا‏

إلى ظلّها.. والهوى بيننا غابةٌ من عيونْ‏

غريبانِ نحنُ‏

نطّوفُ في عالمِ الخوفِ هذا‏

ونحزنُ.. نحزنُ‏

نضحكُ... نضحكُ‏

حتى تجنَّ العظامُ...‏

فنختمُ أوراقَ أحزانِنا‏

بأختامِ حزنِ البلادِ‏

وتبغي الرّحيلَ... أهزّكَ توقاً..‏

توقفْ.. أقولُ: توقفْ‏

لكَ اللهُ.. هل كنتَ تهتفُ باسمي‏

وراءَ المتاريس من ألفِ عامٍ وعامٍ... وعامْ‏

تركنا هنالك أطفالنا‏

يمرحونَ...‏

وكانَ الرصاصُ عويلاً‏

يباغتُ أشواقنا المستحيلةَ‏

كانَ الرّصاصُ خلاصاً...‏

خرَجْنا...‏

دخلنا إلى قبَةِ الأرضِ... غبنا‏

مئاتِ السنين‏

وعدْنا‏

أضعتُ طريَقك ألفاً‏

وألفاً أضعتُ طريقي‏

ويومَ التقينا.. عرفتكَ‏

كنت الذي كان مني... الذي كنت منهُ‏

الجذور.. الدّماءْ..‏

ترَحّلتَ عني...‏

ذهبتَ إلى آخرِ الجرحِ‏

جاستْ خطاك بأرضِ المواجدِ‏

وحدي بقيتُ‏

على شاهقِ النّزفِ أهوي‏

وتيّمني الوجدُ ذات شتاءٍ مطيرْ‏

فهلْ حاصروك بعشبِ احتراقي‏

غداةَ انتهينا إلى غابةٍ‏

من صغارِ العصافيرِ‏

هل كانَ ذنبُ العصافيرِ أنْ‏

أتقنتْ رقصةَ الحبّ؟‏

هاأنذا.. امتطي رقصتي‏

وأموتُ...‏

أموتُ حنيناً‏

وأقترف الحلمَ التوقَ والهاجسَ المستحيلْ‏

أجيءُ إليكَ‏

أعلّقُ وجهي أمامك غصناً رطيباً‏

يصلّي‏

على شجر الحبِّ.. والذكرياتِ‏

فتدخلُ أوراقُه خضرةَ الأطلسيّ‏

صفاءَ الخليجِ‏

ترشُّ النوارسَ بالمطرِ الصاعدِ مابين قبرِ الشهيدِ‏

وقبرِ الشهيدْ..‏

فمدَّ يديك أيا سيّدَ الحلمِ‏

واقبضْ على عوسجِ الوقتِ‏

مابين حدٍّ... وحدْ‏

ورتّلْ أناشيدَك الوطنيةَ في آخر الأرضِ‏

قد ينهضُ الشهداءُ من موتِهم ذاتَ وقتٍ‏

ويهوي الكفنْ‏

وقد يكسرُ الموتُ بين المياهِ.. وبينَ المياهِ‏

حسدودَ الوطنْ...‏

.......‏



وأقترفُ الحلمَ التّوقَ والهاجسَ المستحيل‏

فأركضُ عبر براريك مسحورةً‏

بنداك القديمِ‏

تعالي إليَّ..‏

ومرّي بمصرَ مرورَ السّحابَةْ‏

وكوني بأرضِ الشآم عبيراً وغابة‏

ولاتهربي من تراتيلِ كفي‏

فقلبي تدقّ الهواجسُ بابه"‏

أمرّ؟!... مررتُ‏

ومصرُ الكنانةُ حبٌّ يزعردُ فوقَ شفاهِ الأزاهرْ‏

وحين وقفتُ على أرضِها‏

تركتُ فؤادي هناك.. يسافرْ‏

وكانَ الرّصاصُ ببيروتَ‏

يرسمُ لوحاتهِ من رمادِ العيونِ‏

يعلّقُ أسماءَهُ فوق صدرِ المدينة‏

وناحت طرابلسُ يومَ التقينا‏

تساءلتُ: من أشعلَ القصفَ؟‏

من يوقفُ النزفَ؟‏

من .............؟‏

فأضحى السؤالُ على شفتيَّ صلاةً‏

تناجي هديلَ حمائمها النائحاتِ‏

بكيتُ اغتراباً‏

وفي مائها العربيّ المحاصرِ بالخوفِ‏

ألقيتُ أمنيةً‏

وصغتُ وريدين من ألمٍ‏

نسجْتُ غلالةَ حزنً‏

نثرتُ تسابيحها في الدروب المحنّاةِ بالدّمِ‏

كانت رفاتُ الشهيد‏

تدقُّ جدارَ القيامةْ‏

فعادَ السّؤالُ لصدري‏

وصارَ... حمامةْ‏

.........‏

أحبّك.. إثمي كبيرٌ‏

فأطلقْ حنينَ ازدهاركَ ياسيّدَ الحبِّ‏

سوّرْ جراحي بلمسةِ شوقٍ أخيرٍ‏

وهبني مزيداً من الحبِّ‏

هبني مزيداً من الحبِّ يومَ أجيءُ‏

مرايا حنينكَ..‏

يومَ أجيءُ...‏

وقد... لا...‏

نيسان 1994‏
[/align]




[motr1]مع التحيات / يوسف غياث[/motr1]
 


صح لسانك

الله يعطيك العافية [fot1]يوسف مكاوي [/fot1]على الطرح الرائع

تحياتي جواد البحر
cVu18939.gif

 
عودة
أعلى